أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - ياسمين آذار تاجاً يليق بهامات السوريات














المزيد.....

ياسمين آذار تاجاً يليق بهامات السوريات


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 19:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




للعام السابع على التوالي يحلُّ عيد المرأة في ظلّ ظروف استثنائية حملت المرأة السورية على تجرّع الكثير من المرارة والأسى لما طال حياتها من قتل وفقر وبرد وآلام وحزن على مساحة وطن شبه مُدمّر وما زال دم أبنائه مُستباحاً، ممّا يُبقي ذكراه مناسبة تتشح بدموع وأنين الأمهات الثكالى..
يعود العيد ولا زالت المرأة السورية تعمل جاهدة من أجل لملمة أشلاءها المبعثرة ما بين الواقع المُفجِع والحياة المريرة.. ولا أمل يلوح في الأفق بإمكانية انتهاء تلك المأساة الإنسانية التي جعلتها المُعيل الوحيد للأبناء والأهل، وغالباً بلا مورد مالي يُعينها على مسؤولياتها الجسام، ما دفعها للبحث عن أيّ عمل يفي أَجره مهما كان ضئيلاً بتأمين رغيف الخبز، وحين لم تجد لها مكاناً في مهن تألفها حاولت اقتحام مجالات عمل كانت إلى زمن قريب حكراً على الرجال، مُستغلة خلو هذه المهن من عمالها من جهة، ومن جهة أخرى لتُثبِتَ للمجتمع أنها ليست أقلُّ شأناً من الرجل في أيّ مهنة مهما كانت صعبة أو شّاقّة. والأمثلة في واقعنا اليوم كثيرة نراها أنّى اتجهنا.
يأتي العيد والمرأة السورية ما زالت ترنو لقوانين وتشريعات تنصفها وتُساويها مع الرجل بعدما أثبتت فعلاً وبكل جدارة وجرأة واقتدار أنها لا تقلّ عزيمة وصبراً وشأناً عن الرجال إن لم تتفوّق عليهم اليوم. وانطلاقاً من هذا الواقع الذي فرض نفسه على الجميع، لا زالت المرأة تسعى باتجاه قوانين حضارية تُشرّع استناداً إلى ما وصلت إليه من مستويات تعليمية وثقافية وعملية أهّلتها لمناصب ومكانة أثبتت من خلالها أنها جديرة فعلاً بها، وليس بقوانين وتشريعات متخلّفة سُنَّت منذ قرون ولم تعد تتوافق وهذا الواقع المُشرّف لنساء سورية كقانون الأحوال الشخصية والجنسية الذين لا يريا في المرأة سوى موطوءة وتابعة في الولاية لرجال القبيلة مهما صغُر شأنهم وعمرهم وهي التي جالت في جميع ميادين العلم والعمل.
لقد خاضت النساء عموماً وما زالت، لاسيما أولئك الناشطات في الحقل النسوي نضالاً عنيداً في سبيل وصول المرأة إلى المساواة الكاملة مع الرجل في الحقوق والواجبات، وتبنّت التنظيمات النسوية أجندات واقعية من صميم معاناة المرأة، لكن، هذا العمل المضني والنضال العنيد لم يلقَ إلاّ فيما ندر التقدير أو الآذان الصاغية من قبل المعنيين لأسباب مختلفة أهمها عدم القناعة المتجذّرة بحقوق المرأة ونضالها، وكذلك الوقوف إلى جانب رجال الدين الذين حاربوا وخوّنوا أولئك الناشطات، وبالتالي عرقلة تحقيق أيٍّ منها، إضافة إلى التشكيك الدائم في نزاهة بعض الناشطات حتى من الأوساط التي تدعي العلمانية، مما جعل جميع تلك الجهود تبوء بالإهمال والتجاهل أمام صعود التيارات المتشددة والداعية إلى عودة المرأة ليس فقط إلى داخل أسوار الحرملك، بل إلى مغاور وكهوف العصر الحجري بكل ما فيه.
يحلُّ الثامن من آذار هذا العام، وما زالت أزهاره عصيّة على التبرعم والتفتّح طالما بقيت السوريات أول دافعي ضرائب الحرب والتقاليد والقيم المجتمعية.. وآخر من يستحق التقدير والاهتمام.
لكن هذا لا يعني التهاون أو التراجع والاستسلام، بل يعني مزيداً من الإصرار على الوصول إلى دولة مدنية بكل ما تعنيه وتحمله هذه المدنية من علمانية ومواطنة حقيقية بعيدة عن تشريعات الأديان التي لم تُثبت إنصافاً للإنسان عموماً وللمرأة خصوصاً.. ويبقى الأمل زاداً لنا نحن السوريات اللواتي اعتدن على تخطي المحن بكثير من التفاؤل والصبر، أملاً بغدٍ يحمل الفرح والأمان والاستقرار والمساواة في وطن يسوده السلام فيتبرعم آذار ويُزهر ياسمينه مجدداً ليكون تاجاً يليق بنساء سورية أينما كُنَّ.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية المستقبل.. دولة مدنية – علمانية طموح نساءها
- لا تُحلّ المشكلات الاجتماعية بإشكاليات أعقد تعدد الزوجات أنم ...
- عفواً سيادة القاضي..نساء سوريا يُشرّفن أيّ مهنة ومجتمع
- طفلة الميدان المُفَخَخَة... جريمة العصر والزمان
- أين السوريون من إعلان حقوق الإنسان..؟
- وفق القرار 1325 المرأة عنصر فاعل في السلام والأمن
- التشريع بيد نساء سورية.. فهل من أمل..؟
- في زمن الحروب... ماذا يعني عيد العمّال.؟
- أمهات سوريا يأملن سلام عساه مديد
- عيد المرأة في زمن الانحدار
- الاندماج مع الآخر.. حكمة ومهارة
- المرأة في السياسة.. حضور لافت واهتمام واهي
- لا علمانية ولا مدنية بعيداً عن تمكين المرأة قانونياً
- الشباب شريان الحياة وعنفوانها
- حين يتخلى النقابيون عن ناخبيهم
- ما بين الداخل والخارج قيمنا متبدلة
- الهجرة ملاذ للمرأة من شرنقة العنف
- لا حرية للنساء بعيداً عن حرية الرجال
- سوريا وأطفالها في نفق مظلم
- الاستثمار في النساء يحفّز التنمية..!!*


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - ياسمين آذار تاجاً يليق بهامات السوريات