أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كهلان القيسي - روبرت فيسك: الهزيمة نصر و الموت حياة















المزيد.....

روبرت فيسك: الهزيمة نصر و الموت حياة


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1478 - 2006 / 3 / 3 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة: كهلان القيسي
الكلّ في الشرق الأوسط، يعيد كتابة التأريخ، ولكن مطلقا ليس قبل أن نبتلى بهكذا إدارة أمريكية عنيدة، منافقة وبدون رحمة. التي تفسر المأساة كنجاح، والهزيمة كنصر والموت كحياة، والتي ساندتها الصحافة الأمريكية الخانعة. أنا لا أقارنها بفيتنام، لكن بالقادة البريطانيين والفرنسيين في الحرب العالمية الأولى الذين كذبوا بشأن النصر العسكري المتكرر على القيصر، بينما كانوا يزجون بمئات آلالاف من رجالهم إلى المجازر مثل (سوم، فيردن وغاليبولي- معارك اقل خسائرها 200 ألف). إنّ الفرق الوحيد الذي نفعله الآن هو أنّنا ندفع غير أبهين مئات آلالاف من العرب إلى المجزرة.
زيارة الأسبوع الماضي إلى بيروت من قبل أحد خفافيش جورج بوش العمياء - وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس - كانت مؤشّرا على الوحشيّة التي تعم واشنطن الآن. تحدّثت بوقاحة عن "الديمقراطيات" السريعة النمو في الشرق الأوسط، بينما تجاهلت تماما حمامات الدمّ في العراق والتوتّرات الطائفية المتزايدة في لبنان ومصر والمملكة العربية السعودية. ربّما أساس لامبالاتها يمكن أن يوجد في شهادتها أمام لجنة مجلس الشيوخ للشؤون الدولية حيث شجبت إيران وقالت إن إيران هي "أعظم تحدّ إستراتيجي" يواجه الولايات المتحدة في المنطقة، لأن إيران تنتهج سياسات " تناقض الطبيعة لنوع الشرق الأوسط المنشود من قبل الولايات المتحدة".
أناس مثل بثينة شعبان، أحد الأذكياء السوريين، من فريق الوزراء الحكوميين غير الذكي، علقت متسائلة: "ما هي طبيعة، نوع الشرق الأوسط المطلوب من قبل الولايات المتحدة؟ وهل يجب على دول الشرق الأوسط أن تكيّف نفسها إلى تلك الطبيعة، التي صمّمت عبر المحيطات البعيدة؟ "و مثل مورين داود، المعلق الصحفي الوحيد الأفضل والمحترم جدا في النيويورك تايمز المملّة، علق هذا الشهر قائلا، بوش "يؤمن بتقرير المصير فقط إذا هو يقرره . . والبوشيون( إدارة بوش) مهووسون بالتطفّل على الأمريكان أكثر من فهم كيف تفكر وتتصرف الثقافات الأخرى. وكان يجب عليه أن يضيف" ويتآمرون مع الأنظمة المارقة.
خذ دونالد رامسفيلد، الرجل الذي يستحقّ التوبيخ، ساعد على البدء في فوضى "الصدمة والرعب" التي أوقع فيها الآن أكثر من 100,000 أمريكي في مستنقع العراق. يقوم بسفرة مترفة في شمال أفريقيا لإستشارة بعض دكتاتوري أمريكا الأكثر سوءاً وشرّا، من بينهم الرّئيس التونسي زين العابدين بن علي، الرجل الذي لديه جهاز المخابرات السرّي الأكبر في العالم العربي، شرطتة التي أتقنت أفضل طريقة لجمع المعلومات من "الإرهابيين" المشتبه بهم: من خلال القبض عليهم وحشو الخرق المنقوعة بالمادة القاصرة في أفواههم إلى أن يشارفوا على الموت تقريبا.

تعلّم التونسيون هذه الطرق من الأغلظ منهم جدا، الجزائريين في البيت المجاور والتي ذبحت فرق الموت الحكومية فيه عدداً يزيد على الـ150,000 من ضحايا الحرب الأخيرة ضدّ الإسلاميين. الفتيان الجزائريين - والذين قابلت بضعة منهم بعد أن أقنعتهم كوابيسهم لطلب اللجوء في لندن – كانوا يربطون ضحاياهم العراة إلى سلّم، وإذا التعذيب "بالخرق" لم ينفع، يدفعون أنبوباً لأسفل حنجرة الضحيّة ويفتحون حنفية ماء إلى أن ينتفخ السجين مثل المنطاد. وكان هناك قسم خاصّ لتعذيب النساء، اللاتي اغتصبن حتما قبل أن يبعثن إلى فرقة الإعدام. (في مركز شرطة تشاتيانيوف، إذا يريد دونالد رامسفيلد أن يعرف)
أنا أذكر كلّ هذا لأن رامسفيلد أيضا أقام علاقات حميمة مع الجزائريين. وفي زيارة إلى الجزائر هذا الشهر، أعلن "بأنّ الولايات المتحدة والجزائر لديهما علاقة متعدّدة الوجوه. سياسيا واقتصاديا بالإضافة إلى التعاون العسكري المشترك. ونحن نقيّم جدا هذا التعاون الكبير الذي تلقيناه في مكافحة الإرهاب. . ." نعم، أتخيّل أسلوب "الخرق" هذا سهل التعلّم في تعذيب السجناء، - مثل سجناء أبو غريب، الذي يبدو الآن وكأنه خطأ الصحفيين بدلا من مجرمي أمريكا.
تضمّنت تصريحات رامسفيلد الأخيرة الدفاع عن نظام البنتاغون لشراء الأخبار المناسبة في العراق بالرشاوى - "وسائل غير تقليدية لتزويد معلومات دقيقة" كأن خياله وصف له هذه المحاولة الأخيرة لحجب إنهيار النظام الأمريكي في بغداد - والهجوم على تقاريرنا عن التعذيب في أبو غريب. ويقول. " أمعن النظر للحظة في الكمية الواسعة لحجم الأعمدة الصحفية وساعات التلفزيون العديدة التي كرّست لتعذيب المحجوزين [كذا] في أبو غريب و اكتشاف قبور صدام حسين الجماعية، التي ملئت بمئات آلالاف من العراقيين الأبرياء. وقارن تلك بحجم التغطية والإدانة اللتين إرتبطتا بهما."
دعنا نكشف هذه الأكذوبة الهائلة. نحن كنّا نكشف نظام صدام الدنيئ، خصوصا إستعماله الغاز، منذ 1983.و رفض ولاة صدام منحي تأشيرة إلى العراق من قبل لكشفي تعذيبهم الدنيء في - أبو غريب. وماذا كان يعمل دونالد رامسفيلد ؟ يزور بغداد راكعا أمام صدام، ما القصد في انه لم يذكر جرائم القتل و القبور، التي علم بها، ولماذا التمس من وحش بغداد إعادة فتح سفارة الولايات المتحدة في العراق.
بوجود هؤلاء الصحفيين الخدم المنقادين، فان رامسفيلد ليس لديه أية مشكلات، نراقب هنا مقابلة جورج ميلوان الأخيرة مع وحش واشنطن في طائرته البوينغ 737: "يكرمني بسخاء من وقّته للدردشة حول إستراتيجية الدفاع. ....يشع نور الشمس اللامع ويضيء وجهه. . . الجلوس قبالته في مكتب عالي فوق الغيوم، المرء يتعجب إذا كانت قدرة هذا الربJove) ) الجديد لإرسال البرق على المتجاوزين ستكون مساوية لمهامه الأخرى.
وهكذا اتفق صانع الأسطورة وصانع المأساة مع بعضها البعض. وكارثة العراق الأبدية أصبحت روتينا بدون ملامح، "حرب أهلية" أوّلية. لاحظ كيف إن الإطار الأمريكي للكارثة الآن يصوّر العراقي في حرب عراقية، وكأنّ الإحتلال الأمريكي الضخم والوحشي ليس له علاقة بالعنف المروّع في العراق. يفجّرون مساجد بعضهم البعض؟ لا يريدون التقدّم. أخبرناهم بان يشكلوا حكومة غير طائفية وهم رفضوا. أشكّ في ذلك، وستكون نقطة الخروج هو عندما يكتسح الطوفان القادم الأمريكان في العراق.
وينستون تشرشل- عندما نظّم العراقيون تمرّدهم ضدّ الحكم البريطاني في عام 1920، -- سمى العراق "بركان ناكر للجميل". لكن دعنا فقط نستريح ونتمتع بالمنظر. الديمقراطية تجيء إلى الشرق الأوسط. والناس يتمتّعون بحريات أكثر. التأريخ لا يهمّ، فقط بالمستقبل. والمستقبل لشعوب الشرق الأوسط يصبح أظلم وأكثر دموية في اليوم الواحد. أحسبه فقط يعتمد على هل إن الرب " Jove " يعود لعمله عندما كلّ نور الشمس، ذلك الضوء اللامع يشع ويضيء وجهه.
02/26/06 "The Independent"



#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التايمز البريطانية: أرخص شيء في العراق حياة الإنسان
- الاندبندنت: فرق موت العراق: تدفعه الى حافة الحرب الأهلية
- روبرت دريفوس: على شفير الهاوية في العراق
- مايك ويتني: قنابل من كانت هذه ؟
- من بين البرجين والقبة يخرج دخان احمر من الدهاليز
- تأريخ الاستجواب في أل(C. I. A) منذ الحرب الباردة إلى الحرب ع ...
- تأريخ الاستجواب في وكالة المخابرات الأمريكية، منذ الحرب البا ...
- أغنياء الحرب وإثراء السفارة في بغداد- عقود سرية كويتية
- الواهمون من الانسحاب الأمريكي
- كريستيان ساينز مونيتر:العراقيون يعتادون على الحياة في الظلام
- النيويورك تايمز: خدمات العراق الأساسية الآن أسوأ مما عليه قب ...
- الشركات تنهب العراق- حقائق وأرقام مخيفه!!
- فتاوي وصياح ولطم عن بعد.... ولكن كلهم كذابون منافقون
- جريمة الشفقة: قصة الدكتور العراقي رافل ظافر
- النزوح الجماعي لنخب واطباء وعلماء العراق
- بلدة عراقية بكاملها تتحول إلى معسكر اعتقال!!
- جون بلكر: موت الحرية
- مستشار كارتر: عن الخيار الحقيقي في العراق
- من بغداد المحترقة- أيام من عذابات الناس
- كم عدد العراقيون الذين قتلوا منذ الإحتلال الأمريكي ؟30 ألفا؟ ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كهلان القيسي - روبرت فيسك: الهزيمة نصر و الموت حياة