أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - أول صفعة عربية للبيت الأبيض من أضعف خلق الله














المزيد.....

أول صفعة عربية للبيت الأبيض من أضعف خلق الله


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5733 - 2017 / 12 / 20 - 03:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أول صفعة عربية للبيت الأبيض من أضعف خلق الله
*******************************************
كيف يعقل أن تصوت الولايات المتحدة الأمريكية على قرار يدينها ، طبعا استخدمت كعادتها حق النقض "الفيتو" ، رغم تصويت 14 دولة لصالح مشروع قرار سحب اعلان ترامب /الفضيحة ، المتعلق بنقل السفارة الأمركية الى القدس . الأمر لا يعتبر صفعة في وجه المجتمع الدولي ، بقدر ما يعتبر اهانة ذاتية للولايات المتحدة الأمريكية . فهي تضع نفسها اليوم أكثر من أي وقت مضى ضد كل العالم ، باستثناء اسرائيل .
وهذا ما يلزم اعادة النظر في تشكيلة مجلس الأمن وقوانينه ومكانه . فالدولة التي تعاكس العالم لا ينبغي لها أن تحتفظ بمقر هيأة أممية .
وقد عرى فيتو الولايات المتحدة الأمريكية عن عورتها ، في مرحلة جد دقيقة . ما يثبت مرة أخرى ان هذا البلد العملاق ينحدر بسرعة قصوى الى قزمية غير مسبوقة في تاريخه . خاصة وأنه يقف عاجزا امام قوة نووية لدولة صغيرة سكانا وجغرافية واقتصادا وميزانية ، هي كوريا الشمالية . بالاضافة الى العدو الأزلي روسيا التي تربح درجات أخرى داخل الأسرة الأممية . بل حتى ان انجلترا وكأنها بتصويتها لصالح قرار ابطال دعوة ترامب جعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني ، تريد أن تبعث اشارة قوية لتوبتها عن صنيعها بخلق دويلة في قلب العالم العربي والاسلامي .
فرنسا أيضا وعلى لسان رئيسها وقفت ضد ترامب في هذا الجانب بقوة فضلا عن تصويتها لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به المجهورية المصرية. لتظهر عزلة الولايات المتحدة كحيوان أجرب تعفه جميع الدول .
وقد اصبح جليا أن مبدأ الفيتو ، مبدأ لم يعد يخدم الحقوق الانسانية العليا ، وتستخدمه الحكومات القوية ضد ارادة الشعوب والأفراد . لكن فيتو الولايات المتحدة الأمريكية المعزول أثبت اليوم أن هذا البلد المتعجرف يقف وحيدا ضد العالم ، يواجه الكون بقرار لا أخلاقي ولا قانوني . انه قرار العاجر ، عكس قراراتها الأخرى . لماذا هو قرار عاجز؟ . فعكس كل قراراتها الماضية لم تسايرها ولم توافقها اي دولة من حلفائها التاريخيين ، كاليابان وانجلترا وفرنسا . وهو ما لم تسجله سجلات مجلس الأمن من قبل .
وقبل أسبوع فقط أعلنت كوريا الشمالية موقفا قويا نشرته البعثة الدبلوماسية في أعقاب جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة حالة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، انتصارها على الولايات المتحدة الأمريكية ، سياسيا وعسكريا ، وربما اخلاقيا أيضا . فكوريا الشمالية لم تعاكس يوما طموح أي شعب ، ولم تسرق أرض أي دولة ، ولم تنهب ثروة أي بلد .
وهذا ما تستثمره ايران أيضا ، حين كذبت قبل أيام قليلة فقط دعاوي الولايات المتحدة الأمريكية في المنتظم الدولي بخصوص تزويد جماعة الحوثيين بصواريخ من صنع ايراني ، وقررت رفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية ضد الولايات المتحدة التي اتهمتها دون دلائل واثباتات . ذلك أن هذه الدول تعلم جيدا ان الولايات المتحدة الأمريكية تقف امام العالم عاجزة ، بعد ان أفقدها ترامب كل هيبتها بقراراته المزاجية والعشوائية ، وابتعاده عن الخبراء الدوليين وواضعي الاستراتيجيات البعيدة والمتوسطة المدى .فحسب تقارير اعلامية وقف ترامب وحيدا في اجتماع استمر أكثر من ساعة ، وبقي فيه ترامب زمنا أكثر من المتوقع ، وبدا فيه متوترا ومنفعلا . ما يثبت حذر المستشارين القوميين والاستراتيجيين .
بالنسبة الينا نحن كشعوب عربية ، وكمتابعين ، نستطيع الجزم مع مفكرين أمريكيين وغربيين ودوليين أن أمريكا لا تمثل الا نفسها ، وهي بعيدة أن تعبر عن الضمير الأممي ، وفقدت كل مشروعية في رعاية أي ملف دولي ، وخاصة الملف الفلسطيني ، الذي بعثته من رماده كعنقاء كامل العنفوان ، ومنحت قوىى الممانعة كل أسباب القوة الأخلاقية والقانونية ، بينما وقفت هي كدولة منبوذة يتقزز منها العالم بأسره .
وبعد ارجاء سفر نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس" الى الشرق الأوسط ثلاثة أسابيع ، بداعي تصويت الكونغريس على خطة اصلاح نظام الضرائب ، وهي تبريرات واهية حسب العارفين بخبايا الأمور . فان قرار ترامب وصل الى عنق الزجاجة ، وأحرج الادارة الأمريكية بشكل غير مسبوق ، وكشف عورتها .فاقرار هذا النظام -نظام اصلاح قانون الضرائب- ولا يحتاج الى صوت مايك بنس . فهو يتوفر على نصاب قانوني واضح ، كما ان عملية التصويت ستجري على بعد أسبوع من الآن . بينما زيارة مايك بينس لن تستغرق أكثر من ثلاثة أيام في أقصى تقدير .ويبقى سبب الارجاء هو أخذ نفس عميق بعد الصفعة التي تلقاها من أربع دوائر ، هي قيادة السلطة الفلسطينية ممثلة في رئيس الحكومة الفلسيطنية ، وكبير اساقفة القدس ، ممثلا في أمين مفتاح كنيسة القيامة ، كما رفض شيخ الأزهر استقبال مايك بينس ، وكذلك الكنيسة القبطية المصرية .
وهي صفعة لم يسبق لمسؤول أمريكي رفيع ، ومن هذا المستوى ان تلقاها في تاريخ العلاقات الأمريكية بالشرق الأوسط . فالادارة الأمريكية مرفوضة في هذه المرحلة ، من أهم شركائها . ما يؤزم وضع الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ، خاصة بعد رفض وصايتها على القضية الفلسطينية من قبل الرئيس محمود عباس وجميع القيادات الفلسطينية من جميع الحركات والتوجهات والحساسيات .
هذه الصفعة اذا ما قمنا بتحليلها تحليلا موضوعيا ، تأتي من اضعف خلق الله على وجه اكثر كائنات الأرض غطرسة وانتفاخا . وكم هي مؤلمة صفعة الضعفاء !!!!!. ان صفعة المواقف هي أشد ايلاما وايذاء من صفعة الأسلحة مهما بلغ فتكها وقوتها .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة جيوستراتيجية في قرار ترامب نقل السفارة المريكية الى ال ...
- اللعب خارج الملعب ؟ المملكة العربية السعودية نموذجا
- هذه موانع الحرب العشرة في الشرق الأوسط يا عطوان
- بنكيران ينسف بروج الدكاترة والمحليين العاجية
- مقارنة عابرة بين ديمقراطية الكيان الصهيوني وبين ديمقراطية ال ...
- أزمة الثقافة في طنجة ، هل من منقذ ؟
- خطاب الملك بين التفكك والسمو
- مرحلة الجثث المتحركة ...السياسة بالمغرب الآن
- وأخيرا السعودية تهرول نحو روسيا
- بين الاستقلال والانفصال والمطالب الاجتماعية البحثة
- حزب الاستقلال وحرب الصحون
- أفلح قوم ولوا امرأة وذل قوم ولوا رجالا
- خيانة فقهاء الدين للأمة
- مقارنة بين استفتاءين وحراك الريف
- خطاب ثورة الملك والشعب والعودة الى الأدغال
- خطاب ثورة الملك والشعب ، هل يفعلها ؟
- خطاب العرش 2017 ، والمفارقات الظاهرة والباطنة
- الأبعاد الجيوستراتيجية لحراك الريف
- القبطان مصطفى أديب يدخل أسبوعه الثالث في الاضراب عن الطعام
- عري


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - أول صفعة عربية للبيت الأبيض من أضعف خلق الله