أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المتعة في كتاب - نقش الريح- نعيم عليان














المزيد.....

المتعة في كتاب - نقش الريح- نعيم عليان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5754 - 2018 / 1 / 11 - 14:34
المحور: الادب والفن
    


المتعة في كتاب
" نقش الريح"
نعيم عليان
النصوص الجميلة بالتأكيد تمنحنا الفرح، بصرف النظر عن نوعها، إن كانت رواية أم قصة أم قصيدة أم نثر أم مسرحية، فجمال النص كافا لإمتاعنا، من جمالية هذه النصوص أنها خفيفة وسهلة الهضم، ففها كل عناصر تخفيف التوتر والضغط الواقع على الشاعر وعلينا، فالمرأة حاضرة والطبيعة كذلك والكتابة والثورة، كل هذا يشير إلى أن الشاعر "نعيم عليان" في الا شعور يستخدم كل ما يمكن أن يخفف ويهدئ وقع الحال عليه ثم على المتلقي.
فيقول في نص "الحوراء":
"علقيني فجرا
على جيدك المرمري
احفريني حروفا كنعانية
في جدران الضلوع
ارسميني لوحة عاشق
بين سطور الشعراء
أسمعيني نشيدا
من عروق الحياة
اقرئيني قصيدة حب
في المساء" ص7و8، ما يحسب لهذا النص أنه يستخدم الألفاظ البيضاء بشكل مطلق إذا ما استثنينا فعل "احفريني" وهذا لوحده كافا لإعطاء لإراحة المتلقي شيء من الهدوء والسكينة، وبما أن المخاطب امرأة فسيضاف إلى ما سبق اهتمام أكثر من المتلقي للنص، لأن المخاطب امرأة/انثى وهذا الأمر يثيره ويشده إلى النص، وبما أن الشاعر استخدم مشتقات وتوابع فعل الكتابة من خلال "حروف، ارسميني، سطور، الشعراء، نشيد، اقرئيني، قصيدة" سيجد المتلقي دافعا نحو التواصل مع كتاب "نقش الريح" لأنه استنتج أن "نعيم عليان" يدعوه بطريقة غير مباشرة إلى التوجه نحو الكتابة والقراءة، وإلا ما كان استخدم هذا الألفاظ في فاتحة الكتاب.
الطبيعة كانت حاضرة أيضا في هذا الكتاب، إن جاءت بشكل عابر في النصوص أو من خلال تخصيصها في نص كما هو الحال في "ألف عام" والتي يقول فيه:
"أبحث عن وجهك بين السطور
المسافرة على ظهر غمامة في الفضاء
أبحث عنه في البحار
بين الأمواج المجنونة..
أسمع صوتك في غابات الصبر
يسكرني
يوقظني
يلهمني
أطارده سابحا أنا في الهواء
أرتعش..
أنتعش..
أعانق السماء" ص35و36، إذا ما قارنا هذا النص بمن سبقه سنجد هناك ألفاظ قاسية وشديدة كما هو الحال في "المجنونة، الصبر، أطارده، أرتعش" رغم أن المخاطب أيضا هو المرأة، فلماذا استخدم هذا الألفاظ القاسية؟ ولماذا لم يكن ناعما وهادئا كما في النص "الحوراء"؟ نجيب أن العقل الباطن للشاعر في النص الأول كان يهيم في المرأة والكتابة، مهدئان ومخففان من حدة الواقع، لكنه عندما استخدم المرأة والطبيعة، فهما حالتين متباينتين، المرأة تمنح الراحة، والطبيعة مضطربة وفيها الخيف والشتاء والصيف والربيع والجبال والسهول والانهار والبحار الهادئة والهادرة، من هنا يمكننا أن نقول من أين وكيف جاء التباين في النصين، فهما متوافقان تماما مع الحالة المهدئة التي استخدمها الشاعر.
أم الثورة فيقدمها لنا في "ثورة قلم" وتالتي يقول فيها:
"اكتب أيها القلم النازف دوما
نورا ودما
لأجل آهات المحرومين
وصرخات المعذبين
وجوع الأطفال
في أكواخ الصفيح وخيام الريح
انسج من معاناتهم
قمرا غاضبا
اجعل من أحزانهم
بذوراً فقمحاً فرغيفاً" ص38و39، تكاد الالفاظ المستخدمة فيما سبق مطلقة السواد، "النازف، دما، آهات، المحرومين، صرخات، المعذبين، جوع، الصفيح، خيام، الريح، معاناتهم، غاضبا، أحزانهم" كلها الفاظ قاسية وصعبة، بينما الألفاظ الهادئة كانت أقل عدداً وهي "اكتب، القلم، الأطفال، انسج، قمرا، بذوراً، فقمحاً، فرغيفاً" وكأن الشاعر ـ من خلال عدد الألفاظ القاسية ـ أراد أن يقول لنا أن الظلم كبير والوجع مؤلم وشديد، لهذا لا بد من إزالته، ليكون الفرح القليل والضعيف أكثر وأكبر من القسوة والألم، من هنا يمكننا القول أن هناك انسجام توافق بين المضمون والفكرة من جهة وبين الألفاظ من جهة ثانية.
هناك نص جميل ومتقن الصياغة بحيث يمكن للقارئ أن يقرأه معكوساً "الحصاد"
ما أجمل الساعد الذي يعانق النار
ويكتم الأسرار
الجبال شامخات هنا لا تحني هاماتها للريح
والنخل باسقات للسماء
والشمس مشرقة لأبناء الحياة
والصبح لألاء بندى الفجر
فالليل مندر، والقيد منكسر
والسجن يهدم جدرانه الثوار" ص44،
ويكون بهذا الشكل:
" والسجن يهدم جدرانه الثوار
فالليل مندر، والقيد منكسر
والصبح لألاء بندى الفجر
والشمس مشرقة لأبناء الحياة
والنخل باسقات للسماء
الجبال شامخات هنا لا تحني هاماتها للريح
ما أجمل الساعد الذي يعانق النار
ويكتم الأسرار" فالنص يمكن أن نأخذ منه عين الفكرة والأثر إن قرأنها كما جاء أو عكسناه، وهذا يمثل حالة فريدة في الكتابة، ويشير إلى أن "نعيم عليان" لا يكتب نظماً أو كلمات، بل يكتب ذاته، ما يشعر به، لهذا نجد الانسجام بين الفكرة واللفظ والشكل.
الكتاب مطبوع عام 2016، بدون اسم لدار نشر.






#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية في ديوان -إحدى مراياه- عيسى الرومي
- الأفكار (المجنونة) في كتاب -هيا نكتشف ها نخترع- سعادة أبو عر ...
- المتعة والمعرفة في مسرحية -الكلب الذي لا يأكل لحم صديقة- سعا ...
- العاطفة والجسد في رواية -شيء من عالم مختلف- للكاتبة وفاء عمر ...
- السرعة في قصيدة -نبض الأرض- عمار خليل
- الحيرة في ديوان -أبجديات أنثى حائرة- سماح خليفة
- الاضطراب في ديوان -سيدة الأرض- اسماعيل حج محمد
- الطبيعة في مجموعة -روت لي الأيام- -املي نصر الله-
- مناقشة كتاب: -مُبكر هذا يا فتى- للدكتور الأديب سامي الكيلاني
- المدينة والمجتمع في -زرقاء بلا ذنوب- -سعادة أبو عراق-
- التكثيف في رواية -أقواس الوحشة- محمد سلام جميعان
- -قلعة البحر- -سعادة أبو عراق-
- التألق في قصيدة -رواية بين الثنايا- جاسر البزور
- متعة اللغة وقسوة المضمون في كتاب -مبكر هذا يا فتى- سامي الكي ...
- أثر المكان في قصيدة -الساعة والقدس- راشد حسين
- الأنثى في قصيدة -أشك بأنك امرأة- عمار خليل
- سارة الّتي قفزت من الصّورة
- مناقشة رواية -وجع بلا قرار- للكاتب الأسير -كميل أبو حنيش- وذ ...
- نحن والاتراك في رواية -وردة أريحا- أسامة العيسة
- تجاوز المألوف في كتاب -ملامح من السّرد المعاصر- قراءات في ال ...


المزيد.....




- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المتعة في كتاب - نقش الريح- نعيم عليان