أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خلف الناصر - 18كانون1/ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية .. (ج2/ والأخير) مؤامرات على اللغة العربية!!















المزيد.....

18كانون1/ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية .. (ج2/ والأخير) مؤامرات على اللغة العربية!!


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5745 - 2018 / 1 / 2 - 17:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


السياسة ـ على المستويين المحلي والخارجي ـ كما هو معروف عنها، مليئة بالدسائس والمؤامرات خدمه لمصالح دولية وإقليمية وحتى محلية، وهي مصالح متضاربة مع بعضها بقوه في أغلب الأحيان.. وكثيراً ما يؤدي هذا التضارب في المصالح، إلى حدوث مشاكل وقيام دسائس ومؤامرات بين الكل، والكل على الكل، وفي بعض الأحيان تتحول تلك (المؤامرات) إلى تهديد وجودي لبعض الأمم، يهدد جميع مقومات وجدوها الإنساني بكل تفاصيله، كاللغة والقيم والمعتقدات.......................الخ !!
لكن هنالك كثيرون ـ عن جهل أو مصلحه ـ ممن لا يعترفون بهذه البديهية ويريدون أن يقنعوننا بعكسها، ويفهموننا بأن (لا وجود لمؤامرات) ودسائس في السياسة وبين السياسيين محلياً ودولياً.. وكأنهم بهذا يريدون أن يقولا لنا بأن عالم السياسة هو (عالم ملائكي) وعالم مثالي، وليس فيه إلا الخير والحب والجمال والأخلاق الحميدة، وليست فيه أية دسائس ومؤامرات وترصد ومخابرات........الخ .
وقد أريد بفكرة (نفي المؤامرات) هذه عن السياسات الدولية والمصالح الاقتصادية والإستراتيجية للإمبرياليين، والمجافية للمنطق والواقع الفعلي الذي يعيشه العالم..أرادوا لهذه الفكره أن تشيع بين العراقيين بعد احتلال العراق تحديداً، كي تقنعهم بأن بلادهم قد احتلت بسبب سياسات النظام السابق وحدها، وليس وفق خطه مسبقة أعدت لاحتلال وطنهم، خدمة لمصالح اقتصادية وسياسية وإستراتيجية امبريالية!.

وقد كثر ترديد عبارة “نظريه المؤامرة” كثرة مفرطة، وبشكل فج وماسخ وممجوج بعد احتلال الأمريكان للعراق تحديداً، فأصبحت عبارة “نظريه المؤامرة” لازمه لكل حديث وندوه وبرنامج إذاعي أو تلفزيوني يجريها من يطلقون على أنفسهم صفه “محللين سياسيين أو إستراتيجيين!!” والذين تكاثروا ـ كخلايا سرطانية ـ كثره مفرطة في الفترة نفسها!.
فكانوا بعبارة (نظرية المؤامرة) يبدأن حديثهم وبها ينتهون.. فقد أصبحت هذه العبارة عند هؤلاء المحللين كـ (البسملة) في الصلاة أو الحديث النبوي الشريف أو تلاوة القرآن الكريم، ولا يصح عندهم حديثاً أو تحليلاً أو مقولة إلا إذا بدأها متحدثهم بعبارة “إني لا أؤمن بنظريه المؤامرة” والتبرؤ منها!!)) من مقال لنا بعنوان : ((نظريه المؤامرة ..أم.. مؤامرة النظرية؟)) نشر على "موقع مقال": رابط: https://www.facebook.com/MqqalCOM/videos/2040428752847395/

فكل من يتكلم عن وجود مؤامرة على العرب وعلى شعوب العالم الثالث، يتهم ـ عند هئولاء ـ بأنه يؤمن بـ " نظرية المؤامرة" ، لأنهم يعدون نظرية المؤامرة (نظريه وهمية) لا وجودة لها، إلا في (عقول مريضة ومتخلفة) ترمي بمشاكلها وفشلها على الآخرين!!
*****
لكن دعونا من السياسة والسياسيين ودسائسهم ومؤامراتهم، وتعالوا معنا إلى مجال آخر بعيد عن المصالح السياسية والاقتصادية والإستراتيجية المباشرة، التي ينفون عنها صفة "المؤامرة" ووصفتها المذمومة من قبلهم.. تعالوا معنا إلى مجال آخر بعيد كل البعد عن السياسة والسياسيين والمصالح السياسية والاقتصادية.. تعالوا معنا إلى مجالات أخرى كمجال اللغة مثلاً، ودعونا نرى معاً : هل أن ما حدث مع اللغة العربية تحديداً ـ سنذكره تالياً ـ يدخل ضمن معنى ومجال المؤامرة .. أم أنه ينتمي إلى مجال آخر؟ ........دعونا نرى إذاً :

في عام 1899 خصص المستشرق الكونت " قسطنطين أولوسكي " مبلغ مليون فرنك من تركته، للشعب (الشرقي) الذي
يبادر بترك الحروف العربية واستعمال الحروف اللاتينية بدلاً منها في كتابة لغته الوطنية........... فلماذا هذا التبرع السخي!!؟؟ (1)
أما المستشرق الانكليزي "مرغليوت" فقد أرسلته وزارة المستعمرات البريطانية من لندن، إلى كل من دمشق والقدس وطهران للغرض نفسه قبيل الحرب العالمية الثانية، وبذلت في ذلك التاريخ جهوداً كبيرة ومضنيه في محاربة الحرف العربي، ومحاولات مستميتة لإبداله بالحرف اللاتيني.....................فلماذا أيضاً؟

وتبعت هاتين المحاولتين محاولات كثيرة مشابه لا مجال لذكرها جميعها، لكن الأهم أضيف إلى أهداف إبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية هدف آخر، تمثل بمحاولات مستميتة لفرض استخدام (اللهجات العربية المحلية) لكل قطر عربي وكتابتها بالحرف اللاتيني، واستخدامهما في الخطابات والمكاتبات الرسمية والمعاملات اليومية، بدلاً من (العربية الفصحى)! كي تتحول كل لهجة عربية إلى لغة قائمه بذاتها، وعندها فتنتهي اللغة العربية الفصحى وتكف عن أن تكون لغة مشتركة لأمة كبيرة واحدة، ويتحول على أساسها كل قطر عربي إلى أمه قائمه بذاتها لا تربطها بباقي الأقطار العربية أية رابطة ومن أي نوع، فتتمزق بهذا الأمة العربية وتختفي من الوجود تدريجياً!!

وقد وجدت هذه المحاولات والدعوات الاستعمارية، والجهود الغربية المبذولة لأجل تحقيقها، صدىً لها عند بعض العرب :

ومن أوائل من ساروا على هذا المنهج المعادي للعرب ولغتهم القومية من العرب وبدفع من الدوائر البريطانية، هو القاضي المصري (حمدي بك) الذي دعا إلى تقليص عدد الحروف العربية، وذلك في العام !1906.
وفي العام 1921 وبدفع من المخابرات الأمريكية، وصل إلى مصر المغترب اللبناني المهندس (نصري خطار) مجدداً هذه الدعوة للتخلي عن الحرف العربي، ومقترحاً حروفاً عربية بديلة للحرف العربي الحالي، وقد نشر مقترحه هذا في [مجلة المصور: عدد/ 1163].. وكانت المفاجئة أن هذه الحروف البديلة المقترحة، كانت عبارة عن صورة مقلوبة للحروف العبرية (بالضبط)!.
وتابع دعوة إبدال الحروف العربية بغيرها، الماسوني المعروف (حنا أبو راشد) إذ اقترح حروفاً لتسهيل الطباعة العربية، اسوة بما فعله أتاتورك في تركيا!.
ويذكر أن الماسونية قد نجحت في دس أنواع من الخطوط العربية وبأشكال متنوعة، لكن جميعها كانت تقارب العبرية كثيراً، ويمكننا أن نجد كثيراً منها في بعض الخطوط والحروف التي تصعب علينا قراءتها بسهوله.. ونذكر في هذا الشأن [بعض خطوط الكومبيوتر] وكذلك (جريده بابل) العراقية، والتي كان يشرف عليها عدي صدام حسين نجل الرئيس العراقي السابق، فقد كانت تستخدم حروفاً غريبة تصعب قراءتها على المتخصص والمتمرس، وليس على الإنسان العادي وحده!!
*****
من ناحية أخرى، فقد كتب المستشرقون الغربيون في كل لهجة من اللهجات العربية المحلية، محاولين جعلها بديلاً للعربية الفصحى :
فقد كتب [أمانويل ماتسون] ((لغة بيروت العامية)) بالفرنسية عام 1911 !!
وكتب [فلويس ماسينيون] ((لهجة بغداد العامية)) بالفرنسية أيضاً، وطبع الكتاب في مصر عام !! 1913
وكتب [بريتسر] ((عامية دمشق)) بالألمانية وطبعها في هانوفر سنة !! 1924
وكتب [لويس مرسير] ((عربية مراكش)) بالفرنسية وطبع بباريس سنة !!1925
كذلك كتب بالفرنسية [بين سميل] ((لغة مراكش العامية وقواعدها))!!

وانسجاماً مع القاعدة التبشيرية القديمة التي تقول: ((الشجرة يجب أن يقطعها أحد أصحابها)) فقد تولى فيما بعد بعض العرب هذه المهمة بدلاً من المستشرقين الغربيين أنفسهم :

فقد وجدت (دعوة العامية) لها صدىً كبيراً في كتابات [اسكندر معلوف وأبنه عيسى] وكذلك [الأب روفائيل نخلة] الذي كتب ((قواعد اللهجة اللبنانية السورية)) بالفرنسية، وجعل النصوص العربية بالحرف اللاتيني ، ثم تلاه [شكري الخوري] في ((التحفة العامية في قصة فينيانيوس)) بالعامية، وقد نشراها [القس لاي اليسوعي والخوري مارون غصن] في كتاب عنوانه ((في متلو هلكتاب))!!
وأخيراً كتب [سعيد عقل] في (( يــارا)) شعراً بالعامية اللبنانية وبالحرف اللاتيني!!

وفي مصر تولى الدعوة للعامية كثيرون منهم [لطفي السيد] و [سلامة موسى] في كتابة ((اليوم والغد)) وداعية الفرعونية [لويس عوض] في كتابه ((بلوتولاند وقصائد أخرى من شعر الخاصة)) وأسماء كثيرة أخرى منهم عبد العزيز فهمي وجورجي صبحي وغيرهم كثيرون!!

لكن، ومع كل هذا الجهد الكبير الذي بذل لأضعاف اللغة العربية الفصحى، وإعلاء شأن العامية على حسابها، كي يتم بعدها تحويل الأمة العربية إلى أمم وشعوب متعددة.. فقد فشلت كل تلك الجهود والدعوات للاتينية والعامية، وبقيت اللغة العربية ـ رغم ضعفها الشديد الآن ـ قوية ومصانة بالقرآن الكريم وبتمسك أبنائها العرب بها(2)
[email protected]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) معروف أن جميع أمم الشرق وشعوبه كانت تستخدم الحرف العربي في كتابة لغاتها الوطنية، وبعضها لا زال يستخدمه حتى الآن كإيران وباكستان وأفغانستان ودول إسلاميه أخرى.. ومعروف أيضاً مدى أهميه اللغة العربية لهذه الشعوب المسلمة، وكذلك لغلبه المفردات والكلمات العربية على لغات هذه الشعوب وفي صميم تكوينها.. و [كما ذكرنا في ج1] من هذا المقال، فأن نسبه المفردات العربية في اللغة الفارسية مثلاً هي: %60,67 وفي التركية %65,30 ، وفي الأوردية %41,95 ، وفي الطاجيكية %46,39 ، وفي الأفغانية%56,99 .........الخ!!

(2) المصدر: كتاب: ((البابية والبهائية ومصادر دراستهما)) للأستاذ عباس كاظم مراد .



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 18ك1/ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية (1) أهميه اللغات/ وم ...
- هل هناك أحزاب عراقية؟؟
- الأشهر العشرة الأخيرة من حساب المائة عام!! (ج5 والأخير) الها ...
- الأشهر العشرة الأخيرة من حساب المائة عام!! (ج4) معادل ...
- الأشهر العشرة الأخيرة من حساب المائة عام!! (ج3) مفاتيح المنط ...
- الأشهر العشرة الأخيرة من حساب المائة عام!! (ج2) في الثلث الأ ...
- الأشهر العشرة الأخيرة من حساب المائة عام؟؟ (1) في تسع وتسعين ...
- استقالة الحريري: هل هي (كلمة السر) لحدث كبير على الأبواب؟؟
- لماذا ..... ولماذا؟؟
- المصالحات الوطنية (العربية)!!
- السلطات الخمس؟؟
- ذكريات داعشية وكردية!! (3) [2014 8 23] تغيرات جغرافية ...
- ذكريات داعشية وكردية!! (2)[22.8.2014]
- ذكريات داعشية وبرزانية!! (1)[1682014]
- -حواسم- صدام ....و.... -حزم- سلمان!!
- ((الحرب الباردة)).. تعود إلى مسرح السياسة الدولية من جديد!! ...
- حماة برزاني؟.. وطبيعة دولته المزعومة؟؟ (2) ما هو مستوى الر ...
- حماة برزاني؟.. وطبيعة دولته المزعومة؟؟
- ((الحرب الباردة)).. تعود إلى مسرح السياسة الدولية من جديد!! ...
- ((الحرب الباردة)).. تعود إلى مسرح السياسة الدولية من جديد!! ...


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خلف الناصر - 18كانون1/ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية .. (ج2/ والأخير) مؤامرات على اللغة العربية!!