هموم مصرية

سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

1/ محاربة الفساد أولى من التجسس

على اثر خبر تناقلته شبكات الانترنت خلاصته أن صحيفة "الجارديان" ذكرت أن الحكومة المصرية عينت لجانا تضم أشخاصاً متخصصين في دخول مواقع الإنترنت، لتحويل مسار المحادثات في منتديات الحوار عن توجيه الهجوم على الحزب الوطني ،وإرسال آراء تتبنى وجهة النظر الحكومية في مختلف القضايا السياسية عبر البريد الإلكتروني تحت أسماء مستعارة.
ونقلت الصحيفة عن مسئول حكومي حزبي قوله: "في عصر المعلومات ومع انتشار الإنترنت ، باتت المهمّة الأكثر أهمية أمامنا كيفية تولّي زمام المبادرة والسيطرة على مسار الحوارات ، التي تشهدها هذه الشبكة".
تعليق
أليس محاربة الفساد أرخص وأولى من التجسس على المصريين؟!!
وهل ينتقد الناس العاملين المخلصين؟!

2/ التهم المعلبة

فى نظام تسود فيه مظاهر الرشوة ويبلغ فيه الفساد معدلا عالميا ( قضية فساد كل 90 ثانية وفقا ل تقارير‏ ‏هيئة‏ ‏النيابة‏ ‏الإدارية) فى ظل نظام كهذا سوف تتوالى التهم المعلبة وسابقة التجهيز على كل مناد للإصلاح سواء كانت دعوته الإصلاحية ذات هدف ديني أو شخصي أو غير ذلك....ذلك أن النظام الفاسد لا يطيق رؤية الأحرار والمصلحين ...إنه يعدهم أعداءه ..ولا عجب فقديما قال قوم لوط على لوط ومن آمنوا معه: ( أخرجوا آل لوط من قريتكم... إنهم أناس يتطهرون) !

هكذا بمنطق أصحاب المصالح والشهوات التى تعلو على مصلحة الوطن والأمة يتحدث الحمقى وأذنابهم ...
أليس عجيبا أن تظل فى مجتمعاتنا إلى الآن ومنذ الستينيات تهم مثل: قلب نظام الحكم؟! أليس أعجب منه أن تسود تهم مثل تزوير توكيلات حزب ......ويغض الطرف عن قضايا الفساد والكيماويات والاختلاسات؟!

وإن تعجب فعجب....تحويل المدنيين لمحاكمات عسكرية؟ وكأن النظام عجز عن إيجاد قضاة من نوعية قضاة كرداسة وبندر المنصورة ودمنهور... ؟!

هذه التهم المعلبة....لا تلقى احتراما إلا لدى أصحاب العقول المتحجرة ...الذين يحكمون البلاد بعقلية الستينيات.

إن من الأمور المؤسفة أن تعود الحياة المصرية إلى ما قبل الملكية وان يتولى إدارة شئون البلاد البوليس السياسى أو بلغة جديدة تتناسب مع القرن ال21 ما يسمى بأمن الدولة وقد أعطيت له صلاحيات – وبالقانون : قانون الطوارىء- تفوق الصلاحيات التى كان عليها البوليس السياسى آنذاك.

وليس أدل على ذلك من تلك النماذج :

*اتهام د/حسن الحيوان مدرس بكلية طب الزقازيق بأنه يخطط لقلب نظام الحكم وبأن بيته يحتوى على متفجرات تساعده للقيام بأعمال إرهابية!

* اتهام رجل برىء بحادثة بنى مزار يعرف من كان له عقل أن وراءها أناس كبار ومتخصصين فى الطب بل والضغط على والده ليتحمل ابنه القضية ثم استصدار شهادة بأنه مختل عقليا للنجاة من الحكم الظالم الذى سينتظره !

* أعداد المعتقلين التى تجاوزت ال18000 معتقل على اقل تقدير (30000 على أقصى تقدير) وقد حكمت المحكمة ببراءة كثير منهم ...وبعضهم بلا محاكمة وبعضهم قضى محاكمات عسكرية ..وبعضهم تلفق له تهم هى فى الأساس سياسية لا غير كما حدث مع د.أيمن نور.

* المذبحة التى تجرى بروفاتها الآن للقضاة المصريين(نهى الزينى،البسطاويسى، الخضيرى،) لا لشيء إلا لأنهم قالوا للمزورين يا مزورون!!

تعليق
لا أحد يعلو على الاعتقال فى ظل قانون الإرهاب الحكومى المسمى مجازا بالطوارىء.

3/ منذ فترة ليست قصيرة والمصريون يخرجون من أزمة تلو أزمة حتى صارت الأزمات تشكل نمطا عاديا يألفه الناس فى بلادى...ومصاب الناس فى بلادى ليس نتيجة كوارث طبيعية بقدر ما هو طريقة العقلية الإدارية التى تتعامل مع الأزمات بصورة بدائية تثير القرف والسخط ...ونحن لا نتجنى على نظامنا الحاكم بقدر ما نرصد ظواهر تستحق دراستها وتأملها بعقل يقظ ...فما دلالة أن تغرق عبارة ويروح ضحيتها ألف نفس ؟!

ألف نفس!!
أولو كانت فى بلاد أخرى؟ أولو كانت لدينا إدارة رشيدة للازمات ؟!
وما دلالة أن تتجاوز أزمة أنفلونزا الطيور حدود الصحة سواء البدنية أو حتى النفسية إلى (إشاعة تلوث المياه على سبيل المثال لا الحصر) تهديدات اقتصادية داخلية حادة وخطيرة وزيادة فى الأسعار بصورة خطيرة...ما دلالة هذا؟!

فى النهاية
ترى ماذا يحمل الغد لنا ؟!
هو حديث نبوى شريف عسى أن يعيه من كان له قلب نقى أو عقل يقظ :

‏"‏مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا‏:‏ لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا ‎، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا‏" . ‏رواه البخاري‏.

#سيد_يوسف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل