أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - ما بين عفرين والغوطة ... أردوغان وأخاه الأسد















المزيد.....

ما بين عفرين والغوطة ... أردوغان وأخاه الأسد


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5801 - 2018 / 2 / 28 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حزب الإتحاد الديمقراطي هو عمليا أحد فروع حزب العمال الكردستاني، وهو تحديدا الفرع السوري للحزب. علاقة حزب العمال الكردستاني وبالتالي علاقة فرعه بالنظام السوري ليست سرا، والعلاقة بالنظام السوري لا تقتصر على حزب العمال الكردستاني وفرعه فقط، في الأوساط الكردية، بل هناك عناصر بارزة جدا في المجلس الوطني الكردي السوري لطالما كانت على علاقة مع النظام، ويقال أن هذه العلاقة مستمرة حتى اليوم. بالعودة الى حزب الإتحاد وبالتالي حزب العمال، العلاقة ليست فقط مع النظام السوري، بل هناك علاقة عضوية للحزب الأم مع إيران بغض النظر عن تأسيسه لفرعه الإيراني PJAK لأسباب تكتيكية الهدف منها السيطرة على كردستان إيران بهدف إضعاف المعارضة الكردية الإيرانية الحقيقية، وفتح الباب أمام سيطرة النظام الإيراني على أكراد إيران بالوكالة كما هوحال أكراد سوريا حيث يسيطر حزب الإتحاد على كل المناطق الكردية بالوكالة عن النظام السوري الى أن يحين وقت عودة النظام إليها كما هو حاصل اليوم. لست أذيع سرا عندما أقول أن حزب العمال الكردستاني وفرعه لعبا دورا محوريا بتدجين أكراد سوريا وإبعادهم عن القضية المركزية لسوريا كلها وهي "إسقاط النظام السوري"، وما عزز ذلك مسألتين أساسيتين، المسألة الأولى وهي إغتيال الشهيد مشعل تمو الذي كان واضح الرؤية وطرح ورفع الشعار الأشهر للثورة السورية وهو " الشعب السوري واحد"، وقال أن القضية الكردية في سوريا هي قضية الديمقراطية والحريات، لسوريا كلها، وهي قضية تعايش مختلف فئات الشعب السوري ضمن سوريا ديمقراطية،موحدة. كان بؤكد أن حل القضية الكردية يجب أن يحصل بإطار وطني سوري. بسبب تلك المواقف قرر النظام السوري التخلص منه وقتله، فكلف حليفه حزب العمال بتصفية الشهيد مشعل تمو، وبذلك أبعد عن المنطقة الكردية خطاب الإعتدال، الخطاب السوري الوطني، خطاب إسقاط النظام، وتحول حزب العمال الى أداة قمعية تقوم بالنيابة عن النظام بإعتقال معارضيه، ومنع تطور أي حركة معارضة للنظام، وزرعت طروحات قومية شوفينية كردية تشبه بشكل كبير الطروحات البعثية المطروحة من قبل القسم العربي المعارض للنظام. المسألة الثانية وهي إضعاف الكرد المعتدلين وتعامل المجلس الوطني السوري وبالتالي الإئتلاف السوري المعارض مع القضية الكردية ومع المعارضين الكرد من منظار بعثي قومي شوفيني، متسلحين بما يشبه طروحات محمد هلال طالب، الداعية الى عزل الكرد، وإستخدامهم كديكور له حق إكمال الصورة وليس إظهارها أو المساهمة بإظهارها، وقد لعبت بعض الشخصيات الكردية التي وصلت الى مواقع متقدمة في المجلس والإئتلاف دورا بتكريس هذا المنطق من خلال قبولها بإختصار التمثيل الكردي بشخصها، وإنسجام البعض منها مع النظام، وإبقائها على علاقاتها معه بشكل سري.
لتوضيح الفكرة أكثر أعيدكم الى ما قاله هلال في 12 تشرين الثاني من عام 1963، عندما نشر الملازم محمد طالب هلال، الرئيس السابق للمخابرات في محافظة الحسكة، دراسة عن الجزيرة، فكانت نوعاً من تقرير أمني طلب منه تقديمه للسلطات التي وافقت عليه كمرشد للتحرك ومصدراً للإلهام في الترتيب لحل القضية الكردية وتقديم إقتراحات تخفف من الخطر الكردي على سوريا وبقية الدول التي يتواجد فيها الكرد إيران تركيا وسوريا. في هذا التقرير اعتمد محمد طالب هلال على ما أسماه مراجع " تاريخية" لإنكار وجود الشعب الكردي وقال الشعب الكردي لم يكن يوما موجودا على تلك الأرض وهم لا يملكون ” لا تاريخ ولا حضارة، ولا لغة ولا أصول عرقية". ودعا الى التعامل مع الكرد من خلال إعتماد لسياسات قمعية متصاعدة على كل الأصعدة بهدف محو كل ما يشير في الجزيرة إلى الهوية الكردية لأن الكرد كانوا كما يقول هلال (أعداؤنا)، بالرغم من الروابط التاريخية الموحدة الموجودة بين الكرد والعرب من خلال الاسلام، حيث ساهم الكرد من خلال صلاح الدين القائد الكردي بتحرير القبلة الأولى للمسلمين القدس من الغزاة الصليبيين ليعود العرب ويفرطوا بها لصالح إسرائيل، وها نحن نسمع اليوم عن خطط جديدة تدعو الى تكريس الهوية اليهودية وبالتالي الإسرائيلية للقدس من خلال موافقة ضمنية لبعض العرب، وتبرعهم بالكثير من أموال النفط بإنشاء دولة فلسطينية هجينة خارج الأراضي التاريخية لفلسطين. إعتبر محمد طالب هلال أنه” ليس هناك فرق بين الكرد وبين الاسرائيليين، وبين إسرائيل وكردستان"، واعتبر المسألة الكردية ببساطة "ورم خبيث تطور في جزء من جسد الأمة العربية" وإعتبر أن "العلاج الوحيد" الذي ربما يمكن تطبيقه عليهم هو الاستئصال مدركاً للبعد الحدودي للمسألة الكردية، فشرح ضرورة التنسيق مع الدول الأخرى المعنية من أجل اعتماد خطوات مشتركة في الكفاح ضد "الخطر الكردي" المزعوم بإعتباره خطراً على الجميع، سوريا وتركيا والعراق وإيران، وبالتالي على هذه الدول توحيد إستراتيجيتها في مواجهة الكرد.
فيما يتعلق بداخل سوريا، اقترح التقرير اثني عشر تدبيراً للقضاء على ما أسماه "الخطر الكردي":
1- تنحية الكرد عن أراضيهم نحو الداخل.
2- الحرمان من التعليم،.
3- تسليم الأكراد المطلوبين من تركيا إلى تركيا.
4- الحرمان من إمكانيات التوظيف.
5- تنظيم حملة دعائية ضد الأكراد.
6- ترحيل رجال الدين الكرد الذين سوف يتم استبدالهم بالعرب.
7- تطبيق سياسة فرق تسد ضد الكرد.
8- احتلال الأراضي الكردية من قبل العرب.
9- عسكرة "الحزام العربي الشمالي" وترحيل الكرد من هذه المنطقة.
10- عسكرة "الحزام العربي الشمالي" وترحيل الكرد من هذه المنطقة
11- إقامة مزارع جماعية للعرب الجدد.
12- الحرمان من حق التصويت أو شغل منصب من قبل أي شخص لا يعرف العربية.
13- الحرمان من الجنسية لأي شخص غير عربي يرغب في أن يعيش في المنطقة.
بظل ما سبق خرجت علينا معارضة سورية بررت إجتياح مناطق سورية تتبع للسيادة الوطنية السورية ودعمت غصن الزيتون التركي الذي طعن صدر سوريا كالرمح وإنغمس بدمها، بحجة أن تركيا دعمت المعارضة السورية وإسقاط النظام، متجاهلين منادات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للأسد ب "أخي"، وتنسيقه مع روسيا الراعية لبقاء الأسد، ومد يده لإيران لبتي تعبث هي ومليشياتها بأمن الشعب السوري، وتشارك النظام بقتل شعبه، معتبرين أن علاقة حزب الإتحاد بالنظام - وهي ليست سرا- مبررا لدعم تركيا ضده. المضحك المبكي في الموضوع هو تجاهل الشق الآخر من علاقات النظام مع ما يسمى بمعارضات إسلامية وخاصة " إسلاميي صيدنايا"، فالنظام يخرجهم من السجن قيادات لفصائل من المفترض إنها معارضة للنظام، وإذ بها تنفذ أجنداته بالنيابة عنه. لمن لا يعلم أو يتجاهل الوقائع حزب الاتحاد الديمقراطي قمع بوحشية نشطاء كرد، وكافة التشكيلات السياسية الكردية الأخرى، بما فيها التي على علاقة مع أربيل، وشكل نظاما استبداديا يستند إلى "دولة الأسد" إلى حد كبير. بالمقابل هناك شك كبير بالفصائل الإسلامية على رأسها النصرة التي خاضت معظم معاركها ضد فصائل الجيش الحر وليس نظام الأسد التي تدعي قتاله فهذا التنظيم عمد إلى تصفية جميع المنشقين بلا استثناء ولاحقهم وإغتالهم في مناطق الغوطة والريف الغربي لدمشق.وليس سرا دعم تركيا لتلك الفصائل فهي مازالت تدعم تنظيم داعش سرا وعلنا، وتركز في خطابها فقط على جرائم نظام الأسد العنصري، وتتجاهل جرائم تنظيم داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام، بحق الشعب الكردي، ومعارضي النظام، وتبذل كل جهد لتبرير جرائم هذه التنظيمات الإرهابية، تحت لافة محاربة النظام.
المضحك المبكي في ظل ما سبق حفلة الشتائم المتبادلة بين أنصار ضرب الغوطة وأنصار ضرب عفرين بينما أهل المنطقتين يقصفون بنية تطهير منطقتيهما عرقيا من قبل اردوغان وأخيه الأسد ... ولله في خلقه حكم.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران ما بين الواقع والأمنيات
- زناة الليل في حجرة القدس
- جبران باسيل ... المختار
- حتى لا ننسى ... كانت مقاومة شاملة
- أسقطت حكمتك يا حكيم
- هل غيرت ميركل توجهاتها للحفاظ على الكرسي؟
- سيد حسن ... في حارتنا ديك يخطب فينا
- نصر الله ... أسقط القناع
- ما الذي يدفع الكورد للإستقلال؟
- للأمن العام ... لم يخرج من بيننا عميل واحد
- لبنان وسوريا ثورات مغدورة
- من قتل جورج حاوي ... أحقاً لا تعلمون
- تقسيم سوريا بانسجام أممي وايراني
- رسالة الرؤساء السابقين ... عودوا للشارع
- ابا عدنان ... بسمة تغيب كغروب الشمس
- الخلاف السعودي الايراني و دور الكرد والأقليات الايرانية
- 2016 عام التخلي والهزيمة ... الأمل بأكراد ايران
- حزب الله ثقافة الموت واللون الأسود
- بشتونستان ... حلم يخنق بين باكستان وطالبان ... حكايات البحر ...
- حزب الله ... يعري الحريري وعون


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - ما بين عفرين والغوطة ... أردوغان وأخاه الأسد