كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 23:07
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
شعارنا : حرية – مساواة – أخوة
حين سُئل الشيخ الشعراوي (أنظر الفيديو أسفل المقال) عن رأي الشرع في مكبرات الصوت التي تُستعمل في الآذان والصلاة قال: هي "غوغائية تديُّن".و حين سُئل عن حكمها قال : "باطلة" ..لأن هناك ناس عايزة تنام و ناس مرضى...الخ
و إذا كانت الحرية ليست هي أن يفعل المرء كل ما يريد و إنما أن لا يُجبر على فعل ما لا يريد التي يمكن ترجمتها ب"لا إكراهية الدين" الواضحة في نصوص الثراث الإسلامي ، فإن كلام الفنانة شيرين رضا كلام سليم و في الصميم حيث يترجم التعبير عن رأي شريحة عريضة من المواطنين لا يستطيعون التعبير عنه بسبب الارهاب الفكري ليس فقط في مصر بل في كل شمال افريقيا والشرق الأوسط و غيرهما الذين عن حق ينزعجون من شيء محدث في الاسلام لم يكن لا زمان الرسول و لا بعده قبل اكتشاف و استعمال المايكروفون في القرن العشرين.
و بما ان كل محدثة في الاسلام تسمى بدعة .و كل بدعة تسمى ضلالة ، فإن كلام الشيخ الشعراوي عن بطلان استعمال المايكروفونات في الاسلام يبقى سليما و صحيحا و منسجما مع المنطق و مع حرية الآخرين المختلفين الذين يعتبر استعمال المايكروفونات ليس فقط في الدين وانما ايضا في الحفلات التي تنصب لها خيام قرب السكان تعرقل المرور ، اعتداء على حريتهم الشخصية وعلى هدوء مجالهم السمعي و النفسي و خاصة بالليل حيث يزداد صوت المايكروفونات بالنسبة للعاملين في الصباح الباكر و الذين لا يجوز باي حال من الاحوال ازعاج نومهم في الليل..
و إذن فتضامننا مطلق مع الفنانة شيرين رضا ضد الحملة الخطأ والجاهلة التي تتعرض لها ..
ولن نوجه اي نداء للسلطات في كل شمال افريقيا والشرق الاوسط لفعل ما هو واضح ان يصير بالنسبة لهذا الازعاج المقصود طالما اننا كتبنا مرارا في الموضوع ..
من المنطقي جدا و المتعارف عليه القول أنه ليس دينا ولا شرعيا أن يتم فرض أي شيء على الناس لا يريدونه...
و فرض الامور الضارة على الناس باستعمال عباءة الدين هو اكبر دليل على ضعف الحجة و على بطلان هذا المسعى ..
لست حرا أن تزعج الآخرين .
و مثل ذلك ما يتردد من مناقشة البرلمان المصري لقانون يجرم حرية العقيدة التي تعتبرمن اساسيات الحقوق التي اجتمعت عليها الامم المتحضرة والحرة رغم ان مصر قد صادقت على العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي تكفل في المادة 18 منها حرية الاعتقاد و التعبير فرديا و جماعيا دون الاضرار بحريات الاخرين .
إن القوانين المناقشة التي تتغيأ فرض الدين على الناس باطلة بنصوص الدين نفسه .. و هي نوع من الارهاب الفكري.
و بالتالي فتضامننا مطلق ايضا مع من مست حقوقهم في مصر من غير المسلمين كالمسيحيين و غيرهم باي قوانين أو مشاريع قوانين تمس حرية الإعتقاد أو التعبير.و نعتبرها باطلة لأنها تتعاض مع المنظومة الكونية لحقوق الانسان التي صادقت عليها مصر في الامم المتحدة .
رابط فيديو الشيخ متولي شعراوي :
https://www.youtube.com/watch?v=Qu2B_BPCznI
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#