أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بن زكري - Pedophilia .. بما يرضي الله !














المزيد.....

Pedophilia .. بما يرضي الله !


محمد بن زكري

الحوار المتمدن-العدد: 5817 - 2018 / 3 / 16 - 18:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدءً .. إن مجرد تعبير : " زواج الأطفال الإناث " ، يثير من الاستغراب الشديد ، بقدر شدة ما يثيره من السخط والاشمئزاز ؛ فشبه الجملة هذه ، تحمل في صياغتها تناقضا غير قابل للتعليل أو التبرير ، من حيث الدلالة اللغوية ، فضلا عن دلالتها الأخلاقية و القيمية و الحقوقية ؛ فمفهوم الطفولة يتناقض بالمطلق مع مفهوم الزواج . و الصورة الذهنية لكلمة : " طفلة " ، بما تستدعيه للمخيلة و الذاكرة ، مغايرة كليّا لما ترسمه في الذهن أو ما تستدعيه للخيال و الذاكرة كلمة : " زوجة " . و ما شذوذ هذا التعبير اللغوي ، إلا انعكاس لشذوذ العقل و النفس و السلوك ، أي شذوذ التفكير و المشاعر و الأخلاق .
و لست لأتردد لحظة واحدة في القول بأن ما يسمى " زواج الأطفال الإناث " ، ليس سوى شرعنة همجية لا أخلاقية ، لهتك أعراض الصغيرات القاصرات ، وهو لا يخرج عن كونه اعتداء جنسيا عنيفا منحطا ، يطال ضحايا لا حول لهن و لا قوة على مقاومته . و إن الرجل الذي يستبيح جسد طفلة باسم الزواج ، ليس سوى مجرم مدان أخلاقيا ، قبل أن يكون مدانا في القانون الدولي و كل قوانين الأمم المتحضرة ، بارتكاب جريمة الاغتصاب ، في أشنع و أقبح صورها دلالة على الشذوذ النفسي و هشاشة البنية الأخلاقية و الانحطاط الحضاري . و إن الرجل الذي يدفع بابنته الطفلة إلى سرير رجل آخر ، لينتهك جسدها الصغير باسم الزواج ، ليس في واقعه سوى نخّاس قوّاد ، عديم الإنسانية ، و عديم الشرف و المروءة .
و لست بحاجة لمن يذكّرني بأن الشريعة الإسلامية ، قد أباحت - منذ أربعة عشر قرنا - زواج الأطفال الإناث ، أو بعبارة أخرى : إن الإسلام قد أباح نكاح الصغيرات ؛ فذلك واضح تماما من دلالة نص الآية القرآنية : " وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا " (سورة الطلاق / 4) . فعبارة : " اللائي لم يحضن " ، تنصرف دلاليا إلى الصغيرات المطلقات من زواج سابق ، بما يعنيه الزواج من المواقعة الجنسية ، التي يترتب عليها احتمال الحمل ، و من ثم وجوب قضاء فترة عدة الطلاق ، التي حددتها الآية بثلاثة أشهر ، لكل من : النساء اللائي لم يعد يأتيهن الطمث ، و الأطفال الإناث اللائي لم يبلغن سن الطمث بعد (!!) . و ذلك فضلا عما هو ثابت في السنة ، من أن النبي محمدا ، خطب الطفلة عائشة ذات الست سنوات ، و كان يداعبها جنسيا حتى بلوغها سن التاسعة ، حيث أكمل زواجه منها ، و صارت بذلك أما للمؤمنين ، بمن فيهم من يكبرونها عُمْرا بعشرات السنين .
و إن التحجج بأحكام الشريعة الإسلامية ، تبريرا لممارسة الاستغلال الجنسي للصغيرات (القاصرات) ، و انتهاك أجسادهن باسم الزواج ، هو أحد أهم الأسباب - العديدة - التي تدفعنا إلى الاعتراض بشدة ، و بصورة قطعية حاسمة ، على أي نص دستوري يجعل من الشريعة الإسلامية (المصدر الرئيس) للتشريع ، أو مرجعية ملزمة (دستوريا) لسن القوانين ، و ذلك حماية لحقوق الإنسان ، و صونا لحقوق الطفولة ، و درءً للمفاسد و الشبهات ، و التزاما (واجبا) بقواعد القانون الدولي الإنساني و المواثيق و الأعراف الدولية ، المصادق عليها من طرف الدولة الليبية .
و إذا كانت الشريعة الإسلامية قد أباحت زواج الأطفال الإناث دون سن البلوغ ، فهي بالنتيجة تبيح زواج الصغيرات اللائي أدركن البلوغ (بيولوجيا) ، عند سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة أو قبلها ، وفي كلتي الحالتين تنتفي عن البنت القاصر إمكانية أي تهيؤ نفسي أو عقلي أو جسدي أو فسيولوجي للزواج ، ويخطئ كثيرا من يتوهم أن طفلة عمرها عشر سنوات أو حتى خمسة عشر عاما ، ستكون سعيدة أو مستمتعة بمضاجعة رجل عجوز ، أو أنها ستكون أصلا مدركة لأبعاد ما يحدث معها في تلك العلاقة غير السوية وغير المتكافئة ، و المجبرة عليها باسم الزواج ؛ الأمر الذي لا يخرج بذلك (الزواج الشرعي) عن كونه واقعة هتك عرض طفلة ، وجريمة اغتصاب أنثى قاصر ، مجنيٌّ عليها بمقتضى أحكام الشريعة الإسلامية .
على أنه إذا كان حكم الشريعة في زواج المتعة ، قد تم إبطاله منذ زمن بعيد (دون أن تُنسخ - في واقع الأمر - الآية التي أباحته) ، وإذا كانت تحولات التاريخ ، و ما صاحبها و نتج عنها من تقدم الحضارة و ارتقاء القيم الإنسانية ، قد أبطلت - بحكم الأمر الواقع - أحكام الشريعة الإسلامية بشأن سبي النساء و الاتجار بالبشر . و إذا كان لنا أن ندعي الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان و الانتماء للحضارة الإنسانية في القرن الواحد والعشرين ؛ فإنه ليس اقل من وثيقة دستورية عصرية ، تَحُول - بالمطلق - دون أي احتمال لشرعنة هذا النوع الخطير من الشذوذ النفسي / الجنسي : اشتهاء الأطفال جنسيا / Pedophilia ، الذي يتم باسم الزواج ، و اقتداءً بأحكام الشريعة الإسلامية و سيرة (السلف الصالح) ، و عملا بما يرضي الله .



#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكية هي الحل .. بلا دوغما
- نحو أنسنة العلاقة بين المرأة و الرجل
- التأنيث و المنفى
- البربر / إمازيغن هم الأحفاد المباشرون ل (كرو – ماجنون) *
- الشعوبية ، نزعة عنصرية أم حركة تحررية
- نظرية المؤامرة
- عندما يصبح اللقّاق و النصّاب و النشّال حكاما
- شمولية التحرر استجابةً لتحدي شمولية الاستبداد
- دعوة إلى ثورة شعبية / اجتماعية ، يدعمها الجيش الوطني
- نانّا تالا
- التمييز (العنصري) في المجتمع الليبي
- السلفية .. أيديولوجيا التشرنق في الماضي التعيس
- فاضت كؤوسُها فكفّ الشرِّ أو الطوفان
- ليبيا تغرق في البحر الميت
- لماذا و إلى أين حربهم التاريخية على المرأة ؟
- هوغو تشافيز و أضاليل الليبراليين الجدد
- انتهت اللعبة ، فلماذا لا يرحلون ؟!
- هوامش على الأحداث الليبية
- قد تكون المرأة أشد ذكورية
- الحج إلى (إله الشمس) في عرفة


المزيد.....




- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بن زكري - Pedophilia .. بما يرضي الله !