أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الجبوري - هل من يسار عربي ؟!














المزيد.....

هل من يسار عربي ؟!


طارق الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 5487 - 2017 / 4 / 10 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل من يسار عربي ؟!ّ
طارق الجبوري
اعترف ان العنوان بصيغته الحالية استفزازيا ، لكنه من جانب اخر ضروريا خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ما شاب حركة اليسار بشكل عام والعربي بشكل خاص من اخفاقات لاسباب كثيرة بعضها موضوعي يرتبط بحجم وطبيعة التحديات والقوى التي واجهته وذاتي يتعلق بممارسات احزاب وانظمة حملت اسم اليسار وشعاراته لفظا وخالفتها عملا وتطبيقا ..لن ندخل هنا في تعاريف اليسار ومعناه فهي جميعها تلتقي عند قاسم مشترك هو ان اليسار ايدلوجيا يعني الافكار والمنطلقات التي تدعو الى تغيير الانظمة وبما يتناسب وتطلعات القاعدة الجماهيرية الكبيرة في حياة كريمة تخلو من الاضطهاد والاستغلال وانتهاك الحقوق ، لذا فان جميع احزاب اليسار حملت شعارات الحرية والاشتراكية واضافت لها الاحزاب والتيارات القومية العربية الوحدة ..نقول لن نتطرق هنا الى اليسار كفهوم ، لانه او هكذا يفترض معروف وتناوله الكثير بالبحث تفصيليا ، غير اننا سنحاول البحث عن حقيقة اليسار العربي ووجوده في ضوء متغيرات ثورة الاتصالات والعلوم والمفاهيم والقيم التي سادت العالم حتى اختلط الكثير منها ..
ابتداءَ لابد من الاشارة اولا الى ان صفات اليسار العربي وما لحقها من تصنيفات لاحزاب وتيارات على انها تقدمية ، ارتبط خطأ بمدى قرب او بعد هذا الحزب او ذاك بالاتحاد السوفيتي سابقا باعتباره زعيم المعسكر الاشتراكي ، وهذا الخطأ قاد البعض الى ما قناعات مغلوطة اشاعت بان اليسارفي العالم ومنه مجتمعنا العربي قد سقط بتهاوي الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي بشكل عام .. واخذ البعض ينظرلانتصار الراسمالية وهزيمة الاشتراكية نظريا وعمليا وساهم في تعزيز هذا الفهم عجز وفشل احزاب كانت محسوبة على اليسار عن الحفاظ على مبادئها وثوابتها من دون ان يعني هذا جمودها الفكري وعدم مواكبتها للتطورات والمتغيرات الحادة في العالم .. لن اذكر اسم حزب او حركة على وجه الخصوص لانني وبحسب راي المتواضع اشعر بان جميع احزاب اليسار مشمولة بحالة الفشل والعجز اما الانظمة التي سميت تعسفا تقدمية فان ممارساتها كانت اتعس من اليمين اذا اعتبرنا ان احد معايير التمييز بين اليسار واليمين هو الابتعاد والاقتراب من امال الجماهير والدفاع عن حقوقها !! لنكن صريحين ونعترف بان هاجس جميع الحركات والانظمة العربية التي تشدقت بالتقدمية ورفع شعارات الحرية والاشتراكية كان السلطة فحسب والحفاظ عليها باي ثمن فتفننت في ابتكار وسائل القمع وانحرفت عن الديمقراطية ولم تقترب من تحقيق العدالة الاجتماعية بل ان الاحزاب القومية ابتعدت عن هدف الوحدة حتى مع نظيراتها من الاحزاب والانظمة وصار الحكم والنفوذ والزعامة والتوريث والاضطهاد سمات ملاصقة لها عند استلامها للسلطة في هذا القطر العربي او ذاك ..
ويبدو ان انهيار الاتحاد السوفيتي وما رافق ذلك من تهاوي المعسكر الاشتراكي بقدر ما كشف حجم الاخطاء التي ارتكبت باسم الاشتراكية وباسم الماركسية اللينية ، فانها من جانب اخر كشفت هشاشة احزاب اليسار العربي وانشغاله بالصراعات الثانوية وتصفية الواحد للاخر ما افقدها غالبية غير قليلة من قواعدها التي اتجهت الى التيارات الاسلاموية جراء ما اصابها من يأس واحباط من ممارسات الانظمة "التقدمية " العربية !!
وما زاد الطين بلة وضاعف من حالات التشويش الفكري عند المواطن تحالفات تيارات تحمل صفة اليسار مع احزاب دينية طائفية بهذا الشكل او ذاك .. واذا كانت فترة الاربعينات والخمسينات قد شهدت حالة مد متصاعد لتيار اليسارالعربي بمختلف تنوعاته الشيوعية او القومية فان ما تلاها خاصة وعند تسلم البعض لزمام السلطة قد افقدها صفة اليسار عمليا وشوه اجمل معانيه ..لذا يمكن القول ومن دون مجاملة ان اليسار ليست شعارات بل فعل وممارسة باتجاه احلام الملايين من الفقراء والمحرومين والمضطهدين في مجتمعاتنا وهو ما لم تحققه احزاب اليسار العربي من دون استثناء سواء من تاه متطرفا باقصى اليسارفابتعد عن الواقع او ممن تراجع واقترب من اليمين منغمسا في ملذات ما يوفره الاقتراب من السلطة وكسب رضا القائمين عليها او ممن انكفأ فصار اقرب الى ما يسمى باليساري الامبريالي ! ان صح التعبير وهذا ينطبق على اولئك الذين صاروا يتغزلون بالنظام الراسمالي !
اخيرا لاندعي اننا اوفينا الموضوع حقه وحسبنا اننا فتحنا كوة عسى ان تتسع للنقاش لتفتح لليسار العربي الذي حلمنا به وتمنيناه افاقا ارحب ..



#طارق_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاهر يبحر في حوار الحضارات
- من ينفض الغبار عن جوهر الاشتراكية وحقيقتها الديمقراطية ؟
- المدى - 22 حزبا وحركة تتفق على دخول الأنتخابات القادمة بقياد ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الجبوري - هل من يسار عربي ؟!