السنة الأمازيغية تنتزع الإعتراف من الجزائر

كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)

الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 28 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شعارنا :حرية- مساواة - أخوة
وجهة نظر موضوعية
الخبر ورد اليوم في الموقع الإلكتروني المغربي "لكم2. كوم" (باللاتينية) (تجد ايها القارئ الكريم رابطه اسفل المقال).
تقول بداية الخبر في جملة واحدة موجزة:
"أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الأربعاء، رأس السنة الأمازيغية، الموافق لـ12 يناير من كل عام، إجازة رسمية في البلاد لأول مرة."( الاربعاء يعني يوم أمس)
هذا المطلب كان منذ مدة طويلة مطلبا لشعوب شمال افريقيا الامازيغية او الناطقة بالامازيغية ضمن حزمة مطالب للاعتراف بوجود الامازيغ على ارضها ..
ذكرني الخبر بتصريحات تمت نسبتها للخارجية المغربية تقول أن وزير الخارجية المغربي صرح في أبيدجان بأن "الصحراء الغربية ليست عربية" بمناسبة رده على ما تبقى من جبهة البوليزاريو المناوئة لوحدة أراضي المغرب (أنظر مقالي السابق "جهلة بالجغرافيا يتهمون الخارجية المغربية بجهل التاريخ" هنا بالحوار المتمدن).
و في نفس التصريحات قيل بأن وزير الخارجية المغربي قال أيضا أن وفد البوليزاريو في أبيدجان الذي كان يحضر أحد اللقاءات الافريقية إلى جانب الوفد المغربي ، يُعتبر غير مرئي بالنسبة للوفد المغربي" ...
ليتصور المرء أن هناك شعوب أمازيغية (سميت بربرية) في شمال إفريقيا لها ثقافتها الخاصة والمتميزة بالنسبة لما يقال أنها ثقافة عربية وافدة على شمال افريقيا من شبه الجزيرة العربية عن طريق الغزو و الاحتلال العربي القديم و لها لغتها الخاصة من مصر حتى موريتانيا مرورا بليبيا و تونس و المغرب و لم تعترف بوجودها إلا بعد 14 قرنا من الزمان . يعني أنها بالنسبة لأنظمة سياسية "متطرفة في العروبة " و متعاقبة في المنطقة بقيت كل هذا الزمان
"غير مرئية" (إذا اقتبسنا من وزير الخارجية المغربي الامازيغي الجميل) .
متوب لونس هو احد الامازيغ الجزائريين من منطقة القبايل (شرق الجزائر) شاعر و فنان و مغني موهوب و مناضل شرس في القضية الامازيغية التي تتغيأ الاعتراف بالهوية الامازيغية و بناء مجتمع ديموقراطي تسوده المساواة والعدل و الحرية والكرامة الانسانية ، قال ذات مرة في احد حواراته التلفزيونية في فرنسا:
"لست مجبرا على أن أكون مسلما حتى استطيع ان اتنفس هواء بلدي" ..
بطبيعة الحال طالته ايادي الغدر على تراب الجزائر بعد عودته و انتهائه من تأدية اغاني تعبر عن المأساة الامازيغية في الجزائر في احدى الاحتفالات بالجزائر يوم 25 يونيو سنة 1998..
لا يمكن للامازيغ ولا لغير العرب ان يكونوا شيئا ليسوه ..هذا امر مفروغ منه ..
ويمكن القول على غرار تصريحات وزير الخارجية المغربي الامازيغي الجميل :
الآن بدأت هذه الشعوب اللامازيغية تصير "مرئية" ...
يا سلام .. شيء جميل هذا الذي سيحدث في سنة 2018 بالجزائر ...(بغض النظر عن الازمة المالية الخانقة التي تعاني منها الجزائر حاليا فليس هذا موضوعنا ).
بمعنى آخر لم تبدأ هذه الانظمة السياسية المتعاقبة على الحكم في شمال افريقيا "ترى" هذه الشعوب الا لليوم ..
شكرا لله على هذا ...
وهنيئا للانظمة السياسية في شمال افريقيا ببداية تماثلها للشفاء البصري الذهني..و بالسنة الميلادية الجديدة التي اتمنى صادقا ان تكون سنة تحريرها من الخرافات والاساطير القديمة لبناء الدولة الديموقراطية العصرية العلمانية ذات ثقافة حقوق الانسان و التي تعبر على انها فعلا في حضرة القرن 21 عصر التكنولوجيا المتطورة و ثورة المعلومات و التواصل .
فلسنا اليوم في عصر والحمير والبغال لتركبوها ...و انما في عصر الصواريخ العابرة للقارات والمركبات الفضائية والطائرات العملاقة و الإتصالات اللاسلكية التي تتم في اقل من الثانية ...
و من حقها ان تتمتع بكل هذا روحا و فلسفة و ماديا و تعيش زمنها ...
و هنيئا لشعوب شمال افريقيا الامازيغية ب"رؤيتها" من طرف الانظمة السياسية التي كانت لا تراها ..
هذه الشعوب مسالمة و في عمومها متخلقة على كل حال و لها ثقافة مغايرة و ستفرح ببداية هذا الشفاء..
و هنيئا لها بالسنة الامازيغية الجديدة 2967 التي اتمنى ان تكون سنة زوال الوصاية العربية عليها بعد الإعتراف بها و انعتاقها من نير التخلف و الاستعمار العربي القديم لبناء الدولة الديموقراطية الحديثة دولة الحرية والكرامة الفعلية للجميع امازيغا وعربا و غيرهم في كل شمال افريقيا ...حتى يمكن القول : لا فرق بين امازيغي و عربي الا باحترام حقوق الانسان و احترام دولة القانون و سيادة الشعوب و احترام الحق في الحرية والمساواة و الكرامة الانسانية ..
مع تحياتي الخالصة للجميع ..

كمال ايت بن يوبا اليوناني 28/12/2017

رابط الخبر:
http://lakome2.com/politique/medias/33636.html

#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل