أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيحاء السامرائي - ثرثرة في ساونا














المزيد.....

ثرثرة في ساونا


فيحاء السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 5723 - 2017 / 12 / 10 - 23:01
المحور: الادب والفن
    


غرفة صغيرة معبأة ببخار كثيف وأحاديث أما بلغة أهل البلد الأصيلة أو بلكنات متعددة.. همس نساء، ضحك، بوح جريء وآخر هامد.
- تركت الأولاد عليه، اليوم يومي وأنا استحق وقتاً نوعياً، سأرتاح قليلاً من صراخهم ومن طلباته
- لم يقولوا زوجة سعيدة بيت سعيد اعتباطاً، ههههه، وعلى العموم انه اليوم الخاص للنساء في السونا

رائحة زيت عطري تتسلل الى الانوف.
- انها تكبره بثلاث سنين، وفوق ذلك مطلّقة وذات بشرة سوداء
- الأمير هاري يحبها وما يهمّه لون بشرة، انه سعيد معها وهذا يكفي.. أنتظر الزواج الملكي بفارغ الصبر

تدخل امرأتان لا تتضح سحنتيهما بسبب البخار، تجلسان في ركن الغرفة:
- ظنّ ان المسلمين سيسكتون.. للقدس مكانة اسلامية تراثية تاريخية، ورّط نفسه
- لاعتب على المجانين

من قنينة لديها، تسكب إحدى النساء الماء على جسمها بحركة عصبية:
- طردته من البيت بعد أن خانني مع صديقتي، لم تكن نزوة، انها ليست المرة الاولى
- هكذا هم الرجال، امرأة واحدة لا تكفيهم ولا تملأ عيونهم الفارغة
- يطلب مني السماح، يقول أن الحياة قصيرة ولا تستحق الخصام، لكن كذبه وخداعه جعلاه يصغر بعيني وأنا حائرة
- نصيحتي لك، اتبعي قلبك وسامحيه

تناول امرأة الى ثانية قارورة صغيرة:
- قليلاً من زيت الزيتون مع الليمون، تضعينها على الوجه لمدة عشر دقائق، سيشرق وجهك وستسعدينه
- سأجرّبها وأرى، غير اني أفكر الآن بوجبة العشاء، ماذا سأطبخ؟ ربما وجبة جاهزة، سأضع وجبة بطاطا وبرغر في الفرن وأقدمها لهم

يعلو صوت إحدى النساء بإعجاب لمّا تدخل أخرى:
- يا ألهي! وزنك نزل كثيراً، أخبريني ماذا فعلت، قطعاً رجيماً غذائياً قاسياً
- كلا، فقط قللّت الأكل وزدت من حركتي، وفي الاسبوع الاول قطعت الخبز والنشويات

تنهض امرأة وصديقتها، تتجهان صوب الباب:
- ماذا ستفعلين في المساء؟ هناك حانة تقدم نبيذاً ساخنا بالمطيّبات، خاصاً بموسم الأعياد، تعالي معي لنشرب كأساً
- كنت أفكر الذهاب الى البيت لاكمال شراء ولف هدايا كريسمس، أنا قلقة.. لكن من يهتم لذلك، هيا، سأذهب معك، ما زال هناك وقت للاستمتاع بالحياة

يتضاءل البخار في الغرفة وتتضح الرؤية.. تغادر آخر امرأة الساونا ما عداها.. تتأمل حائط السيراميك الجامد.. عيونها جامدة مثله.. ستخرج الآن أو بعد قليل، ذلك غير مهم.. ليس ثمة من ينتظرها لتعمل له عشاء من البطاطا والبرغر، ليس لها صديقة تخرج معها الى الحانة وتشرب نبيذاً مبهّراً ساخناً يُقدّم في الأعياد، لا يرتقب مجيئها أطفال جائعين، ما من أحد ستسعده إشراقة وجهها عندما تضع زيتاً عليه.. ستعود الى دارها وتجلس كعادتها أمام شاشة التلفزيون تراقب فيلماً، تتذكر بعد زمن، انها شاهدته سابقاً، او تختلي برواية وتتذكر عند منتصفها بأنها قرأتها من قبل.



#فيحاء_السامرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أدب الرحلات.. الصين
- ني هاو تشاينا
- عالم سائل
- الحصير والهجير
- هجير وهجران
- دومينو عراقية
- نار (هلي) ولا جنتك
- العراق عام بعد مئة عام من التغيير، قصص خيال علمي
- فصل فيسي
- (خبال) علمي 2
- أنا صنعتكِ من خيالي
- قمامة وعمامة
- يوم همست المدن بكامرة قاسم عبد
- البيئة المحلية في الرواية.. زخرفة أم وظيفة عضوية؟.. رواية - ...
- الخالقون
- مش عيب يا محمد !
- (عشاء مع صدام)........مزاوجة بين السياسة والاستخفاف
- تلويحة وفاء
- -غودو- الهزلي ، رؤية إخراجية جديدة
- الى من يهمه العمر


المزيد.....




- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- الدرعية تحتضن الرواية: مهرجان أدبي يعيد كتابة المكان والهوية ...
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- يهود ألمانيا يطالبون باسترداد ممتلكاتهم الفنية المنهوبة إبان ...
- هل تقضي خطة ترامب لتطوير جزيرة ألكاتراز على تقاليد سكانها ال ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيحاء السامرائي - ثرثرة في ساونا