أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام كاظم فرج - الثقافوية / اسئلة سارتر














المزيد.....

الثقافوية / اسئلة سارتر


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5692 - 2017 / 11 / 8 - 21:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال سارتر ما الأدب؟؟ يثير جملة من التحفظات ويؤسس لمنظومة من القيم الجديدة تصب في صالح اليسارالعالمي.. الادب عند سارتر لايكون ادبا ان لم يكن ملتزما بقضية الحرية . وكل أجوبة سارتر انما هي جوابه على سؤاله هذا.. وكل إجابات المفكرين الذين عاصروه والذين سبقوه والذين أتوا بعده انما هي جواب لسؤاله الخالد هذا.. غرامشي يرى ان مهمة المثقف الأولى ان يكون مثقفا عضويا.. وبهذا ينبغي ان نميز بين المثقف العضوي والمثقف اللاعضوي.. تتسع المساحة في معرفة معنى المثقف العضوي.. لتشمل الاديب والمفكر والسياسي والمعلم والصحفي والعامل والفلاح وكل من يقرأ ويكتب بشرط ان تكون ثقافته ينبوعا لتكريس النضال صوب الحرية..وصوب منظومة تعمل من اجل الانسان ومستقبل الانسان,, فليس كل مثقف مثقفا عضويا.. بل ان هناك جمهرة من المثقفين يكرسون كتاباتهم وجهدهم من اجل دفع عجلة التقدم الإنساني الى وراء. ويخلقون العقبات بوجه من يسعى لخلق كتلة تاريخية فاعلة تنهض بالبشرية صوب مرافيء العدالة الاجتماعية والصدق والحب والجمال والارتقاء.. ان المراحل الحيوانية التي مرت بها البشرية احتاجت الى مثقفين عضويين وفي مختلف العصور كانوا مجاهدين حقيقيين ومناضلين اشداء من اجل رفعة الانسان.. ولكي نعرف المثقفين العضويين وفق ازمنتهم وعصورهم علينا ان نحاكم عصرهم قبل محاكمتهم لنرى هل كانوا دافعين جيدين لعجلة الرحلة صوب الحرية الى امام ام معرقلين لها.. سارتر يتناول الحاضر والمستقبل.. وغرامشي يتناول الحاضر والمستقبل.. وحده ماركس وزميله انجلز من تناولا الماضي من اجل المستقبل.. ومن خلالهما عرفنا ما تعنيه المادية التاريخية وجوهر حراك التاريخ الإنساني . من خلال فهم العلاقة بين وسائل الإنتاج واساليبه وبين الأفكار التي تتبلور وتتطور لتؤسس حقبة جديدة.(تطور وسائل وأساليب الإنتاج . يقابله تطور المعرفة الإنسانية ). وعليه ان نقد الماضي من خلال ما وصل اليه الحاضر ينم عن جهل مطبق بأصول رسالة المثقف العضوي..ومن يفعل ذلك يشبه الولد الذي يطلب مصروفا هائلا دون ان يعلم شيئا عن الجهد الذي بذله ابواه من اجل الحصول على كمية المال الذي بين أيديهم او الولد الذي يستنكف من ميراث اجداده دون ان يعي انه ما وصل لهذا لولا أولئك المكافحين من اجل الغد..رولان بارت الناقد الماركسي أسس لمفهوم رائع في نقد الادب والكتابة والقراءة عموما.. هنا ينبغي ان نتعرف على معنى ومدلولات ما عناه رولان بارت في كتابه ( الكتابة عند درجة الصفر..).. وكتابه هذارأيت فيه ردودا تقدمية جدا لسؤال سارتر.. وشرحا يختلف فيه اختلافا جذريا مع سارت رغم اتفاقهما على الهدف الرئيس الحرية.. سارتر الوجودي وكل الماركسيين المتحمسين للتجربة السوفيتية بنكهتها الستالينية يرون ان الادب لايكون ادبا ان لم يكن ملتزما بقضايا الشعوب والنضال ضد الامبريالية.. من هنا شاع الصراع بين فريقين مهمين.. فريق يساري يرى ان الفن من اجل الحياة . وفريق يميني يرى ان الفن من اجل الفن.. رولان بارت اليساري ورغم اتفاقه على ان الادب والفن من اجل الانسان لكنه ميز بين أنواع من الادب والفن والقراءة.. وابتكر نظرية في النقد عظيمة,, تلك هي الكتابة عند درجة الصفر.. بمعنى ان من حقك ان تكتب من اجل الانسان.. ولكن ما هي قدراتك ومواهبك وعبقريتك. ما هي حدود امكانياتك لكي تكون روائيا او شاعرا او فيلسوفا.. من حقك ان تكتب فالحرية هي المعيار في رسالة كل اليساريين.. لكن هل تكفي الحرية وحدها.. لمنحك لقب المفكر او الشاعر او الاديب او المترجم؟؟ وضع بارت معايير لتقويم الكتابة تبدأ من الكتابة عند درجة الصفر وتنهي عند اعلى درجات الابداع في الادب والفن.. ان تكتب مثلا.. الشعب يحتاج الى الخبز والحرية. ويحتاج الى التعليم والرعاية الصحية. فأنت كاتب ثوري وتقدمي لكنك ما زلت في مرحلة الصفر في الكتابة.. ويمكنك ان تكتشف المسافة بينك وبين غيرك عندما تقرأ لدستوفسكي او تقرأ قصيدة لشيلر او عملا لشكسبير.. بمعنى لا يكفي ان يكون الشاعر ثوريا لكي نطوبه شاعرا كبيرا.. فالإبداع لا يعرفه الا النقاد الكبار. رامبو الذي توفي في منتصف العشرينيات من عمره.. احدث ثورة في الشعر الفرنسي لانه مبدع.. تقييم الكتابة وفق رولان بارت يشبه الدوائر التي يحدثها سقوط حجر في الماء.. هناك مستويات مختلفة في التقييم تبدأ من الدائرة صفر لتنتهي الى عمق الدوائر الأخرى... عالم اللسانيات التوسير... يفرق بين مفهومين في الكتابة او القراءة او النطق.. هناك مسافة متوازية القطبين بين اللغة والكلام.. اللغة شيء يمكن دراسته بصورة مستقلة.. في حين ان الكلام لايوفر إمكانية لذلك.. فالحكي غير متجانس في حين ان اللغة اكتسبت تجانسا عبر عصور تشكلها وانتقالها من محاولات الحكي الى منظومة متفق عليها عند مجموعة بشرية ما.. ومن خلال ذلك نستطيع ان نتعرف على اقتراب كاتب ما من امساكه بنواصي لغة ما.. من عدمه..الكاتب الذي يعرف لغة ما..غير لغته الاصلية يحتاج ان ينفق كل عمره لمعرفة أعماق تلك الدوائر كلها التي تحدث عنها رولان بارت.. من اجل ذلك قيل ان ترجمة الشعر خيانة. وترجمة القرآن خيانة.. نحتاج الى مترجم عبقري يعرف كل زوايا لغته ومنعطفاتها الصلبة والرخوة.. إضافة الى معرفته باللغة المترجم اليها وكل زوايا تلك اللغة التي استضافته وكل منعطفاتها الرخوة والصلبة..

الترجمة ليست سلق بيض.. سيما ان كنت مترجما لكتاب خطير مثل القران الكريم..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والثقافوية عند منتقدي بلاغة القرآن..
- نصوص إمبريالية..قصيدتان ومابينهما نقد..
- لعبة الحب والاسئلة .. (نص هائم)
- جلالات لرجل مزيف (قصيدة نثر)
- البرغوث يضع قدميه في عين العملاق
- عن السينما الاميركية....
- بضاعتنا ردت الينا ..( عن الاستشراق..)
- أرق سببه صالح الطائي
- الاستشراق والاعلام وما بينهما
- همهمات زارا قبل موته
- الاسس الموضوعية لانبثاق الحشد الشعبي ونهضته...
- الإشتغال على إلا... قصيدة نثر
- الجلاوزة والجلواز وعلي الوردي
- لايوجد شيء ودي على الاطلاق
- نص نموذجي لقصيدة النثر العربية المعاصرة (في ذمة المعري لأسعد ...
- ضعفاء (قصيدة نثر )
- دينا نبيل والسرد الرسالي الملتزم
- تخبط المثقف العربي /وخطاب الدكتور حيدر العبادي الاجتماعي
- المفكر حين يكون قاصا..(نقد)
- سولة .... قصيدة نثر


المزيد.....




- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟
- عملية -الوعد الصادق- رسالة اقتدار وردع من الجمهورية الإسلامي ...
- تردد قنوات الأطفال علي جميع الاقمار “توم وجيري + وناسة + طيو ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام كاظم فرج - الثقافوية / اسئلة سارتر