أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - زناة الليل في حجرة القدس















المزيد.....

زناة الليل في حجرة القدس


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 04:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب غسان كنفاني "لا شيء. لاشيء أبداً . كنت أفتش عن فلسطين الحقيقية .فلسطين التي هي أكثر من ذاكرة، أكثر من ريشة طاووس،أكثر من ولد، أكثر من خرابيش قلم رصاص على جدار السلم."
كل الدول العربية بالتراتب والتوالي تعبر عن القلق البالغ والعميق مما يتردد في وسائل الإعلام بشأن عزم الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، دون أن نلمس أي موقف غير الكلام المنمق وعبارات الشجب والإستنكار، وكأن القضية لم تعد تعنيهم. "إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية.. فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغيرالقضية" هكذا قال غسان كنفاني وهذا هو كلامي لكم. أن الوضع المأساوي الذي تعيشه القدس اليوم ينعكس على كل مكونات المجتمع العربي ويستفز أبناء الوطن كافة، فهل من صلاح الدين في هذه الأمة للدفاع عنها؟
إن قضية القدس مهمشة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا، فكل نظام عربي مشغول بمشاكله الداخلية وحروبه، والعدو الصهيوني يسرح ويمرح في القدس وفلسطين، ويقوم بمحو التراث العربي الإسلامي والمسيحي عن القدس، ويقسم المسجد الأقصى، وتقوم قطعان مستوطنيه باستباحة كل ما هو عربي أمام صمود ومقاومة أبناء القدس بصدورهم العارية وإيمانهم العميق بحتمية النصر.
إن القدس تعيش اليوم في ظل ظروف صعبة نظرا لما تعانيه من تداعيات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العدوانية: التهويد، وهدم البيوت، واقتلاع الأشجار، والتهجير القسري وتضييق الخناق على المصلين، وانتشار الأمراض الاجتماعية بين شبابها العرب، وغيرها من الممارسات العدوانية في ظل غياب دعم عربي وإسلامي لها إلا ما ندر، نتيجة للفرقة والتشرذم الذي تعانيه الأمة بدولها العربية والإسلامية، وفي ظل صمت دولي للأسف.
أن القدس ستبقى عربية فلسطينية، تشبه ناجي العلي وما الظروف القاسية التي تعيشها القدس وفلسطين اليوم إلا فترة عابرة من تاريخ أمتنا، فكم من حضارات ومحتلين مروا عليها ورحلوا، وبقيت القدس عربية، ومصير غزاتها أن يرحلوا وإن طال الزمن وسيعود وجه القدس وفلسطين عربيا وإنسانيا، كوجه أبو علي مصطفى والحكيم جورج حبش، وياسر عرفات، وأبو جهاد، وأبو أياد، ووديع حداد، وقافلة الشهداء والمقاتلين لتحرير القدس وفلسطين تطول.
حظيت مدينةُ القدسِ - منذُ فترات تاريخية مغرِقة في القدم – بمكانة متميزة وقدسية جلَّلتها بالهيبة والوقارِ عند أصحابِ الديانات السماوية جميعها، ثمَّ إكتسبت مزيدا من قدسيتها كونها مركز ولادة السيد المسيح، وهي القبلة الأولى للمسلمين، وهي ثالث الحرمين الشريفين، أعزها بني أمية فبنى الخليفة عبد الملك بن مروان فيها قبة الصخرة سنة 72 للهجرة، وبنى الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى العام 90 للهجرة. ترمز القدس الى التعايش الإسلامي المسيحي وأعطاها الخليفة عمر بن الخطاب ما عرف " بالعهدة العمرية" تقديراً لمكانتها، ومكانة سكانها، فأعطى أهلها الأمان على أنفسهم، ومالهم، ودينهم.
كل الدول العربية كانت تنفخ في بوق الدعاية الكاذبة، التي كانت تتاجر بقضية القدس تحت مسميات مختلفة، كانت الأمة خلالها تخدر بالوعود الوهمية، طالعتنا على مدى سنوات الماضي، وإن شئت فقل إن بداية المؤامرة من سنة 1923م وكان تنفيذها في سنة 1947م، كانت الوعود الوهمية تأتينا بإلقاء إسرائيل في البحر، حرق نصف إسرائيل، تحرير كل شبر من الأرض العربية، تحريركل قصبة .. وحبة رمل، النضال حتى آخر قطرة من الدم العربي، .. إلى آخر هذه الجعجعات التي كنا نسمعها ولا نرى أي فعل مقرون بالكلام، والآن وقد اتضحت الصورة، وظهرت المفاجأة، وانكشفت الحقيقة يبدو أنه لا سبيل لتحرير القدس إلا في عالم الخيال والمثال، فالعالم العربي ملهي كل بمشاكله، وكل من يخرج من السياق العام مصيره القتل كما حصل مع علي صالح الرئيس اليمني السابق.

تاريخ في تهويد القدس إسرائيل تعمل والعرب يكتفون بالشجب والإستنكار:
أفضل من وصف حال العرب هو عدوهم (دايان) وزير دفاع إسرائيل، ورئيس وزرائها لفترة طويلة حين قال: : "إن العرب لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون".

• في 29 من نوفمبر سنة 1947م، صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، كان أساسه إنشاء دولتين: دولة عربية ودولة يهودية، ضمن حدود جغرافية معينة، شمل القرار أحكاماً خاصة لمدينة القدس، حيث جعلت تحت نظام دولي لمدة عشرة سنين، تسند إداراتها إلى مجلس وصاية من الأمم المتحدة ليس على رأسه يهودي ولا عربي، رفض العرب القرار، واكتفوا بالرفض واستمر اليهود يعملون.
• في 15 مايو 1948م استغل اليهود رفض المسلمين والعرب لقرار التقسيم وأعلنوا من جانب واحد قيام الدولة اليهودية «إسرائيل» على القسم الذي خصصته لهم الأمم المتحدة، ودخلت الجيوش العربية حرب هستيرية لا يملكون فيها إلا الحماس، لم يستعدوا لها وانتهت كما هو معلوم بهزيمة الجيوش العربية، واستمر اليهود يعملون والعرب يشجبون.
• في مطلع عام 1949م، تقدمت الدولة اليهودية بطلب عضوية الأمم المتحدة، وُعِدَتْ بالقبول بشرط تنفيذ الشرط في مدينة القدس، وتعهدت إسرائيل بالفعل أن تترك القدس مدينة دولية، وفعلاً.
• في 4 مارس 1949م صدر القرار بقبول إسرائيل عضواً في الأمم المتحدة، ولم تلبث الدولة اليهودية التي تعمل في ظل صمت العرب أن أعلنت رفضها تدويل القدس، وقسمت القدس إلى قسمين: قدس شرقية للعرب وقدس غربية لليهود، ولم تكتف بهذا الرفض نظرياً بل سارعت عملياً إلى فرض واقع جديد، فنقلت مصالحها الرسمية إلى القدس الغربية، وهكذا ظل اليهود يعملون والعرب يتكلمون.
• في 23 يناير 1950م، أعلنت "إسرائيل" القدس الغربية عاصمة لها.
• في 5 يونيو 1967م المأساة اجتاح الجيش الإسرائيلي فيما اجتاح الدول الثلاثة: مصر وسوريا والأردن، واجتاح الجزء الشرقي أيضاً من القدس، التي هي القدس العربية، ودخل الجيش اليهودي القدس العربية، واحتلها بجملة ما احتل، وظل المجتمع الدولي ومنه العربي ينظر إلى القدس الشرقية على أنها أرض عربية محتلة، واليهود ينظرون على أنها أرض يهودية محرَّرة.
• في نفس العام 1967م استولى اليهود على أربعين بالمئة من الأراضي في القدس وأقاموا عليها مستعمرات ومستوطنات يهودية.
• في 1979م عام الذل أعلن "مناحيم بيغن" رئيس وزراء إسرائيل "القدس الموحدة" شرقية وغربية عاصمة أبدية لدولة "إسرائيل"، وصل عدد اليهود سنتها 19 ألف يهودي.
• في عام 1990م صادر اليهود عدة آلاف من الدونمات لتوسيع الأحياء القديمة لصالح اليهود، وبنوا في القدس مطاراً دولياً، وظل اليهود يعملون والعرب يتكلمون، ما زالوا يتكلمون .
• في آخر عام 1992م وإحصائية رسمية بلغ عدد سكان القدس 555 ألف نسمة، 155 ألف عرب فلسطينيين، و400 ألف يهودي، صار الفلسطينيون بمقتضى هذا لا يحصلون إلا على 5% فقط بموازنة البلدية في القدس.
• في 13 سبتمبر 1993م اتفقت منظمة التحرير الفلسطينية مع "إسرائيل" فيما سمي بإعلان المبادئ على تأجيل بحث موضوع القدس إلى ما بعد عامين، ثم حين حان الموعد. في مايو 1995م تنصلت "إسرائيل"، وقبلها في 26 ديسمبر 1994م أقر الكنيست الإسرائيلي قانوناً بمنع السلطة الفلسطينية من مزاولة النشاط داخل القدس.
• في مايو 1995م أمرت السلطات الإسرائيلية بإخلاء عدد من المؤسسات الفلسطينية الموجودة في القدس، استولى اليهود على أربعة آلاف وأربع مئة دونم للإستيطان، وتولى "نتنياهو" بنفسه الإشراف على هذا الإستيطان وذلك قبل أن يتولى الوزارة.
• في نهاية عام 1995م لم يبق للفلسيطنيين في القدس إلا 21% من الأرض، واليهود 79% من الأرض، هذه الـ21% للأسف ما تركوا لهم إلا المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، أي أن 4% فقط من الأرض تصلح للسكن والمعيشة، و96% من الأرض لا تصلح لبشر أن يعيش عليها، وصدر في هذا العام أربع قرارات مهمة من الكنيست الإسرائيلي لتهويد القدس.
القرار الأول: تحويل إدارة البلدية من إدارة عربية فلسطينية إلى إدارة يهودية في القدس الشرقية.
القرار الثاني: تحويل النظام القضائي من نظام شرعي إسلامي إلى نظام يهودي.
القرار الثالث: تحويل اللوائح والقوانين والإجراءات إلى الطابع اليهودي.
القرار الرابع: تغيير أسماء الشوارع والطرق والساحات العربية واستبدالها بأسماء صهيونية يهودية، واستمر اليهود يعملون والعرب ما زالوا يتفرجون، فقد سكتوا عن الكلام أيضاً، في 1996م جاء موعد مبحث القدس في المفاوضات المؤجلة، وكانت إسرائيل تعمل بأوقات قبلها بتغيير وضع القدس حتى قال أحد الإسرائيليين المسؤولين: "الآن يستحيل على عرفات أن يزعم أن القدس الشرقية عاصمته لأن تقسيم المدينة من جديد صار أمراً مستحيلاً، أخذ "نتنياهو" في خلال شهور قليلة 23 قرار بالإستيطان، ثم في عام 1997م بعد أن كاد ابتلاع القدس الشرقية يكتمل بدأت إسرائيل تستولي على مناطق جديدة، فاستولت على منطقة "أبو غنيم" وهي منطقة "استراتيجية" لأنها تطل على الطريق الذي يربط القدس ببيت لحم، وبنوا فيها أكبر مستوطنة عدد من سكانها 25 ألف يهودي.
إسرائيل تعمل والعرب نيام إتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرؤساء والملوك العرب ليبلغهم نقل السفارة الأميركية الى القدس كإعتراف بها كعاصمة لدولة إسرائيل ماذا كانت ردة فعل العرب المزيد من الكلام!!!
كتب الشاعر العراقي مظفر النواب ...
أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد إن بقيت حالتنا هذي الحالة
بين حكومات الكسبة
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
فما أشرفكم
أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة ؟
أولاد القحبة



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبران باسيل ... المختار
- حتى لا ننسى ... كانت مقاومة شاملة
- أسقطت حكمتك يا حكيم
- هل غيرت ميركل توجهاتها للحفاظ على الكرسي؟
- سيد حسن ... في حارتنا ديك يخطب فينا
- نصر الله ... أسقط القناع
- ما الذي يدفع الكورد للإستقلال؟
- للأمن العام ... لم يخرج من بيننا عميل واحد
- لبنان وسوريا ثورات مغدورة
- من قتل جورج حاوي ... أحقاً لا تعلمون
- تقسيم سوريا بانسجام أممي وايراني
- رسالة الرؤساء السابقين ... عودوا للشارع
- ابا عدنان ... بسمة تغيب كغروب الشمس
- الخلاف السعودي الايراني و دور الكرد والأقليات الايرانية
- 2016 عام التخلي والهزيمة ... الأمل بأكراد ايران
- حزب الله ثقافة الموت واللون الأسود
- بشتونستان ... حلم يخنق بين باكستان وطالبان ... حكايات البحر ...
- حزب الله ... يعري الحريري وعون
- شيوعيو لبنان هزموا اسرائيل ... وسوريا ذبحت مقاومتهم
- تمام سلام وجبران باسيل ... وجهي العملة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - زناة الليل في حجرة القدس