أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - هدر المياه في العراق الى متى















المزيد.....

هدر المياه في العراق الى متى


عبد الكريم حسن سلومي

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 18:15
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


هدر المياه في العراق
الى متى
منذ عام 1993 تحتفل منظمة الامم المتحده في 22 اذار من كل عام بيوم المياه العالمي لغرض التوعيه بأهمية المياه والمحافظه عليها وايجاد مصادر جديده لها لأن المياه تعني الحياة ولكن كل ذلك في العالم اما في بلدنا ماذا نرى لدى جميع الحكومات الاخيره من تدابير بشأن المياه منذ ذلك التاريخ ولحد اليوم ببساطه لاشيء مهم
ان وضع خطط متكامله لادارة الموارد المائيه عموما وتحقيق الكفاءه باستخدامها يعتبر من اهم واجبات اي حكومه جاءت لخدمة مواطنيها لان توفير المياه النظيفه تعني الحياة السليمه كما ان ادارة مصادر المياه بصوره مشتركه مع دول الجوار والتعاون معها تجعل من المياه مصدر للسلام لاسبب للحروب والنزاعات التي يخطط الغرب ودوله الامبرياليه لاشعالها بالمنطقه
والاداره الجيده للمياه تساهم بصوره كبيره بتقليل اثر الجفاف الذي يتعرض له وطننا منذ فتره طويله فالطلب على المياه يزداد يوما بعد يوم ولاسباب عديده ولكن لم تستطع الحكومات ان تعد الخطط الاستراتيجيه لمواجهة هذا الطلب المتزايد بل العكس استمرت الاخطاء في ادارة هذا المورد وتكاد تكون معدومه كليا الخطط العلميه والواقعيه ففي بلدنا لازالت الاستثمارات في البنى التحتيه الخاصه بالماء لم تواكب حجم المشكله التي يتعرض لها الوطن بشان المياه وخاصة في مجالات الصرف الصحي وتحسين البيئه فالمياه وبجميع مصادرها اكثر عرضة للتلوث بسبب النشاطات البشريه الخاطئه فالنمو السريع للتحضر وتأثيرات التغير المناخي كلها تهدد مصادر المياه بالتلوث وتزيد من شحة المياه النظيفه
ان الاداره الناجحه للموارد المائيه داخل البلاد تتطلب التعاون والتنسيق التام بين جميع القطاعات المستخدمه للمياه والتي يجب توحيدها بقطاع واحد لادارة المياه وتتطلب هذه الاداره ابواب متعدده جيده تشمل المنطلقات الثقافيه والتربويه والاجتماعيه والعلميه والقانونيه والاقتصاديه والبيئيه علما ان واقع كفاءة استخدامات المياه ببلادنا يؤكد انها كفاءة قليله جدا والصوره واضحه لابسط مشاهد مجالات الاستخدام للمياه كافه ففي كثير من دول العالم اليوم تستخدم طرق خاصه بترشيد استهلاك المياه مع اعادة استخدام بعض انواع المياه المستعمله والتي بها استطاعت هذه الدول توفير كميات هائله من المياه المستخدمه حاليا بالزراعه والصناعه والبلديه حيث تستخدم هذه الدول اليوم تقنيات متطوره لهذا الغرض.
بينما في بلادنا لحد اليوم لايوجد اي قانون يحد من هدر المياه بل العكس ان اغلب السياسات الموجوده والقوانين تشجع على سوء الاستخدام والهدر فقيمة المياه لاتساوي ادنى حد من قيمتها الحقيقيه وشجعت كثيرا على الهدر اما مياه الري والتي نشاهدها يوميا تهدر للمبازل والمصارف والوديان في جميع مشاريع الري وهي كبيره جدا لو جمعت لشكلت لنا احتياطي كبير للمياه
فالحكومات العراقيه ومنذ القدم تتولى تشيد مشاريع مائيه لكل المجالات وتقوم بتشغيلها وصيانتها وادامتها ويتم ذلك كله بصرف مبالغ هائله ولكن مع الاسف يستخدم هذه المشاريع مواطنين لايعرفون قيمتها ولايحاولون المحافظه عليها بل العكس التجاوز عليها واتلافها احيانا لذلك نشاهد سرعة تخريب وانهيار الكثير من المشاريع علما ان الدوله تسلم هذه المشاريع للمستفيدين بصوره اشبه بالمجانيه؟
نحن نعلم ان الزراعه الاروائيه تحصل على واردات ماليه اكثر من الزراعه المطريه(الابليه) لكن مع هذا فحينما نطالب كمختصين بهذا المجال لاسترداد الكلفه من المزارعين نتعرض للنقد رغم ان المزارعين لازالوا مستمرين بأستخدام الطرق الاروائيه المتخلفه وهم يطلبون من الدوله توفير لهم كل شيء بلا مقابل وهذا مما شجع كثيرا على الهدر وضياع الكثير من الثروات لو استخدمت بغير هذه المجالات لوفرت الكثير للبلاد فالزراعه في بلادنا اصبحت ذات مردود اقتصادي قليل بسبب التخلف علما ان قيمة المياه ترتفع في كل دول العالم اليوم فلو بيعت كميات من المياه لحصلنا على مردود اقتصادي اكثر مما تجلبه الزراعه لنا.
اما صورة المشاريع المائيه عامة فهي ان هذه المشاريع حال تسلمها للمستفيدين منها تهمل صيانتها وادامتها ويكثر التجاوز عليها فيعجل ذلك بفشلها وهي الصوره الواضحه اليوم لاغلب المشاريع على الاقل لنا كمختصين اذا قيمت من الناحيه الاقتصاديه ان ادارة للمياه ناجحه تؤدي لاستثمار خيرات البلاد بكفاءه بالاضافه للمحافظه على البيئه فالعراق يعتمد على غذائه المستورد غالبا مع العلم انه كانت لديه وفره بالمياه ولكن لم تستغل وهذه الاردن تشكوا شحة مياه ولكنها تصدر منتجات زراعيه وغيرها وكذلك سوريا على الرغم من ان العراق تستهلك زراعته اغلب مياهه وان مايحتاجه العراق للصناعه والخدمات البلديه قليل جدا بالمقارنه مع ماتستهلكه الزراعه المتخلفه لديه في كل شيء فالعراق يعاني وبصوره واضحه من تخلف بالسياسات والقوانين المتحكمه باستغلال موارده المائيه وهي تساهم كثيرا بالهدر فلا عقلانيه في الاستهلاك ولاموازنه تساهم بسلامة البيئه والحفاظ على ثروات البلاد فالتوازن بين حاجة الانسان وسلامة البيئه تتطلب استخدام سياسه وطرق جديده وسبل حديثه للاستهلاك وادارة الموارد المائيه
والماء لايمكن ان يكون مصدر طبيعي متوفر الا اذا احترم الانسان عمليات الطبيعه التي تحافظ على الدوره الطبيعيه للماء لقد تعامل الانسان العراقي مع مصادر المياه واستخدم طرق عديده لايمكن عليه اليوم مطلقا ان يستخدمها وعليه ان يعيد النظر مسرعا في الطرق والاساليب التي استخدمها لسد حاجته المستقبليه من المياه التي تزداد يوما بعد يوم على الرغم من تناقص كمياتها من المصادر الرئيسيه لها وان استخدام المياه بكفاءه تعني خطوه كبيره من اجل التوازن المائي السليم لذا فالعراق بحاجه ماسه اليوم لثقافه مائيه جديده في استهلاك المياه تشتمل على ممارسات واساليب جديده لان مصير البلاد مرتبط بصوره كبيره بنظم ادارة المياه لدينا فالمياه تعتبر اليوم من اهم عوامل الاستقلال السياسي والاقتصادي لذلك كله يجب ان تكون هنالك دراسات جاده وحقيقيه مبنيه على معطيات ومعلومات حقيقيه واقعيه لغرض ايجاد الحلول لكل مشاكل البلاد بشأن الموارد المائيه وبلدنا بحاجة ماسه لبناء استراتيجيه علميه صادقه دقيقه بشأن المياه لكون هذه القضيه مرتبطه بحياة الناس ومتعلقه بأمنه السياسي والاقتصادي ولايمكن بناء عراق متطور اقتصاديا مالم توضع له استراتيجيه مائيه علميه واقعيه وهو مالم يحصل منذ عقود وان حصل فلاتنفذ تلك الخطط ان استغلال كل قطرة ماء بشكل فعال وترشيد استهلاك المياه هي بالاساس سلوكيات قد حث عليها ديننا الحنيف وعلى جميع خطباء المساجد ان يحثوا عليها المواطن وهو من صميم واجبهم الديني والاخلاقي بدلا من ولوجهم في السياسه التي هي بالاساس فن الكذب التي حرمه الله وعليهم ان يحثوا الناس على ادامة الموارد الطبيعيه وكيفية التعامل معها بحكمه وتوعيتهم بشأن مشكلة المياه لغرض تغير الكثير من عاداتنا السيئه التي في نظر الكثير هي بسيطه ولكن لايعرفوا ان لها تأثيرات كبيره وسيئه على مستقبل البلاد واستقلاله فكل مواطن اليوم مسؤول عن ترشيد الاستهلاك بكل الموارد الطبيعيه وتقليل الهدربجميع مجالات الطاقه والموارد الطبيعيه ومنها المياه التي هي حياتنا وحياة اجيالنا القادمه بسم الله الرحمن الرحيم(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)الأعراف31
فاستهلاك الماء بصوره عقلانيه واحد من اهم الطرق للحد من الهدر المائي وتجاوز البلاد لمحنة المياه بنسبه كبيره
بسم الله الرحمن الرحيم(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12)) الايتان 11,12 من سورة البقره

المهندس
عبد الكريم حسن سلومي



#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقص المياه يهدد حياتنا
- تلوث المياه خطر كبير يهدد حياتنا
- هل ستكون المياه الثروه الثانيه الضائعه في العراق
- الموارد المائيه في العراق واخطاء مستمره
- الماء هبة إلهيه للعراق لانحسن استخدامها
- ادارة قطاع المياه في العراق الواقع والطموح
- مياهنا ثروتنا وحياتنا
- بيئة العراق واقع مأساوي وخطير مستمر
- تشكيل مركزوطني للمياه بالعراق واجب وطني كبير
- ادارة مشاريع الري بالعراق واثرها على الشحه المائيه
- قيمة للمياه معقوله عامل مهم لتجاوز ازمة المياه بالعراق


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - هدر المياه في العراق الى متى