أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - ادارة قطاع المياه في العراق الواقع والطموح















المزيد.....

ادارة قطاع المياه في العراق الواقع والطموح


عبد الكريم حسن سلومي

الحوار المتمدن-العدد: 5260 - 2016 / 8 / 20 - 23:43
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لقد قال احد العلماء((قل لي كيف يتحكم رجال وطنك بثروته الطبيعيه واستغلالها اقل لك على اي درجه من التطور والحضاره هو ذلك الوطن))
يعتبر الماء عصب الحياة ومن اهم عناصرها في التنميه البشريه ومن اهم الموارد الطبيعيه الذي يسبب تقدم البلاد وتأخرها وقد قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه(وجعلنا من الماء كل شيء حي) ان كمية المياه التي يمكن للانسان الاستفاده منها في الكره الارضيه لاتتجاوز ال 0,01%من كل المياه الموجوده في الكره الارضيه علما ان الماء يشغل 70% من هذه الكره حتى اننا نرى انه من العجب كيف يطلق عليها كرة ارضيه والمياه الزرقاء تشكل 70% منها.
ان العراق يقع بالمنطقه الجافه وان مناخ العراق منذ مده يعاني من الاختلاف الكبير بدرجات الحراره في كل فصول السنه حيث الحراره الشديده في اغلب مناطقه بفصل الصيف مع اختلاف بسيط في المنطقه الشماليه مما يؤدي هذا الجو لضياع الكثير من موارده المائيه بالتبخر اثناء الصيف وخلال عمليات السقي في الزراعه التي تعتبر اكبر مستهلك للمياه في العراق مع ان الصحاري تشكل نسبه كبيره من اراضي العراق ونتيجة لهذا المناخ الجاف فأن هطول الامطار لديه قليل جدا وهي كميات اصبح من الصعب التنبؤ بها بسبب الاثار التي خلفها التغير المناخي العام المصاحب لظاهرة الاحتباس الحراري فيوما بعد يوم تزداد التحديات التي تواجه العراق بشأن موارده المائيه مما ادى ذلك لوجود مشاكل كبيره نراها هي الاخطر على مستقبل العراق’ان العراق وعموم منطقة الشرق الاوسط قد تعرضت للجفاف بصوره كبيره في العقود الماضيه كما ان كميات المياه السطحيه والمتمثله لديه اصلا ب(الانهار والعيون والينابيع) قد اصبحت شحيحه بسبب تأثيرات التغير المناخي وسلوكيات دول الجوار التي بها منابع المياه الداخله له ولقد اشارت اغلب الدراسات العالميه والخاصه بدراسات المياه بأن العالم العربي والشرق الاوسط خاصة سوف يتأثر كثيرا بالتغير المناخي مما سيلحق ذلك بأثار سلبيه على الموارد المائيه وبالتالي سوف تزداد المشاكل البيئيه مع قلة واضحه للامطار وزياده في معدلات التبخر مع كون الزراعه متخلفه في المنطقه وهي المستهلك الاكبر للمياه فأن مسألة شحة المياه ستتعقد اكثر
وعلى العموم ان موارد المياه في العراق تتكون من الامطار المتساقطه عليه والينابيع والعيون والانهار الجاريه في اراضيه والنابعه من بعض دول الجوار بالاضافه للمياه الجوفيه وهذه هي مياهه التقليديه التي يستخدما منذ الازل
اما بشأن واقع ادارة هذه الموارد المائيه في العراق فهو للاسف واقع متخلف ولجميع الاستخدامات وانه لمن العجب ان نرى ان السياسات المائيه والقوانين والطرق والاساليب المستخدمه في ادارة المياه لديه تشجع على هدر المياه وتلوثها وهي اساليب مستمره لحد الان رغم مرارة الوضع المائي اليوم فيه
ان ملف ادارة الموارد المائيه بالعراق بحاجه ماسه اليوم الى اصلاحات جذريه (ثورة اداريه مائيه )سواء على الصعيد السياسي والقانوني والمؤسساتي لغرض الحد من الهدر المائي والاستخدام المفرط للمياه في كل المجالات ومنع تلوث مصادر المياه وتطوير المصادر المائيه وبالنسبة للعراق فأن المياه هي الثروه الحقيقيه لديه وليس غيرها ولذلك عليه ان يحافظ على هذه الثروه عن طريق الوعي والاستخدام العقلاني والمثالي لها فالكثير من الاموال قد ضاعت بقيام الدوله بصرفها لبناء مشاريع المياه والري خاصة وهي تقوم بتشغيلها وصيانتها لحد الان وتمنحها للمستفيدين بدون اي مقابل والنتيجه بالنهايه للاسف هو الاهمال الواضح لجميع هذه المشاريع والتجاوز عليها وتخريب منشئاتها من قبل المستفيدين وبالتالي ضياع الاموال والثروه المائيه.
فنتيجة لعدم اعطاء الماء القيمه الحقيقيه له فقد شجعت هذه الحاله على ضياع الكثير من الثروه المائيه كما يضيع اليوم الغاز وثروته النفطيه علما ان الكثير من دول العالم اليوم تتقاتل على مئات الالاف من الامتار المكعبه للغاز والنفط والمياه
ان اغلب دول العالم المتطور تعمل على جعل المستفيد من اي مشروع يتحمل نسبة كبيره من مبالغ التشغيل والصيانه للمشاريع التي يستفيد هو منها الا في العراق فالمطلوب من المستفيد هو ان يعمل للقضاء على المشروع لكي تبني الدوله غيره وهكذا نستمر بنفس الحلقه المفرغه وبالنهايه تضيع ثرواتنا لكي نصبح اسرى بيد الاخرين وهي حقيقة قاتله لنا ولاجيالنا القادمه
ان موضوع المياه ومشكلته بالعراق اصبح شائك وخطير ولكن نقولها وبكل مراره ان الحكومات صامتة عن خطورة هذه المشكله ولم تتصرف لحد الأن بصورة علميه وعملية وواقعيه حيث ليس لها سوى التصريحات الناريه التي لاتنفع ولاتقدم الحل فأنا على ثقة كبيره من اننا لو قمنا ببيع جزء من ثروتنا المائيه (فرض على سبيل المقارنه )لكان ذلك افضل لنا من هدرها بيد اناس لايعرفون قيمة هذه الثروه.
فالعراق اليوم بالقيالس بين مايحتاجه من مياه وما يتوفر لديه من كميات يعتبر الان تحت خط الفقر المائي وهذه حقيقة واضحه لاتقبل الجدل لذلك على العراق ان يعد العده لتلافي هذه المشكله المره لكي يستطيع التعامل معها بكل شفافيه لا ان يبقى مسؤوليه كالنعام يضعون رؤوسهم بالرمال من هول المشكله فنحن نرى ان ادارة المياه لدينا وبجميع مؤسساتها ادارة غير كفوءه حيث تعمل الاساليب والطرق المستخدمه بهذه المؤسسات على فقد الكثير من الثروه المائيه بالعراق ولكل مجالات استخدامها ورغم ان الكثير من العلماء والمختصين قد حذروا من هدر المياه لدينا وخاصة بمجال الزراعه نتيجة لتخلف طرق الري لدينا ومنذ عشرات السنيين الا ان السلوكيات الخاطئه لازالت مستمره بأستخدام طرق ري متخلفه وتقليديه منذ الازل وانني لحد الان لا اعلم ماهو سبب عدم قيامنا بتطوير الطرق الاروائيه لدينا فهل يعني اذا قمنا بتطوير هذه الطرق لدينا فأننا سنكون ابتعدنا عن طرق وتراث الاجداد علما ان اجدادنا العرب العظماء قديما قاموا بتطوير طرق الري والكثير من هؤلاء الاجداد قد وضعوا القاعده العلميه الاساسيه لطرق الري الحديثه للعالم وقبل مئات السنيين
ان زيادة سكان العراق الكبيره اليوم والتغير المناخي الذي يتعرض له ومع سلوكيات دول الجوار وسوء الاداره لموارد المياه داخليا لايمكن على ضوء ذلك الاستمرار بأستخدام نفس الطرق والاساليب المتبعه حاليا في مجالات استخدام الثروه المائيه ولكل المجالات
وانني كمختص اليوم ارى ان ادارة المياه يجب ان تكون جماعيه وعلى الجميع ان يساهم بها فكل افراد المجتمع وخاصة النساء في المنزل عليهم ادارة المياه بحكمه فعلى الرغم من التطور الهائل الذي يعيشه العالم اليوم ولبعض دوله بشأن قطاع المياه سواء من ناحية التطور التقني او الانظمه التشريعيه والمؤسساتيه الا انه للاسف ان واقع مؤسسات الدوله ببلادنا اليوم والخاصه بأدارة المياه لم تستطع لحد الان من التكيف مع الوضع المائي وعلى ضوء الكميه التي لديه فتغير المناخ قد خلف تأثير كبير على وارداتنا المائيه فزاد من اشتداد الازمه وأدى ايظا الى ازمه مائيه كبيره في دول كانت بالامس القريب تعد من البلاد الوفيرة المياه مثل بلدنا العراق العزيز فقلة هطول الامطار اليوم وتذبذبها وقلة معدل السقوط وارتفاع الحراره التي زادت من كميات التبخرعقدتت المشكله المائيه لديه لذلك نرى ان الدراسات القديمه والتي تعتمد في موازنة العراق المائيه لحسابات المستقبل والتي كانت تدرس كميات المياه المتساقطه لمستقبل متوقع لاكثر من 50 سنه اصبحت غير دقيقه ولاتمثل الحقيقه بفعل التغير المناخي الذي يتعرض له العراق.
لقد انتظرنا سنين طويله لكي يعي المسؤولين كل ماعرضه المختصين عن طريق المعلومات والتحليلات العلميه والاستنتاجات الصادقه بهذا الموضوع فلو كانت ادارة المياه بالعراق فعاله مبنيه على المعطيات العلميه كان من الممكن تقليل الضغط الناتج بسبب الشحه المائيه اليوم وان ادارة المياه بصوره ناجحه وفعاله هي التي تساهم بأستمرارية وجود موارد مائيه فالعراق اليوم بحاجة ماسه لفكر مائي جديد وممارسات علميه وعمليه في كل مجالات استخدام المياه لذى نرى
1- يجب ادارة الموارد المائيه بطرق علميه كفوءه لغرض ادامة مصادر المياه بالعراق والحفاظ على كل قطرة ماء
2- يجب تحديد الخزانات المائيه الجوفيه واتخاذ الاجراءات للحفاظ عليها
3- ان قيمة للمياه معقوله في كل مجالات الاستخدام ستكون عامل مهم للحيلوله دون هدر المياه
4- حماية مصادر المياه من التلوث وخاصة السطحيه والجوفيه
5- زيادة كفاءة استخدام المياه وتقليل الفاقد منها
6- استخدام زراعه متطوره تحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء مع قلة استخدام المياه لذلك مع تطوير بذور لمحاصيل لها القابليه على مقاومة الجفاف والملوحه وقليلة الاستهلاك المائي
7- ارشاد وتوعيه مائيه في كل وسائل الاعلام والتعليم وعلى جميع المستويات
8- تطوير مهارات الاشخاص المستخدمين للمياه في كل المجالات وتطوير شبكات نقل المياه وصيانتها
9- استخدام مصادر مائيه غير تقليديه مثل مياه الصرف الزراعي والصحي والصناعي بعد معالجتها بطرق عديده
10-اشراك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص واصحاب العلاقه والمستخدمين للمياه في ادارة مشاريع المياه



#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مياهنا ثروتنا وحياتنا
- بيئة العراق واقع مأساوي وخطير مستمر
- تشكيل مركزوطني للمياه بالعراق واجب وطني كبير
- ادارة مشاريع الري بالعراق واثرها على الشحه المائيه
- قيمة للمياه معقوله عامل مهم لتجاوز ازمة المياه بالعراق


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - ادارة قطاع المياه في العراق الواقع والطموح