أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - لمَ يدافع خليل زاد عن حكومة -وحدة وطنية-؟














المزيد.....

لمَ يدافع خليل زاد عن حكومة -وحدة وطنية-؟


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شن خليل زاد السفير الامريكي في مؤتمره الصحفي في مقر السفارة حربا على كتلة الائتلاف الشيعي بشكل مبطن منددا بالطائفية وداعيا الى حكومة "وحدة وطنية".

فما معنى ان يستنكر الحاكم الفعلي للعراق، الطائفية فجأة وهو عراب مؤتمر صلاح الدين ومنسق جهود الميليشيات الشيعية والسنية والقومية الكردية والعربية والتركمانية بل وواضع حدود حركاتها وسكناتها؟ هل معنى تصريحاته انه معاد للطائفية؟ وهو المدرك جيدا ان كل تقسيمات امريكا للعراق كانت مبنية على اسس طائفية ومذهبية وقومية وعشائرية. ان امريكا التي يمثلها خليل زاد واضحة في سياستها العالمية منذ البدء وقد كانت تخطط لتفتيت المجتمع في العراق بعد الحرب وارجاعه الى مجتمع اسلامي متخلف قرووسطى من خلال سبغ الهويات الطائفية والقومية والعشائرية والاثنية على افراده. هذا المنهج الامريكي قد دشن ابان سقوط السوفييت. واليوم يعتبر العراق مرتكز تدويله كنموذج عالمي جاهز للتصدير.

1) خليل زاد يستنكر الطائفية من منطلق الصراع المحتدم بين قطبي الارهاب في المنطقة؛ أي قطب دولته امريكا من جهة وقطب الجمهورية الاسلامية في ايران، احد اقطاب الاسلام السياسي العالمي، من جهة اخرى. احد اوجه ذلك الصراع الاقليمي هو العراق. وبطبيعة الحال فان الصراع بين هذين القطبين لا يقتصر على العراق بل يشمل مناطق اخرى كلبنان وفلسطين ودول جنوب اسيا السوفييتية سابقا. العراق هو الساحة الامامية لاستعراض امريكا لنظامها العالمي الجديد. من هنا بامكاننا فهم اعتراض زاده على الطائفية. فهو ينبع من احتمالات تفرد ممثلي النظام الاسلامي في ايران الى السلطة وبالتالي منافسة ايران للهيمنة الامريكية في العراق وبشكل جدي يهدد معه مصالح امريكا او يعرقلها على اقل تقدير.

2) ومن جهة اخرى فان استنكار زاد للطائفية لايمت باي صلة باي منحى انساني او تقدمي لادارته والتي لن يهمها لو حكم العراق حفنة من اللصوص او القتلة اذا ما تعهدوا لامريكا بتنفيذ مصالحها. ليس مبعث خليل زاد ولا قيادة امريكا اليمينية الخوف على مجتمع العراق او جماهيره ولا يهمهم حتى درء أي احتمال لحرب اهلية او طائفية ولا التحسب من ضرب قواعد المدنية والعلمانية في المجتمع العراقي من قبل قوى الاسلام السياسي. كلا. ان زاد يفكر دوما بتحقيق نظام امريكا العالمي الجديد في الهيمنة. وعلى هذا الاعتبار، يدعو الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق. ومن جانب اخر فان المطالبة بحكومة وحدة وطنية يسرع لامريكا ما تريد انجازه ( ادارة بوش اليمينية المحاصرة دوما بـ" موعد نهائي للانسحاب" من العراق) وهو انشاء دولة تكون بمثابة خاتمة لسيمفونيتها الدموية المرعبة التي فرضتها على جماهير العراق منذ 3 سنوات ولم تتوقف لحد هذه اللحظة. ان قمع المخالفين (وهي مهمة أي دولة) سيشترط تنوع القوى المؤلفة لها من اجل ان لا تكون تلك الدولة طرفا في صراع طائفي (واليوم فان المعارض لتلك الدولة تيارات الاسلام السياسي الطائفي المعادية لامريكا ولسلطتها). تطمح امريكا ان تحيد الدولة في صراعها مع معارضيها الاسلاميين المناهضين لامريكا من اجل تسهيل قمعهم وانهاءهم وتتجنب بالتالي خطر احداث استقطاب وشرخ على كامل صعيد المجتمع.

3) واخيرا هل يعني اصرار زاد على حكومة الوحدة الوطنية انه يدافع عن الجماهير ووحدتها وكيانها الاجتماعي ومواطنيتها ومدنيتها او علمانيتها؟ ام ان الوحدة الوطنية لديه تعني" وحدة البرجوازية التابعة لامريكا" من اجل تنفيذ الخطة الامريكية بكفاءة اعلى وبيد مطلقة من اية منافسة اقليمية؟ الجواب هو ان امريكا تود ان توحد القوى التي وضعت يدها في اللعبة الامريكية وقبلت الانخراط في المخطط الامريكي في العراق. ان خليل زاد ينادي بوحدة المجاميع البرجوازية الرجعية التابعة لامريكا في تلك الحكومة ويود ان تاخذ دورها لتشكيل الدولة ولا يرمي مطلقا الى وحدة الجماهير او وحدة المجتمع ازاء محاولات تفتيته وتقطيع اوصاله.

على الاشتراكيين والعلمانيين والتقدميين وكل احرار المجتمع ان ينادوا بدولة علمانية ومدنية لا قومية ولادينية؛ دولة تمنح اوسع الحقوق والحريات الفردية لافرادها على اسس المواطنة المتساوية. دولة بامكان الجميع ان يعيشوا فيها في مساواة وحرية وبلا ادنى تمييز ديني او طائفي او قومي او اثني. في الظروف الراهنة بامكان الاشتراكيين وحدهم تشكيل هكذا دولة.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسا - اعتراض المحرومين العنيف و-الحثالة- البرجوازية
- استراتيجية الهروب - Exit Strategy
- فتوى الشيخ زلماي
- الغرب والاسلام السياسي بمواجهة الجماهير
- مريم نمازي تفوز بجائزة اروين الاولى - علمانية العام
- المجتمع المدني والعلمانية جبهة اساسية للصراع الطبقي في المجت ...
- انهم يخططون لرواندا جديدة في العراق حول دستور الدولة الفيدرا ...
- اليســار الغربي: تفجيرات لنـــدن وخرافة معاداة الامبريالية
- الى: الهيئة التحضيرية للجنة العراقية من اجل دستور ديمقراطي ح ...
- مشروع أمريكا في العراق من مجتمع المواطنة الى مجتمع المذاهب و ...
- الاناء بما فيه ينضحُ - حول تطاول الاسلاميين على حرية التعبير ...
- الجمعية الوطنية - جمعية الخصخصة ونهب العمال وزرع المذهبية وح ...
- كيف نتذكر جريمة حلبجة؟
- تقاسم المغانم - حول التمسك بالفيدرالية والصراع الرجعي بين قو ...
- تحرر المرأة بين النسوية الاشتراكية، والمعتذرة للاسلام السياس ...
- في 8 آذار يوم المرأة العالمي - تحية من القلب لكل النساء عاش ...
- السيد حميد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ...
- نشجب تطاولات - المرجعية الشيعية- على العلمانية والحقوق المدن ...
- اللعبة الأمريكية
- هنا الوردة ، ارقص هنا !! - - تعقيب على نداء عاجل الى رفاقي ي ...


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - لمَ يدافع خليل زاد عن حكومة -وحدة وطنية-؟