أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان رشيد محمد الهلالي - لماذا خذلت الانتلجنسيا العراقية علي الوردي ؟؟ (القسم الثاني)(الاسباب الفكرية والسياسية)(2-1)















المزيد.....

لماذا خذلت الانتلجنسيا العراقية علي الوردي ؟؟ (القسم الثاني)(الاسباب الفكرية والسياسية)(2-1)


سلمان رشيد محمد الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 5652 - 2017 / 9 / 27 - 14:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


استعرضنا في مقالات سابقة اهم الاسباب الاجتماعية والنفسية التي ادت الى خذلان الانتلجنسيا العراقية لمشروع الدكتور علي الوردي التنويري والليبرالي والاصلاحي وادرجنا احدى عشر نقطة او سببا معرفيا بهذا الصدد , وانقسمت ضمن حلقات ثلاث نشرت في موقع (الحوار المتمدن) . وسنقوم في هذه الدراسة بادراج المتبنيات الفكرية والمفاهيم السياسية عند الانتلجنسيا العراقية التي انتقدها الدكتور الوردي وساهمت بصرة او باخرى في خذلان مشروعه التحديثي من جانب وتلاشي النزعة العقلانية والموضوعية في المجتمع العراقي من جانب اخر . وقبل الدخول في استعراض تلك المفاهيم والماخذ لابد ان نشير الى نقطتين مهمتين :
الاولى : ان كاتب هذه السطور – وبهذه الدراسة – قد خالف اراء الدكتور الوردي ومتبنياته الفكرية والاجتماعية والنفسية , لااعتقاده ان مجرد استعراض تلك السلبيات والماخذ التي اصيبت بها الانتلجنسيا العراقية , وتعريتها وفضحها وتنويرها , فانها ستقوم فورا بالتسامي عنها والاخذ بها والتماهي الى فضاء التنوير والموضوعية , والارتفاء الى افق الليبرالية والعقلانية . وفاته ان اغلب تلك الماخذ التي ادرجها والسلبيات التي استعرضها انها تنفسم الى : اما سلوكيات لاشعورية تراكمت عبر التاريخ من خلال الكبت النفسي والاجتماعي . او عقدا ذاتية تبلورة من خلال الايكولوجيا (البيئة) العراقية او التربية السلطوية التي تجذرت عبر الاحقاب الاستبدادية المتعددة , وبالتالي فان الانتلجنسيا العراقية لاتستطيع الاعتراف بوجود تلك المطارحات الذاتية واللاشعورية في نظامها المعرفي , بل ربما وصل الحال ببعض تلك الانتلجنسيا من عامة المثقفيين والمتعلمين الى انكار وجودها حتى عند عامة الناس , او ابناء المجتمع الاخرين من البسطاء , او في حالات معينة ، الاعتراف بها في مرحلة زمنية سابقة او محددة من تاريخ البلاد , والايحاء بتجاوزها لاحقا - او حاليا - بدعوى التقدم المدني والتطور الحضاري في العراق بعد ثورة تموز 1958 !! وكل ذلك ليس من باب الجدل الثقافي والمعرفي , وانما من اجل التحصين مع الخط الاول للصد والدفاع عن ذاتهم المثالية والمتعالية والنرجسية , ونفي اصل البؤرة التي افرزت تلك الاشكالية المعقدة والخطيرة في المتبنيات الاساسية والركائز الاصلية للمنظورات الفكرية عند الانتلجنسيا العراقية . وسبق ان بين الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (ان تفكيك الخطابات او البحث في المارسات الخطابية لايكون في بعض الاحيان من اجل اظهار ماهو غير ظاهر , بل لانها ظاهرة بافراط على السطح او اكثر ممايلزم) بشكل يجعلها بديهية او اعتيادية عند المتلقين التقليديين فياخذونها كحقائق مسلم بها , او ربما اعتادوا عليها كمسلمات ضمنية بحكم التراكم الزمني والثقافي .
الثانية : ان تكرار المفاهيم والتصورات والمصطلحات التي نادى بها الدكتور علي الوردي واعادة طرحها باستمرار – وبدون ملل – خلال خمسين عاما , كصراع البداوة والحضارة وازدواجية الشخصية العراقية والتناشز الاجتماعي والثقافي , وغيرها من المقولات التي ارتبطت تاريخيا ومعرفيا بمشروعه الفكري والاصلاحي والنقدي , جعلت بعض الباحثين والكتاب والاكاديميين يتعمدون وضعها في خانة المفاهيم المكررة والفرضيات التقليدية والمصطلحات المملة او التصورات القديمة التي ذهب زمانها وبريقها , وبالتالي تعمد تسطيحها والاستهزاء بها والسخرية منها كانها وصفة ذهبت صرعتها , والمناداة بضرورة تجاوزها الى مفاهيم اخرى وتصورات اكثر حداثة وتجديد . في الواقع ان لااحد ينكر ضرورة التجديد والابتكار والابداع في الدراسات السيوسولوجية في العراق ومواكبة التحولات الاجتماعية الكبيرة التي صاحبت البلد خلال العقود الخمسة الماضية , وسبق ان دعى الى ذلك الدكتور الوردي نفسه عندما قال : ان هناك تحولات سريعة ومتغيرات معقده قد حصلت في البلاد , وانه سيتركها للجيل الجديد من الكتاب والعلماء في مجال علم الاجتماع لدراستها وتفسيرها وتقويمها , الا ان المؤسف له اننا لانجد من تلك الدراسات مايمس الواقع العراقي حقيقة او تفكيك ركائزه ومطارحاته الثقافية , والسبب هو الخوف من السلطة البعثية الاستبدادية السابقة قبل 2003 وهيمنة الايديولوجيا السياسية والخطابات التمجيدية والمزايدت الطائفية والاثنية بعد 2003 , وخرجت عندنا كتابات همها الاول انتقاد مقولات واراء الوردي دون طرح البديل الموضوعي والعقلاني , او طرح بعض التفسيرات ضمن الاسلوب المبسط والتقليدي او البياني , وليس الطرح الاركيولوجي والنقدي والتحليلي - الذي تميز به الوردي - ونجد هذا ظاهرا في ادعاءات واطروحات عدد من الاكاديميين والكتاب امثال الدكتور قاسم حسين صالح الذي ادعى ان اراء الوردي لم تعد صالحة لتفسير المجتمع العراقي , لانها جاءت ضمن قياس اجتماعي محدد ارتبط بمرحلة زمنية اخرى (رغم ان الاحداث التي اعقبت عام 2003 اثبت صحة اراء الوردي ورسوخها في تفسير الشخصية العراقية) وأن العامل الرئيس للعنف في الشخصية العراقية لا يعود الى (صراع البدواة والحضارة) إنما يعود الى طبيعة (الصراع على السلطة) , وهو تخريج غريب فعلا , لان الوردي اكد ان من اهم تمظهرات صراع البداوة والحضارة في العراق هو الصراع على السلطة . فالمجتمع العراقي – كما بين في اماكن متعددة من مؤلفاته - يحوي طبقتين متمايزتين : طبقة بدوية مهيمنة على مقدرات الدولة استقرت تاريخيا في الهضبة الشمالية الغربية . وطبقة زراعية ريفية محكومة استقرت تاريخيا في الوسط والجنوب . ونشا من جراء ذلك نظامان من القيم : الاول , البدوية القائمة على التغالب والتسلط و(العتابة) والقسوة والهيمنة على البسائط – حسب تعبير ابن خلدون – والثاني , القيم الريفية التي ترتكز على الصبر والمثالية و(الابوذية) والخضوع والشكوى , وبعد الاحتلال العربي والفتح الاسلامي لارض السواد تمظهر الاول باهل السنة الحاكمين والثاني باهل الشيعة المحكومين , وربما لم يشير الوردي انذاك صراحة اما خوفا من النظام الاستبدادي والقومي والطائفي او تحرجا من الاتهام بالطائفية والمناطقية , الا انها ظاهرة بافراط في اغلب كتبه ومقالاته , وما نقده للنزعة المثالية عند العراقيين واصراره ان الحياة قائمة على الصراع والتغالب , الا تحريضا صريحا للمحكومين بالتمرد والانتفاضة واخذ حقوقهم المهدورة وعدم الركون للمثاليات والايديولوجيات التي لاتقدم حلولا واقعية او موضوعية . وقد فصل وجود تلك الثقافتين المتناقضتين الكاتب سرحان الركابي في مقال بجريدة الصباح عام 2007 بعنوان ( الثقافة العراقية وصراع الهضبة مع السهل). كما ادعى الدكتور صالح ايضا ان موضوعة الازدواجية قد استلهمها الوردي من الفلم الامريكي الرائج في الخمسينات (ثلاث وجوه لحواء) والفلم الاخر (الدكتور جيكل والمستر هايد) , ولاحاجة الى القول ان هذه الاطروحة هى مثال للتبسيط والسذاجة والشعبوية , وفيها اساءة كبيرة جدا وتجاوزا على فرضيات الدكتور الوردي الراسخة , لانه سبق ان اشار انه قد استلهمها من كتاب غربيون وباحثون امريكيون متخصصون اهمهم (روبرت ماكيفر ووليم اوغبرن وثورستين فبلن ووليم كراهام سمنر وروث بندكت وجورج هربت ميد وتالكوت بارسونز وماكس فيبر ودوريكهايم) . كما هاجم الدكتور متعب السامرائي في مقابلة بجريدة الصباح عام 2008 الدكتور الوردي ووصفه بانه متلاعب بالقيم يمينا وشمالا (وظل اسير فرضياته التي اصبحت نوعا من الايقونات المقدسة في حين ان كثير من المتغيرات التي طرات على البنية الاجتماعية ) (وانه لم ينجح في ان يكون مدرسة في علم الاجتماع) . واما الكاتب سليم مطر فقد اتهمه بالنزعة الاستشراقية العنصرية ضد المجتمع العراقي (كذا)(وتشويه العقلية العراقية والتعتيم على حقيقة المجتمع العراقي وحقيقة مشاكله) وانه (مؤرخ كبير وعالم اجتماع سيىء) وطرح بهذا الصدد اراء وردود ساذجة ومبسطة في مقالته (علي الوردي والعنصرية) التي نشرها عام 1999 واعاد قسما من تلك الاراء في كتابه (الذات الجريحة) . فيما كان الدكتور معن خليل عمر المقرب من النظام الاستبدادي البعثي السابق اكثر جرأة في تسفية اراء الدكتور الوردي (والدكتور عبد الجليل الطاهر) بدوافع سياسية خفية وارتكازه على سلطة تدعمه , متهما اياه بالتعميم وعدم الدقة في تحديد المفاهيم والاقتباس الحرفي من الغرب واستعارة القوالب الجاهزة وغيرها . فضلا عن الكتاب والمنظريين الايديولوجيين الثوريين التابعين للتوجهات الماركسية والقومية والاسلامية في العراق , ليس حسدا على شهرة الوردي واراءه المتميزة والمتفردة والجريئة في تفسير الشخصية والمجتمع العراقي فحسب , بل لان اراء الوردي الانتقادية للانتلجنسيا العصرية ووضعها في خانة واحدة مع المتبنيات الشعبوية والعصابية السائدة قد اصابتهم بالجرح النرجسي الذي لايندمل ابدا .
وقد يذكر احدهم ان الوردي – وباعتماده هذه المنهجية - اي انتقاد الانتلجنسيا ووضعها في خانة الشعبوية والعصابية – فانه يكون قد جلب لنفسه اعداء اضافيين , فضلا عن اعدائه التقليديين من رجال الدين ووعاظ السلاطين والعشائريين وغيرهم , وكان يمكن ان يكسبهم الى صفه في مواجهة تلك القوى البدائية والطائفية والاستبدادية والمناطقية والعنصرية التي يرزح تحت ظلها المجتمع العراقي - او تحييدهم عل الاقل - في مواجهة تلك القوى . والجواب على ذك : ان هذا المنهج المعتمد هو احد اسرار الوردي وتفرداته وريادته التي لم يسبقه بها احدا غيره , ليس في العراق فحسب بل في العالم العربي , فالوردي سبق ادونيس وادوارد سعيد وعلي حرب وجورج طرابيشي ونديم البيطار وغيرهم من الذين نشروا كتبا ودراسات مستقلة في انتقاد المثقف العربي ونخبويته ونرجسيته المتعالية ووظيفته كفرد من الانتلجنسيا , في زمن كان تقديس المثقف العضوي والمثقف الثوري والحزب الطليعي هو السائد في الخمسينات والستينات من القرن العشرين الماضي . وقد اعتبر الوردي المثقف العراقي هو جزءا من المشكلة وليس من الحل , والامر لايعود فقط في تبنيه التوجهات الايديولوجية والثورية الوافدة والموتورة وادرجها في النظام الثقافي والاجتماعي والتسامي عن المنظورات الواقعية والاشكالات الاجتماعية الحقيقية فحسب , بل الامر يرجع الى طبيعة التفكير عند الانتلجنسيا التي فهمت الحداثة على انها استعارة المفاهيم والمصطلحات العصرية واستعراضها في الصحف والمجلات والمؤلفات فقط , فيما ان الحداثة عند الوردي (تغيير في اطار التفكير الذي يجري عليه الفرد او المجتمع) , وقال صراحة (ان متعلمينا حفظوا الافكار والمعلومات الحديثة , بينما هم في منهج تفكيرهم لايزالون يسيرون على طريقة القدماء) اي ان الحداثة في التفكير هى التي تطور المجتمع وتنقله الى فضاء التنوير والتطوير , وليس المفردات الجاهزة والايديولوجيات المستعارة والمصطلحات العصرية التي يرددها المثقفون ببغاويا , فليس من المعقول ان تكون مصطلحاتك حداثوية وطبيعة تفكيرك قرو – سطية . (يتكلم بلغة البير كامو وفي داخله ملا عليوي) – حسب وصف الوردي - وليس من المعقول ايضا ان تتشدق ليل نهار بالجدل والديالكتيك الهيغلي وعقلك مازال يسير في الحكم والتقييم وفق منطق ارسطو . وليس من المعقول ان تنادي بعدالة ماركس وانجلز وتفكيرك يسير وفق اجندة شايلوك والدكتور فاوست !! .
القسم الثاني : الاسباب الفكرية والسياسية : ادرج الدكتور الوردي العشرات – ان لم تكن المئات – من السلبيات والماخذ السياسية والفكرية على الانتلجنسيا العراقية في مؤلفاته ومقالاته ودراساته التي ساهمت بخذلان مشروعه الفكري والليبرالي والاصلاحي , ولايمكننا بالطبع ادراج جميع تلك السلبيات والماخذ , الا اننا سنقوم باستعراض الفاعل منها والمهم الذي ساهم بصورة او باخرى في عملية التراجع السياسي والفكري والثقافي في المجتمع العراقي . ومن اهمها :
1 . الثنائية القاتلة في الحكم والتقييم والتصنيف : ذكر الدكتور الوردي ان العقل العراقي مازال يسير وفق المنطق الارسطي الاستنتاجي في الرؤية الى الامور والقضايا السياسية والاجتماعية , فيما ان العالم الغربي الحديث تطور الى المنهج الاستقرائي العلمي . واذا كانت هذه الثنائية الارسطية لها مايبررها عند العامة من الناس ورجال الدين التقليديين الذين ينظرون للامور والمواقف دائما بحسب الثنائية الجزمية (الحق والباطل)(الصواب والخطا)(المؤمن والكافر) , فان الاشكال المريب والخطا الفضيع ان يسير عامة المثقفيين والمتعلمين المعروفين بالانتلجنسيا العراقية العصرية وفق هذا المنهج والثنائية الارسطية , دون الرؤية الجدلية الثلاثية الشائعة في التفكير الاوربي الحديث , الا ان الامتياز عندهم انهم ازاحوا تلك الثنائيات القاتلة الى مفاهيم سياسية حديثة , فهم الى الان يخضعون في منظوراتهم الثقافية الى ثنائية (الوطني والعميل)(النزية والفاسد)(الباسل والجبان)(المثقف والجاهل) وغيرها . ولكن المفارقة ان كثير من اولئك المثقفيين (يلوكون) مفردة الجدل في كتاباتهم ومقالاتهم وبصورتها اليونانية (الديالكتيك) ليل نهار , كصرعى ثقافية رائجة , الا ان التطبيق الواقعي والعملي لهذا الجدل منعدم كليا في اطار تفكيرهم او في نظامهم المعرفي , لانه ينطلق من الواقع الموضوعي , فيما تنطلق الانتلجنسيا العراقية من الايديولوجيا والنزعة المثالية والافكار المجردة .
2 . تحسين صورة الاستبداد : ذكر الدكتور علي الوردي ان الناس بطبيعتها تكره الطغاة والمستبدين لانهم يرون اعمالهم الظالمة وتصرفاتهم المؤذية والغاشمة امام اعينهم , الا ان الفقهاء - او وعاظ السلاطين - من جانب والشعراء من جانب اخر يحسنون صورة الطاغية ويقدسونها مقابل الاموال والغنائم والاقطاعيات التي يهبها الحكام اليهم , وبما ان العامة ينخدعون بسهولة باقوال الفقهاء التي تبرر للحكام تصرفاتهم , ويتاثرون بقصائد الشعراء التي تزين اعمالهم , فان نظرة من الايجابية والتقديس قد اطرت سيرة اولئك الحكام واصبح التاريخ يذكرهم باجلال ومديح , واخذت المناهج الدراسية تلهج بذكرهم وبفتوحاتهم العظيمة , واصبحت الشوارع والساحات العامة تطلق على القابهم . وفي العصر الحديث - وبعد ان تلاشى دور الفقهاء - امام القيم المدنية والعلمانية الحديثة , برز دور المثقف العصري في اتخاذ نفس الدور السابق الذي كان يقوم به الفقية , من تحسين صورة الديكتاتوريات الثورية والقومية واليسارية وتجميل اعمالها وممارساتها القمعية والاقصائية , وكانت الحجة هذه المره هى الوقوف بوجه الاستعمار والمؤامرات الصهيونية العالمية والماسونية والامبريالية وغيرها , والرغبة بتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة الاقتصادية التي رفعت شعارها تلك الديكتاتوريات العسكرية المتريفة , حتى لو كان ذلك على حساب الحريات العامة والديمقراطية والتعددية السياسية , وبما ان اغلب المثقفيين والمتعلمين الذين تصدوا للمشهد الثقافي والادبي في العراق بعد الحرب العالمية الثانية قد وفدوا من بيئات فقيرة نسبيا واقاليم مقصية سياسيا ومذهبيا , وتقبع في اسفل السلم الاجتماعي والاقتصادي في البلد , ويمتلكون نوعا من الحرمان التاريخي والكبت الاسطوري , فانهم فضلوا المغانم على الحرية والراحة على النضال والبارات على الخنادق والوظائف على المعتقلات . ومن المؤكد ان تعرية الدكتور الوردي لهذه المتبنيات والسلوكيات والتصرفات التي ساهمت بها الانتلجنسيا العراقية في تبييض وتحسين صورة الديكتاتوريات التوتاليتارية وتجميلها وابرازها , قد كان لها الاثر الواضح في ترسيخ وخذلان مشروعه التنويري امام تلك الانتلجنسيا المتريفة , لان هذا قد شكل موقفا غير مستساغا او نقدا غير مقبولا من قبلها للتوجهات الفكرية والسياسية التي تحملها .



#سلمان_رشيد_محمد_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية دين العصر ..
- العراق ليس في محور المقاومة ..
- هل يقبل العرب العراق كما هو ؟؟
- هل ان جميع العراقيون عملاء ؟؟ تطور مفهوم (العميل) في العراق ...
- هل ان جميع العراقيون عملاء ؟؟ تطور مفهوم (العميل) في العراق ...
- هل ان جميع العراقيون عملاء ؟؟ تطور مفهوم (العميل) في العراق ...
- هل ان جميع العراقيون عملاء ؟؟ تطور مفهوم (العميل) في العراق ...
- تحولات الطبقة الوسطى(البرجوازية) في العراق خلال (150) عام (1 ...
- تحولات الطبقة الوسطى(البرجوازية) في العراق خلال (150) عام (1 ...
- اشكالية العلاقة بين الحزب الشيوعي والمؤسسة الدينية في العراق ...
- اشكالية العلاقة بين الحزب الشيوعي والمؤسسة الدينية في العراق ...
- تحولات الطبقة الوسطى(البرجوازية) في العراق خلال (150) عام (1 ...
- تحولات الطبقة الوسطى (البرجوازية) في العراق خلال (150 عام )( ...
- دعوة الى تغيير اسم محافظة ذي قار الى سومر
- الطبقة الوسطى والتغيير في العراق
- من كتب مقالات جريدة الثورة عام 1991 ؟؟
- ظاهرة السادة في المجتمع العراقي (القسم الخامس والاخير)
- ظاهرة السادة في المجتمع العراقي (القسم الرابع)
- ظاهرة السادة في المجتمع العراقي (القسم الثالث)
- ظاهرة السادة في المجتمع العراقي (القسم الثاني)


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان رشيد محمد الهلالي - لماذا خذلت الانتلجنسيا العراقية علي الوردي ؟؟ (القسم الثاني)(الاسباب الفكرية والسياسية)(2-1)