أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيحاء السامرائي - فوق (العاقول) مشّاني زماني... (على ضوء حوار الاستاذ سعدون محسن ضمد مع السيد حسن العاقولي)














المزيد.....

فوق (العاقول) مشّاني زماني... (على ضوء حوار الاستاذ سعدون محسن ضمد مع السيد حسن العاقولي)


فيحاء السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 5781 - 2018 / 2 / 8 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنا نتحلق حول جار لنا، يحكي لنا حكايات تسحر عقولنا الصغيرة، نحلّق بخيالنا في غابة وفيرة الاخضرار والخيرات ونتوق لسماع ما جرى للأسد الذي شاخ وهزل ولم يحكم الغابة ويحصل على لقب ملكها رغم نواياه السليمة وإخلاص أتباعه، رأى ذات مرة، أن يمد يده ويتعاون مع الضبع الذي سيطر على الغابة بقوته ودهائه، غير انه واجه الخذلان والهزيمة وابتعد عن الغابة لبرهة من الزمن، وما أن عاد حتى وجد له مستقراً ومكث في أراضي دبين كبيرين جشعين كانا يخططان لاستقطاع أراض من الغابة واستملاكها دون أن يساعداه في ان يكون ملكاً، وحينما سيطرت قبيلة من القرود غير الذكية على الغابة بفوضاها وتخريبها وقهقهاتها، صار المكان عرضة للسلب والنهب ووطئته أقدام أشرس الحيوانات والكواسر والحشرات المخربة، وبعدما زاد هزال أسدنا النبيل ولم يعد زئيره يصل الى حافة حنجرته، لجأ الى القرود طالباً المساندة والدعم آملاً أن يعلو شأنه بعزتهم وسطوتهم.

تحضرني هذه الحكاية اليوم بعدما قرعت الأجراس آذنة بافتتاح سوق الانتخابات في العراق وتزاحم المرشحون هذه المرة بأثواب عصرية لجذب المشترين- الناخبين الذين اكتشفوا وملّوا رثاثة وجوه قديمة موشومة بفساد وسرقة، والذين اشتكوا من أوجاع وطنية مزمنة بات أمرها مستعصياً، ومع ذلك ما زالت تغريهم أحلام الطائفة أو أوهام المكاسب البسيطة لإعادة انتخاب نفس الوجوه ووضع مصلحة وازدهار البلد المتلاشي، الذي يسير بقدرة قادر، على الرفوف الخلفية من مداركهم.
على من نعتب ونحمّل المسؤولية؟

علينا أولاً يقع العتب واللوم، نحن السائرون عكس الوطن، الذين نجونا براحة بالنا وتشردنا في بقاع العالم نفسه الذي دمر بلدنا ونهبها بمباركة حكامنا، لأن أقصى ما نفعله راهناً هو أن نغضب عبر الجغرافيا فنكتب ونحلل ونهزأ ونفرّغ شحنات غضبنا في وسائل التواصل الاجتماعي فنرتاح بعدها، وأحياناً نتبادل النكات على وضعنا وهههههه..
نعتب على السائرين، مغمضي العيون، وبحكم العادة يتقبلون كل ما يصدر من سياسة عسيرة الهضم والبلع لحزب عريق شاخ حكمة وتاريخاً، ولم يبق مكان في جسمة لطعنة أخرى قد تجهز عليه.. نعتب على هؤلاء، رغم نواياهم الحسنة، عندما يتظاهرون ميكانيكياً كل جمعة في ممارسة لديمقراطية في بلد يهزأ من الديمقراطية، وبعد التظاهرات ولقاء الأصدقاء وأخذ الصور يرجع كل الى بيته مؤدياً واجب "أضعف الايمان".. وبعض من هؤلاء النظيفين، يأمل بحصول معجزة الضوء في نهاية النفق السياسي رغم عدم توفر مشاعل سليمة وصالحة الإستعمال، فيظل يتبع ويترقب ويدافع دون تمحيص باعتباره مع "أنظف" الموجودين على الساحة.

آن علينا الآن أن لا ندور حول المشكلة ونحلل وننتقد ونكتفي بذلك، بل أن نجد الحلول لها..
هل هو في معرفة حجم المسؤولية التي تقع على كل فرد عراقي حريص على البلد، والتصرف نوعياً وفق ذلك بملموسية ووضوح؟ هل الحل في أن ندعو الى تجمع أو أي كيان مهما كانت تسميته أو شكله، يتضمن برنامجاً معارضاً رافضاً لكل ما موجود من عفن على سطح الحياة السياسية الحالية، نائياً عن التبعية والذيلية لأي كان، برنامجاً مدنياً يطالب بفصل الدين عن الدولة حتى لو اضطر أن يكون بمفرده في الساحة، على القليل انه سيكسب احترام الآخرين ويستعيد وقاره ومكانته رغم خروجه من مولد الانتخابات بلا حمّص المقعد البرلماني المعطّل عن العمل؟
اعملوا كثيراً وتكلموا وحللوا قليلاً...
اتركوا مقراتكم وانزلوا الى الشوارع، اشربوا شايكم لا على مكاتبكم، بل مع الناس وبين جماهير بحاجة الى صوتكم النزيه، ساهموا بحملات توعية وتنظيف واعرفوا ما يريدونه، لتدبّج قراراتكم بخط وإرادة قاعدتكم، اسمعوها جيداً.. أنتم "سائرون" الى أين؟؟.. لا تبرروا سيركم اليوم مع "السي"د حتى وإن بدا بملابس عصرية للدكتور حسن العاقولي وتحت وصايته ورايته ولغته الهلامية، زاعمين انه السبيل الوحيد لحل أزماتكم وأزمات البلد.

إن لم تفعلو ذلك ستظلون "سائرين" في درب الشوك والعاقول حتى تدمى أقدامكم وتدمون تاريخكم.



#فيحاء_السامرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرّة صغيرة
- رواية -مولانا-.. بين عنصر التشويق وزحمة الأفكار
- رقصة الصيادين
- يا لون الرحيل !
- ثرثرة في ساونا
- من أدب الرحلات.. الصين
- ني هاو تشاينا
- عالم سائل
- الحصير والهجير
- هجير وهجران
- دومينو عراقية
- نار (هلي) ولا جنتك
- العراق عام بعد مئة عام من التغيير، قصص خيال علمي
- فصل فيسي
- (خبال) علمي 2
- أنا صنعتكِ من خيالي
- قمامة وعمامة
- يوم همست المدن بكامرة قاسم عبد
- البيئة المحلية في الرواية.. زخرفة أم وظيفة عضوية؟.. رواية - ...
- الخالقون


المزيد.....




- ملامح متشابهة وجمال مختلف..نجمات الثمانينيات وبناتهنّ
- لمنعهم من الهروب.. صور لتماسيح بقبعات إدارة الهجرة الأمريكية ...
- استغرقت واحدة منها 249 ساعة من العمل..إطلالات دوا ليبا في جو ...
- مصر.. وزير الخارجية يكشف عن -مصادر قلق بلاده- من الوضع في سو ...
- ترامب يكشف إن كان يتحدث مع الإيرانيين منذ مهاجمة منشآتهم الن ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان عن خطة -السلام الشامل- في الشر ...
- تقرير عن -طلب- الجيش الإسرائيلي إنهاء الحرب أو احتلال غزة با ...
- ترامب يواجه تآكلًا في دعم قاعدته الانتخابية بعد الضربات الجو ...
- يورو 2025 للسيدات في سويسرا ـ ترقب لصراع كبار أوروبا
- موجة ترحيل جماعي... أكثر من 230 ألف مهاجر أفغاني غادروا إيرا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيحاء السامرائي - فوق (العاقول) مشّاني زماني... (على ضوء حوار الاستاذ سعدون محسن ضمد مع السيد حسن العاقولي)