أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد نجم الزيدي - موجهات جملة العنوان في المجموعة القصصية (بلاد مابين رماد ورصاص)














المزيد.....

موجهات جملة العنوان في المجموعة القصصية (بلاد مابين رماد ورصاص)


أمجد نجم الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5793 - 2018 / 2 / 20 - 16:04
المحور: الادب والفن
    


مجموعة (بلاد مابين رماد ورصاص) القصصية للكاتب سعدي عوض الزيدي، اعتمدت وبمجملها على رؤية متعددة لصورة واحدة، بنيت على الموجهات التي صاغتها جملة العنوان، والتناص مع العبارة المعروفة والتي توصف بها ارض العراق (بلاد مابين الرافدين)، ولكنه يبدل الرافدين بالرماد والرصاص، ورغم عدم التمييز اي من الرافدين هو الرماد والاخر الرصاص، الا ان الايحاء الذي يولده يقودنا الى ان الربط بين الرافدين الذين هما رمزين للحياة وديمومتها، وهو الصفة المميزة لهذه البلاد والتي اكتسبت تسميتها منهما، والرماد والرصاص الذين اصبحا هما الرمزين المميزين لهذا البلد في الزمن الذي تعالجه القصص، وذلك باستبدال القيمة الدلالية بينهما، وإن اختلفا بالصفات المتعاكسة باعتبارالآخرين مرتبطين بالموت والدمار..
تركيبة العنوان هذه تقودنا الى مدارات قصص المجموعة التي اخترنا منها نصين قصصييين، إذ تعتبر مدارات متعددة لجسد واحد وإن كانت مختلفة من ناحية البنى السردية وتشكلاتها.
بني النص الاول في المجموعة وهو (السد العدلي) على تناص وتداخل بين تعبيرين دالين وتسميتين مختلفتين معروفتين، هما (السد العالي) و (الطب العدلي)، والاشتباك بين دلالتيهما، والايحاء الذي يولده ذلك الاشتباك، يمكننا ان نسقطه على ثيمة القصة، بالتركيز على القيمة الدلالية التي توحيها جملة الاهداء (الى ارواح شهداء الصحافة العراقية)، وبني النص ايضا على مجموعة من الخطوط الدلالية، التي تتوازى وتتقاطع داخل النص وفق رؤية عامة توحدها، مثلها العنوان وتناصه، هي الاشارات التي انعكست من عيني الطفل في بداية القصة، (جميع السيارات المارة عبر الطريق ترى ذلك الرجل النائم على الارض. ولكن آلة التصوير الملقاة على جانبه أثارت تساؤلات الطفل)،ثم التوازي بين المرأة وجود افتراضي لدلالة اخرة تظهر تالياً( ضرتها المفترضة، واحدة من عشيقات المصور كما تظن)، (هرة ومهرة وآلة تصوير هو ذا اختزال الجد والوجدان لدى مصور الصحيفة الأكثر انتشارا بين الناس..)، ثم الخيط الاخر وهو (المرأة الهرة زوجة الطيار المعاق) وهذا التشابك بين هذه الخيوط يرينا السدى الدلالي الذي بناه النص، وأن جنح ربما بعيدا عن الدلالة القريبة والتي يولدها العنوان، كما اسلفنا.
بني النص على اربعة مراحل، اولاً صور عيني الطفل والمدار الدلالي الذي اشتغلت فيه زمكانياً، والزوجة واشتباكها مع الصورة، ثم المرأة الهرة، اما المرحلة الاخيرة فهي اختطاف المصور، ونلاحظ ان هذه المراحل اشتغلت بصورة متوازية ومتقاطعة رغم ان الخيط الدلالي الاول وهو الطفل اصبحت خلفية ايحائية، توجه بناء الدلالات، التي قادت الى تلك الخاتمة..
اما في نص (الطرق السديمية) نلاحظ بأن هناك موجهاً دلالياً، افتتاحياً للنص، هو الآية القرأنية (59) من سورة (ص) "هَـذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لاَ مَرْحَبَاً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ"، والتي ستهيمن على بناء الدلالات، وتربك تلقيه، بمحاولة المتلقي ايجاد علاقات تربط بين متن الآية القرأنية التي تصدرت النص، ومتن النص، حيث لا نجد ترابطاً مباشراً، ولا تأثيراً بنائياً واضحاً على الثيمة القصصية، او بناء الشخصيات، ولكن تظهر بصورة ضمنية – طيفية- إن حاولنا قراءة النص وفق تأوبل تلك الآية، حيث تبنى على وجود فريقين او نموذجين داخل بنية دلالية واحدة، لها ابعاد زمكانية محددة، إذ لو قرأنا النص لوجدنا إن هناك نموذجين سلبي وإيجابي، متمثلان بالامريكان و العضو النقابي الانتهازي، كمثالين عن النموذج السلبي، وشخصية الاخ النقابي السابق، والشهيد ضمناً، كمثال عن النموذج الايجابي، ولكن هذين النمودجين (السلبي والايجابي) يتقاطعان مع الاية القرأنية والتي تفسر على انها (حكاية ما يجري بين التابعين والمتبوعين من الطاغين في النار من التخاصم والمجاراة)"تفسير الميزان ج17ص219"، وهذا تقاطع واضح كما هو ظاهر، ثم ان هناك متنين متداخلين للقصة، وهي قصة الامريكان وقصف الطائرات واسر الاخ الناجي، التي تطوف بنا بعيدا عن المتن الاولي، بألية الاستذكار (مرارة اللحظة لم تمنعه من استذكار اخيه).



#أمجد_نجم_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضاء الدلالي للمكان في المجموعة الشعرية (مسلة المدن المهاج ...
- مسار الواقع و الفنطازيا في نصوص المجموعة القصصية (ما كان ورا ...
- هل يستطيع غير الاوربيين التفكير؟ مقابلة مع حميد دباشي - سمير ...
- القصة القصيرة جدا في العراق بين جميل حمداوي وحمدي مخلف الحدي ...
- النص و البناء السرد-شعري قراءة في مدونة (الليالي العراقية ) ...
- الوحدة البنائية في الكتاب القصصي كتاب (شظايا انثوية) إنموذجا ...
- شروخ الهوية في رواية (البلابل لا تغرد) للكاتبة أمل بورتر
- مقاربة بنائية
- اطر النص الشعري وعلاقاته الاحالية / مقترح قرائي لنص (مالم يق ...
- كسر السياق الجملي في النص الشعري- ديوان (عصافير الجوع) للشاع ...
- ضياع المثقف بين النخبويه ودور الداعية
- قراءة في كتاب (مقتربات قرائية لاشعار اماراتية) للناقد وجدان ...
- (كزار حنتوش.. الشعر مقابل الحب!) في مدار النص السيري
- أفق القراءة والعلاقات الإحالية للنص
- وعي القراءة وفعل التأسيس / قراءة في مدونة (حسون 313) للكاتب ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد نجم الزيدي - موجهات جملة العنوان في المجموعة القصصية (بلاد مابين رماد ورصاص)