أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان يوسف رجيب - مأساة الشعب الإيزيدي المضاعفة















المزيد.....

مأساة الشعب الإيزيدي المضاعفة


عدنان يوسف رجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 09:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إننا نتواجه اليوم مع مأساة إنسانية تؤل في توجهها الى محاولة أبادة جماعية لمكون بشري كامل هم الشعب الأيزيدي....طائفة من الناس المسالمين المتصفين بـ الوداعة والبشاشة و حب مساعدة الآخرين.... تغدر بهم مجموعة تنتمي لأكثر التنظيمات شراسة و غلظة، أفرادها من أشد البشر غباء و ضمور في العقل و الأحاسيس العاطفية، إنهم دواعش !!..... هنا نقف ممتلئين غضبا أمام منعطفا إنسانيا لا نجد له مبررا واعيا في زمن نسميه القرن الواحد والعشرين ...... إننا لا نجد الردع الواضح، والحاسم لهذا الإرهاب المريع..... داعش و على قيادها ولاتها عملوا الجرائم بحق المسيحيين المسالمين المحبين للحياة و للبشر... خطط الولاة، المرضى في دواخل عقولهم، أهدافا سقيمة مدمرة و تلقفها حفنة الدواعش... حطموا كنائس المسيحيين و المسيحيين أنفسهم في مصر والشام والعراق و لبنان.... وقتها لم يصرخ المسلمون و ولاتهم بعلو حناجرهم ردا و تحذيرا..... تمادى الدواعش المارقون، أو صدقا تمادى ولاتهم وأؤلي نعمتهم، و تلمس الناس عقول جمهرة الدواعش [غير القياديين] فإذا هي من تراب، والتراب أشرف.... أخذوا يصوبون سهامهم يسارا و يمينا في البلدان و الحواري، [وصل أمر إنحداراتهم الى ليبيا وألمانيا]، يجمعون المريدين على شاكلتهم..... قساة غلاظ عمي العقول، في هوس جنسي مهول دائم، تسكرهم متعة القوة الثيرانية ! و قبلتهم العضلات والسيف محك الرجال عندهم !!.... هكذا وجد ولاتهم ضالتهم فيهم ....فهم الأفراد الداعشيون، الغارق كل منهم عميقا في قهره النفسي و ذله الداخلي [أفراد مسلوبي الكرامة والشخصية، و يفتقدون الحنان، حتى الأثرياء منهم]..... لذا هم يتطلعون لأية يد تقودهم و تنتشلهم من خوائهم النفسي الداخلي..... شيشان كانوا أم عربا مصريين وعراقيين و سوريين و جزائريين و مغاربة و فلسطينيين، وحتى جاء عندهم خواء الباكستانيين وخواء غيرهم....
لا يتميز هؤلاء في خوائهم الداخلي كثيرا عن أولئك (الخاوون) الذين جمعهم هتلر النازي، وسخرهم لتشييد مملكته الألمانية التي ستصعد بهم الى السماء (كما كان يرطن هو في خطبه)، ولا يختلفون عن أولئك الخاوون الذين جمعهم موسوليني الفاشي من أجل بعث مجد إيطاليا، وروما .... و يدا بيد مع البعثيين و عفلقهم المسخرة الذي وعدهم ببعث مجد العرب في داحس والغبراء وغدر البدوي، وفي إستعلاء السيف على الكتاب (؟؟!!)... هنا دخلت داعش على الخط، [كذلك]، في شبابها المتحجرون وعيا و المهووسون جنسيا، و الخاوون نفسيا ....الضعاف.... و يطلبون العون.... وثمة قيادة أولياء تتصيد هكذا ثور ثمين توجهه صوب مأربها الدنيئة..... لعلنا لا نكون بعيدين عن الحقيقة حين تشخيص الأولياء بـ حكومات تركيا و السعودية و سوريا و قطر و أمريكا و وإيران وأسرائيل، وكل له مآربه وكل له أهدافه المختلفة عن غيره، وكل قد يفلت (أو فلت) الزمام منه، مع داعش.

مأساة الشعب الأيزيدي كبرى، مثلها مثل جريمة التطهير العرقي الذي جرى لـ الشعب الأرمني من قبل السلطات التركية الفاشية، و مثل جريمة نظام صدام حسين البعثي الفاشي في حلبجة، و جريمة البعثي حافط الأسد في تحطيم و تهديم مدينة حلب، قبل عدة عشرات من السنين، وإكمال الجريمة من قبل الخلف بشار بن حافظ.....
الشعب الأيزيدي يجري ضده ليس فقط تطهير عرقي، بل سبي وحشي واسع من نوع متطور البشاعة عما كان الأسلام الأول يقوم به في الفتوحات والحروب [فــ داعش يطبق الإسلام في هذه الجريمة]، و يحسم داعش أمره كذلك في قتل جماعي للرجال [حمامات دم بشعة مرعبة]، وأيضا للنساء كبيرات السن، اللواتي لا يرتجى منهن متعة جنسية [؟؟!!]. ويجري العرض بداية..... عرض خيار الإسلام دينا جديدا للشعب الإيزيدي !! وإلا العقبة الموت...... هكذا يتبجح متحجروا داعش، وحيث يصرحون إنهم يطبقون تعاليم الإسلام، كما طبقه أسلافهم العظام؟؟!!. لقد أوضحت ذلك جليا الكريمات العفيفات المحترمات نادية مراد و فاتن و إيمان و الضحايا الأخريات اللواتي تم سبيهن و تم قتل أهلهن أمام أعينهن، و تم بيعهن و تأجيرهن بين [أنصاف الرجال - الممحونين]، من أجل الجنس، كما تم ممارسة كثير من العنف والجور ضدهن، وهن في تصريحاتهن يمثلن آلاف الضحايا اللواتي لا زل مصيرهن تحت رحمة منظمة الإرهاب داعش.....

جريمة داعش تقترب فترة حصولها من السنتين ، منذ إحتلالها للموصل و مناطق عراقية أخرى، كما الحال لمدن سورية... ولقد ضج وقتها جبل سنجار و ضحاياه الأيزيديين الذين ماتوا قتلا... ثم جوعا و عطشا و بردا، مضافا له رعب وإرهاب داعش... هنا نعود، مرة أخرى، للغضب الذي أوردناه إبتداء، لنقول...
ماذا عمل المجتمع البشري، بالملموس، لدرء هكذا خطر داهم في هكذا عصر للبشرية (وهي تحتفل بوصول المراكب الفضائية الى المريخ و عطارد ؟؟!!)، يا ناس (يا ناسا) الإنسان على الأرض يعاني بل يقاسي بشدة من الجور الإنساني، فما أنتم فاعلون؟؟!! بل لنبدأ من داخلنا.... ماذا فعلت المنظمات الإسلامية، الرسمية وغير الرسمية، لردع داعش و لطمأنة عشرات آلاف الضحايا من الأيزيديين؟؟!! عمليا لا شيئ.....ماذا عمل الأزهر (الشريف ؟!) وماذا عملت منظمات المسلمين في الفليبين ؟! و منظمة الجماعة الإسلامية العالمية ؟! لا شيئ، وكذا لم تعمل المنظمات الإسلامية الأخرى ذات الصفة العالمية في ماليزيا و أندونيسيا.... ثم ماذا عملت السعودية (راعية بن تيمية ؟؟!! و الوهابية ؟؟!!)، و ماذا عمل حكام السودان (الذين حولوه الى سودانيين ؟!)، و ماذا عملت إيران غير التطبيل والتزمير في طرد داعش ؟! بل ماذا عملت الحكومة العراقية (المعنية جدا بالمواطنيين العراقيين الإيزيديين) ؟! لا شيئ في لا شيئ في لا شيئ....
كان ينبغي يا أزهر و يا أندونيسيا و يا مؤتمر إسلامي، و يا مسلمين شيعة ومسلمين سنة أن تتداركوا هذا الواقع و تعطوا رأيكم واضحا صريحا بينا دون أخذ ورد، أي تقولون أولا تقيمكم بــ داعش، و هل هي منظمة إسلامية (تطبق قيم وتعاليم الإسلام ؟؟!!)، هل داعش كافرة أم مسلمة، هل من صوت منكم !.... صوت حاسم غاضب شديد يجبر داعش على التوقف عن غيها، و يدعو الناس (خصوصا الشباب)، للخروج من صفوفها، علاوة على إمتناع أي عنصر جديد للإنخراط في صفوفها.... هل جرى مثل ذلك وغيره يا إسلام شيعة و سنة ؟؟!! كلا.... كلا، لم يحصل، بل الأسوء هو ما حصل..... زعيم [شيخ] الجامع الأزهر صرح بإن أفراد داعش يقولون الشهادتين، فهم ليسوا كفارا، [أي وبالتالي فليس هناك من ردع لهم – هذا معنى كلامه ؟!]....ألا تعسا لهكذا حال....
الأغرب و الأتعس و المغضب بشدة هو موقف الجماهير العربية الإسلامية من هكذا جرائم يندى لها حبين الإنسانية..... لم تخرج ولا مظاهرة واحدة في أي دولة عربية أو إسلامية تندد بجرائم داعش ضد الأيزيديين أو ضد المسيحيين ..... ولا مظاهرة حتى من عشرة اشخاص... لماذا؟؟!! أليس الإيزيديون بشرا !! وخلقهم رب الإسلام، ليخرج المسلمون لمساندتهم و معاضدتهم مثلما خرجوا مرارا و مرارا للفلسطينيين في أوقات المحن ضد إسرائيل المعتدية، بل إن الجماهير العربية و الإسلامية خرجت (وخرجت من عقالها)، فقط ضد رسوم كاريكاتيرية [مجرد رسوم لا تغني ولا تسمن] ضد النبي محمد..... أكان النبي محمد يهمه رسم كاريكاتيري ضده ؟؟!! أو فيما إذا كان الإسلام قويا بجوهره أيعقل أن تخدشه رسوم كاريكاتيرية !!... لكن خرجت الجماهير بضخامة أعدادها..... من الشام الى بنكلادش، و من بغداد الى باكستان، ومن مصر الى الصومال، ومن الجزائر الى تركيا، ومن ...الى....، وجلجل الأمر وصار جللا، وكان هناك حرق و قتل و هلع و تطاير و وعد و تحد.... فما حدا مما بدا يا مدافعين عن الحرية والعدالة و قيم الإنسان المسلم، و يا صارخين ضد إستيراد بضاعة الغرب و خصوصا من الدنمارك.....ما خطبكم الآن ؟!!.... لماذا لم تصرخوا ولا حتى بـ بنت شفة إنتصارا و مساندة و معاضدة مع الضحايا الأيزيديين، الشعب المسالم الحضاري، الذي يكاد أن يباد و تسبى نساؤه بشكل مغجع ومذل، و تخرب أرضه كأسوء ما يكون عليه التخريب، و تسرق أموال بنيه وبناته، و تكاد تسرق حضارته.....أينكم يا جماهير إسلامية وعربية !!....سكوتكم هكذا يـــ شم منه رائحة (زنخة - غير طيبة)، قد تكون أشبه بالموافقة على جرائم داعش..... ماذا ستقولون لعشرات الآلاف من الإيزيديين، (و قبلهم مئات الآلوف من المسيحيين والنصارى)، حينما تقفزون على جراحهم و آلامهم و أوجاعهم دون أن تساهموا في التضميد، و دون ردع كبير و حازم وصارم لمنظمة الجريمة داعش و لـ أولياء نعمتها، الذين هم بينكم معروفون .....
بعد مساندة عالمية [ليست إسلامية وعربية]، جرت خصوصا من ألمانيا التي إحتضنت كثير من اللأجئات الأيزيديات، ومنهن نادية مراد، وقابل الرئيس المصري السيسي الشابة نادية، وأظهر حنوه عليها و مساندته و شعب مصر لقضية الإيزيديين. و بإنتظار بيان رسمي أزهري يدين داعش في جرائمها وفي كونها ليست إسلامية. كما تم إستضافة نادية في دولة الكويت، وأظهرت الحكومة الكويتية التعاطف لها كممثلة للشعب الإيزيدي وجرت مقابلتها في فضائية كانت دعايتها جيدة ولها صدى، إلا إن ما يؤخذ على السيد مدير الجلسة محاولته الدعائية المتكررة لأمير الكويت و رئيس المجلس النيابي، وكأن جزء من المقابلة جاء مخصصا لمديح الكويت بضمن المناصرة لضحايا الشعب الإيزيدي، وحيث ظهرت نادية في فيديو تسير في مناطق الكويت بــحرية !!!....[قد يكون من حقنا ان تقول: ما هكذا تورد يا سعد الإبل].



#عدنان_يوسف_رجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة المنهج الإقتصادي في الإسلام
- في العراق إنتفاضة شعب ومروق
- وإنتفض الشعب العراقي بجسارة
- صراع الشيعة والسنة الدائم وقدسية عائشة
- كواكب الكرات الأرضية
- العراق تحت مظلة تقسيم دولي بتنفيذ أداة داعش
- تداعيات عن إختفاء الطائرة الماليزية
- بعض الحقائق عن إختفاء الطائرة الماليزية
- القضية العراقية الراهنة وموقف المتآمرين
- هكذا هو البعث دائما ... أسد علي وفي الحروب نعامة
- القومية والدين - الظروف الموضوعية والذاتية
- إنه البعث الفاشي يا ناس - النظام السوري لا يترك السلطة
- هل توجد برامج في القرآن تلبي حاجات الإنسان
- الحضارات والتطرف القومي
- مظاهرات الحكام
- فاقد الشيئ لا يعطيه: الحكام العرب يفتقدون للوعي والمصداقية
- تغيير في مسيرة الشعب المصري
- الأوضاع العربية الحالية ومؤتمر القمة القادم في بغداد
- وسقط نظام بن علي الدكتاتوري الهش
- ملاحظات حول مبادرة السعودية في الشأن العراقي


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان يوسف رجيب - مأساة الشعب الإيزيدي المضاعفة