أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرتضى محمد - ما بين رياض والنواب -لغو الحديث-..... يرتدي - الصوف مقلوباً-














المزيد.....

ما بين رياض والنواب -لغو الحديث-..... يرتدي - الصوف مقلوباً-


مرتضى محمد
(Murtadha Mohammed)


الحوار المتمدن-العدد: 5728 - 2017 / 12 / 15 - 01:11
المحور: الادب والفن
    


كانت مقابل البيت ساحة فاتحة ذراع واحدة لانقاض زمن كان يذكر بفرح ما ، وكانت تلك الساحة مشبعة بخمارين ابتاعوا خمرة لبل الريق ( فقط !) بأموال بيع (الفافون) ، وربما ببيع ما تم سرقته على طريقة (روبن هود) و عروة بن الورد !.
كانت تلك المساحة تتحدث بسماع اغاني لها كلمات تداعب الوجدان بوخزة جميلة جداً جداً حد الاستفسار لماذا هذا التأثير ؟ ، ولماذا اختار هذا المؤدي البارع تلك وهذه ! .
كان الصدى يجوب الأذن ،ويعرّج بعيداً فوق مسافات الحزن/المسكنة ، الذي كان ولا يزال يجتاح نفوساً لا تعرف بماذا تتشبع .
ويتشبع هو بحزنه المضيء الذي اشتقه من حانة (سدوري*) :
((من أتلك بالحلم يسمر ..
يجي القداح بيديه ،
وأعتك وأطبج بحركة ..
رفيف الريه ع الريه **.... ))
ماذا يقول ؟ !! ، وما هي تلك اللغة التي يسترسل بأنغامها ، واستفهامها :
(( رديلي الفرح رديت ..
معضد باب يبجيني وأحن ..
مثل الطاك ..
محني اعكاده عل المهجور ..
يعبرني ثلاثيني جنح عصفورطاير،
والعكودة تدور **.... ))
ما هي تلك اللغة التي يسترسل بكل ماهيتها ليصل " الى مكان يقع خلف الرأس وامامه ،وحوله ، لا أقول ان ذلك يشمل جميع الاشخاص ، ولكن عندما تحصل لدى البعض فان تلك الطاقة الرقيقة تنشط وتتدفق عند الملامسة ؛ لانها اشبه بالمطر الخفيف الذي يهبط ليغسل كل حجرات الجسد " .
(( أنه بيه من الدعا ..
لطولك الف وركة عنب ..
وارجه كربك بالتهجي ..
وروحي تبّاعة ذهب** ....))
فهو يعمد الى (التهجي) بأبجديات الحب ،وطرقه التي تكون معبدة دائماً لاقدام (بـــحرحارات) دافئة بالحقيقة .
(( بالحلم ختيله نلعب ..
وانته بحساب الورد ..
لنك ورد من لزمه تتعب** .... ))
مع حلمه هذا يرافقه نغمه الحصري المشبع بحزنه المضيء ايضا ، من خشبات باب الحانة التي باحت بأصوات التنهيدة والاجوبة ؛ لان هناك "الفن نوع من العبادة" ! ..
نعم ؛ لانه خلجات الحصرية التي تبتعد عن ماديات الغرض ، تبتعد عن ماديات الخلوة بالحبيب ، وتبقيه عاري من كل كل رجاء !! ، فقط تبيحه نغما ً عند منتصف (النشغه) :
(( هبت بنومي شمالي الليل ..
واستبرد على دموعي العشب **.... ))
(يستبرد العشب )!! بالتأكيد ؛ اذا كانت الكلمة فناً حقيقياً " صادر من حرية الانسان وأرادته ؛ لانه ناتج تلقائي شأنه شأن اي موجود طبيعي " .
(( أطكن ورد من تجزي ..
والف نمام يتحّنه ..
بترف جدميك اطيرن فوك ..
فوك الفوك ..
واكتّن على الورد مزنه ..
من أشوفك انذر النجمات ترجية لسوالفنه** ....))
نذور غريبة عن مألوف مدلولها ، نذور بعيدة عن "التعميد الدائم" ، وصراخات الاذانات في " الاشياء الجديدة" ؛ تلك هــــي " ربة الالهام التي توقظ الذكاء، وتجلبه بمناظر واعمدة ومذاقات مختلفة ...
ربة الالهام التي ترتفع بالشاعر/المغني ، الى مرابع حادة الحواف ،وتجعله ينسى ان النمل سيقدر على التهامه " .
(( كل نسمه ترفه من تهز الباب ..
يخنكني الدمع ..!
هلبت يخضّر الضرع ..
هلبت بعد بالروح
يا ريحان ..
وصلة تنزرع **.... ))
(هلبت) يكون الفن عازفاً " بابواق طويلة لوصول الربيع" ... ( هلبت ) يهبنا اخر يستمر بطرق المسامع بأنغام غير مألوفه عن واقع يزدري الكلمة ، ويزدري ان يُلبس الصوف بطريقةٍ صحيحةٍ .
------------------------------------------------------------
مرتضى محمد /العمارة/ 2017 .
*سدوري : صاحبة الحانة في الاسطورة السومرية : كلكامش .
** مقاطع نصوص من الشعر العامي العراقي للشاعر مظفر النواب
غناها المطرب الراحل رياض أحمد .



#مرتضى_محمد (هاشتاغ)       Murtadha_Mohammed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرسيان عند شاطيء -أبليس -
- حضرة النهد/ نص بالعامية العراقية
- امرأة ، ومرآة ترويان (صويحب ) / قراءة في العمق النفسي الذي ي ...
- (( حلم )) / نص باللهجة العامية العراقية
- القصاب يفتح ( شباجين * ) ل ( كلمات سبارتكوس الاخيرة)**
- مظفر النواب ....... ومساحة التأويل
- تساؤلات وجيه عزيز .. تعتق ب ( الطريق)
- لويس كارول : سهرنالك دهر ما جيت !!!!
- بيبيتي ... تتحدث ( الابستومولوجيا ) * محاورة من زمن المشراكة ...
- (شقق الغجر، وأغاني بوشكين ......... ........................ ...
- **كأس بالقرب من طيف**... مرات ومرة ، يشرب النخب وحيداً وسط ا ...
- (طالما كنتَ هاتفاً لليل ..... واِعادة ما ) / نص بالعامية الع ...
- هاتف من زمن - الكوليرا-
- مخاطبة ***
- مشاهدة
- هوامشٌ على حوافٍ - ضيزى -
- قصيدة - الباب - ... زخارف جماد تتحدث
- خطوات على جسر وحديقة
- ** نقطة تحول… . أو جبر **
- حلمٌ يثمل من الواقع


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرتضى محمد - ما بين رياض والنواب -لغو الحديث-..... يرتدي - الصوف مقلوباً-