أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي سعد - عهد التميمي... الطفلة الفلسطينية التي أرعبت الاحتلال الإسرائيلي!














المزيد.....

عهد التميمي... الطفلة الفلسطينية التي أرعبت الاحتلال الإسرائيلي!


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 5831 - 2018 / 3 / 30 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قررت المحكمة العسكرية الإسرائيلية مؤخرا الحكم على المناضلة الفلسطينية عهد التميمي بالسجن لمدة ثمانية أشهر، وذلك بعد أن وجهت إليها عدة تهم من بينها تهمة صفع وركل جنديين إسرائيليين تسللا إلى فناء منزلها في قرية النبي صالح الواقعة شمال غرب رام الله.

أعتقد أن هذا القرار المشين يدل على إفلاس المؤسسة الإسرائيلية التي تقف عاجزة أمام عزيمة الشعب الفلسطيني البطل، الذي ما زال مصمما على مقاومة الاحتلال بالرغم من التضحيات الجسام التي قدمها على مدار العقود الماضية.

لا شك أن الطفلة الفلسطينية عهد التميمي تمثل نموذجا فعليا للمقاومة الشعبية السلمية للاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما أرعب المؤسسة الإسرائيلية التي وظفت كافة أذرعها القضائية والإعلامية من أجل محاربة طفلة بريئة كل ذنبها أنها حاولت طرد جنود الاحتلال من ساحة بيتها.

وما أقض مضاجع المؤسسة الإسرائيلية أكثر هو كون عهد التميمي قد كسرت الصورة النمطية للمرأة الفلسطينية التي يحاول الاحتلال تسويقها من خلال أبواقه الإعلامية، لذلك وصل بهم الهوس إلى اعتبار هذه العائلة المناضلة غير حقيقية ومستوردة من الخارج كما ادعى أحد أعضاء الكنيست.

هذا النمط من التفكير نابع من عقلية استعمارية تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى شيطنة الشعب الواقع تحت الاحتلال، وذلك من أجل تبرير إذلاله وقمعه وارتكاب الجرائم والموبقات بحقه، وإطالة أمد الاحتلال بادعاء أن هذا الشعب غير ناضج لإدارة شؤونه بنفسه وإقامة دولته المستقلة.

لقد أصبح واضحا أن المحتل الإسرائيلي يوظف كافة طاقاته في سبيل تلطيخ سمعة المناضلين والمناضلات ضد الاحتلال، وهذا يعود إلى كونهم باتوا يشكلون شوكة قوية في حلقه وعقبة كأداء في وجه مخططاته التوسعية، لذلك علينا أن لا نستغرب هذه الهجمة المسعورة على عهد وأمثالها من المقاومات والمقاومين الذين يتحدون الاحتلال ويتصدون له بالرغم من إمكانياتهم الضعيفة والمحدودة.

جدير بالذكر أن عهد التميمي ليست الفتاة الوحيدة التي تعرضت لهذا المصير، فتاريخ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية حافل بالجرائم بحق الأطفال الأبرياء، وقد تنوعت هذه الجرائم بين قتل وسجن وإهانة وتعذيب، فالأطفال الفلسطينيون يعانون بشكل يومي من ممارسات الاحتلال التعسفية التي لا يفرق فيها بين صغير وكبير.

وفي هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أن أسلوب المقاومة الشعبية أثبت نجاعته وقدرته على التأثير، وتجربة قرية النبي صالح التي تنتمي إليها عهد خير دليل على ذلك، حيث تشتهر هذه القرية باتباع أهاليها نهج النضال المدني عبر القيام بمظاهرات سلمية ومسيرات جماهيرية للمطالبة بإزالة مستوطنة "حلميش" المقامة على أراضيهم التي صادرتها سلطات الاحتلال، ولقد نجحت هذه القرية في إيصال معاناة أهاليها إلى الرأي العام العالمي بالشكل الصحيح، وتمكنت بفضل نضال أبنائها المثابر من كسب تعاطف عالمي غير مسبوق مع قضيتها العادلة.

يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي المسيرات الأسبوعية التي يجريها أهالي النبي صالح بالقمع والتنكيل، حيث يطلق جنود الاحتلال على المتظاهرين الرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية، أضف إلى ذلك القيام بعمليات اعتقال مكثفة للمشاركين في المظاهرات، وتستهدف هذه العمليات الأطفال بشكل خاص، حيث شهدت القرية العديد من حالات الاعتقال والاحتجاز للأطفال التي تراوحت بين أيام وأشهر.

لا بد من التأكيد على أن الأساليب القمعية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل لن تغير من الواقع شيئا، لأن الحقيقة تفيد بأن هناك شعب واقع تحت الاحتلال، ومن حقه مقاومته بكافة الطرق التي يجدها مناسبة، ولن تنجح هذه السياسة العدوانية بإخضاع وتركيع هذا الشعب الصامد المصمم على المضي بالنضال حتى ينال حريته الكاملة.

تجارب الشعوب والأمم أثبتت بما لا يقبل الشك بأن كل احتلال تواجد على سطح الأرض كان مصيره الزوال الحتمي، ومن الطبيعي أن يلقى الاحتلال الإسرائيلي نفس المصير مهما طال الزمن، ولن تقوى عنجهية الاحتلال على إرادة شعب قطع عهدا أن يواصل مسيرة الكفاح إلى حين تحقيق حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطان باشا الأطرش حاضر بقوة رغم غيابه
- كيف نجحت المؤسسة الإسرائيلية في نزع الدروز من سياقهم التاريخ ...
- عدم خوض الجبهة معركة الرئاسة قرار صائب
- الدروز في إسرائيل والتماهي بالمتسلط
- الرجعية الدرزية وتزوير التاريخ
- بلدية شفاعمرو غائبة عن هموم مواطنيها
- عدم تفعيل المركز الثقافي جريمة نكراء بحق أهالي شفاعمرو
- الوطنية الحقيقية لا تكتمل إلا بمقارعة الرجعية
- أحياء شفاعمرو تنتظر حلولا لمشاكلها
- حول أصل الدروز وعروبتهم
- حل الأزمة الشفاعمرية على الطريقة اللبنانية
- انتصار سعيد نفاع وهزيمة اليمين الدرزي
- التوازن الطائفي سيد الموقف في شفاعمرو
- حل الائتلاف نتيجة طبيعية للوعود المتضاربة
- مسألة النيابة ومستقبل الطائفة الدرزية في شفاعمرو
- القوى الوطنية الدرزية عاجزة عن مواجهة الرجعية الدرزية
- مسألة الهوية لدى الدروز في إسرائيل
- أكذوبة الصحافة الموضوعية
- قراءة في واقع القوى الوطنية الدرزية في إسرائيل
- المجتمع العربي في إسرائيل وعوامل التفتيت الذاتي


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-تهديدات- جنود من سوريا لإسرائيل.. هذه حقيقته ...
- كيف تصاعدت الغارات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن؟ | بي بي س ...
- صاروخ حوثي في سماء إسرائيل يدخل السكان إلى الملاجئ وإصابة سي ...
- تونس: الحكم على رئيس الوزراء السابق علي العريض بالسجن 34 عام ...
- غارات إسرائيلية في سوريا والمرصد يصفها بـ -الأعنف-
- الداخلية في غزة تتوعد -عملاء الاحتلال العابثين بالأمن-
- تقرير يكشف العدد الهائل لعقوبات الغرب المفروضة على روسيا منذ ...
- الحكومة الإيرانية: نخوض المفاوضات مع واشنطن لأننا لا نرغب في ...
- بعد وعكة صحية مفاجئة.. رئيس صربيا يقطع زيارته للولايات المتح ...
- الأمير هاري يفجر مفاجأة بشأن صحة الملك تشارلز


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي سعد - عهد التميمي... الطفلة الفلسطينية التي أرعبت الاحتلال الإسرائيلي!