حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 5715 - 2017 / 12 / 1 - 10:57
المحور:
كتابات ساخرة
حلوة زحايكة
سوالف حريم
طوبى لمن رحم طفولتي
رغم كل المعاناة التي عشتها وإخوتي في طفولتنا، ورغم معاداة قريبة أمّي لنا، لأنّها كانت ترانا العائق أمام أمّي للزواج بعد استشهاد والدي، إلا أن هناك من كانت لهم أيادي بيضاء علينا لا يمكن نسيانها، فالمرحومين حسين جوهر وابنه أحمد اللذان كانا يملكان بقالة على الشّارع الرئيسيّ الذي يربط القدس ببيت لحم كانا يشفقان علينا، فأحمد الذي كان يعمل حلاقا أيضا، كان يقصّ شعور شقيقيّ محمد ومحمود دون مقابل، وكانا كلّما مرّ أحدهما بي وهو عائد من القدس، يعطيني شيئا يؤكل ممّا يحمله، ويحاول أن يداعبني كي يضحكني، ومن اللعبة المفضّلة للمرحوم أحمد جوهر أنّه كان يسألني:
أين أسنانك؟ هل أكلهما الفأر؟
وأضحك وإيّاه وأنا أريه أسناني.
وكذلك المرحوم محمد حسين السلحوت، الملقب "أبو سمرا" كان كلما صادفني ألعب في الشّارع يحملني على رقبته حتى يوصلني بيت أهلي.
فهذه الأمور على بساطتها كانت تدخل الفرحة إلى قلبي، وتشعرني بنوع من الحنان الذي أفتقده، ولا يمكن أن تنمحي من ذاكرتي
1- كانون أول 2017
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟