أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عائشة اجميعان - 1917 ,2017: التشابه المقصود, والمخطط المرصود















المزيد.....

1917 ,2017: التشابه المقصود, والمخطط المرصود


عائشة اجميعان

الحوار المتمدن-العدد: 5728 - 2017 / 12 / 15 - 21:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان سعي الدول الإستعمارية الدؤوب لتغيير وجه الشرق الاوسط ( والذي تم نحت مصطلحه بواسطة جنرال امريكي في البحرية الامريكية 1902) , والمحتل من قبل الدولة العثمانية , طمعا في ثرواته الكثيرة, وإنتقاما من الإمبراطورية العثمانية المترامية الاطراف التي توسعت حتى باتت على حدود الدول الاستعمارية , فقد توافقت كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا, على تكوين حلف يغير على المنطقة وتقسم فيما بينهم, بعد إنضاج الامبراطورية المتهالكة واضعافها من داخلها , ومن ثم يصبح الثمرة ناضجة القطاف .

(1)
باشرت بريطانيا خطتها, عام 1916 ,عام اندلاع الثورة العربية او الربيع العربي الاول,المرسوم والمدعوم بريطانيا, برسم واعلان العدو الاول للعرب, وهو العثمانيين , ووعد بإقامة الدولة العربية والاستقلال, واعتبرت ان البداية هو الحجاز, بإعتبار الشريف حسين من نسل الرسول صلي الله عليه وسلم, هو الأولى ان يتولى خلافة المسلمين, ومن هنا إذكاء ماسمي بالثورة العربية ضد المستعمر العثماني واعتبارهم (البريطانيين) محررين, فبدأت من الخليج , من السعودية , من الحجاز ,وبدأت الإمداد بالمال والسلاح, وقد كان, بدا العرب الإنقياد للربيع العربي, ضد العثماني المحتل, ثورة مصطعنة, رسمت فيها الدول الاستعمارية, العدو للعرب, ووجهت القدرات كلها لمحاربة العثماني في كل البلدان, وإعتبار بريطانيا ,هي الداعم للعرب وهي نصير الاستقلال .
في أمريكا التي لم تظهر على خريطة الدول الاستعمارية بعد, وفي يناير عام 1917 أصدر الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون مبادئه الأربعة عشر للسلام والتي تتلخص في حرية الشعوب الكبيرة والصغيرة، وحقها في تقرير مصيرها، وحقها في الاستقلال السياسي, وأنكر ويلسون على الدول القوية إستعبادها للدول الضعيفة وإستخدامها في مصلحتها الذاتية, فقد كانت هذه المبادئ بمثابة دستور عالمي استثار روح الاستقلال والحرية في الشعوب, أما بريطانيا فقد كانت من بين الدول التي وافقت على مبادئ ويلسون, وإدعت أنها تحرر الشعوب العربية التي تضعها تحت حمايتها من سيطرة الدولة العثمانية.

(2)
لم ينتهي العام 1916, حتى حدثت المفارقة, فقد إتفقت كل من فرنسا وبريطانيا على تقاسم تركة الرجل المريض (هكذا كانوا يسمون اللامبراطورية العثمانية الآيلة للسقوط ), في غيبة روسيا التي توافقوا على اشعال حرب داخلية, أدت الى انشغال روسيا , عن شركاء القسمة , الذين سرعان ما اقتسموا الغنيمة فيما بينهم, على حساب العرب المشغولين بالعثمانيين, الأمر الذي تم اكتشافه وبالتالي فضحته روسيا الشيوعية, لضرب التحالف بين بريطانيا والعرب, إلا أن السياسة البريطانية التي حركت العرب, تمكنت من خداعهم وبالتالي ديمومة ثقتهم في الامبراطورية (الصادقة فيما تقول), وهي تضمر العكس .
لم ينتهي العام 1917 , ففي الثاني من نوفمبر , كان الوعد الأول لليهود في شخص المصرفي اليهودي روتشيلد, بإنشاء وطن قومي لليهود, وقد بدأ التمكين في 30 ديسمبر من نفس العام, اذا كانت معركة القدس بين البريطانيين والعثمانيين التي انتهت باستسلام القدس, التي تم وضع يد البريطانين عليها, لحين إستصدار قرار من عصبة الامم بالانتداب, المؤدي في النهاية الى ترك فلسطين بما فيها القدس (للمستضعفين اليهود).

(3)
وكأن التاريخ يعيد نفسه, فقد كان (الربيع العربي) الذي اندلع, في البلدان العربية وانتشر فيها انتشار النار في الهشيم , بدا من تونس فمصر فسوريا, الى اليمن وهلم جرا, باعتبارها ثورات عفوية وطنية ضد الظلم والاضطهاد نحو التطلع الى "عيش , حرية , كرامة انسانية " , لكن بعد تلك السنوات التي توضحت, كيف ثارت تلك الثورات المصطنعة , في مخابر امريكا وبلدان الدعم اللوجستي في بلدان اوروبا مثل أوكرانيا,وجورجيا, والمؤسسات التي دعمت ودربت الكوادر التي لاعلاقة لها بالوطنية في بلدان ( الربيع العربي) إلا بالهوية او الجنسية, والتي نجحت في بعض البلدان, في ازالة الانظمة الحاكمة, وتسيد جماعة الاخوان المسلمين الحليف القديم الجديد لبريطانيا ومن بعدها أمريكا, في غير ما بلد من البلدان , فحكموا تونس ومصر , إلا أن كشف اللعبة , والمخطط على ألسنة المخططين أنفسهم , سرعان ما غيرت الدفع فإستطاعت مصر وتونس, قلب الصفحة, وإعادة التوازن الى النظام, غير أن الخطة البديلة بدأت تتفاعل, ولاتزال تعمل, الإرهاب من الداخل للتدمير الذاتي, لانضاج الثمار.

(4)
جاء الرئيس الأمريكي الاكثر إثارة للجدل, في السياسة الامريكية, أثناء حملته الانتخابية, الذي ذكر العرب والمسلمين, مظهراً عداءً وعنصرية, غير مسبوقه ضدهم, ومؤثراً, تخطي سياسة أمريكا تجاه العرب, وتوجه تجاه اليهود بشكل عام, والإسرائيليين منهم بشكل خاص, حيث لم يذكر في دعايته الانتخابية أي ذكر لفلسطين, أو الشعب الفلسطيني, أو الدولة الفلسطينية الموعودة في خطابات الرئاسة الامريكية على مدي عقود, أو الحل السلامي, إنما جاء ليعقد صفقة القرن الغامضة التي لم تتوفر لها ملامح وحتى بعد مضي عام على مكوثه في البيت الأبيض, والعرب يصدقون .
لقد حضر الرئيس الامريكي, السيد الأوحد في هذا الكون (حسب التصور الامريكي للقرن الأمريكي), جاء الى الخليج , الى السعودية , الى الرياض , ليجمع قادة عرب ومسلمين , وليعلن أمامهم , عدوهم المفترض, الإرهاب, إيران, وليعلن تدشين حلف جديد ضد العدو الأول للعرب, بإعتبار ان عدو العرب الاول لم يعد اسرائيل, وليلعب مع السعودية, نفس لعبة التوريط, التي لعبت على بغداد, صدام حسين , ولكن هذه المرة حرب بين السعودية وايران بالوكالة.
هكذا أدار ترامب سيد الييت البيض (الصادق المصدوق), صفقة تجارية هي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة , وهي الأضخم في تاريخ العرب, فقد حصل على قرابة نصف تريليون دولار أمريكي في صفقة واحدة, من أموال بترول الدافعين والمصدقين والمهرولين نحو السيد, وبدأت حفلة التطبيع المجانية, نحو الحليف الجديد (اسرائيل) في مقابل العدو المفترض أمريكياً, (ايران) .

(5)
لم ينتهي العام 2017 حتى , أعلن ترامب (بلفور الجديد) من البيت الأبيض , القدس عاصمة لاسرائيل , والممنوحة من بريطانيا بوعد (بلفور الاول), تلك التي كانت حليفة العرب, نحو الاستقلال, وزاد بعد أيام من إعلانه الأول بكل وقاحة, يهودية دولة اسرائيل.
لم يعلن بلفور من تلقاء نفسه وعده المشؤوم, فقد كان اليهود وراء الضغط عليه, وكذلك ترامب المسيحي, إلا أن دائرته إبتداء من صهره الشاب اليهودي الذي لاعلاقة بينه وبين السياسة بشكل عام,وسياسات المنطقة بشكل خاص وفي القلب منها قضية فلسطين, وجل حاشيته التي إختارها من اليهود.

حقا إنها صفقة القرن, او بالأحرى صفعة القرن للعرب, المقتنعون بصدق الأمريكي, حتى تنفيذ تحالفهم ومصادقة إسرائيل واليهود,على حساب قضاياهم ومعتقداتهم ومقدساتهم, فالعرب هم العرب, والإستعمار هو الإستعمار, ولا يزال تكوين العرب الذي يثقون بعدوهم الباطن, وهم يعرفون, لكنهم يثقون بكلام المقال من أمريكا, فلا يجدر ان تكذب امريكا مع كل هذه العظمة والقوة ,باعتبار ان الكذب سلاح الضعيف.

لقد بدأ الربيع الخليجي (المُصنع أمريكيا), ليُحكم ماسآة فلسطين التي بدات من الخليج, والان نكبتها الجديدة, تدشن ايضا من الخليج .
قال وزير الدفاع الإسرائيلي "موشي دايان" يوما عام 1967 ,قبل النكسة " إطمئنوا فإن العرب لا يقرأون , و إذا قراوا لا يفقهون, و إذا فهموا لا يطبقون. "



#عائشة_اجميعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهدَاءُ الرَّوْضَةِ.. وَرَسَائِلُ بالدم الزكي
- التمكين .. لماذا؟ ولمن؟؟
- تغير حماس .. فكراً وممارسة ..لماذا الان؟
- المصالحة وضرورة تجديد الخطاب الديني
- معايير الرفض الشعبي للمرشحين
- حماس تتقنع بالكوفية
- دور الشعب في ما قبل الانتخابات
- الشعب : موعدنا غدا
- مصر .. حماس وفتح , تاريخية العلاقة ومستقبلها


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عائشة اجميعان - 1917 ,2017: التشابه المقصود, والمخطط المرصود