أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال آيت بن يوبا - حديث قصير حول ليبيا














المزيد.....

حديث قصير حول ليبيا


كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)


الحوار المتمدن-العدد: 5743 - 2017 / 12 / 31 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة

في الطريق توقف الطاكسي داخل المدينة الهادئة في صباح ممطر جميل من الاسيوع الذي نودعه فقطع مناقشة كانت جارية بين أحد الزبناء الذي كان في المكان الأمامي من سيارة المرسديس الأنيقة و السائق حول ليبيا. فصعد أحد الشباب ثم قال لسائق الطاكسي وجهته فأشار له السائق بالموافقة برأسه ..ثم إسترسل الحديث فقال الزبون الذي في الأمام قرب السائق : قلت لك أن تلك الفيديوهات التي رأيت أمس و التي تتعلق بأبناء القذافي الساعدي و سيف الاسلام و المعتصم كانت مليئة بالعنف و الإذلال و التحقير لهم ..شيء لا يُصدق .و أضاف: تصور أنهم صوروا فيديو يقولون فيه أنهم أزالوا أسنان المعتصم ...إنتقام و حقد يفوق الخيال ...أما أبوهم القذافي فقد نشروا فيديو جديد يبين كيف تم قتله و الامساك به من شعره و صفعه مرات عديدة قبل ان يطلق احدهم رصاصة في رأسه ...مشاهد مرعبة حقيقة ...
فقال الشاب الذي كان بجانبي : رغم ذلك ، ماكان يعجبني في القذافي أنه كان ضد أمريكا ...
فقلت له: و النتيجة هي ما يحصل الآن في ليبيا ..لا يمكن تبرير ما يحصل الآن سوى بمسؤولية القذافي الكاملة و سياسته عما جرى لحدود الساعة رغم موته .هل معارضته لامريكا تبرر ما يتعرض له شعب بأكمله ؟
و هل الشعب قدره أن يتحمل سياسة رئيس مضاد للعالم أجمع و يعمل بعمليات ارهابية ضد العديد من الدول ؟
المغرب نفسه لم يسلم من اعمال القذافي القذرة ..فقد عمل مرارا على زعزعة الاستقرار في المغرب دون توقف منذ بداية الثمانينات .و لم يكن يهمه ما سيحصل للمغاربة ...لو نجحت خططه الشريرة..
القذافي كان مجرما يمسك بكل شيء في يده و يعتبر نفسه أذكى الليبيين بل أن ليبيا كلها لا تسع افكاره أو لنقل انه كان يرى ان مساحة ليبيا ليست كافية لقدراته العقلية.. و هذه مجرد اوهام و مرض نفسي يصيب الكثيرين .انه جنون العظمة.
كان لا تحصل شاذة ولا فاذة في كل ليبيا إلا بموافقته و بإذنه ..بمبرر أنه زعيم للثورة .و أي ثورة ؟ إنه إنقلاب سهل جدا على الملكية في ليبيا ..و لو كانت الملكية تستعمل أساليبه لما استطاع فعل ما فعل بالليبيين ولما تمكن من الوصول للسلطة أصلا ..ألا تعتقد أنه لو بقيت الملكية في ليبيا كان الوضع سيكون أفضل مما يحصل الآن ..؟
يقول الانقلابيون أن وجود قواعد أمريكية في ليبيا كان أحد أهم الأسباب لإنقلاب الفاتح من سبتمبر على الملكية هناك. لكن قواعد مماثلة كانت أيضا في المغرب في تلك الفترة . و زالت ربما لأن أمريكا لم تعد تحتاج لها أو لأي سبب آخر ..المهم أنها زالت رغم أنه في المغرب فشلت الانقلابات العسكرية المماثلة لإنقلاب ليبيا فشلا ذريعا ..
يمكن للملاحظ الموضوعي الناظر للنتائج المترتبة عن كل عمل سياسي أن يرى الفرق بين ليبيا و المغرب الآن .هل وضع المغرب أفضل أم وضع ليبيا ؟
السياسي الذكي هو من يجنب شعبه المآسي في طريقه الوعر الملئ بالمنزلقات و الرمال المتحركة لا من يدوس على شعبه و يرمي به إلى أثون نزواته و رغباته و أفكاره الشخصية التي قد تجر عليه و على شعبه الويل ...مثل ما حصل للقذافي و غيره كصدام حسين في العراق و الأسد في سوريا و علي عبد الله صالح في اليمن و غيرهم .
القذافي نكل بمعارضيه دون محاكمة و اغتال منهم كثيرين و صور أعماله الإجرامية التي تفوق التصور دون رحمة و نشرها لإرهاب الليبيين جميعا حتى ان كثيرين منهم هاجروا هربا و خوفا منه .و جعل من ليبيا هي القذافي و عائلته و القذافي و ابناؤه هم ليبيا ..
لا يمكنك الآن أن تتنقل بأمان في ليبيا ..فالشرق فيه حفتر وزبانيته و ربما ميليشيات أخرى كتنظيم الدولة والقاعدة و غيرهم.و في الغرب قوات فجر ليبيا و كتائبها و غيرها و في الجنوب ميليشيات و قبائل أخرى متعددة .و بين هؤلاء ما لا يحصى من الأطياف و الأسامي للتنظيمات المسلحة ..
كثيرون يقولون أن الوضع كان أفضل في عهد القذافي نظرا للقبضة الحديدية التي كان يمارسها على الليبيين حتى أحالهم لمجتمع من المهابيل .. .ومنهم من قال أن إعادة أحد أبنائه (سيف الاسلام) و مساعديه للسلطة قد يجمع الليبيين و بدأ يروج للفكرة مثل الذي يحمل إسم "قذاف الدم" دون خجل الموجود في مصر...لكن هذا خطأ شنيع .
فليبيا كانت متعددة و حرة و كانت أفضل قبل القذافي و ليس في عهده ولن تكون أبدا مثل ما كانت أذا عاد رموز نظامه للسلطة ..الليبيون مدعوون لطي صفحة القذافي وزبانيته للأبد و بداية صفحة جديدة ...لأن التاريخ لا يعود أبدا للوراء ...فترة القذافي كانت ضياعا لليبيين ..ومن الغباء إعادتها في ليبيا ...
لأن الأهبل لم يعرف كيف يؤسس لمجتمع ديموقراطي تكون فيه السيادة للشعب.
و قد نال جزاءه .....
فقال لي الشاب حين وصل لوجهته حيث توقف الطاكسي : فعلا هذا صحيح ...يا سيدي
فتح الباب ونزل ثم دفع ثمن الطاكسي ...فانطلق الطاكسي مجددا نحو وجهتنا ..



#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ الشعراوي : المايكروفونات غوغائية تديُّن باطلة
- السنة الأمازيغية تنتزع الإعتراف من الجزائر
- تهنئة للحوار المتمدن بمناسبة السنة الميلادية 2018
- بيان إتحاد الربوبيين بشأن الحرب في اليمن
- مات الشاعر أحمد بمدينة القنيطرة أمس
- إردوغان يتحدث كرئيس دولة توسعية قديمة
- الفلسطينيون أول المطبعين مع إسرائيل
- جهلة بالجغرافيا يتهمون الخارجية المغربية بجهل التاريخ
- التحول جنوب المتوسط ضروري لأوروبا
- تصريحات أب الزفزافي بهولندا خطيرة على المغرب
- تهنئة للإخوة المسيحيين بأعياد الميلاد المجيدة
- هل المغرب في حاجة لإنتخابات برلمانية مبكرة ؟
- التطوع للوزارة ليس حراما لخدمة الوطن (المغرب)
- ألا يستحق موظفو التعليم المغاربة زيادة في الأجور ؟؟؟
- الساتلايت المغربي و أحمر الشفاه رغم الأوساخ
- الساتلايت المغربي سيوفر راحة البال
- فشل المشاريع لا يعني فشل الدولة
- إعلان بلفور و قيام الدولة
- دولة تعثر القانون أفضل من دولة اللاقانون
- ألا يمكن إستقلال السياسة عن الدين في المغرب ؟


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال آيت بن يوبا - حديث قصير حول ليبيا