أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راضي العراقي - قصة يوسف في الميزان














المزيد.....

قصة يوسف في الميزان


راضي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5753 - 2018 / 1 / 10 - 22:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تكاد تكون قصة يوسف الواردة في القرآن ضمن سورة تحمل اسم ( النبي ) يوسف أقل القصص في احتوائها على الحبكة الاسطورية والفنتازيا من بين قصص الانبياء التي غالباً ما تكون مليئة بالخرافة والخيال البعيد عن المنطق .. فهذه القصة تختلف نسبياً كما قلنا ، فلا عصي تنقلب الى افاعي ولا بحر ينشق ولا حيوانات تتكلم ولا حيتان تبتلع أحد ولا سفينة تحمل حيوانات ولا ولا ..
لكن مع ذلك تبدو غير قابلة للتصديق لعدة اسباب اهمها انها لا يمكن ان تحصل في بلد مثل مصر يعتمد على نهر النيل في زراعته بينما تشير تفاصيل القصة الى حدوث جفاف استمر سبع سنوات .. وهذا بطبيعة الحال لن يحصل الا في حالة انقطاع المطر لمواسم عديدة .. وبما ان جفاف النيل لمدة سبع سنوات يبدو مستحيلا او صعب التحقق لانه يجري عبر أكثر من اربعة الاف ميل تقريباً من منبعه في وسط افريقيا الى مصبه في البحر المتوسط .. وجفافه يعني موت البشر الذين يعتمدون عليه عبر هذه المسافة الطويلة .. كما ان جفافة طيلة سبع سنوات يعني ان المنابع في المنطقة الاستوائية من افريقيا قد تعرضت الى تغيير مناخي خطير ادى الى انقطاع الامطار الاستوائية طيلة سبع سنوات ..وهذا امر يبدو مستبعد .. ومع ذلك سنكون حياديين ونفترض اسوء الاحتمالات ونقول ان منسوب النيل انخفض خلال هذه السنوات السبع مما ادى الى حصول جفاف خطير .. وحصل ما حصل من تفاصيل القصة التي تفترض ان يوسف ( النبي ) استطاع ان يفسر حلم الفرعون عن البقرات السبعة العجاف اللاتي يأكلن سبع سمان .. وما تلى ذلك من رضا الفرعون عليه واطلاق سراحه وتكريمه وتعيينه اميناً على خرائن الارض .. اي انه جعله بمثابة وزيراً للاقتصاد او التموين لتجاوز محنة الجفاف التي عصفت بمصر ..وهذا يعني ان يوسف اصبح من الطبقة الحاكمة وشخصية مشهورة ومحورية في التاريخ المصري لانه انقذ مصر من مجاعة مؤكدة .. لكن مع كل ذلك يخلو التاريخ المصري من اي ذكر ليوسف واعماله الجبارة .. فالتاريخ المصري مدون بشكل مفصل على اوراق البردي وعلى المسلات وفي المعابد والمقابر .. فمن أسماء الملوك والفراعنة ومعاركهم وإنتصاراتهم ومناقبهم الى اسماء الوزراء والطبقة الحاكمة وكل الشخصيات البارزة والمؤثرة في التاريخ المصري .. الى معاملات البيع والشراء وسجلات الزواج الى طرق تحنيط البشر والقطط والسلاحف .. كلها مدونة في التاريخ .. فهل يعقل ان يتم تجاهل حادثة كبيرة كجفاف النيل لسبع سنوات وما رافقها من احداث حصلت بفضل تنبوء ( النبي ) يوسف وتفسيره لرؤيا الملك ؟ ولنكون ( مؤمنين ) اكثر من اللازم .. ونفترض ان احداث المجاعة وقصة يوسف قد تم اهمالها .. او ربما ضاعت في عتمة بعض زوايا التاريخ .. ونتفق ان يوسف وبعد ادى دوره ( التاريخي ) المشهود في انقاذ مصر .. واصبح شخصية ( اعجازية ). فلابد ان الملك ( الفرعون ) قد آمن بقدرات يوسف ومعتقداته التي تتبنى عبادة الاله الواحد الذي هو الله .. فما قام به يوسف لا يمكن الا يكون بفضل اله كبير يستحق العبادة .. وعليه فان الفرعون كان يجب ان يؤمن بالله ( الواحد الاحد ) ويجعله دين الدولة الرسمي .. وهذا يعني ان المصريين لابد ان يعبدوا ( الله ) لان الناس كما هو معروف على دين ملوكها .. ومع ذلك يخلو التاريخ المصري ايضاً من اي اشارة الى اعتناق اي من الفراعنة والمصريين عبادة الاله الواحد الاحد المسمى لدينا ( الله ) ..فقد ثبت تاريخيا ان المصريين عاشوا لفترة طويلة يتبنون مبدأ تعدد الألهة حتى عهد الملك اخناتون والذي قاد أول حركة توحيد , فقد وحّد اخناتون الآلهة في صورة إله واحد سماه آتون ورمز له بقرص الشمس المشعة التي ترسل أشعتها بالخير ، كما سمي نفسه إخناتون أي المرضي لآتون .. اي ان الاشارة الوحيدة في التاريخ المصري الى عقيدة التوحيد هي في عهد اخناتون الذي وحد الالهة في اله واحد هو آتون او اله الشمس . وقد حاول بعض الباحثين في مجال التاريخ المصري ان يتلاعبوا بمجريات التاريخ ليقولوا ان اخناتون هو ( النبي ) موسى .. ومنهم من قال انه ( النبي ) ابراهيم .. في محاولات يائسة لاعطاء الخرافة الدينية مصداقية تاريخية ...
نعود الى شخصية ( النبي ) يوسف لنقول انه بالرغم من الدور التاريخي الذي لعبه في التاريخ المصري الا ان اسمه يكاد يكون مندثر تماماً .. حتى ولو افترضنا ان الملك ( الفرعون) بقي على ديانته ( الوثنية ) فلابد انه سمح ليوسف ان ينشر عقيدته بين المصريين الذين يدينون له بأنقاذهم من المجاعة .. كرد للجميل من جانب الملك اتجاه وزيره ( يوسف ) .. ومع ذلك فلا اثر معنوي او مادي ليوسف ولعقيدته .. فلا معبد يحمل اسمه او اسم الهه .. ولا مسجد ولا جامع ولا كنيسة ولا حتى حجراً او لفافة بردي تحمل اسمه او اسم ( الله ) .. ولو افترضنا ايضاً ان المصريين ارتدوا عن ديانة اله يوسف .. ومحو اثاره .. فهل سيمحى ذكره وذكر مناقبه من سجلات التاريخ ؟؟؟
بقي شيء اخر يتذرع به المتمسكين بصدقية القصة رغم كل ما اشرنا اليه ،. وهو ان قصة يوسف حدثت في زمن الهكسوس .. وهؤلاء هم من غزا مصر واحتلوها لمدة مئة عام .. وهؤلاء ليس لديهم ما يثبت ان قصة يوسف حصلت في فترة احتلال الهكسوس الا ما جاء في القرآن عن تسمية حاكم مصر بالملك ضمن تفاصيل قصة يوسف بينما كان يسميه ( الفرعون ) في قصة موسى .. وهذا الدليل يبدو سادجا وضعيفاً امام حقيقة ان القصة بتفاصيلها ، حصلت بتفاصيلها في مصر سواء كان الحاكم ملكاً او فرعوناً ..
وهكذا تبدو قصة يوسف لا تقل خرافة عن بقية قصص الانبياء .



#راضي_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلم الرسالة .. مرة اخرى
- الرهان الكردي على اسرائيل .. حلم اجوف
- استقلال كردستان .. احلام عصافير أم نزق ثوري ؟
- ازمة كهرباء ام مؤامرة ؟
- الملحد العربي .. بين الحقيقة وظلم المتدينين
- الاسراء والمعراج .. المعجزة المثلومة
- رسالة مفتوحة الى الرئيس الامريكي ترامب
- من حكايات حجي راضي .. باص المصلحة
- بين يحيى جامع ونوري المالكي .. واحترام الذات
- رأي في الاحداث .. ترامب .. امل ام كابوس
- لماذا فشل انقلاب تركيا .. قراءة موضوعية بعيدة عن الانفعال .
- علي الوردي .. الذكرى المنسية
- الغول الاسلامي .. النهضة المرعبة
- جو بايدن .. لقد تأخرت كثيرا يا سيدي
- الالحاد قادم
- الاديان الابراهيمية .. رسالة سماوية ام حاجة انسانية ؟
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية / الجزء ...
- جنوب العراق .. طقوس بلا تنمية
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية / الجزء ...
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية /الجزء ا ...


المزيد.....




- موقع أميركي: ما الهدف الحقيقي للأحزاب الدينية في إسرائيل؟
- بابا الفاتيكان: الديكتاتوريات لا تعترف بالتعددية
- استقبل Toyor AlJanna تردد قناة طيور الجنة نايل سات 2024 لمتا ...
- قوات الاحتلال تستولي على مضخة باطون غرب سلفيت
- الإسلاميون بنوا عشًا في ولاية شمال الراين- وستفاليا
- فرح طفلك..  وثبت تردد قناة طيور الجنة نايل سات الجديد 2024
- سبيربنك يعلن عن نمو عملاء الخدمات المصرفية الإسلامية في روسي ...
- -اليهودي المقدَّس-.. قصة فلسطيني اعتنق اليهودية وقتلته نيران ...
- أغاني البيبي تفرح وتسعد طفلك..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن مستقبل -الإخوان- في الكويت والأردن: ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راضي العراقي - قصة يوسف في الميزان