أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أشرف حسن منصور - القضايا الأساسية في النظرية الماركسية (2) - 1) الأساس الاقتصادي والبناء الاجتماعي














المزيد.....

القضايا الأساسية في النظرية الماركسية (2) - 1) الأساس الاقتصادي والبناء الاجتماعي


أشرف حسن منصور
أستاذ الفلسفة بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية


الحوار المتمدن-العدد: 5795 - 2018 / 2 / 22 - 04:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


معايير تحليل القضايا الأساسية في النظرية الماركسية:
بعد أن تعرفنا على القضايا الأساسية التي تعبر عن التوجهات النظرية والمنهجية للماركسية، أود فيما يلي تناول كل قضية منها بالتحليل، وسوف تكون معاييري في التحليل هي الآتية:
• هل لاتزال هذه القضايا صالحة في وصف وتفسير الرأسمالية المعاصرة أم أن الزمان تجاوزها؟
• هل تنطبق هذه القضايا على كل المجتمعات أم على المجتمعات الرأسمالية المتطورة فقط؟
• البحث فيما إذا كانت كل قضية على حدة قاصرة على الماركسية وحدها أم أن غيرها من التوجهات النظرية في العلوم الاجتماعية يتبناها.
• البحث في المصدر الأصلي لكل قضية: هل كان ماركس نفسه أم أننا يمكن أن عثر على حضور سابق لقضية ما في أعمال سابقة على ماركس.
• متى يوصف مفكر ما بالماركسي؟ هل الاستغناء عن قضية أو أكثر من هذه القضايا يخرج المفكر من زمرة الماركسية أو من التوجه الفكري الماركسي؟ أم أن المفكر يظل ماركسياً على الرغم من رفضه لبعض هذه القضايا؟ هل يجب على المفكر أن يتمسك بكل القضايا السبع عشرة كي يكون ملتزماً بالماركسية أم أن في الأمر مرونة أكثر من ذلك؟
*************************************************
1) الأساس الاقتصادي للمجتمع هو الذي يحدد البناء الاجتماعي ككل، بالإضافة إلى نفسية الشعب داخل هذا البناء
ويُقصد بالأساس الاقتصادي، نمط الإنتاج السائد، سواء كان مشاعياً أو عبودياً أو إقطاعياً أو رأسمالياً. والبناء الاجتماعي هو كل ما عدا ذلك من نظم سياسية وقانونية وأخلاقية ودينية...إلخ. وكان ماركس يقصد بذلك، أن كل مجتمع يأخذ طبيعته الخاصة ويكتسب خصائصه المميزة له من أسلوب الإنتاج المادي السائد في هذا المجتمع. فنمط الإنتاج المشاعي الذي بدأت به البشرية تاريخها لا يعرف الدولة، لأن الحاجة إليها لم تكن قد ظهرت بعد، إذ أن عمليات الإنتاج والتوزيع تتم تلقائياً وجماعياً، والاستهلاك يكون جماعياً، ولم تكن الملكية الخاصة قد ظهرت بعد. ومع عدم وجود ملكية خاصة فلا تظهر الحاجة إلى حمايتها ولا إلى حماية الطبقة المالكة لها، ولما كانت الدولة هي التي تقوم بتنظيم عمليات الإنتاج والتوزيع وحماية الملكية الخاصة وحماية الملاك، فلا تظهر الحاجة إليها في هذه المرحلة. وبالتالي فإن الدولة هي التنظيم السياسي الذي لا ينشأ إلا عند توافر شروط مادية عليها تقوم.
وقد كانت العلاقة بين الأساس الاقتصادي والبناء الاجتماعي في الفكر الماركسي علاقة ثنائية وحيدة الاتجاه، بحيث يكون كل مجتمع منقسماً إلى هذين المجالين، وبحيث يكون الأساس الاقتصادي هو المحدد الأساسي والوحيد لكل الظواهر الاجتماعية الأخرى، إن بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ويسمى الأساس الاقتصادي في أعمال ماركس بالمصطلح الألماني Grund، وهي تترجم إلى الإنجليزية بكلمة Base، أو Economic Basis، أو Economic Structure وتترجم بصورة خاطئة في بعض الأحيان بكلمة Infra-structure، إذ أن هذا المصطلح محايد ويدل على البنية الأساسية للإنتاج والمواصلات لكنه لا يعني الهيكل الإنتاجي كله والذي يعبر عن نمط الإنتاج السائد. أما البناء الاجتماعي فهي ترجمة Super-structure، وهي تعني كل ما عدا نمط الإنتاج المادي من ظواهر اجتماعية. لكن المفارقة هنا هي أن في الفكر الماركسي ثنائية أخرى بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج: قوى الإنتاج هي الهيكل الصناعي والتكنولوجي القائم، وعلاقات الإنتاج هي علاقات الملكية والعلاقات بين المنتجين وبعضهم وبين الرأسماليين والعمال. فهل تنتمي علاقات الإنتاج إلى البناء التحتي أم البناء الفوقي؟ يميل ماركس إلى معالجة علاقات الإنتاج على أنها جزء من البناء التحتي، لكن الحقيقة أن مفهوم علاقات الإنتاج قد توسع للغاية في الفكر الماركسي اللاحق حتى أصبح يضم أنواعاً كثيرة من العلاقات الاجتماعية التي تسهم في إعادة إنتاج نمط الإنتاج الرأسمالي، مثل بيروقراطية الدولة والهياكل الإدارية للشركات الرأسمالية، والعلاقات الاجتماعية السائدة في مؤسسات التعليم والبحث العلمي. فهذه العلاقات وإن كانت بعيدة عن المجال الإنتاجي العيني الخالص، إلا أنها تسهم في تدعيم علاقات الإنتاج الرأسمالية وهي من هذه الجهة تعيد إنتاج الرأسمالية على المستوى الاجتماعي. ومعنى هذا أن علاقات الإنتاج لا يمكن أن تقتصر على علاقة الملكية مع وسائل الإنتاج والعلاقة بين المنتجين أو بين الرأسماليين والعمال، بل يجب أن تضم علاقات كانت تنتمي من وجهة النظر الماركسية التقليدية إلى البناء الفوقي.
والمدهش في الأمر أن ماركس لم يكن هو أول من قال إن الأساس الاقتصادي للمجتمع هو الذي يشرط كل الظواهر الاجتماعية الأخرى، إذ أن أول من قدم هذه الفكرة هم الاقتصاديون الإنجليز في القرن الثامن عشر، وعلى رأسهم آدم فيرجسون وآدم سميث. بل إن مفهوم الحتمية الاقتصادية التي يخضع لها المجتمع كله، وفكرة تبعية كل التغيرات الاجتماعية والسياسية للتغيرات في الأساس الاقتصادي للمجتمع لم تكن فكرة أصيلة من إبداع ماركس، بل كانت من وضع الاقتصاد السياسي الكلاسيكي، الإنجليزي والفرنسي، في القرن الثامن عشر، وخاصة المدرسة الفيزيوقراطية التي كانت تقول إن الأرض هي المصدر الأساسي للثروة، والتي أرجعت كل التغيرات الاجتماعية والسياسية إلى تغيرات في إنتاجية الأرض الزراعية وفي طبيعة التربة ونسبة خصوبتها ومعدلات إنتاجها. وكلمة "فيزيوقراطية" Physiocracy تعني "حكم الطبيعة"، أي الطبيعة (الأرض) باعتبارها حاكمة لمن عليها من البشر مع علاقاتهم الإنتاجية والسياسية والاجتماعية. فقد كانت البوادر الأولى لفكرة الحتمية الاقتصادية متخذة شكل حتمية الطبيعة وحتمية الاقتصاد الزراعي وأولويته المطلقة في تشكيل مصائر البشر.



#أشرف_حسن_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجوه المتعددة لهابرماس
- القضايا الأساسية في النظرية الماركسية
- حقيقة الناسخ والمنسوخ في القرآن
- الأشاعرة وكلام الله النفسي
- نحو تصحيح المفاهيم حول مبادئ الشريعة الإسلامية
- خلق العالم بين التوحيد والثنائية الأنطولوجية للروح والمادة
- كيف تملكت أوروبا فلسفة ابن رشد؟
- كيف يصير المرء رأسمالياً – المحددات البنائية للفاعلين الاقتص ...
- كيف تصير النصوص أصناماً؟
- ماذا قال ماركس عن محمد علي؟
- الحداثة والدين وتمايز مجالات القيمة
- كولريدج والجاسوس الفضولي
- هل يستطيع الإله التواصل مع البشر بطرق أخرى غير النبوة؟
- لمحات من فكر المعتزلة - 1) هل القرآن دليل على وجود الله؟
- حول إعادة النظر في تصنيفات الإسلام السياسي
- عصر التنوير ونقد الفكر الديني. هولباخ نموذجاً
- وهم تعظيم الربح
- الليبرالية بين تراثها التقليدي ودلالاتها المعاصرة
- نظرية أُميِّة الشريعة لدى الإمام الشاطبي
- موقف هيجل وهوسرل من العلاقة بين المذهب الفلسفي وتاريخ الفلسف ...


المزيد.....




- مظاهرة حاشدة تهزّ شوارع مالمو صرخة غضب ضد العدوان الصهيوني و ...
- شبير أحمد شاه -مانديلا كشمير-
- كلمة للرفيق جمال براجع إثر اختتام أشغال الدورة 11 للجنة المر ...
- وفاة الأمين العام للحزب الشيوعي السوري عمار خالد بكداش
- اشتباكات عنيفة بين جماعات من اليمين المتطرف ومهاجرين في بلدة ...
- لحظة مامداني.. آمال جديدة ومخاطر مستجدة لليسار في مدينة نيوي ...
- الشرطة تقتل المتظاهرين في كينيا
- الشيوعي العراقي يدعو لاعتماد 14 تموز عيداً وطنياً لتأسيس الج ...
- اشتباكات عنيفة بين جماعات من اليمين المتطرف ومهاجرين في إسبا ...
- الشيوعي العراقي: ليكن يوم 14 تموز عيدًا وطنيًا


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أشرف حسن منصور - القضايا الأساسية في النظرية الماركسية (2) - 1) الأساس الاقتصادي والبناء الاجتماعي