أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الجبوري - العرب والاكراد علاقات تاريخية تتقوى باحترام الخصوصية














المزيد.....

العرب والاكراد علاقات تاريخية تتقوى باحترام الخصوصية


طارق الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 5690 - 2017 / 11 / 6 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العرب والكرد علاقات تاريخية تتقوى باحترام الخصوصيه
طارق الجبوري
في تاريخ العراق القديم والحديث او في سواه من اجزاء المجتمع العربي الكبير هنالك حقيقة اثبتتها التجارب والاحداث بان روابط الاخوة والالفة والتاخي مهما قويت او ترسخت عبر التاريخ فانها لايمكن ان تلغي الاخر مهما كان اقلية بسيطة او قومية ولا تدفعه لان ينصهر .. وان هذه الروابط التي نتغنى بها ونعيش بعض صورها في حياتنا اليومية كمواطنين ،لا يمكنها ان تزيل اختلافات وثقافات وافكار تفرضها طبيعة الانتماءات القومية والدينية للمجاميع البشرية والمكونات ..وفي طبيعة العلاقة بين قوميتين رئيسيتين في العراق العرب والاكراد فانه ربما ينطبق عليها ما ذكره ميلاد حنا في دراسة له عن اقباط مصر حيث ان ( هنالك غلالة رقيقة تعزل بينهما يمكن في اوقات الازمات ان تتحول الى صراع ظاهر ومن المؤكد انه في اوقات الاسترخاء تبدو هذه الغلالة وكأنها غشاء ناعم هفهاف من الحرير قد لانراها لكنها موجودة على اي حال ..).لذا فان اي قفز على خصوصية اي طرف تفضي الى نظرة متعصبة عنصرية وان العلاقات التاريخية بين العرب والكرد تتقوى باحترام خصوصية كل قومية ومصالحها .
وعودة الى تاريخ العراق الحديث منذ تأسيس الدولة العراقية على انقاض انهيار الخلافة العثمانية عام 1921 والى الان تظهر لنا جميعا اننا ارتضينا ان نغمض اعيننا عن امال واحلام امة لها تطلعاتها التي ربما لاتتطابق وتطلعاتنا لكننا اعتدنا اذا اضطرتنا الظروف لبحث موضوع العلاقة معها فاننا نرتأي الدوران في محيط طبيعة العلاقة التي ينبغي ان تكون بيننا وبين الاخوة الكرد او نبتعد ولا نتقبل الغوص في اعماقها لذا بقيت المشكلة قائمة وجمرها تحت الرماد ..جمر سرعان ما يتحول الى نار خاصة وان هنالك رياح خارجية قوية تحرك الرماد لتشتعل النيران وتحرق الاخوة شركاء الوطن والمصير الواحد !
بعد احتلال العراق في 2003 استمرت الاطراف السياسية التي تسلمت مقاليد السلطة ، بالنظر الى طبيعة العلاقة بينها وبين الاكراد بنفس المنهج وجاء الدستور ببنوده وفقراته القابلة للتأويل ليؤكد حقيقة الخلافات وعمقها وبانه اي الدستور ورقة هشة تفرق ولا توحد و يمكن لاي طرف ان يفسرها بما ينسجم ومصالحه هو وليس مصالح مجموع الشعب ، وهو ماعرض العلاقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية الى التصادم في احيان كثيرة ..
وبغض النظر عن النظرة الى الاستفتاء الذي جرى في الخامس والعشرين من ايلول 2017 وشرعيته وانسجامه مع دستور مختلف عليه وقضية توقيته وسوء تقدير حسابات حصلت ، فانه ( اي الاستفتاء) كشف طبيعة ثقافة التعصب والقبلية في نفوس ظلت تردد ( هربجي كرد وعرب فد حزام .. ) لكنها لم تدخل القلوب والضمائر.. والمؤلم ان هذه العصبية نجدها عند من يدعون الثقافة والمعرفة وبشكل سافر اكثر من غيرها بل ما يؤسف له ان بعض هؤلاء تبرع لتغذية نزعة الصراع بين الاخوة متخذا من ذريعة الحرص على وحدة الوطن ذريعة لالغاء كل دور للكرد في النضال الطويل لشعبنا ، بل الاساءة اليهم .. ومن المخجل ان اطرافا وشخصيات سياسية انتهزت الفرصة للتحريض وتصوير ما تحقق من مكتسبات للاخوة الكرد وكأنة منة وليس حقا ! من دون ان يعني هذا تبرئة اطراف سياسية في إقليم كردستان هي الاخرى صعدت وبشكل متعصب ثقافة القطيعة وتجاهل كل ما كان يربطهم من اواصر مع اخوتهم العرب خاصة في اوساط الشباب حتى بتنا نشهد جيل جديد لايتقن اللغة العربية ان لم نقل لايريد التحدث بها !
لقد ظهرت بعد الاستفتاء مشاهد مخجلة ومعيبة وسمعنا كلمات بذيئة وقرأنا منشورات بائسة ، وهو ما يجعلنا نتوقف كثيرا عند ما يحصل وما يجري لنعرف الى اين يمكن ان تقود مثل هذه الثقافة القومية المتعالية المتغطرسة البلد ؟ !
ان ما حصل من ظواهر بعد استفتاء إقليم كردستان على مراراته يقودنا الى حقيقة مهمة تتطلب وقفة شجاعة لمراجعة تجارب الماضي والاعتراف بالاخطاء سواء من قبل القيادات الكردية او الاطراف السياسية الاخرى وخاصة العربية وتفهمها بان الكرد حتى وان كانوا جزءَ من العراق لهم مشاعرهم وامانيهم وخصوصياتهم ..
وبصراحة فان مثل هذه الازمات تتفاقم عند غياب المشروع الوطني وانحسار اطرافه وهيمنة عقليات متخلفة تتبرقع بالدين كستار لسوءاتها، على السلطة ، لذا فان اول خطوة في اتجاه بناء علاقات سليمة تحفظ حقوق جميع المواطنين تكمن بوجود نظام وطني يؤمن بالديمقراطية ويشيع ثقافة المساواة والعدالة بين مواطنيه وما ينبغي ان يفهمه العربي والكردي وغيرهما بان ما يتعرضون اليه من ظلم وانتهاك للحقوق واحد وهو ما يجمعهم للنضال من اجل دولة وطنية ديمقراطية . مرة اخرى لنقراً التاريخ ونعي ان لاحل الا بالديقراطية .



#طارق_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهيئة العامة للكمارك مالها وما عليها !
- لنتعلم لغة الحوار .. واليهودية ليست عار
- عزوف الشباب عن العمل الوطني بفاعلية .. لماذا ؟!
- هذا هو وجه اميركا الحقيقي فلتتوحد القوى الوطنية
- لعبة التغيير الاميركي حقيقة ام خداع ؟!
- منضلون منسيون وابو هيفاء وعيد العمال
- السنين ان حكت
- هل من يسار عربي ؟!
- الطاهر يبحر في حوار الحضارات
- من ينفض الغبار عن جوهر الاشتراكية وحقيقتها الديمقراطية ؟
- المدى - 22 حزبا وحركة تتفق على دخول الأنتخابات القادمة بقياد ...


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الجبوري - العرب والاكراد علاقات تاريخية تتقوى باحترام الخصوصية