أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الفرق بين بيت الإله السومرى والإله العبرى














المزيد.....

الفرق بين بيت الإله السومرى والإله العبرى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5765 - 2018 / 1 / 22 - 23:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى فصل من فصول كتاب (مغامرة العقل الأولى) تأليف المفكرالسورى الكبير(فراس السواح) الصادرعن عن دارعلاء الدين بدمشق- الطبعة العاشرة- عام1993كتب أنه بعد عناء الخالق الإله (إنكى) من عملية الخلق، خلد للراحة والسكينة، وشرع فى بناء بيت له فى الأعماق المائية. وورد فى أسطورة سومرية أنّ الرب هنا يبدو إلهـًـا للأعماق بشكل عام، أكثرمنه إلهـًـا للمياه العذبة، حيث أنّ الأسطورة ترسم الإله (إنكى) فى صورة تــُـذكر القارىء بالإله (بوسيدون) إله البحارعند الإغريق، أوالإله (نبتون) عند الرومان. ووفق نص الأسطورة السومرية:
بعد أنْ تفرّقتْ مياه التكوين..
وعمّـتْ البركة أقطارالسماء..
وغطى الزرع والعشب وجه الأرض..
إنكى.. إله الغمر.. إنكى الملك..
إنكى الرب الذى يـُـقررالمصائر..
بنى بيته من فضة ولازورد..
كأنها النورالخاطف..
حيث استقرهناك فى الأعماق..
وبعد أنْ انتهى من بناء بيته، كان لابد له- ككل الآلهة- من مدينة فرفع من أعماق البحرمدينة (أريدو) وهى المدينة التى يعتبرها علماء الآثارمن أقدم مدن سومر، وبعضها لايزال مطمورًا تحت الأرض. وبعد أنْ رفع الإله المدينة من البحرإلى الأرض، غطاها بالنباتات والأشجار. وملأ مياهها بالسمك. ثم قرّرالسفرلزيارة الإله (انليل) ليحصل على بركته، فارتفع من الأعماق المائية فى مشهد مهيب، كما ذكركاتب الأسطورة:
عندما ارتفع إنكى.. ارتفعتْ معه كل الأسماك..
واضطرب الغمرواصطخب..
زال عن البحر وجه المرح..
وساد الرعب فى الأعماق..
واستبد الهلع بالأنهارالعالية..
ورفعتْ ريح الجنوب الفرات على سد من الأمواج..
هذا هومردوخ إله بابل: يبنى الآلهة له بيتــًـا، يـُـناطح برجه المُـدرج عنان السماء.. بعد انتهائه من (فعل الخلق) وحول الهيكل المقدس يبنى الآلهة مدينة بابل.. وها هو(بعل) إله سوريا يطالب ببناء بيت له بعد أنْ تغلب على المياه الأولى، ممثلة بالإله (يم) وعلى قوى القحط والشر، الممثلة بالإله (موت) فيكون له ما أراد.
وبعد الأسطورة السومرية جاءتْ أساطيربنى إسرائيل، وهى الأساطيرالتى دوّنوها فى كتابهم الشهيرباسم (العهد القديم) ومن أمثله ذلك أنّ إله اليهود طلب بناء بيته له ((بعد أنْ تعب من التجوال فى خيمة بنى إسرائيل)) ووفق النص العبرى نقرأ ((وفى تلك الليلة كان كلام الرب إلى ناثان قائلا : اذهب وقل لعبدى داود هكذا قال الرب.. أأنت تبنى لى بيتــًـا لسكناى؟ لأننى لم أسكن فى بيت منذ أصعدتُ بنى إسرائيل من مصرإلى اليوم.. بل كنتُ أسيرفى خيمة)) (العهد القديم- سفرصموئيل7: 3)
فى هذا السـِـفرالعبرى اعتراف صريح بأنّ إله اليهود كان يعيش فى (خيمة) أو وفق النص ((كنتُ أسيرفى خيمة)) ويرى علماء (علم الأنثروبولوجيا) أنّ كاتب أى أسطورة، كان- وهو يكتب- يعكس مجتمعه وبيئته وثقافته، ومن هذا يتبيـّـن أنّ أبناء بنى إسرائيل أتباع (موسى) كانوا يعيشون فى (خيام) ولأنهم كانوا (رعاة رُحل) فالأدق أنهم كانوا يتنقلون ومعهم خيامهم. وهذا التعبيرهوأدق ترجمة لما جاء فى ســِــفرصموئيل المشارإليه، حيث ذكركاتب هذا السـِفرأنّ الرب العبرى قال ((كنتُ أسيرفى خيمة)) وأيضا ((وأخذ موسى الخيمة ونصبها)) (خروج- الإصحاح33: 7)
وإذا كان المصريون فى الحضارة المصرية استخدموا الطوب اللبن فى بناء بيوتهم، واستخدموا أشد أنواع الحجارة صلابة لبناء المعابد، يكون من السهل تفسيرسرالعداء الذى صبـّـه بنو إسرائيل فى كتابهم ضد الحضارة المصرية، وألــّـفوا الكثيرمن الأكاذيب عن إلههم الذى حوّل بيوت المصريين وفراشهم ونيلهم ومزارعهم إلى دم.. ليس ذلك (فقط) وإنما سلــّـط على المصريين كافة أنواع الحشرات الضارة، من جراد وبعوض وذبان.. إلخ (العهد القديم- سفرالخروج- الأسفارمن السابع إلى الثانى عشر- على سبيل المثال فقط خشية الإطالة) ثم جاء القرآن وأكــّـد على ما جاء فى التوراة وفى معظم أسفارالعهد القديم، ومن أمثلة ذلك ما جاء فى سورة الأعراف- الآيات من 130- 137.



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلق الإنسان فى الأساطيرالسومرية وغيرها
- القومية المصرية فى فكرلويس عوض
- أثر الماركسية على تطور المجتمعات الإنسانية
- قصة الخلق وفق أساطير بعض الشعوب (2)
- سفر البداية
- أساطير شعوب ما قبل التدوين
- مرثية عزاء فى وداع اللغة العربية
- صلا ح عيسى والدفاع عن الدولة المدنية
- التوحيد المصرى والتوحيد العبرى
- النصوص المكتوبة واختلاف المجتمعات
- جامعة الأزهرمعامل لتفريخ الإرهابيين
- أليست الصراعات العربية/ العربية تؤكد أكذوبة (العروبة)؟
- هل التبشيربالدين يكون بالغزو وقوة السلاح؟
- كيف انتصرجيش محمد على قريش؟
- كيف يكون التوفيق بين حرية العقيدة والتكفير؟
- رد ثالث على الاسيد (متابع)
- المرأة فى ذهنية العبرانيين والعرب
- الأحرار قبل يوليو1952
- لماذا لم ينجح التنويرفى الشرق كما نجح فى الغرب؟
- ستار من الدخان اسمه (ليسوا مسلمين)


المزيد.....




- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الفرق بين بيت الإله السومرى والإله العبرى