ماجد ساوي
الحوار المتمدن-العدد: 5814 - 2018 / 3 / 13 - 13:11
المحور:
المجتمع المدني
لقد لفت نظري تغريدات في التويتر – وهو منصة لا احبذ التواجد فيها لغلبة الجهل والفظاظة لدى روادها - لبعض المدعين العلم في انساب العرب , حول فن الدحة لدى قبيلة عنزة وخصوصا قبيلة الرولة – وهي قبيلتي – ويدور اغلبها على تحقير القبيلة – الرولة وعنزة - وتحقير فنونها , وهو امر ينم لا ريب على عصبية – لدى المحقر لقبيلته عصبية جاهلية نتنة كما وصفها رسولنا الكريم عليه واله الصلاة والسلام – وهو امر اثار استيائي وانا المتمسك بوسطية الاسلام وعدم التعصب للقبيلة وان كنت اعتز بها كاصل وركن انتمي اليه .
اقول ان العارف بطبيعة العرب كامة يعلم ان الغالبية العظمى هم من البدو اهل الابل وبيوت الشعر المصنوعة من شعر الماعز ويسمون باهل الوبر - ويسكنون البوادي وينتجعون في رحيلهم الى حيث الكلا والماء . ولا يمنع هذا من وجود اهل المدر من العرب اي الحاضرة في المدن والقرى والبلدات في الجزيرة العربية .
والقبيلة العربية في طبيعتها المشهودة التي لم تتغير منذ عصور في الجزيرة العربية هي تجمع امرين في التكوين وهما الاصل والنسب والحلف والموالاة , والقبائل العربية المشهورة في عصر البعثة ساهمت الحضارة الاسلامية في جعلها مرجع الانساب لمن اراد الانساب العربية.-
الا ان هذا غير دقيق فهي قبائل وليدة العصر الذي وجدت فيه وهو عصر البعثة ولو رجعنا الى قبائل العام ثلاثة الاف قبل البعثة لوجدنا انها قبائل مختلفة , ولو عدنا الى عشرة الاف سنة قبل البعثة لوجدناها ايضا تختلف , وعليه ففي كل حقبة زمنية – تترواح بين عمر عشرين وخمسة عشرين ظهراً في عمود النسب – تتغير خارطة القبائل الحية في المجتمعات العربية .
تموت قبائل وتتحول الى رسوم لمشجرات للعوائل المحتفظة باصولها اليها وايضا تولد قبائل جديدة في المجتمعات العربية وتصبح هي المكون الاهم والاغلب للامة العربية في وقتها , وعليه فان الناظر للخريطة القبلية العربية الحالية يجد انها تختلف عن الخريطة القبلية في عصر البعثة النبوية , والمحاولات لربط هذه بتلك هي محاولات رثة في علوم الاجتماع وهشة في علوم الجغرافيا وركيكة في علوم الانساب ,
ولهذا فلا جدوى من محاولة التمسك بالخريطة القبلية التي وجدت في عصر البعثة لانها لاوجود لها الان وغيرفاعلة وغيرحية , الا على سبيل الاستئناس باسماء الاباء والجدود وحفظ عمود النسب لاغير , وهو امر يوحي بالميل الى الماضي ونسيان الحاضر وكما قيل ليس الفتى من قال كان ابي ولكن الفتى من قال هذا انا .
اعود لموضوع فن الدحة عند قبيلة عنزة بن اسد وخصوصا الرولة وهو من الموروث والمرويات لدى قبيلة الرولة تقول انه استعمل قبل معركة ذي قار الشهيرة والذين ينفون هذا – وبعضهم من تعود اصولهم الى بني شيبان سادة تلك المعركة – لا ادلة لديهم على النفي وعدم اعجابهم بهذا الموروث لا يسوغ انكار الرواية الشفاهية الموروثة ابا عن اب وجدا عن جد وامتعاضهم منه هو نكران وعقوق لاباهم الذين قاتلوا في معركة ذي قار , وربما حاملهم على هذا هو انهم من عوائل نجدية وقبيلة الرولة وعنزة من القبائل العراقية والسورية , اقول ربما هذا هو السبب لا اكثر .
#ماجد_ساوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
