أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احمد مصارع - من هو الأستاذ إبراهيم كبه ؟















المزيد.....

من هو الأستاذ إبراهيم كبه ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 11:31
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


من هو الأستاذ إبراهيم كبه ؟ ردا على دعوة أستاذي العزيز كاظم حبيب .
الى روحه العلمية الطاهرة . . .
أولا أستاذي ذو الوجه الجاد , والمطبوع على الدوام بقسمات صارمة , تحملق فيمن ينظر إليه , بل وداعية له لأن يزن كلماته وحروفه , ولكي يتكلم بشكل هادف , عن طريق الميزان العقلي الدقيق ,وفي تجنب تداعيات الإنشاء العام , واستخدام اللغة المتداعية , وسفف القول , وسطحية التفكير .
لقد كان الأستاذ إبراهيم كبه من النوع الذي لا يحب إضاعة الوقت , ولا يجامل جاهلا , أو ثرثارا يريد إثارة الانتباه إليه , كائنا من كان , وبأبوية يطلب منهم الانتباه لما يقولونه , بل ويشدد بنبرة قاسية على ضرورة بذل جهد كبير للغاية لتحصيل الثقافة والإطلاع , ويذكر سائله على الدوام , بسهولة الحصول على مصادر العلم والمعرفة اليوم , قياسا الى زمنه الماضي , قبل الكهرباء في الشرق الأوسط , بل وصعوبة الحصول على المعرفة , والتي لم يتحصل عليها أوائل علمائنا بدون جهد خاص ومميز , كأن ينسخون الكتاب بخط أيديهم , ليقرأ وه بإمعان , على فوانيس النفط الخانقة , وبدايات الإنارة الحضرية , وكان البحث العلمي والمعرفي ديدنا لهم ودينا , ففي العلم والمعرفة اعتقاد بالخلاص , والحرية والتقدم , بل والحياة الأفضل ؟
بالفعل لقد استطاع الأستاذ إبراهيم كبه , بفضل سعة علمه , وبحر ثقافته أن يتبوأ أعلى المناصب , في حكومة ثورة -1958- وبتوليه منصب وزارة الاقتصاد آنذاك , ووزيرا للزراعة فيما بعد , وشهرته كروبسبير الثورة العراقية , فلست أذكر القانون الذي صدر عنه برقم (80 ) كما أذكر والذي يحدد ملكية وحدود عمل الشركات النفطية , وهو الأمر الذي أغنى ميزانيات الثورة , بل وزاد من قدراتها على إحداث تنمية فعالة آنذاك , وكذلك دوره في صياغة قوانين للإصلاح الزراعي , وتحسين قطاع الزراعة , وهي التجربة العملية , التي سمحت له باختبار النظريات والآراء التي كانت سائدة آنذاك , وليتحول الى أستاذ صاحب فلسفة خاصة مدعمة بالتجربة , في عالم متغير بشكل مضطرب لا يسمح أبدا بالتعديلات المناسبة التدريجية , وعلى مبدأ انقطاع التواصل والتغير المتراكم , وقد مثل أفول نجمه سقوط حالة بأكملها ؟
هل استطاعت الظروف أن تفت عضده , وتنشر اليأس في مخياله التقدمي ؟
الجواب لا أبدا , بالنسبة إليه , لذلك راح يطور أدواته , عن طريق التعمق أكثر في المعطيات العلمية والمعرفية الدولية , وكانت غايته الناجحة , هي في دراسة الفكر وفهم ما يريد الآخر قوله بواسطة لغته الأصلية , ولذا لم يكتفي بترجمات من هنا أو هناك , وكأنه بذلك , يريد التماس مع الروح التي تنتج الفكر العلمي , حيث من الصعب الفصل بين لغة المفكر والظروف المحيطة به ؟
لقد استطاع بجهد ه الخاص أن يفك رموز سبع لغات عالمية , ويقرأ لينين بالروسية , وماركس بالألمانية , وانجلز بالإنجليزية , وبر ودون بالفرنسية , و....
ليس ا لأستاذ إبراهيم كبة أستاذي القدير فحسب , بل وصديقي العجوز , حين كنت شابا آنذاك , حيث كان سبعينيا , وكنت عشرينيا , وكانت مفاجأتي الأولى به أنه كان خلد ونيا ( نسبة لابن خلدون ) , بينما كان من المستحيل حتى على القومانيين العرب , بل وحتى المتأسلمين المتقدمين إدراك قدرة القراءة الخلد ونية , على فهم الجوانب الاجتماعية والسياسية في فهم الجذور الانحطاطية لحضارة سادت عرضيا ثم بادت , وبدون القول ألا لعنة الله على الظالمين , فمن الضروري التأمل الملي , بحثا عن إضاءة شمعة هزيلة في الليالي الحالكة ؟
أستاذي في تاريخ الفكر الاقتصادي وهو عنوان ضيق لا يليق بمقامه , ولا أدري من أين أبدأ في إيضاح آفاقه المتسعة للغاية , فهل ابدأ من التعاريف الساذجة التي اعتمدت في الأمم المتحدة , للأمية عن طريق حصرها بمجرد امتلاك ناصية لغتين دوليتين , بينما أستاذي , كان يتهزهز بين سبع لغات عالمية , ومنها الألمانية والأسبانية وفي حين كان طلابه الباحثين عن الإدارة والاقتصاد , غير مهتمين سوى بالعولمة القادمة قبل أوانها ؟
حين يحاضر الأستاذ إبراهيم كبه عن : الاقتصادي كنز , كما يقال وتستطيع سماع صوت الإبرة حين تلقى على الأرض مثلا , ستشعر طيلة عملية عرضه لنظرياته بأن كنز ليس اقتصاديا بارعا فحسب , بل الأهم بين علماء العصر , فهو يتعمد تقديمه بشكل دقيق , كما لوكان هو من صاغ تلك النظريات , وفي الخاتمة يستعرض منتقديه , , عند ذلك يستعيد المتأمل فيما يشرحه توازنه , بحثا عمن لا ينتقد كثيرا , في فكره , فهاهو الآن يقرأ ل كارل ماركس مباشرة بالألمانية : نقد الاقتصاد الرأسمالي , وهو نقد سياسي , بطبيعة الحال , كنقد لفهم الايدولوجيا السياسية البديل الأحمق عن العلم والثورة ؟ فالواقع هو الوحيد المرجع , ولكن كيف يكننا قراءته مع الاندغام و بل والتوحد بالتخلف الأبدي حتى المالانهاية ؟ !.
لن أتحدث عن جون ستيوارت مل , ولاعن ريكاردو , و شارل بتلها يم , وأوسكارلا نجه , ومع احترامي لكل أشكال الرفاهية والاستهلاك العالي , فقد كان الفيلسوف الاقتصادي الأمريكي , روستو بتمنطق , بالديمقراطية والمنافسة الحرة بلا حدود , بينما أسماء علماء الاقتصاد في تاريخ الفكر الاقتصادي , تتحول في محاضراته العتيدة الصارمة القسمات , الى أرواح تتكلم , فهو يستحضرها بدقة ويشرح لنا آلامها ومعاناتها , بحيث يصعب الفصل بين النظريات وبين تطورات تاريخ العلم والمخترعات في عالم التكنولوجيا ؟
حين وجدت نفسي كشيوعي غر آنذاك , أمام شخصية عريقة بكل معنى الكلمة , اضطررت حقا لإلقاء مافي جعبتي من المعرفة والتجربة البسيطة ولكن بصدق , ولذلك آليت على نفسي أن أملأ دفتري ألامتحاني , من السطر الأول وحتى الأخير , بكل ما يمكن له أن يجعلني أكبر من عمري الشبابي بعقود ؟
فوجئت من اللحظة الأولى لامتحاني , بسعادته البالغة من ورقتي الامتحانية , وقد مهرها بالعلامة التامة , من غير نقص , بل وليطالب الجميع بصرامة على بذل الجهود ليكونوا كذلك ؟
ليتني أستطيع إغلاق آلة الزمن ومن العودة الصادقة للوراء , في التمثيل الصادق لمن يستحق الاعتراف في ذكراه , فليتخيل القارئ العزيز , رغبة الشيخ العظيم بالتواصل معي , وسعيه من أجل فهم مصادر التوافق الفكري رغم البون الزمني الفاصل فيما بيننا , ولقد كان أكثر ما يدهشني فيه , صمته وإصغائه , وحرصي التام على أن لا يستنتج مما أقوله انفصام الأجيال , وانقطاع التسلسل , وحين كنت أقرأ عليه ماكثا نفكر فيه , محليا وعربيا , وإسلاميا , كان أستاذي يستغرق في ميزان عقله الصارم , ويترك المجال مفتوحا للممكنات القابلة للحصول , ولكنه يلح على التفاصيل الصغيرة , وحين يلجأ للصمت أشعر بالخوف , مما قد يعلق , وأنا اليوم مضطر للاعتراف بأنه , ظل شبابيا في عقله المتزن ودقته العلمية , وأعتقد أنه كذلك من البداية وحتى النهاية , وكما كنا جميعا نتوقع الكارثة القادمة , كان هو كذلك , ولكن ما أحتفظ له بود لا ينسى أبدا , فهناك فرق كبير بين خبرة الشيخ العتيق , في نظرته إلي وأنا المعجب به , وتجلياته المبدعة التي تفوق كل قدرات الشباب على العطاء والاستيعاب ؟
لم يكن الأستاذ القدير إبراهيم كبه , , حزبيا , ولا إيديولوجيا , بل انتهى مفكرا موضوعيا , وبالأحرى متفلسفا , في مجال الفكر الاقتصادي وتاريخ الاقتصاد , وقد كتب بخط يده عشرات الكتب , ومن مئات المؤلفات, وباعتماد مختلف اللغات العالمية , من الأصول ذاتها , وهذا من أهم الدروس التي تلقيتها عنه , ولكنني رغم سهولة العصر الحديث والعولمة , لم أستطع العمل وفقا لروحه العلمية الخالدة ...
وللشهادة بقية ...



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ( بيها شي , لامابيها ) ؟!...
- هل سيكذب دوما , من يكذب يوما ؟
- الديمقراطية الفلسطينية وضعف الوعي السياسي ؟
- ?لقاء كوميدي مؤجل
- أقبل يديك مارغريت 2 عاشت المملكة الدانمركية لا وهابية ولا أز ...
- الضياع قدرنا الشرق أوسطي ؟
- الكويت بلا أمير , بلا دستور
- المحامون ( العرب ) , ووزراء 55%
- هل يكافئ الاعتدال الديمقراطية ؟
- المجتمع المدني حاضنة للمجتمع السياسي
- روايتي التي أعيشها , وقد لا أكتبها
- كلب خالتي قطنه
- التجمع الديمقراطي السوري وامتحان وحدة المعارضة السورية ؟
- درجة كبيرة من الحمق
- رسالتي للزعيم مسعود البر زاني
- نحو الاقتصاد العلمي
- غناء مبحوح بدون روح ؟
- الأخلاق والدين
- بين الخرافة والأسطورة ؟
- الى من أحب


المزيد.....




- حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة
- حرب إسرائيل على إيران والمنطقة، يجب أن تتوقف
- مراسلة RT: مسيرة تقترب من قيساريا حيث منزل نتنياهو الخاص
- فيتنام، 30 نيسان/أبريل 1975 – مرور 50 سنة على انتصار تاريخي، ...
- هولندا: عشرات آلاف المتظاهرين في لاهاي لمطالبة الحكومة بوقف ...
- إرحلْ.. رسالةُ المتظاهرين للرئيس ترامب في عيد ميلاده
- قصف إيراني يستهدف منزل نتنياهو في بلدة قيسارية
- نحو تدبير أمثل لخلافات اليسار العمالي…صوب حزب شغيلة اشتراكي ...
- المركزية الديموقراطية من لينين الى ستالين
- عين على نضالات طبقتنا


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احمد مصارع - من هو الأستاذ إبراهيم كبه ؟