أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الجبوري - لعبة التغيير الاميركي حقيقة ام خداع ؟!














المزيد.....

لعبة التغيير الاميركي حقيقة ام خداع ؟!


طارق الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 5595 - 2017 / 7 / 29 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كثرت هذه الايام الاحاديث التي تبشر" بخلاص "اميركي مقبل علينا يضع حدا للطائفية والفساد وتتصدر بعض الصحف العربية والدولية تقارير وتصريحات تتحدث عن قرب تغييرات بالعراق تعيد لعمليته السياسية الميتة سريريا ، بسبب تكوينها المحاصصاتي منذ نشوئها بوصفة اميركية ، الحياة ..وبرغم ما اشيع ويشاع بان ما حصل من تداعيات بعد الاحتلال سمته الفوضى والانفلات والخراب وتدمير كل شيء حتى لم يبق من مقومات الدولة غير الاسم .. نقول انه برغم ما يشاع عن ان اسباب كل هذا لم يكن متعمداً بل جراء خطأ في حسابات الادارة الاميركية سببه تضليلها بمعلومات وتقارير استقتها من مصادر محدودة ولها غايات واطماع بسرعة انهاء النظام السابق باية طريقة كانت ، فان المنطق والعقل لايقبلان هذا التفسير الذي يوحي وكأن الادارة الاميركية ساذجة وان العاطفة وحقوق الانسان والديمقراطية وغيرها من الشعارات البراقة هي من تحكم ممارساتها وليس المصالح العليا للشركات الاميركية العابرة للقارات والتي من اجلها دعمت انظمة رجعية ومتخلفة ودكتاتورية في اسيا وافريقيا وما زالت تدعم وتساند مثل هذه الانظمة .. لانريد الابتعاد كثيرا عن اصل موضوعنا ونعيد الى الاذهان نماذج من حروب خاضتها اميركا ضد الشعوب التواقة للتحرر والكرامة باسم حقوق الانسان والديمقراطية ، غير اننا نسوق هذه المقدمة الموجزة والسريعة لنؤكد ان ما يحرك الادارة الاميركية هو المصالح وانها لم تحتل العراق وتجعله يعيش هذه ( الفوضى الخلاقة ) بما حملته من تدهور للاوضاع الامنية واستهداف الكفاءات وتغييب قيم المواطنة وهيمنة الاحزاب الطائفية وغيرها من الازمات والمشاكل التي نعيشها من اجل سواد عيون الشعب الذي عانى الامرين من حصار جائر مات خلاله ملايين العراقيين وخاصة الاطفال ، بل انها تعمدت عرقلة اي توجه لتطبيق ديمقراطي حقيقي عندما اسست مجلس الحكم بصيغته المحاصصاتية المعروفة وكرست كل ما من شأنه تمزيق نسيج المجتمع العراقي ووحدته الوطنية بفقرات وبنود دستورملغوم اختلفت التأويلات بشأنه ، ناهيك عن غض طرفها عن تصاعد سطوة الجماعات الطائفية المتطرفة التي بدأت تكبر وتتسع وفرضت سيطرتها على كل شيء واشاعتها لقوانين شرعنت الفساد المالي والاداري ، من دون اغفال التجاهل الاميركي لتاريخ الاحزاب والشخصيات الوطنية بمختلف مسمياتها وتمهيشها وعدم اعطائها دور فاعل في رسم ستراتيجية لبناء عراق ما بعد الاحتلال وما يؤسف له ان بعض هذه القوى والشخصيات ساهم بدعم التوجه الاميركي المحاصصاتي بدوافع مختلفة لكنها بالتأكيد منافية لابسط المباديء الوطنية .
اليوم وبعد اربعة عشر عاما من تجربة مريرة صرنا نسمع ونقرأ يوميا ومنذ اشهر خاصة بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الاميركية عن سيناريوهات معدة كما يقال لاجراء تغيير ينهي دور الاحزاب الطائفية والميليشيات السائبة وتنتشر دعوات للمواطنين من هذا السناتور او المحلل اومراكز البحوث لاسناد هذا الدور الاميركي الجديد من دون ان يفصح المبشرون ( بجنة اميركية ) في العراق بعد نيران وحرائق الفوضى عن الاسباب الحقيقية وراء هذه السناريوهات هل هي صحوة ضمير للادارة الاميركية ام انها نوع جديد من الخداع للمواطنين ؟!
نحن نميل الى السبب الثاني اي خداع المواطنين وتخديرها واعاقة تنامي صرخات الغضب الشعبي التي بدأت تتسع وتعطيل اي توجه جماهيري لاجراء التغيير الحقيقي المنشود .. ونظن ان الادارة الاميركية ما زالت مستفيدة من حالة اللادولة التي نعيشها في العراق وفي بقية اجزاء الوطن العربي الكبير المهيأ بمزيد من التشظي والحرائق ان لم تتدارك القوة الوطنية فيها الوضع وتوحد جهودها من اجل رسم خارطة طريق تعيد لهذه البلدان ومنها العراق الاستقرار وبناء نموذج ديمقراطي صحيح .
ان مراجعة سريعة لبعض تصريحات القادة الاميركان وما يصدر من دراسات تشير الى انها جميعا ما زالت تركز على تقسيم العراق طائفيا ويكفي ان نشير الى ما تروج له الادارة الاميركية ورموزها من السياسيين والاعلاميين من مشاريع عزل محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين عن بقية اجزاء العراق تحت ذريعة اعمارها واعادة اهلها اليها ، لندرك ان كل ما تدعيه الادارة الاميركية ليس تغييرا بل مزيد من السيطرة وفقدان السيادة وان عملية التغيير الجذري لايحققها غير الشعب اذا ما توحد وعرفت الاحزاب الوطنية كيفية استعادة ثقة المواطن بها ومغادرة حالة التشرذم في مابينها .



#طارق_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منضلون منسيون وابو هيفاء وعيد العمال
- السنين ان حكت
- هل من يسار عربي ؟!
- الطاهر يبحر في حوار الحضارات
- من ينفض الغبار عن جوهر الاشتراكية وحقيقتها الديمقراطية ؟
- المدى - 22 حزبا وحركة تتفق على دخول الأنتخابات القادمة بقياد ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الجبوري - لعبة التغيير الاميركي حقيقة ام خداع ؟!