ماذا تعني مجلة خاصة بالهوية الوطنية؟

سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 5686 - 2017 / 11 / 2 - 01:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ماذا تعني مجلة خاصة بالهوية الوطنية؟
الى مثقفي بلداننا الراغبين باصدار مجلة خاصة بهوية وطنهم وشعبهم:
هذه تجربتي مع مجلة (ميزوبوتاميا ـ بلاد النهرين) الخاصة بالهوية العراقية!

سليم مطر ـ جنيف
يتصل بي بين حين وآخر بعض الاخوة من المثقفين والمثقفات، في بلدان الشرق(الناطقة بالعربية)، الطامحين الى اصدار مجلات مختصة بـ(الهوية الوطنية) لشعوبهم، يستفسرون عن تجربتي مع مجلة (ميزوبوتاميا ـ بلاد النهرين)، المختصة بالهوية العراقية، وعن غايتها وعملها واسباب توقفها. وهي مجلة فصلية ورقية(حوالي 300 صفحة، بدراسات متنوعة وجادة). دامت هذه التجربة الغنية والمفيدة والمتعبة ، حوالي العشرة اعوام 2004 ـ 2014.
وهي اول مجلة عراقية و(عربية وربما في العالم، حسب علمي) تختص بشكل تام بالهوية الوطنية لشعب معين. فانا لم استلهمها من اية تجربة اخرى اعرفها، بل هكذا فكرت باصدراها منذ سنوات طويلة وانا في جنيف مع تخصصي الدراسي والفكري بموضوع الهوية بجوانبها الانسانية والفلسفية والروحية والفردية والوطنية.
يمكن اختصار جوهر هذه المجلة الخاصة بالهوية الوطنية بالغايات التالية:
1ـ ان يعرف المواطن كل ما يمكن عن بلده وشعبه ، وتاريخه وبيئته ومناطقه وميراثه وثقافته.
2ـ ان يتعرف خصوصا ويتفهم الجماعات القومية والدينية والمذهبية في بلاده ويحترم تمايزها وحريتها.
2ـ كذلك ان يتعرف على الشعوب الجارة التي لها علاقات جيرة وتاريخ مع بلاده، وان يعمل على التعايش معها بسلام وتعاون.
ويتم هذا التعرف من خلال مواضيع المجلة المتنوعة التي تتمحور جميع مواضيعها حول السؤال التالي:
ما هي هوية هذا الشعب والوطن، ماضيها وحاضرها ومستقبلها؟
والجواب على سؤال الهوية الوطنية هذا، يتضمن مواضيعا عديدة كثيرة، منها:
ـ ماهي اللغات واللهجات والقوميات والجماعات الثقافية المحلية، لهذا الشعب؟
ـ ماهية اديان وطوائف وعقائد هذا الشعب، ماضيا وحاضرا؟
ـ ماهية التقاليد الشعبية والتنوعات الفلكلورية لهذا الشعب؟
ـ ماهي المراحل التاريخية التي عاشها الوطن، منذ فجر التاريخ ومرورا بجميع المتغيرات القومية والدينية التي مرت به، وحتى العصر الحالي؟
ـ ماهية المتنوعات والخصوصيات الجغرافية لهذا الوطن وعلاقتها بتنوع المناطق وثقافاتها المحلية؟
ـ ماهي بيئة هذا الوطن ومؤثراتها وتلوثاتها ومشاكلها؟
ـ ماهي التيارات الثقافية القديمة والحالية السائدة في الوطن؟
ـ ماهية الشعوب والاوطان المحيطة بهذا الوطن، وتاريخ العلاقات معها، وكيفية التعايش معها بسلام وتعاون؟
ونقاط اخرى عديدة حسب خصوصيات الوطن والشعب.
وفيها نجد مواضيع مختلفة ودراسات جادة متنوعة، تشمل مختلف النواحي: التاريخ والدين والتراث والجغرافية واللغات والقوميات والتقاليد والاحزاب والمدن.. الخ. واصدرت كذلك ست موسوعات كبيرة كل منها خاص بموضوع عراقي محدد، وهي:
1ـ موسوعة اديان وطوائف العراق قديما وحديثا . 2 ـ موسوعة محافظات العراق. 3 ـ موسوعة المرأة العراقية قديما وحديثا. 4 ـ موسوعة كركوك قلب العراق. 5 ـ موسوعة لغات العراق قديما وحديثا. 6ـ موسوعة بيئة العراق وجغرافيته.
ورغم النجاح الكبير الذي حازته المجلة واصدراتها على الصعيد الشعبي وملأها فراغا كبيرا في الثقافة العراقية، الا انها فشلت بالحصول على دعم اصحاب المال والسلطان في العراق. بل ان بعض الاطراف الدينية قد حاربتها بتهم مضحكة، مثل: (انها تنشر صور الاوثان ) ويقصدون صور النصب حضارة العراق القديم. واكثر من حاربها الاطراف العنصرية الكردية واتباعهم من الاعلاميين والمثقفين العراقيين ومؤسساتهم المتحكمة بالثقافة والاعلام، وجميع المعادين للوحدة والهوية الوطنية، من الطائفيين والقوميين العنصريين.
وبسبب العجز المالي وافلاسي انا شخصيا بالاضافة الى معاناتي واجهادي والتهديدات التي تعرضنا لها انا والعاملين معي، اضطررت الى غلق هذه المجلة العزيزة. واتمنى ان يأتي اليوم الذي يبادر فيه المثقفين العراقيين الوطنيين الى اعادة اصدراها من اجل الاستمرار بعملية إحياء الهوية الوطنية العراقية.
ــــــــــ
هذا هو مختصر التعريف بمنهج المجلة كما هو منشور في عددها الاول:
http://www.mesopot.com/default/index.php?option=com_content&view=article&id=47&Itemid=56

ـ هذا موقع المجلة وفيه جميع الاصدارات ويمكن مطالعتها كاملة: http://www.mesopot.com/default/
الاعداد الاولى: http://www.mesopot.com/old/
ـ موقعي الخاص الذي يحتوي ايضا على الموسوعات التي اشرفت على اصدارها: http://www.salim.mesopot.com/

#سليم_مطر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل