أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - فاتحة والخاتمة في قصيدة - سبعون عشقا- عمار خليل














المزيد.....

فاتحة والخاتمة في قصيدة - سبعون عشقا- عمار خليل


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 22:48
المحور: الادب والفن
    


فاتحة والخاتمة في قصيدة
" سبعون عشقا"
عمار خليل

عنوان القصيدة يعطي فكرة عن مضمونها، فنجد في "سبعون" الرقم المقدس، الرقم الا منتهي، والعشق يشير إلى حالة التوحد والميل والوفاء للأخر، الحبيب، لكن الشاعر يفاجئنا ببداية القصيدة:
"وأنسج خيوط النائبات وشاحا
لولا الظلامُ لما رأيت صباحا"
التي جاءت قاتمة وبألفاظ سوداء "نائبا، الظلام،" فهناك حالة من الصراع بين الليل والصباح، وهذا أيضا يخدم فكرة القسوة والصخب وعدم الهدوء أو الانسجام، لكننا ننتقل نقلة مغايرة مع بداية المقطع الثاني والذي جاء بهذا الشكل:
"واركض برجلك نبعُ مائك طاهرٌ
فاسقي السنابل واملأ الأقداحا"
وهنا تبدأ القصيدة منسجمة مع العنوان، فنجد الألفاظ بيضاء، التي تخدم فكرة الفرح والجمال التي جاءت في العنوان، لكن أذا ما توقفنا عند المقطع سنجد هناك أفعال أمر، "وأركض ، فاسقي" واللذان يشيران إلى السرعة والتكامل من خلال حرفي "الواو والفاء" كما أننا نجد علاقة بين الماء والسنابل والاقداح، لكن غير مفهوم لنا علاقة الرجل بنبع الماء.
يكمل لنا الشاعر صورة البياض فيقول:
"أنت الربيع ومسكُ عطرك فائح
فانثر على سرب الحقول لـُقاحا"
وهنا نطرح مجموعة اسئلة حول فعل الأمر: أليس من الأحرى أن يترك الشاعر بطله يقوم بالفعل بطريقته الخاصة دون تدخل من الشاعر؟، وبهذا يكون الفعل أكثر تأثيرا على المتلقي مما هو عليه في حالة الأمر؟، أم أن هناك مبرر للشاعر يعطيه اصدار فعل الأمر؟.
يعود الشاعر إلى حالة الصراع الجارية بين بطله والآخرين فيقول:
"يا سيد الصبر الجميل على البـِلى
وبكفك العاريْ صددت رماحا


كم مرةٍ أسروك هذا ظنـُهم
لكن صدرك كان أوسعَ ساحا"
جميل أن يكون هناك صراع، فهو يعطي مبرر للشاعر الذي اندمج بمشهد الصراع فجعله يتدخل ويبدي الحماس للبطل ويعطي توجهات لكي يساعد بطله على الانتصار وبسرعة، لهذا وجدناه يستخدم حرف "الفاء أو لواو" معبرا عن تماهيه مع الحدث، مع البطل.
ومن جميل استخدام تعبير جديد، فالشاعر يستخدم "يوسف" بطريقة فريدة، يقول:
"يا يوسفيَ الوجه انك عائد
ملكًا تقيم العدل والأفراحا"
فهو يجمع بين جمال الجسد/الوجه وبين جمال الفعل/الاخلاق.
يتجاوز الشاعر انفعاله مع الحدث ويبدأ يخبرنا بطريقة الراصد/المحايد:
"سبعون عشقا قد نقشت لاسمها
في كل حرف قد نصبت جناحا


فيك الدروب تسير نحو صلاتها
وبكل درب قد أقمت كفاحا"
وكأن الشاعر من خلال هذه الإخبار يبرر لنا موقفه السابق المتعاطف والمندمج مع البطل، فكلنا يعلم أن من الصعب أن ينقش "سبعين" لاسمها، لكنه الشاعر أراد أن يغالي في المشهد فجعله بهذه العدد الكبير والا منتهي والمقدس، وكأن ما يقوم به البطل فعل مقدس.
وقلنا ـ سابقا ـ ان مخاطبة المرأة/الانثى دائما يقدم المتلقي من النص، إن كان رجلا أم امرأة، ويحفزه على الاهتمام أكثر بما يقرأ، من هنا نجد الشاعر يستخدم هذا المحفز في القصيدة، جاعلا ـ شكليا ـ موضوع قصيدته عن حب الأنثى، وإن أخذناه على هذا المعنى أم على المعنى الثاني، الوطني/القومي/الديني سنجد فيه أيضا هذا الميل والانحياز.

الإيمان واليقين ضروري لمن يخوض الصراع، وبما أن البطل موغل فيه، فكان لا بد من تقديم مشهد تشد من أزره وتعينه في موصلة الصراع:
"لن يهزمَ الإيمانُ كلا إنه
يبقى على وجه المدى وضّاحا


سبعون عاماً والعزيمة جمرة ٌ
يتوقد الأملُ الفسيح سلاحا"
نجد حرف الجزم "لن" وتأكيد على عدم الهزيمة "كلا" واستمرار الحياة/الفرح من خلال فعل "يبقى" وتقديس واستمرارية خوض صراع
بين الحق والباطن من خلال "سبعون، الأمل" كل ما جاء في المقطعين السابقين صادر من الشاعر المشاهد للأحدث، لكنه تراجع عن حيادته وأخذ يميل إلى البطل، فأعطاه شيء من القدسية العمل من خلال "سبعين"
لكن الشاعر لا يكتفي بهذا التقديس، فأوجد محفزات للبطل لكي يستمر فيما أقدم عليه، فيقدمه من المرأة التي ستثيره أكثر مما تثير المتلقي:
"طاب الفداءُ لحبها وتقدسا
ولطالما هزم الغرامُ جراحا"
فالخطاب هنا موجه للبطل وليس للمتلقي.
ينهي الشاعر القصيدة بمشاهد تؤكد حالة الصراع وديمومته، فيقول:
"يا عاشقا فيك المواجع شامخ
ها قد أنرت الصبر والمصباحا


نور يمر على الدجى لا يبقه
كالشمس إذ تعطي السما ايضاحا"
الخاتمة البياض تعطي فكرة حتمية انتصار البطل الذي يخوض الصراع، وبما أن هناك "عاشقا، شامخ" وقام ب"أنرت" فلا بد أن تكون "نور، الشمس، السما" هي بداية الحياة الجديدة.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التألق في رواية حياة رجل فقد الذاكرة -الحمراوي- رمضان الرواش ...
- الاسطورة والطبيعة في قصيدة - اطَرِّزْلِكْ- سمير أبو الهيجا
- الأم في قصيدة -ملح ومي- سمير ابو الهجا
- قصيدة -الأب- سمير أبو الهيجا
- البساطة والعمق في -أكتب كي لا ينام الحلم في الفراغ- نافذ الر ...
- مناقشة مجموعة قصائد للشاعر محمد علي شمس الدين
- الشاعر في ديوان -طائر الغربة- محمد عرموش
- بين حالتين القمع والتخلف
- الرواية التاريخية --حمام العين- عزام توفيق أبو السعود
- التجربة الاجتماعية في رواية -بقلبي لا بعقلي- سامي محريز
- اللغة في مجموعة -أبعاد- خليل إبراهيم حسونة
- الصور والأسئلة في -حافة الشغف- لمحمود السرساوي
- الحكاية في -رواية لكاتبها- -أخرج منها يا ملعون- صدام حسين
- الفرح الأسير في قصيدة -اختناق- عبد صبري ابو ربيع
- دار الفاروق تناقش -مريم البلقاء- لعلي السباعي
- تعدد الرواة في رواية -نار البراءة- محمود شاهين
- الدليل في رواية -النهر المقدس- محمود شاهين
- المعرفة في رواية -أبناء الشيطان- محمود شاهين
- واقع الفلسطيني في قصة -زاوية اليقين- سعادة أبو عراق
- اليأس في قصيدة -لا وقت لدي- عمار خليل


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - فاتحة والخاتمة في قصيدة - سبعون عشقا- عمار خليل