أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أسعد العزوني - إفطار الجمعة الصباحي في اللويبدة... مبادرة مجتمعية ناجحة














المزيد.....

إفطار الجمعة الصباحي في اللويبدة... مبادرة مجتمعية ناجحة


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5694 - 2017 / 11 / 10 - 21:27
المحور: المجتمع المدني
    


عندما تجد الولاء والإنتماء الحقيقيين ،فإنك حتما ستجد الإبداع بكافة أشكاله ،فالإبداع ليس رسما أو كتابة أو خطابة أو ما إلى ذلك من الأمور الملموسة ،بل هناك المبادرات الخيرة التي تصب في صالح المجتمع بكامله ،وينجم عنها وعيا مختلفا ،ونلمس من ورائها تغيرا إيجابيا في طريقة التفكير والحياة والتعامل مع القضايا المجتمعية مثار الخلاف ومحط الإختلاف.
ما اتحدث عنه هو أمر مشرّف يجب أن يسند لصاحبه ،وهو مبادرة مجتمعية بإمتياز أطلقها الفنان التشكيلي المبدع سهيل بقاعين، الحاصل على جائزة التميز من لدن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،تقديرا لجهوده مع ذوي الإعاقات البصرية ونجاحه في نقلهم من الظلمات إلى النور ،وحمل رسوماتهم معه إلى المعارض الدولية وآخرها قبل أيام في هافانا بكوبا.
هذه المبادرة ليست للحصول على التمويل الخارجي الشائع في المنطقة هذه الأيام،ويتم من خلاله تقديم تقارير مرخصة قانونيا تحوي معلومات سرية عن البلد، وهي بمثابة تجسس مشروع لأن أصحابه حاصلون على تراخيص رسمية ،وباتوا تحت الحماية الدولية او هكذا يخيل لهم.
هذه المبادرة التي إنضممت إليها مؤخرا تضم أولا نخبة مميزة من الأردنيين من نفس اللون وهو الإنتماء للأردن والولاء له ،وهم رجال دولة من الطراز الأول،ولا أقول من الصف الأول لأن هناك فرقا شاسعا بين الجانبين ،وما أتحدث عنهم مثقفون واعون ،وبمجملهم يعدون بيوت خبرة،وليس خبراء فقط.
فمنهم من يعمل في الحكومة أمثال منسق ملف حقوق الإنسان في رئاسة الوزراء السيد باسل الطروانة ،ومنهم رجال الأعمال والإقتصاديين وعدد من المتقاعدين الذين تركوا بصمات في قطاعات العمل الرسمي في الأردن.
يمتاز لقار إفطار الجمعة الصباحي في اللويبدة بالطرح العميق ومعالجة القضايا المجتمعية وحتى الحساسة منها ،وتجد عندهم الحل السليم ،وكم هو ممتع -وأنت تسمع هذه الحوارات التي تدل على عمق الرؤية لدى هؤلاء،وخاصة عندما يغوصون في الحديث عن رجالات الدولة السابقين وأخص منهم من لم يلوث نفسه بالطمع أو ما يطلق عليه هذه الأيام الفساد الذي أصبح متلازمة للعديد من المسؤولين –أن تكتشف رجالات مميزة لكنها لم تنصف لسبب او لآخر.
تكتشف من ثنايا حواراتهم أن هناك رجال دولة كانوا يسيّرون الأمور في الأردن بمهارة عالية ،وأصبحنا نفتقدهم هذه الأيام ،إلا من رحم ربي،ولو كانوا موجودين بيننا لما وصلنا إلى ما نحن عليه ،وربما أننا أصبنا بفايروس عدم التجديد للجين المبدع والمسؤول الذي يستحق لقب رجل الدولة.
تشكل هذه المبادرة إضافة ثقافية للمجتمع الأردني ،لتنوع أفكارها وإشاعة المحبة فيها ،وفتحها للآفاق لأن الحديث ذو شجون ،وهي تضم المسيحي والمسلم ،وينجم عن اللقاء التقارب والتفاهمات والتوافق وتغذي صلة الوصل لأنها تخلق علاقات حميمية بين الجميع ،وهي بحق لقاءات حضارية تجاوزت المجاملات والمألوف وإرتقت للحميمية ،وتتسم بالإيثار الذي بتنا نفتقده هذه الأيام.
هذه المبادرة لا يلتقي أصحابها في فنادق الخمس نجوم ولا يأتون بكامل لياقتهم السياسية أو الإجتماعية أو الفخفة والنفخة الكاذبة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ،بل يجتمعون على الرصيف في منطقة اللويبدة ،وبلباس بسيط ،ولا يحدثون ضجة في المكان ولا يؤذون الطريق،ويتناولون طعام الإفطار الذي يحضره المبدع صاحب المبادرة الفنان سهيل البقاعين ،وتتطورت الأمور مؤخرا لتدخل المشاركة في الموضوع دليلا على المحبة والإيثار.
بالأمس إجتمعنا بعد إنقطاع جمعتين بسبب سفر الفنان البقاعين إلى كوبا ،وكم كان الإحتفاء به حميميا من قبل الجميع ،وقبيل صلاة الجمعة لمح الأستاذ باسل الطراونة رجلا يعرفه جيدا فنادى عليه ليدعوه وقال :يا أبو راندي تفضل لتناول طعام الإفطار والتين "الموازي"،ولكن أبو راندي إعتذر بأدب،وبعد ذلك سأله عن سر إعتذاره فرد عليه ،إنه يحرس بسطة اليانصيب التي يملكها أبو محمد .
كان أبو راندي من بيت العكروش وهو عربي مسيحي بطبيعة الحال ،وتبين أن أبا محمد عربي مسلم مصري مضى على إقامته في الأردن ثلاثون عاما ،ولغز القصة لا يكمن في روايتها بل في شخوصها وما ترمي إليه ،إذ أن أبو راندي المسيحي رفض خيانة أبو محمد المصري وإلتزم بعهده له ان يحرس بسطته ريثما يعود من الصلاة في مسجد الشريعة القريب .
هذه القصة التي نسجت حروفها على أرض الواقع وفي يوم الجمعة المبارك ،تدل على طبيعة المجتمع الأردني وعلى حقيقته بدون مؤثرات مضافة عن قصد ولهداف محددة ،فنحن في الأردن وفلسطين نشكل إمتدادا إنسانيا تعدديا واحدا ولم نكن نفرق بين مسلم او مسيحي ،حتى ان العربي اليهودي في بلادنا كان مقدرا وله حقوقه،وكان إحترام الضيف فرض على الجميع ،وله صدر الدار كما يقولون في حال كان مؤدبا.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوجه العبث
- حرب سعودية –إيرانية على الأبواب
- كنعان:مر على القدس غزاة كثيرون ورحلوا
- كارثة الخليج بين التصرفات الصبيانية وإبتزاز الدهاقنة
- مشروع -نيوم السعودي- تدشين ل-الشرق الأوسط -الإسرائيلي
- 4 مليارات دولار للسيسي تنهي أزمة الخليج
- 2017 عام الكويت
- إقبال كبير من فرسان السعودية ومصر والكويت في الجولة الثانية
- مؤتمر دولي يناقش في قونيا القضية الفلسطينية والدور التركي في ...
- وعد بلفور ..نتاج جريمتين
- حزب الحياة الأردني يعقد مؤتمره العام السابع وسط تشكيك بنوايا ...
- عبد الله كنعان ...صوت الحق المنافح عن القدس
- التطبيع شريان حياة ل-إسرائيل-
- التخوّف الرسمي الأردني ..في محلّه
- لقاء مدير الأمن العام مع مؤسسات حقوق الإنسان في الأردن .. مس ...
- حقوق الإنسان أساس الأمن
- فلسطين تشارك في بطولتي الدوري العربي للقفز على الحواجز في ال ...
- الرد الصريح على توجه -كارنيغي -الصهيوني القبيح
- الفنان سهيل بقاعين ينقل المكفوفين من التهميش والظلمة إلى حيا ...
- باسل الطراونة ..نبض حقوق الإنسان في الأردن


المزيد.....




- الأمم المتحدة: العمليات الإسرائيلية في غزة غيرت معالم القطاع ...
- الأمم المتحدة: مقتل 542 مدنيا على الأقل شمال دارفور
- اعتقال مواطن.. مستعمرون يعتدون على ممتلكات المواطنين في الخل ...
- مكتب إعلام الأسرى: الأسيران حسن سلامة وعبد الله البرغوثي يتع ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على غزة وتحذير أممي من تفاقم المجاعة
- الإمارات تدين إساءة استخدام القوات المسلحة السودانية لمنصات ...
- تحذيرات أممية ودولية من وقوع وفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية ...
- حماس: حسن سلامة يتعرض لتعذيب ممنهج في سجون الاحتلال
- في يوم العمال العالمي: عمّال غزة ضحية أخرى لجريمة الإبادة ال ...
- التطهير العرقي في مخيمات فلسطين المحتلة منذ العدوان العسكري ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أسعد العزوني - إفطار الجمعة الصباحي في اللويبدة... مبادرة مجتمعية ناجحة