أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير ونيسي - الفكر من القلب والصدى إلى العين والمدى















المزيد.....

الفكر من القلب والصدى إلى العين والمدى


بشير ونيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5793 - 2018 / 2 / 20 - 01:23
المحور: الادب والفن
    


1
كتاب فكري بعنوان " العين والصدى " صدر عن دار شهرزاد للكاتب الجزائري سليماني ياسين يضع فيه المؤلف مجموعة من المطارحات الفكرية المتعلقة بالفكر الغربي والعربي والإسلامي ويسعى إلى تفكيك بنية وماهية وأنساق الفكر ولعل اختيار الكاتب لموضوعات وهو ما حفزني للكتابة وإبداء الرأي ومن بين هذه الموضوعات وأشهرها التحيز عند المفكر العربي المسيري وتجديد الخطاب الديني عند محمد عثمان الخشت ودينامية النص المقدس الذي يواكب الحياة وستاتكية النص التي تواكب الماضي وأيضا فلسفة التسامح عند فتح الله كولن ونظرية الاختلاف والائتلاف والوجود بين كامي وسارتر وأزمة المثقف الجزائري الذي لا يمتلك موقفا وتصورا وفكرا يجعله يشكل وجودا متميزا متحيزا.





2
القارئ لهذا الكتاب يعجب بجمع وتصنيف ومنهجية الباحث وتحليله ولغته المنسجمة في لفظها ومعناه وما لاحظته في هذا الكتاب القيم والمحفز تمثل في ثلاث وضعيات :
 أولا : إشكالية الفكر العربي وتأزم العقل وتشظيه بين الحرية والهوية .
 ثانيا : أزمة الفكر العربي وعدم وجود خصوصية له مع غيره.
 ثالثا : تجربة الجسد وتعلقها الجوهري بالفن .
وانطلاقا من مقولة تراثية أصولية تتمثل في "استصحاب الحال" فإني سوف اتخذ هذه المقولة " استصحاب الحال لمفهوم الفكر لأضع هذا المقال القائم على العناصر التالية :
1 فلسفة الفكر
2 منهج التحيز والتميز
3 الجسد جوهر فرد للفن

3
1 فلسفة الفكر : "لا فكر إلا بذات ترى ما يحدث " الفكر فعل إنساني يعتمد التبصر والتدبر لفهم الذات والعالم لضمان الخلافة في الأرض ، لكن أي فكر يجب أن يقوم في نظرنا على ثلاثة أشياء أساسية أولا الهوية ثانيا الحربة ثالثا منطق معين لغويا للتواصل .لكن ما يجب أن يقال بالنسبة لي كانسان عربي مسلم هل أنا أفكر؟ وكيف أفكر ؟ لم أفكر ؟ وبم أفكر ؟
منذ عصر النهضة العربية وزمن الإحياء الانسان العربي المسلم يحاول أن يفكر ولكنه في كل مرة خطوة إلى الأمام وعشر خطوات إلى الوراء ويتعلق بوعي أو بغير وعي بسبيلين أما محاكاة التراث والسلف فيرى نفسه هوية بدون حرية أو محاكاة الغرب فيرى نفسه حربة بدون هوية أو أنه يتخذ لنفسه حالة وسطية توفيقية تلفيقية تحرمه من ذاته وجودا وإبداعا ويبقى في حالة عدم تعين ودار لقمان على حالها وتنتابه في خلجات نفسه فكرة " لا أفكر لأني أخاف من الكفر " ولا اجتهاد مع النص ".
لأفترض منذ اللحظة الآنية أني أفكر ما ذا يمكن أن يكون أو يحدث .
يلزمني هذا الفرض ثلاث قواعد مهمة انطلاقا من هويتي وحريتي
أولا : يجب أن أفكر في الله بتوحيد لا لبس فيه ولا خرافة كأني أراه وأن لم أكن أراه فهو يراني حسب ما جاء في حديث النبي .
ثانيا : يجب أن أفكر في نفسي مستصحبا الحال الأول الله رب اجعل في قلبي نورا وفي سمعي وفي بصري ومن فوقي ومن تحتي وعلى يميني ويساري حسب الدعاء النبوي .
ثالثا : أفكر في غيري والأشياء مستصحبا الجوهر الأول والحالة الثانية فأعرف بذلك الأشياء على ماهيتها الأولى الفطرية ويكتمل تبصر وتدبر المتوحد المؤيد المسدد .
من هذه الوضعيات الوجدانية الوجودية أرسم المعلم الفكري التالي :
أنا أفكر ...
أرى أنظر أبصر ...
ثم أقلب
أعقل
أعلم
أعرف
أبلغ وجودي ...
لا يمكن أن نتصور منهجا للفكر إلا بالرؤية والبصر والنظر والقلب والعقل والعلم والمعرفة والحقيقة . من هذه الخطوات يمكن أن نتأمل في شخصية النبي الذي يمشي في الأسواق ويأكل الطعام ، فالنبي في جوهره المدعم طبعا بالوحي يفكر وفكره يقوم أساسا على قاعدة ذهبية تشربها الأنبياء منذ آدم حتى محمد صلى الله عليه وسلم وهي المحجة البيضاء ليلها كنهارها " لا إله إلا الله " والتوحيد نفي كل شيء لإثبات الذات الإلهية التي ليس كمثلها أي شيء ثم يبدأ النداء الوجودي في الوحدة والصمت وانتظار الوحي لبدء التفكير وقد بلغنا القرآن الكريم تفكير إبراهيم نظرته للكواكب حتى وصوله للسؤال أرني كيف تحي الموتى وموسى في الأعراف " أرني أنظر إليك " ومحمد صلى الله عليه وسلم في النجم " ما كذب الفؤاد ما رأى " ويمكن تحقيق ذلك في كل شيء يواجه الفكر كيف يمكن أن يتفاعل معه بالنظر والقلب والعقل والعلم والمعرفة ومعايشته عيانا .
أصل هنا إلى فكرة مهمة أن الفكر يجب أن يتميز ويتحيز ثانيا يجب أن يبدأ الفكر بمبدأ ثالثا يجب على الفكر أن يتفاعل مع كل شيء بالتجربة ليعرفه .
2 منهج التحيز والتميز : لا يمكن أن نتصور أي فكر بدون مبدأ مهما كان هذا المبدأ فإنه في جوهره عقيدة تتلبس بالحياة ومهما كان هذا الفكر فإن صاحبة يجب أن ينطلق من قاعدتين الحرية والهوية وحرية الفكر حالته الوجدانية الوجودية المنفتحة زمكانيا على العالم وهويته رصيده وروافدة الثقافية فالموجود يعايش الوجود وجها لوجه ويدا بيد والموجود في فكره يتحيز بهويته ويتميز بحريته .فلو أخذنا على سبيل المثال فكر ديكارت وفكر هيجل وتحيز وتميز كل واحد منهما نجد الأول وضع نظريته على مبدأ الشك شك في كل شيء إلا ذاته بقاعدة أنا أفكر اذن أنا موجود كوجيتو المعرفة والفكر أما هيجل فمبدأ فكره يقوم على الاغتراب اغتراب الذات وتحولها من الوجود إلى العدم وذوبانها في الروح المطلق وما الديالكتيك إلا أنا يفنى في لا أنا ليبقى أنا كل شيء لا أنا وتتشكل بذلك الكينونة عبر الصيرورة .من هنا نستخلص فكرة مهمة لها وجهان الأول: ملابسة الأنا كموجود للوجود الثاني مخالطة الأنا كموجود للوجود ويحدث بين الوجهين ما يمكن وصفه أن الفكر لا يتميز إلا بالتحيز وما التميز إلا الحرية والتحيز الهوية .
3 الجسد جوهر فرد للفن : طرق المعرفة أربعة الدين والعلم والفلسفة والفن الدين يرى الأشياء بالإيمان والعلم بالعقل والفلسفة بالمنطق والفن بالخيال و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن بفصل الجسد عن الفن لأن الجسد بديمومته الفعالة الخلاقة المتعلقة بالحياة تعيد تشكيل معنى الشيء تأثيلا وتمثيلا ويمكن أن نحدد ماهية الجسد في "ما هو أنا مع كل شيء " أنه ملكة حساسية تجاه كل شيء والجسد قائم على وضعيتين وضعيه الشهود ووضعية الوجود الأولى الرؤيا زمكانيا والثانية التمركز المكاني وهنا في هذا المقام نشير إلى نظريتين في الفلسفة الحديقة نظرية نيتشه وكيركيجارد نظرية نيتشه القائمة على الجسد في استرجاع عودته الأبدية وطفولته للوصول إلى السوبرمان وفلسفة كيركجارد تتمثل في قيام الجسد على الجدل العاشق الجامع للروح مع الجسد في وحدة وصل للمنفصل ووضعه للثنائيات الضرورة والحرية والمتناهي واللامتناهي ولا جسد في اتصاله بالوجود إلا بوحدة الفصل وصل المنفصل الجامعة بالوصل بين الشيء وضده.
يمكن أن من خلال قراءة هذا الكتاب أنه حفزني للكتابة في الفكر ومحاولة طرح وجهة النظر فمعظم الأفكار أغلبها مستوحاة من كتاب العين والمدى لياسين سليماني وكذلك عمق الكتاب وحرصه على البحث عن علة الذات العربية المحرومة من نعمة العقل والفكر
إن الفكر يجب أن يتميز ويتحيز لإثبات ذاته وكينونته كذلك أنه لا وجود للفكر إلا بالحرية والهوية .


بشير ونيسي



#بشير_ونيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا نبي الرمل
- قصص قصيرة جدا كيمياء السعادة
- القصورة قصيدة
- ظاهرة القصورة تلبس الشعر بالنثر
- كأس الحب قصص قصيرة جدا
- سيرة فلسفية لجسد موشح بالرمل
- سيرة بشر أنس
- قصر الأنس مخطوطة سوفا نورا وجنان حورا
- رسالة في الفكر والابداع سيرة مثقف جزائري إلى الكاتب الجزائري ...
- رسالة في الصبا والصبابة
- حوار مع الشاعر الجزائري الكبير عمر أزراج الموقف الشعري وقصيد ...
- رسالة في الأنس وشجن النفس إلى قلب موشح بأندلس
- جزائر لو تكون لي
- حاء مبتدأ الحب ، منتهى الروح
- مقام الحيرة قصص قصيرة جدا
- نفسي ذات نور قصص قصيرة جدا
- بنية الفكر والوجود في رواية الولي الطاهر يعود الى مقامه الزك ...
- مصر جزائر الروح رسالة في الابداع والسلام الى الشاعر العربي ا ...
- شكل فيزيائي لكيمياء السعادة في مخطوط أندلسي لمحي الدين بن عر ...
- شذرة غزالية الشك


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير ونيسي - الفكر من القلب والصدى إلى العين والمدى