أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان يوسف رجيب - في ذكرى 8 شباط 1963















المزيد.....

في ذكرى 8 شباط 1963


عدنان يوسف رجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5782 - 2018 / 2 / 9 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى 8 شباط 1963
عدنان يوسف رجيب
تمر اليوم في الثامن من شباط، الذكرى الخامسة الخمسين لتنفيذ المؤامرة التي جرت في 1963، ضد النظام الوطني في العراق الذي كان على رأسه الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم..... نفذ المؤامر حزب البعث، وكان المخطط لها شركات النفط العالمية، عن طريق الأستخبارات المركزية الأمريكية CIA.....
هذه الحقائق عرفها الجميع، وفضحها بشكل أو باخر كثيرون، سواء وافقوا أو لم يوافقوا على ما حصل من مجازر ومظالم في تلك الفترة..... الملك حسين، مثلا، قال: أن محطة، (أمريكية) خاصة في قبرص، كانت ترشد حزب البعث، وقطعان الحرس القومي، على عناوين و أماكن تواجد الشيوعيون، من أجل القضاء عليهم......
كما فضح جرائم البعثيين هذه، وفي وقتها، الصحفي العروف محمد حسنين هيكل، (وحتى بعدعشرات السنين، ولحد فترات زمنية قريبة من الآن)، وبين إن الجرائم يندى لها الجبين، وقد إضطر جمال عبد الناصر، (الذي أيد – أبتداء- جريمة البعثيين)، أن يندد علنا بجرائمهم، وأن يخبرهم أن يخففوا من جرائمهم.....
هذا عدا عما كتبته صحف اوربية وأمريكية كثيرة، وفضحت فيه جرائم البعثيين، ومنها ماكتبته، مثلا، صحف اللوموند الفرنسيىة والكارديان البريطانية، لتبين، مثلا: أن ما يحصل في العراق يعتبر، كأنه، مجرد نزهة بالنسبة لمجازر حصلت في أوربا....... وأن ما تم قتله في الخمسة أيام الأولى من الأنقلاب، كان ليس أقل من سبعة الاف مواطن عراقي....
وإستغرب الناس جميعا من سعة وفظاعة جرائم البعثيين ضد العراقيين، حيث أصبح الحديث العراقي هو الأول عالميا، في كل أخبار ونشرات المحطات والصحف الأمريكية والأوربية والعربية.......
والحديث عن بشاعة الجرائم وغلوها و سعتها، كثير، كثير جدا، حتى أن مجموعات من القوميين العرب، الذين ساندوا البعثيين، قد نأوا بانفسهم عنها، ومنهم عبد الناصر نفسه، الذي كان شرسا مثل البعثيين ضد الشعب العراقي.... وتجمعات دينية و قومية، عراقية وعربية..... وكانت تصل لزعماء البعثيين تحذيرات، من مسؤولين أمريكان وأوربيون، للتخفيف من سعة الجرائم.....
ولشرح حتى مختصر لوحشية الجريمة البعثية ضد قطاعات واسعة من أبناء الشعب العراقي، سيكون ذلك واسعا، وسيحتل عشرات الصفحات، حتى لمختصر لها.....ولعل من يعود لتلك الفترة السوداء العجفاء من تأريخ العراق، سيجد في الأعلام العالمي ما يوضح سعة الجريمة البعثية الشرسة، بكل المعايير......
هذه حقائق دامغة شاخصة تدل على جريمة وظلم البعثيين وقساوة معدنهم ونفوسهم..... ولكن المهم في هذا الأمر، هو السبب الذي جعل من هكذا نوعيات من الناس بهذا المستوى من الجريمة والقساوة...... بشكل غير معهود على الناس في المجتمع العراقي، رغم ما يقال عن خشونة وبعض قساوة في تعامل بعض من العراقيين..... لكن، لا يمكن أن تصل لهذه الدرجة الضخمة والكالحة، التي أظهرها البعثيين..... إنها لم تكن تدور أبدا، في أذهان العراقيون أو الناس الأخرين....
إذن ما هو هو سببها..... هل البعثيون هم من نوعيات خاصة من البشر، أو قل، أنهم، من غير البشر؟؟!!
الأدعى الى الغرابة، هو عدم الأعتذار عن هذه الجرائم الكبرى، المريرة الظالمة بحق الشعب العراقي..... كان الأجدى بالبعثيين ان يقفوا ليقولوا كلمة حق وعدالة....... كلمة يكونوا فيها حقيقيون مع أنفسهم كبشر، ليعتذروا من الشعب العراقي على جرائم لا يمكن أن يغفرها لهم أحد...... وجرائم أستمر تأثيرها طويلا زمينا، و عدديا على مقدار كثير من الناس.....
لذا كان (الأجدى) بالبعثيين أن يخجلوا (شخصيا و وطينا و إجتماعيا، وحتى حضاريا)، وان يقدموا إعتذارهم واضحا كبيرا للشعب العراقي، لكي يخففوا، على الأقل، من إحتقار وإشمئزاز و نفور الناس، كل الناس، منهم..... لكنهم لم يعملوها (؟!).
وهذا هو ما يستدله عليهم الناس.... من إنهم، (البعثيين !)، هم مجموعة خيانية متواجدة في جسم الشعب العراقي، وظيفتها الفتك والإضرار والظلم ضد الناس.... هكذا هي وظيفة البعثي والبعثية، وهذا، على ما يبدو، هو ما (تواجد) لأجله البعثي والبعثية.... ظلم و جور و تعسف و دجل و قتل و لصوصية، دون أن يهتز لهم جفن.....
ولنوضح بجلاء، ونقول: عدم إعتذار البعثيين هذا، (من الشعب العراقي)، لا يدل على قوة وإعتزاز بالنفس، كلا مطلقا...... لأن من يقوم بالجريمة والظلم، سيكون قويا حين يعتذر ... حيث الإعتذار يعيد المجرم الى مجال الإنسانية والرفعة، ومجال إحترام النفس والإعتزاز بها، وهذا مهم جدا بالنسبة للإنسان الحقيقي ...... لكن يبدو أن البعثيين يفتقدون لأي مجال في داخلهم لإحترام نفوسهم، وأنهم حقيقة يحسون، تماما، بأنهم ضئيلين بائسين، وسقط متاع في الحياة، لذا فهم لا يفكرون بالخجل من جرائم و مظالم قاموا بها، وبالتالي، فهم بعيدين عن الإعتذار عنها......
وما يؤكد، كذلك، من ضحالة نفوس البعثيين، و إحتقارهم الكامل لأنفسهم، هو أنهم لم يفكروا، ولحد الأن، بالإعتذار للشعب العراقي على ضخامة الجرائم والتعسف والظلم، الذي قاموا به خلال حكم كبيرهم (القزم)، صدام حسين..... خلال عشرات السنين العجاف..... كل يوم فيها، هو سوء وظلم و تعسف لكل المواطنين العراقيين..... أساسه رعونة وسوداوية المعتوه صدام حسين، وتصوره المريض، بأنه الزعيم والعظيم..... وما على البعثيين، (الأذلاء والمرضى أصلا)، إلا تنفيذ مطالب هذا القزم المتزعم..... وهنا كانت الجريمة والمحنة والجريمة تقع على كل أبناء الشعب العراقي.....
ومن هنا، كذلك، لا يمكن تصور إعتذار البعثيين للشعب العراقي على الويلات والآلام التي سببوها للناس.... فالبعثيون هكذا خلقوا، نوعيات ليست بشرية...... بالمعنى المعروف للناس، ليس فقط للعراقيين، بل حتى للسوريين..... فالبعثيين نراهم على صورة أنسان، لكن دواخلهم، تخلوا من كثير مما يتحلى به البشر الأسوياء..... تخلو نفوس البعثيين من (إحترام الذات، والكرامة الشخصية، والخجل الإنساني، والعفة والوطنية)..... لذلك، فهم لا يتورعون عن عمل كل ما هو موبق وسافل، دون تصور أنه خطا (في هذه الجرائم).....
سيرة البعثيين العراقيين سيئة دائما، حتى في ثورة الشعب العراقي في 14 تموز 1958.... لقد قفوا ضد الثورة، وعملوا مع اعداء العراق لإجهاض الثورة..... وجاء زعيمهم ، ميشيل عفلق، بعد أسبوع من الثورة (يوم 21 تموز) ليخبرهم بشيئ واحد، واحد، وهو الوحدة الفورية مع عبد الناصر؟! ومن بعدها بدأت جرائم البعثيين ضد العراقيين...... وتوجوا ذلك بمصافحة الإستخباراات الأمريكية في تنفيذ جريمة 8 شباط 1963 .....
إننا لا ننسى أبطال الشعب العراقي الذي قاوموا مؤامرة شركات النفط الإحتكارية التي نفذها البعثيون الخونة..... لقد وقف أبطال الشعب العراقي بجساره وصلابة لقمع المؤامرة السوداء، لكن كان سلاح المتامرين و الإستخبارات الأمريكية أقوى، ومن ناحية ثانية، كانت قيادة، (الوطني)، الزعيم عبد الكريم قاسم، ليست بالمستوى المطلوب، لقمع وقتل المؤامرة في مهدها..... لهذا تم تنفيذها، وذهب ضحيتها عشرات الألاف من بنات وأبناء الشعب العراقي الباسل، وفي مقدمتهم الشيوعيون، الذين أظهروا وطنية عالية و حريصة على عدم سقوط الحكم الوطني......وإستشهد خلق كثير من الناس، ومن الشيوعيين، و في مقدمتهم قيادة الحزب الشيوعي، وسكرتير الحزب الشهيد سلام عادل ورفاقه المناضلين الوطنيين.....
كان البعثيون يقطرون دما وحقدا على الشيوعيين، حيث كان الهم الأول عند البعثيين، والهدف الكبير، هو تقطيع أوصال الحزب الشيوعي (؟!)، بسبب الحقد على هذا الحزب الذي يسانده و يحترمه الناس...... كان البعثيون يرتعبون من حب وأحترام الناس للشيوعيون، ومن أحتقار الناس للبعثيين..... وهذا ما قاله الفكيكي، في كتابه (أوكار الهزيمة)، وبعثيين أخرين، (في مناسبات مختلفة)، حيث أكدوا حقدهم الكبير على الحزب الشيوعي، بسبب تعاطف وإحترام الشعب له..... والبعثيون كانوا لا يعلمون السبب في هذا التعاطف مع الشيوعيون، والسبب في إحتقار الناس للبعثيين......
والان، نوضح للبعثيين السبب في إحتقار الناس لهم..... وهو لأنهم أنصاف بشر، تملؤهم (الجريمة والدجل، والكذب واللصوصية، وعدم الإعتذار عن جرائمهم الكبرى ضد الشعب)...... وكذلك الغباء بكل وضوحه، حيث هم لحد الأن لا يعلمون سبب إحتقار الناس لهم ؟؟!! .......



#عدنان_يوسف_رجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثروتك، رقمك في البنك
- عرض تعريفي لكتاب بين اليهودية والاسلام- لمؤلفه: الدكتور جعفر ...
- حول قرار حظر حزب البعث الإرهابي
- الرد الحاسم لصون العراق
- هل يتحرر العراق بتحرير الفلوجة ونينوى؟
- نعم.... يمكن درء خطر الإرهاب
- مأساة الشعب الإيزيدي المضاعفة
- مناقشة المنهج الإقتصادي في الإسلام
- في العراق إنتفاضة شعب ومروق
- وإنتفض الشعب العراقي بجسارة
- صراع الشيعة والسنة الدائم وقدسية عائشة
- كواكب الكرات الأرضية
- العراق تحت مظلة تقسيم دولي بتنفيذ أداة داعش
- تداعيات عن إختفاء الطائرة الماليزية
- بعض الحقائق عن إختفاء الطائرة الماليزية
- القضية العراقية الراهنة وموقف المتآمرين
- هكذا هو البعث دائما ... أسد علي وفي الحروب نعامة
- القومية والدين - الظروف الموضوعية والذاتية
- إنه البعث الفاشي يا ناس - النظام السوري لا يترك السلطة
- هل توجد برامج في القرآن تلبي حاجات الإنسان


المزيد.....




- صور تكشف حفاوة استقبال الأمير هاري وزوجته ميغان في نيجيريا
- مصفاة النفط الروسية في فولغوغراد تعرضت لهجوم بطائرة أوكرانية ...
- حسام زملط لـCNN عن هجوم رفح: نتنياهو تعلّم أن بإمكانه تجاوز ...
- بوريل يوجه طلبا ملحا إلى إسرائيل بخصوص العملية في رفح
- أسرار -أبرامز- الأمريكية تتكشف أمام خبراء -روستيخ- الروسية
- مؤشر جديد على تحسن العلاقات.. رئيس الوزراء اليوناني يتوجه إل ...
- تونس: توقيف معلقة تلفزيونية باستعمال القوة على خلفية تعليقات ...
- الدواء الوهمي.. علاج أم خدعة؟
- الأكبر في العالم.. تدشين منصة -سند- للإجازة القرآنية بالدوحة ...
- قلق أممي إزاء مدنيين عالقين وسط معارك بالأسلحة الثقيلة في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان يوسف رجيب - في ذكرى 8 شباط 1963