أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - جنون تجريم الإلحاد














المزيد.....

جنون تجريم الإلحاد


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 5750 - 2018 / 1 / 7 - 03:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشروع قانون مصري لتجريم الإلحاد
--------------
جاء في أحد المواقع ما يلي:
يناقش مجلس النواب (المصري) مشروع قانون يجرم ظاهرة "الإلحاد" في مصر؛ نظرًا لمخالفتها نصوصًا شرعية قطعية الدلالة، حيث قدم النائب الدكتور عمر حمروش، أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، مشروع قانون جديداً، يطالب بتجريم ظاهرة "الإلحاد" التي انتشرت مؤخرًا على الساحة المصرية بشكل ملحوظ خصوصًا بين شريحة الشباب وصغار السن، مؤكدًا على أن تلك الحجج والدوافع غير سليمة وغير مبررة على الإطلاق، وعلى الدولة أن تكثف جهودها لمواجهة تفشي هذا الأمر، وطالب عضو مجلس النواب ، بضرورة معاملة ظاهرة الإلحاد كجريمة ازدراء الأديان، حيث أن مجتمع الملحدين لا توجد لديهم عقيدة ولا يؤمنون بإله ، كما يعملون على إهانة جميع الأديان السماوية ورموزها وشعائرها ولا يضعون لها وزنًا ولا قيمة ولا يعترفون بها.
وأكد الدكتور عمر حمروش في تصريحات له، أنه لا يوجد في الدستور والقانون ما يمنع من وضع قانون من أجل تجريم ظاهرة الإلحاد التي تدمر المجتمع وأيضًا تضره، وكذلك تضر الأديان السماوية وتهز هيبتها ، وسوف يكون مشروع القانون مندرجًا تحت أحد بنود ازدراء الأديان.
http://elaph.com/Web/News/2017/12/1183390.html

معنى الإلحاد
--------
في اللغات الغربية يتم استعمال كلمة atheism وهي كلمة من أصل يوناني وتعني عدم الإيمان بوجود إله. وعامة تترجم بالإلحاد. ولكن هذه الترجمة خطأ.
فكلمة الإلحاد لغويا تعني المخالفة. وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن محمد ملحد، وموسى ملحد، وعيسى ملحد، وبابا روما ملحد، وشيخ الأزهر ملحد، ورئيس حاخامات اليهود ملحد. فكل منهم يتبع فكرا مخالفا لغيره.
فإن كان علينا ان نعاقب كل ملحد، فهذا يعني انه علينا ان نقتل بابا روما وشيخ الأزهر ورئيس حاخامات اليهود. فكل منهم ملحد وفقا لهذا التعريف. وما اقوله عن اتباع الديانات "السماوية" ينطبق على اتباع الديانات الأخرى كما ينطبق على كل من يرفض الإنضمام الى احدى الديانات السماوية وغير السماوية (أي اللاديني).
لو اكتفينا بهذا التعريف اللغوي، لما وُجدت مشكلة البتة - اذا اعطينا لكل شخص حقه في التعبير عن نفسه وعن رأيه - واذا لم يلجأ للعنف ولم يدعو للعنف.

المشكلة في احتكار السوق
----------------
اذا بردت في الشتاء يمكنك ان تشتري ملابسا جاهزة من عند تاجر يدير حانوتا (وهي الديانات المعروفة التي تباع في حوانيت يديرها رجال الدين)، كما يمكنك ان تعمل لنفسك ملابس تناسبك، مستغنيا عن الملابس الجاهزة وعن رجال الدين وحوانيتهم. وهنا تكمن المشكلة. فتاجر الدين يريد ان تشتري الملابس من حانوته وان يفرضها عليك، ناسبت مقاسك ام لا، وبالسعر الذي يريده. ويريد ان يمنعك من تفصيل ملابسك بيدك لأنك تنافسه. نحن هنا اذن امام التنافس واحتكار السوق.
ومن هنا محاولة الدول العربية والإسلامية فرض قوانين ضد ازدراء الأديان. فهي تريد ان تمنع الترويج لأديان غير تلك التي تبيعها في حوانيتها. تريد منا جميعا ان نشتري الديانات التي تعرضها علينا -- طوعا او كرها، وبالسعر الذي تفرضه علينا. ومن هنا يأتي ما يسمى بمحاربة الإلحاد، الذي يعني منع فتح حوانيت جديدة ومنع التفكير.

فرض نظام فكر موحد
--------------
تقول اسطورة يونانية ان "بروكرست" كان حداداً وقاطع طريق وعنده سرير من حديد. وكان يجذب اي مسافر مار ليحسن ضيافته ويدعوه إلى النوم في هذا السرير
وكان بروكرست مهووسا باهمية ان يناسب طول الضيف السرير. فاذا كان الضيف أطول من السرير قام بركرست بقطع ارجله ليتناسب مع السرير. واذا كان أقصر من السرير مط جسم الضحية حتى تتكسر مفاصله حتى يساوي جسمه السرير بالضبط.
هذا بإختصار شديد ما يريده أصحاب قانون تجريم الإلحاد
وهذا هو الجنون الذي ليس بعده جنون.
ولو طلب مني الرئيس السيسي النصيحة لأقترحت عليه زج الواقفين وراء هذا القانون في مصحة الأمراض العقلية
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احراق كتب اليهود والنصارى
- نحن بحاجة لأنبياء جدد
- الحرم الإبراهيمي وفك الحمار
- حلقات حول الأخطاء اللغوية في القرآن مع الشيخ غيث التميمي
- نحو مسيحية جديدة
- خرافة القرآن كلام الله
- القدس: المسلمون واليهود اغبياء
- الملاك عقلائيل يظهر للنبي سامي
- من الأفضل: الحمير أم البشر؟
- الدين هو المعاملة، وفقط المعاملة
- الدين هو المعاملة، والباقي كلام فارغ
- مد يد العون لعائلة أخينا المرحوم جان برو
- محمود محمد طه بين القرآن المكي والقرآن المدني (كتاب مجاني)
- الآذان وخراب البلدان 7
- آية الحمير (2)
- آية الحمير (1)
- بلاغة القرآن المزعومة (2) رأي معروف الرصافي
- بلاغة القرآن المزعومة (1)
- ملك الحمير حمار
- الأزهر وكتابي حول أخطاء القرآن


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - جنون تجريم الإلحاد