أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها - فؤاده العراقيه - لنكسر حاجز الصمت أمام ظاهرة التحرّش















المزيد.....

لنكسر حاجز الصمت أمام ظاهرة التحرّش


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 5806 - 2018 / 3 / 5 - 21:23
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها
    


تحتفل شعوب العالم بيوم المرأة وبإنجازاتها التي تحققت سواء سياسيا أواجتماعيا وبمساعدة اخيها الرجل , وتحتفل الشعوب العربية بهذا اليوم كتقليد للعالم ليس إلا , حيث لا تزال غالبية النساء ولحد يومنا هذا لا يعرفنَّ بأن هناك يوما اصبح رمزا وتكريما لهنّ ولدورهنّ النضالي ولبطولاتهنّ وانتصاراتهنّ على المفاهيم التي قيّدتْ من حريتهنّ واعتبرتهنّ مجرّد تابعات أو مكملات للرجل , ولا زالت فيه النساء العربيات تتوجع من تلك القيود ومن حكم الرجال الذين تخلفوا عن بقية المجتمعات لقرون عديدة , ولا زالت المرأة تصرخ ولا من مغيث لها , وتئن من سيطرة الرجل وقمعه, ليعزز هو عقدة الرجولة التي اصبحت كابوسا يجبره ليجعل منها دمية يقودها ويحركها كيفما يشاء من خلال قمعها ومحاولات اذلالها كونه توّهم بأنه يحمل العقل وحكمة التدبير ,ولا نزال نرضخ لتعاليم الكراهية ونشجع رذيلة الأفكار من ان المرأة خُلقت لأشباع شهوة الرجل ولتحقيق متطلباته فقط , ومن هنا بدأت المشاكل تحيط بنا من كل الأتجاهات , مشاكل إجتماعية لا حصر لها ومن ضمنها مشكلة التحرش الجنسي التي لم تسلم منها اي إمرأة سواء باللفظ الكلامي او بالفعل.
هذا الفعل أو الموضوع هو من المواضيع الحساسة التي تحاول مجتمعاتنا إغفالها أو إخفائها ودفن رؤوسنا بالرمال متوهمين بإننا سنكون في منأى عن العيون فركنّا المشكلة بعيداً خوفاً من الفضيحة التي ستلحق بنا , وكانت النتائج هي تفاقم وإنتشار هذه الظاهرة بكثرة في اوساط مجتمعنا التي وضعت اللوم الأول والأخير على المرأة بالرغم من إنها الضحية , بل وحمّلوها فساد وتخلف وحيوانية الرجال ورموا اللوم عليها بحجج غبية ,منها عدم ارتدائها للحجاب أو حتى خروجها للشارع , وبدلاً من خجلهم باتوا يتباهون بافعالهم النكراء واخذت تتخطى هذه الظاهرة مرحلة الاعتراف بها بل وتفاقمت ووصلت الى الأغتصاب , الامر الذي يستدعي كسر حاجز الخوف والتطرق لها وبشكل مكثف ودائم , والعمل الجاد لوقف تلك الانتهاكات التي تتعرض لها النساء.
--- مجتمعاتنا تعاني من الكبت من جميع الجهات وللجنسين ايضا , ومما بات واضحا بأنه ,أي الكبت ,يؤدي الى ظواهر غير طبيعية والسبب يكمن في انه اسلوب غير طبيعي ودخيل على الأنسان السوي ,سواء كان رجلا او امرأة , لينتج عنه ظواهر غير طبيعية ولا حصر لها .
وما نسمعه اليوم من حوادث وحالات تحرش فاقت الارقام القياسية عن ما كانت عليه في الماضي وباتت البدان تقشعر لها لهي اكبر دليل بأن هناك خطأً كبيرا بتنا نتشبث به دون المحاولة للتطرّق له أو إيجاد حلولا من شانها الإرتقاء بمجتمعنا لنتفرغ لما هو أهم .
كلما ازدادت اساليب الكبت كلما تفاقمت امور المجتمع , وكلما تفاقمت الأمور تفاقم الخوف والتوتر والأنحدار نحو الهاوية , والطامة الكبرى والتي تزيد طيننا بلل هو التكتيم عن تلك الحوادث خصوصا اذا تعدى فعل المتحرشين الى الإنتهاكات الجسدية خوفا من تشويه صورة مجتمعاتنا والخوف الذي يعتري صاحبة الشأن ايضا من المجتمع والمحيطين بها الذين سيضعون اللوم عليها بالدرجة الاساس , وخوف اهل المتحرش بها من الفضيحة , أي الخوف والخجل من واقعنا المرير الذي نشأنا عليه وتعودناه , فنحن شعوب تعودت عدم الكشف عن عيوبها والتستر عليها لنعيش صورة جميلة نتوهمها تخالف واقعنا, هنا يتجسّد إنعكاس المقاييس لدينا في لوم الضحايا وترك الجناة .
--- هذه الأساليب مؤكد ناتجة ومرتبطة ارتباط وثيق بالتربية التي ترعب الفتيات وتجعلهنّ راضخات لهذه التعاليم دون قناعة منها مما يتسبب في عدم وعيها وانغلاقها على الحياة, أمام تشجع الذكورعلى ان يكونوا اشخاص معتدين ومتحرشين ليثبتوا ذكوريتهم, والبعض ليُنفس عن مكنونات نفسه والكبت الذي يعانيه , فيتعلم الصبي الأعتداء على الفتيات وعدم احترامه لحريتهنّ الشخصية في ما ترتديه متحججا بلباسها احيانا وبتصرفاتها احيانا اخرى .
--- ما يفاقم هذه الظواهر ويطمس شعوبنا في التغلغل في قاع التخلف هي السلطات التي لها المصلحة الكبرى في طمس هوية المرأة لتهميش دورها السياسي وشل قدراتها وبذلك تستمر الهيمنة والبقاء في السلطة.
--- المرأة لديها توجسات طويلة الأمد وكابوسا يجثم على صدرها اسمه الرجل المتحرش متخوفة منه دوما , تلقّن منذ صغرها من قبل الأهل والمجتمع بالأبتعاد عن جنس الذكور مما يزيد تفاقم الأزمة ويزيد الكبت للجنسين , وان كانت سيدة لا يقل خوفها من الرجال في الأختلاط بهم , بدأ الخوف يتسع ليصل الى هاجس المحارم , فلن تسلم المرأة من الاب ولا الأخ ولا الخال او العم ووصل الحال الى التحرش بالأطفال ذكورا واناثا , الدور كبير جدا وصعب في توعية مجتمع كاملا حيث يبدأ من التعليم كأساس للطفل في مدارس تخلط الذكور بالأناث مع هيئات تدريسية نزيهة قادرة على ان تربي هؤلاء الأطفال تربية جنسية سليمة ومبسطة وتدريجية , نحن شعوب نتخوف ونتحرج ونخجل من رؤية وجوهنا الحقيقة نهتم بالشكل الخارجي للمجتمع ونهمل حقيقته التي بدأت تفوح برائحته النتنة , ونبتعد دوما من هذه المواضيع التي تعتبر اساسا لكل منا
--- العلاقة وثيقة بين ثقافة المجتمع المتدنية وما يلحق بابنائه من كبت للمرأة والذي سيلحق انفلات للرجل.
إذن كيف يمكن مواجهة ظاهرة التحرش الجنسي، قانونيا واجتماعيا؟
--- هناك علاقة وثيقة جدا بين وعي الشعوب وتفاقم مشاكلهم وبين الكبت الجنسي والتحرش الجنسي وللسبب ذاته نرجع ازدياد ظاهرة الحجاب ومن ثم ونتيجة لهذه الظاهرة تتزايد نسبة التحرشات وتتوضح معالمها اكثر من السابق في مجتمعاتنا العربية برغم عاداتنا المتزمتة وبرغم الرفض لهذه الظاهرة وبرغم التشدق بالأعراض وبالأعراف والتركيز على مفاهيم الشرف التي حصرناها بالجسد فقط رغم إن الشرف لا علاقة له بالجسد بل بالافعال والممارسات كالصدق والأمانة وطريقة التفكير , فبالرغم من التركيز على هذه المسائل نلاحظ غرق مجتمعاتنا بحلقة مفرغة , فالخلل كبير في بنيتنا الأجتماعية والاسرية والتعليمية والمؤسف له بأن هذا الانحدار قابل للزيادة ما لم نضع له حلا سريعا يتضمن قانونا قويا يردع به المعتدين كحل اولي لوقف حالة مرضية تنتشر كالسرطان تنخر في مجتمعنا , ومن ثم يبدأ التعليم الصحيح لبناء الأجيال وتغيير تدريجي في ازالة ما تجمع من مفاهيم خاطئة لدى الشباب نتجت عنها ظواهر خطيرة من خلال توعيتهم .
--- الأوضاع التي نمر بها اليوم والتي تدعو الرجال الى هذا العمل من خلال تحصينهم ضد اي عقاب قانوني ودون اعلان هذه الحالات والأهتمام بها , ومن خلال فسح المجال للرجل خفية وتشجيعه على عمله هذا أمام تحفظ النساء على الفعل القائم ضدها خوفا من الحرج وخجلا له الثر البالغ في استمرار تلك الممارسات.

--- هناك الكثير الكثير من ما يجب عمله في مرحلتنا الراهنة من خلال التركيز على قضايا المرأة وزيادة الوعي الشعبي لنسائنا بحقوقهن وقضاياهن , والتركيز على منظمات المرأة والعمل الجاد في الوصول لشرائح عديدة من النساء لتوعيتهن وابتكار وسائل عديدة لهذا الشأن , فلا زالت الكثير من نسائنا لا تعي حتى بيومها هذا ولا تعلم كيف صار العالم يحتفل به , وان علمت فلن تعلم بتفاصيله , فعلى الرجال والنساء مسؤولية كبيرة جدا وعمل شاق في هذا المضمار لأجل رفعة مجتمعاتنا.. وبوعينا نرتقي .



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقال الشاعرة فاطمة ناعوت (سأقولُ يومًا لأطفالي إنني ز ...
- اسطوانة الدعارة المشرعنة في العراق (تعدد الزوجات)
- وداعا جان نصار
- ايهما الاهم _ جمال ألعقل ام ألشكل ,أم هما متساويان ؟
- الحجاب حرية شخصية
- تأملات في مفاهيمنا المعكوسة
- تعديل أم تخريب لقانون الاحوال الشخصية العراقي
- الخروج عن المالوف
- صيادلة أم مافيات دواء ,أطباء أم قصاصي رؤوس
- ما بين التحريم والتحليل
- لا غايات تُبرر بوسائل مغلوطة
- هل هي روح صديقتي أم هي الذكرى ؟
- للذين صفّقوا وهلهلوا للانتصارات أقول لهم
- قانون تعدد الزوجات ومحاولة العودة لسوق النخاسة والسمسرة بالن ...
- اليوم يوم للمرأة ودلال .. وغدا سيكون قهرها حلال
- ملخّص لرحلة حياة انسان عربي
- أنا لا اصلي صلاتكم
- حوار مع أحد المغيبين
- جرائم ترتكب بالخفية بحق الغالبية وأخص منهم النساء
- لا بدّ من زوجة أخرى


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها - فؤاده العراقيه - لنكسر حاجز الصمت أمام ظاهرة التحرّش