سلمان رشيد محمد الهلالي
الحوار المتمدن-العدد: 5693 - 2017 / 11 / 9 - 19:31
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
9 . الترويج لثقافة الانقلابات : تميز المشهد السياسي العراقي في القرن العشرين بوفرة الانقلابات العسكرية التي يقوم بها كبار الضباط من الجيش من اجل تسلم السلطة والهيمنة على مقدرات الدولة , وقد يكون العراق الدولة الاولى عربيا في القيام بالانقلابات سواء اكان الناجحة منها او الفاشلة . ولاحاجة الى القول ان تاثير تلك الانقلابات العسكرية على المشهد السياسي العام في البلد كان سلبيا بدرجة يمكن القول انها من اهم الاسباب التي شكلت او اسهمت بحالة النكوص والتراجع الحضاري والثقافي وهيمنة التوجهات الراديكالية والمتريفة على الدولة العراقية ومقدراتها , فهى الظاهرة الاساسية التي افرزت الاستبداد والاستئثار والطائفية والشوفينية القومية - او عملت على ترسيخها على الاقل – والملاحظ عن العراقيون تاييدهم لاي انقلاب عسكري – في بداية الامر على الاقل – يحصل في البلد , لاعتقادهم بانه سيجلب معه التغيير الايجابي الشامل في مسارات الحياة المختلفة , وهذا الامر لايقتصر على العامة من الناس الذين يحركهم الاعلام والمتخيل والحماس الشعبوي فقط , بل حتى النخب المتعلمة والمثقفة التي تبنت التوجهات الثورية والعصابية في البلد . وفاتهم ان الاصلاح الاجتماعي والتدريجي في انماط التفكير هو الحل الاساسي للاشكالات المستعصية في البنى العراقية , وليس التحولات الثورية والراديكالية وسياسة حرق المراحل واختزال التاريخ في سنوات معدودة . وقد اشار الى هذه الظاهرة السلبية الدكتور الوردي بقوله (وجدنا الناس يفرحون بكل انقلاب يجري في نظام الحكم فهم يتباشرون به ويهتفون له ويصفقون , اعتقادا منهم انه يفتح لهم طريق الامل , فاذا مضت عليه الايام اخذ بريق الامل يتضاءل في اعينهم , فهم لم يصلوا الى ماكانوا يطمحون اليه وهم عندئذ يطلبون انقلابا جديدا , ومن صح القول : كل انقلاب يحمل معه بذرة نقيضه) . وقد بين الدكتور الوردي ان اهم اسباب فشل الانقلابات في تغيير الواقع العراقي هو رغبة جميع ابناء المجتمع بالتطلع نحو المعالي والترقي , وهو كما يبدو من اهم تفردات وابتكارات الدكتور الوردي السيوسولوجية التي لم يسبقه احدا في تشخيصها واستعراضها , لان المتتبع المحايد يجد فعلا وجود هذا الاشكال الواقعي عند العراقيين - وهو التطلع نحو الرقي والمعالي - واذا كان هذا الواقع منحصرا عن النخبة المثقفة والمتعلمة في عقد الخمسينات والستينات , فانه الان وبعد التحولات المفصلية بعد 2003 قد امتد ليشمل حتى العامة وغير المتعلمين من الناس بعد ان وجدوا الكثير من اقرانهم قد حازوا تلك المكتسبات بقدرة قادر . وقد اشار الى تلك الظاهرة صراحة الوردي بقوله (ان اي انقلاب مهما كان حتى لو قامت به الملائكة ليس في مقدوره ان يلبي مطالب الناس جميعا , ولاسيما اذا اخذنا بنظر الاعتبار هذا العدد الهائل من ابناء الجيل الجديد الذي انفتح امامهم سبيل الترقي واشتد فيهم الطموح نحو المعالي . لابد ان يشعر الكثير منهم بخيبة امل تجاه الانقلاب بعد مدة قصيرة او طويلة , فهم يرون غيرهم ممن هو دونهم في الاخلاص والكفاح قد وصل الى ماكان يطمح اليه , فلماذا لم يصلوا هم ؟) . وهذا الاشكال الذي طرحه الوردي قد يشكل احد اهم عوامل تهميش مشروعه الفكري والليبرالي القائم على احترام المؤسسات الديمقراطية والحكومية والدعوة الى التغيير التدريجي والاجتماعي , فيما تبنت الانتلجنسيا العراقية بافراط الدعوة الى الانقلابات العسكرية والثورية , ليس من اجل الرغبة بالتغيير والتحول نحو افق الاصلاح فحسب , بل علمهم بالتوجهات الريفية التي يحملها اغلبية العسكر في العراق مما يشكل نقاط عدة من الالتقاء مع هذه الانتلجنسيا المتريفة اصلا ومن ثم التوحد امام القوى المدنية والمتحضرة نسبيا .
10 . الترويج للوطنية الخطابية : بينا في دراسة سابقة عن (تطور مفهوم الوطنية في العراق) والمنشورة في موقع الحوار المتمدن ان مفهوم الوطنية في العراق ارتكز على اسس من الخطابية والشعاراتية دون الوعي الموضوعي والفعل الواقعي لهذا المفهوم السائد في الدول الليبرالية المتقدمة الذي يستند على مطارحات واقعية من الايثار والتضحية والحرص والعمل التطوعي والالتزام بالسياقات الحكومية والقانونية وغيرها . واعتقد ان الدكتور علي الوري اول عراقي اشار الى هيمنة المفهوم الشعاراتي والخطابي والاعلامي للوطنية على الانتلجنسيا العراقية بخاصة والمجتمع العراقي بعامة , فقد ذكر انه طوال دراسته في الولايات المتحدة التي قاربت الخمس سنوات لم يشاهد امريكيا واحدا يتغنى بالوطن والوطنية , ولكنه وجد الصفوف الطويلة للشباب والطلبة وهو يريدون التطوع في صفوف القوات المسلحة الامريكية او اداء خدمة العلم , فيما نجد في العراق ان الجميع يتغنى بالوطن والوطنية , ولكن ما ان تحصل الحرب او اداء الخدمة العسكرية حتى يبداون بالتملص والهروب من اداء هذا الواجب المتحقق عليهم . وقد رد الكثير من الكتاب التابعين للحكومات العراقية المتعاقبة , بان الحماس الشعبي والجماهيري هو من الاهمية بمكان لتقوية المجتمع والدولة وبث روح العزيمة والتحدي لمواجهة الاخطار الخارجية والداخلية , فرد عليهم الدكتور الوردي قائلا (لاتنهض امة من غير حماس الا انها لن تنهض ابدا بالحماس وحده) بمعنى ان الحماس الذي لايرتكز على اسس صحيحة من الواقعية السياسية والسلوكيات الموضوعية والبرغماتية واعطاء المجتمع حقه من الديمقراطية والتعددية الثقافية والحرية والعدالة الاجتماعية والمشاركة المتوازنة بالادارة والحكم لجميع فئات المجتمع العراقي , فان الوطنية تبقى مجرد كلمات لااثر موضوعي لها وشعارات سرعان ماتنهار امام اول صدمة او تحدي من الخارج . ولاحاجة الى القول ان اغلبية الانتلجنسيا العراقية لايروق لها هذا النمط الواقعي من الوطنية او هذا النقد الذي وجه الدكتور الوردي لهذا المفهوم الخطابي والاعلامي الذي يهيمن على النظام الثقافي لتلك الانتلجنسيا , لانهم يشكل مصدر احراج وتعرية لمواقفهم ومقولاتهم , على اعتبار انه يفضح تلك المنطلقات والمطارحات التي ينادون بها ليلا ونهارا في الصحف والمجلات والمنتديات , فيما يشكل هذا النقد ايضا مصدر قلق للسلطة الاستبدادية التي من مصلحتها ابقاء وترسيخ هذا النمط الخطابي والشعاراتي للوطنية من اجل تخدير الناس وتدجينهم وتبرير استعبادهم واخصائهم .
11 . الانغماس بالشان السياسي : انفرد الدكتور علي الوردي عن باقي الكتاب والمثقفيين العراقيين بالانشغال والتماهي بالنقد الثقافي والمعرفي للبنى البدائية والتقليدية والسلوكيات المتخلفة والتصرفات الخاطئة التي يرزح تحت ظلها المجتمع العراقي , على حساب النقد السياسي والحكومي والايديولوجي للحكومات المتتالية الذي انشغلت به الانتلجنسيا العراقية واعتبارها الشر المطلق في مواجهة الخير المطلق , وقد اعلن صراحة الى (اننا نحتاج الى ثورة فكرية واجتماعية مثلما نحتاج الى ثورة سياسية واقتصادية) . وترجع جذور ظاهرة النقد السياسي عند المثقفيين والكتاب العراقيين الى العقد الاول من تاسيس الدولة , فقد اشارت احدى وثائق وزارة الخارجية البريطانية ابان مرحلة الانتداب (1920-1932) الى (ان الصحفيين في العراق يعيشون بشكل تام تقريبا على النقد السياسي , وانهم تعلموا بحكم الخبرة ان توزيع مطبوعاتهم يتغير مع قسوة تعليقاتهم على الاحداث , ولم يكتشفوا بعد قيمة المقال . والهدف المفضل لقذائفهم وسهامهم هو البريطانيين وكل ماعملوه في العراق) . ولاحاجة الى القول بان اغلبية الكتاب والمثقفيين العراقيين انذاك هم من الصحفيين , الذين نقلوا هذا المسار المعارض لسلطات الانتداب الى الحكومات العراقية اللاحقة بعد الحصول على الاستقلال عام 1932, واصبح المعيار الاوحد للوطنية والتباهي بالحرص على الشعب هو مقدار انتقاد السلطات الحاكمة وابراز سلبياتها ومساوءها فقط , دون انتقاد المجتمع وسلوكياته التي تعد الخزان البشري الاوحد للدولة والانعكاس الحقيقي لها . كما اشار الى ظاهرة تماهي العراقيين بالشان السياسي الشيخ التنويري المصلح علي الشرقي عام 1926 في مقال بجريدة العراق بقوله (لاترى في الامة الا سياسيا وسياسة . وكان الجمهور العراقي كله طائفة سياسية , فكانت السياسة في الجوامع والمخادع والمقاهي والاسواق والطرقات , فالبقال والعطار والفلاح ورجال العلم ورجال الدين ورجال المال كلهم سياسيون وكل العراق موجات سياسية . وقد عم الطوفان السياسي في العراق حتى فار التنور سياسة) .
ان الانشغال بالشان السياسي في العراق افرز ظاهرة سلبية خطيرة جدا مازلنا نعاني منها حتى الان - وربما حتى في المستقبل القريب - وهى تراكم السلبيات في المجتمع وتضخمها بصورة عجيبة , ليس بسبب التغاضي عنها فحسب , بل وبسبب التقديس والمديح المجاني والكاذب للمجتمع - او مايعرف بالمصطلح السياسي الشعب او الجماهير - والقاء كل السلبيات والتقصيرات والانتكاسات علي الدولة فقط , وتصوير المجتمع او الشعب وكانه بمنزلة الملاك الطاهر الذي تقوم الدولة بسرقته واذلاله , وليس له يد في تلك السرقات والتقصيرات والانتهاكات . وقد اتخذ الدكتور الوردي هذا المنحى في النقد الاجتماعي على حساب النقد السياسي عندما اكد بانه (لايخفى ان الحكومة العراقية مصابة بعيوب شتى , فهى قد انبثقت من المجتمع الذي تعيش فيه واستمدت طبيعتها منه , فاذا كان المجتمع مصابا بالعيوب فهى لابد ان تكون مثله مصابة بها , ولكن الراي العام لايفهم هذا عادة , فهو يفترض في الحكومة ان تنجز من الاعمال مثل ماانجزته الحكومات الراقية التي يسمع عنها ) (ووصل الحال ببعض العراقيين الى درجة انهم يعدون الحكومة مسؤولة عن كل اذى يصيبهم مهما كان تافها , فاذا ثار في وجههم غبار اخذوا يشتمون الحكومة لانها لم تزرع الاشجار في البراري) . كما ان خطورة الانشغال والتماهي بالنقد السياسي عند الانتلجنسيا العراقية قد نتج عنه خلخلة مفهوم الدولة واضعافها امام قوى ماقبل الدولة كالعشيرة والطائفة والاثنية والاسرة وغيرها , فليس بالضرورة ان انتقاد الدولة في العراق يصب في صالح القوى المدنية والعلمانية والتقدمية , بل ربما في حالات معينة قد يحصل العكس , وبلورة التوازن في هذا المسار هو من الاهمية بمكان , حتى لايؤدي ذلك النقد في صالح القوى الاستبدادية والاقصائية , كما حصل عندنا ظاهرا بعد التغيير عام 2003 الذي ساهم النقد السياسي المتطرف من قبل النخب المثقفة والمتعلمة الى صعود القوى الارهابية والطائفية والظلامية والعشائرية وغيرها , وكل ذلك قد حصل بحجة الاصلاح والنقد السياسي . وقد بين الدكتور الوردي (ان الفجوة بين التي تحدث بين الحاكم والمحكوم هى فجوة اعتبارية ونفسية اكثر منها حقيقية , وقد راينا ذلك جليا في حكومة العراق الحاضرة فكل عمل تقوم به هذه الحكومة يفسره الناس تفسيرا سيئا) .
وقبل ختام هذا القسم لابد ان نشير الى نقطتين مهمتين تتعلقان بهذا الموضوع الخاص عن المثقفيين وهما :
الاولى : ان بعض الاخوة المعلقين – واهمهم الكاتب الاستاذ ثامر عباس - قد انتقدوا اطلاق تسمية الانتلجنسيا على النخبة او الفئة المثقفة والمتعلمة في العراق على اعتبار ان هذه التسمية تحمل مضامين معقدة والتزامات لاتنبطبق علي هذه النخبة . في الواقع انا مع هذا الاعتراض الوجية قلبا وقالبا , فنحن في العراق لاتوجد عندنا انتلجنسيا محددة لها مشروعها الثقافي والمعرفي والتنويري الخاص , وانما عندنا افرادا مثقفيين متنافرين او متعلمين متناثرين هنا وهناك لايجمعهم رابط فكري وايديولوجي, وان عملهم الاصلاحي والتنويري – ان وجد طبعا – فهو يكون فرديا او منعزلا , وربما منقطعا عن المشاريع والسلوكيات الاخرى في الساحة الثقافية العراقية وليس مكملا او امتدادا لها . كما ان الرؤية العصرية والحداثوية والليبرالية التي يجب ان تحملها او تنادي بها النخبة المثقفة - حتى يطلق عليها تسمية الانتلجنسيا - غير متوفرة نسبيا عند المثقفيين العراقيين , فالمنطلقات الايديولوجية والتوجهات التقليدية مازالت مستحكمة على قطاع كبير منهم , بل ربما ان بعضهم لايتوانى عن مهاجمة العصرنة والحداثة والليبرالية باسماء وعنوايين ثورية او عصابية او خطابية . فضلا عن اعتراضات اخرى مختلفة ومتعددة , الا اننا اثرنا اطلاق تسمية الانتلجنسيا على النخبة المثقفة في العراق هو من باب المجاز , والتمايز عن النخبة المثقفة التقليدية التي تضم رجال الدين , فلااحد ينكر بوجود الاختلاف بين المثقفيين العصريين الذين تلقوا تعليما حديثا في المدارس العلمانية وبين المثقفيين التقليديين الذين تلقوا تعليما دينيا , وبما ان التعريف المبسط للانتلجنسيا هى الفئة التي تلقت التعليم العصري فان هذا التعريف يشمل جزءا او قطاعا مهما وكبيرا من هذه النخبة في العراق .
الثانية : اعترض البعض من الاخوة على مقولة ان المثقفيين غير مهتمين بكتابات الدكتور الوردي , وذكروا العكس من ذلك , واكدوا اعجاب المثقفيين والمتعلميين العراقيين بكتاباته , وانه الاعلى مبيعا للكتب عراقيا حتى الان - رغم وفاته قبل اكثر من عشرين عاما - بل ان بعض المثقفين من اعتبره ايقونة ثقافية خالدة , فيما دعى اخرين الى ترك الصنمية والتقديس لكتابات الوردي السائدة عند المتعلمين , وربما وصفوهم بانصاف المتعلمين !! في الواقع ان كل تلك الملاحظات هى حقيقية ورائجة في الوسط الثقافي ولااحد ينكرها , فاغلبية المثقفيين او المتعلميين عندنا في العراق ياخذون في بداية حياتهم الثقافية او في مطلع قراءاتهم المبسطة بالانبهار والاعجاب بكتابات الوردي ومؤلفاته , لانهم يجدون فيها نقدا لاذعا وهجوما كاسحا على التوجهات التقليدية والقوى البدائية والعشائرية والدينية والمحلاتية والقيم البدوية والمتريفة السائدة في المجتمع العراقي , وهى هجومات تتلائم وطبيعة الفرد المراهق والشاب المتمرد الذي يبحث عن العناويين الاصلاحية الكبرى للمجتمع والدولة وغيرها , لذا تجد ان اغلبهم - او كثير منهم - ياخذ بالتشدق ليل نهار بعبارات الوردي واراءه حول الازدواجية وصراع البداوة والحضارة والتناشز الاجتماعي ومهاجمة وعاظ السلاطين وشيوخ العشائروغيرها . الا ان الامر هل يقف عن هذا الحد ؟ وهل ان الاعجاب والانبهار يستمر طويلا او الى مالانهاية ؟ بالطبع كلا , اذ ما ان يبدا هذا المثقف بالانسياق والاندراج مع النسق الثقافي العراقي والتماهي مع السديم الايديولوجي حتى يبدا بالتمرد والانزعاج من اراء الوردي , ليس نضجا وتطورا كما يشاع كذبا وتدليسا , وانما احساسا بان اراءه قد تجاوزت الخطوط الحمر – كما يقولون – في تابوات الثقافة العراقية الحديثة . وهذا الواقع الذي حصل هو احد اسرار الدكتور الوردي وتفرداته . فهو لم يكتف بانتقاد القوى البدائية والتقليدية والمتخلفة في المجتمع العراقي (وكفى المؤمنين شر القتال) – كما هو شائع عند جميع الكتاب والمفكرين - بل ان الوردي تمادى في انتقاده الى القوى العصرية والحديثة كالنخبة المثقفة والمتعلمة والاحزاب السياسية والايديولوجيات الثورية الوافدة والمسارات الادبية والمؤسسات التربوية , ووجه لها انتقادات بنيوية خطيرة تتعلق بنظامها المعرفي والثقافي وتوجهاتها اللاشعورية وركائزها الفكرية , ولو اقتصر الوردي في انتقاده على تلك القوى التقليدية والبدائية لماحصل له ذلك التهميش لمشروعه الاصلاحي والليبرالي , ولبقى علما خالدا عند النخبة المثقفة حتى بعد نضجها العمري وتطورها الثقافي ضمن السديم العراقي , الا انها سرعان ماخذلته لاحقا بعد ان وجدت في اراءه تعرية لانماطها ومساراتها ومقولاتها التي ترتكز على اسس ثلاث طالما وجه لها نقدا خالصا وهى (الذاتية والسياسة والايديولوجيا) . واعلن تلك المطارحات صراحة بقوله (ان كثيرا من المتعلمين هم عوام في اعماق عقولهم ..... فهم يحفظون بعض المصطلحات الدينية او العلمية ويتحذلقون بها امام الناس ولكنهم في حقيقة امرهم لايختلفون عن العوام)(وان اصحاب الشهادات العالية يجادلون على منوال ماكان القدماء يفعلون ومن لايصدق قولي فليذهب الى الى مجالس المتعلمين عندنا) .
جامعة ذي قار
#سلمان_رشيد_محمد_الهلالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟