مياه العراق تحديات وحلول ج2

عبد الكريم حسن سلومي

الحوار المتمدن-العدد: 5700 - 2017 / 11 / 16 - 11:32
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

ثانيا ؛-الزياده السكانيه واثرها على المياه
ان الذي عمق الازمه المائيه في العالم على العموم هو ان الزياده السكانيه قد تضاعفت ثلاث مرات خلال القرن العشرين بينما ترى اغلب البحوث العالميه انه نتيجة لهذه الزياده السكانيه فأن استخدامات المياه قد تضاعفت ست مرات مع العلم ان المياه الداخله لهذه الدول لم تتغير كمياتها .
ان الزياده السكانيه التي حصلت في العراق أدت بالنتيجه لزيادة الطلب على المياه لتلبية الاحتياجات للأغراض التاليه :
1- زراعية : حيث ان الزياده السكانيه دعت للحاجه لمزيد من الغذاء والذي تستطيع الزراعه الاروائيه ان توفر كميات منه .
2- صناعية : كثير من الصناعات تحتاج للمياه في عملياتها ومن اهمها في العراق الصناعات النفطيه والبتروكيميائيه التي تحتاج لكميات كبيره من المياه .
3- بشرية : ونتيجة للتطور الحضاري وزياده السكان فأن الطلب على المياه قد ازداد للاستهلاك البشري ولتلبية متطلبات الحياة اليوميه للبشر
ان من اهم ما عقد الامور التي ينظر اليها الباحثون في مسائل شحة المياه وندرة الغذاء في العالم هي مسألة الزيادة السكانية الهائلة على الارض وما ستؤول اليه والنتائج المترتبة عن ذلك,ان نفوس العالم في ازدياد مستمر من سنة 1400م اي منذ انتهاء حقبة الموت الاسود فترة انتشار مرض الطاعون على نطاق عالمي ويتوقع ان تستمر الزيادة في النفوس لسنة 2050 م ، وقد تستمر الى 2150م وذلك في حالة عدم السيطرة عليها, ان نسبة الزيادة في النفوس سنة 2008م تعادل نصف نسبة الزيادة في النفوس على مدى تاريخ البشرية والتي كانت قد حدثت سنة 1963م. وقد اشارالبروفيسور ( (ميكائيل كلار)) مدير معهد نزع السلاح في ستوكهولم الى هذه الناحيه في قوله(لقد تضاعفت الصراعات المحلية والداخلية والاقليمية بشكل لا نضير له مع نهاية الحرب الباردة عام (1990) م ، بحيث ستتحول في الغالب الى مواجهات او حروب من اجل المياة ومنابعها وهي صراعات متوقع نشوبها في الشرق الاوسط خاصة )( 13) .
*واشار السيد بطرس غالي الامين العام السابق لمنظمة الامم المتحدة الى ان(الحرب القادمة في الشرق الادنى سوف لا تكون حربا سياسية بل ستكون على المياه وحذر من ان واشنطن لا تأخذ هذا التهديد على محمل الجد كون كل شيء في سياسة الولايات المتحدة يعتمد على النفط) .(14)
تزداد الحاجات المائية بزيادة عدد السكان وتترافق حتما مع زيادة المتطلبات الغذائية وبالتالي زيادة المساحة الزراعية التي بدورها تتطلب حجما اكبر من المياه وكذلك تتوقف على نوع وما هية المنتوج الزراعي وعلى مقدار الري بالاضافة الى الموقع الجغرافي والمناخ ( 15) ,وكذلك تزداد الحاجة الى المياه بدرجة التطور الحضاري اي هناك علاقة طردية ما بين درجة التحضر وكمية المياه المستخدمة للشؤون المنزلية والحياتية ( 16) ,فقد وجد ان نسبة التمدن لعام 1985 في تركيا بلغت 61% وفي سوريا 50% وفي العراق 71% ومؤشر نسبة التمدن لابد من اخذه بنظر الاعتبار لحساب الاحتياجات المائية فنسبة التمدن في العراق قياسيا بعدد سكانه مرتفعة لذا فأن متطلباته المائية ستكون اكبر فحصة الفرد من المياه في تركيا تتجاوز4000م3 سنويا في حين لا تزيد هذه الحصة في كل من سوريا والعراق عن (1700-2400) م3 سنويا بالاضافة الى ان الكثافة السكانية في العراق متمركزه اساسا على ضفاف نهري دجلة والفرات المصدرين الرئيسين للمياه في العراق في حين تمتاز تركيا بتنوع مصادر مياهها وبتوزيع سكاني افضل مما هو عليه في دول الحوض الاخرى(17)
الدوله عدد السكان عام 1981 مليون نسمه الزياه السكانيه المتوقعه لعام 2000 م. نسمه عدد السكان لعام 2000 الزياده بالحاجات المائيه مليون م3 سنويا
تركيا 45 25 70 3912
سوريا 9 9 18 1575
العراق 12,5 12 24,5 2186
المجموع 66,5 46 112.5 7673
جدول (1)يوضح الزيادة السكانية في دول الحوض بما يقابله من متطلبات مائية وهو من اعداد الباحث صاحب الربيعي(18)
ومع العلم ان العراق يعتمد بشكل رئيسي في موارده المائية على نهري دجله والفرات حيث يقول الاستاذ صاحب الربيعي ان عدد السكان القاطنين في حوض الفرات فيه حتى عام 1996 (7-8 مليون نسمة)
الدوله المساحه الكليه الف كم2 نسبة الاراضي الصالحه للزراعه الى مجموع المساحه الكليه نسبة الكثافه السكانيه في الاراضي الصالحه للزراعه %
تركيا 780,576 32,2 ؟
سوريا 185,2 26,6 72,1
العراق 434,9 21,7 109,1
جدول (2) يوضح نسبة الاراضي الصالحه للزراعه وكثافة التوزيع السكاني للاعوام 1982-1985 (19)

السيناريو 1995 الفعلي 2050 2100 2150
العالي 5,666 10,674 16,178 24,834
المتوسط 5,666 8,909 9,459 9,746
الواطيء 5,5,666 7,343 5,153 7,236
جدول رقم (3)يوضح تقديرات نفوس العالم حتى سنة 2150 حسب ثلاث سيناريوهات بالمليار نسمه (نفوس العالم)(20)
تعد الزياده في السكان واحده من العوامل المؤثره في زيادة الطلب على الموارد المائيه فأذا ماعلمنا ان نسبة الزياده لسكان العراق بلغت(3.6%)وهي من النسب العاليه فان اعداد السكان كانت (24.404)عام 2000 ووصلت الى(34.759)مليون نسمه عام 2010 وستصل الى(59.083)مليون نسمه عام 2025 وفق معدل الزياده السكانيه اعلاه
ان هذه الارقام تبين لنا حجم الضغط الكبير الذي ستتعرض له الموارد المائيه بالعراق وان هذه الزياده السكانيه المتوقعه ستؤدي لزيادة الطلب على المياه في كل الاستعمالات
والجدول رقم(4) يوضح الاستخدامات المختلفه للمياه بالعراق وفق نسبة الزياده السكانيه الثابته بالمليون م3 في السنه
نوع الاستخدام سنة 2000 سنة 2010 سنة 2025
زراعه 48142 68570 116554
صناعه 2229 2593 3558
اغراض خدميه 1497 2220 4744
جدول رقم(4) (21)
*يقول الاستاذ فؤاد قاسم الامير
((ان العطش يسير بخطى ثابتة في الوقت الحاضر ويتبعه الجوع ليكتسح غالبية العالم في الوقت الذي يوجد في العالم ستة مليارات نسمة فقط فكيف هو الحال بعد اربعين سنة حيث سيبلغ عدد نفوس العالم ما يقارب 9 مليارات نسمة ، وفوق كل هذا هناك تغيير في المناخ سببته الثورة الصناعية والدول الصناعية التي تسمى حاليا الدول المتقدمه الغنية وهذا التغير المناخي يزيد الجفاف جفافا وخصوصا في منطقتنا العربيه)).(22)
*كما يقول الاستاذ شاكر عبد العزيز المخزومي في كتابه (( في طريق العطش )):(( لقد ازدادت كميات استهلاك الفرد للمياه بسبب تغير انماط الحياة والعادات الاجتماعية التي اوجدت استخدامات مستجدة تتماشى مع التطور التكنولوجي )) (23)
الهوامش
13-في طريق العطش-د-شاكر المخزومي-دار ورد الاردنيه-ط1-2011 -ص14
14-المصدر السابق-ص14
15-ازمة حوضي دجله والفرات-صاحب الربيعي-دار الحصاد-سوريه-1999-ص186
16- المصدر السابق-ص182
17- المصدر السابق-صاحب الربيعي ص183
18- المصدر السابق-ص182
19-المصدر السابق-ص182
20- الموازنه المائيه في العراق وازمة المياه في العالم-فؤاد قاسم الامير-دار الغد-العراق--2010 -ص203
21-المركز العربي لدراسات المناطق الجافه-الموارد المائيه واستخداماتها في الوطن العربي اعمال الندوه العربيه الثانيه –الكويت- من 8-10 اذار 1997- ص 41ص88وص91وص92
22-الموازنه المائيه-فؤاد قاسم- مصدر سابق--ص204
23-في طريق العطش-مصدر سابق-ص96

#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل