أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - السيمياء الامبريالية / واثق الواثق.















المزيد.....

السيمياء الامبريالية / واثق الواثق.


واثق الواثق

الحوار المتمدن-العدد: 5680 - 2017 / 10 / 26 - 23:25
المحور: الادب والفن
    


السيمياء الامبريالية / واثق الواثق

إن دراسة النظام الأشاري هي دراسة قديمة قدم الكون نفسه ، ولكن المنطلقات النظرية لهذه الدراسات اختلفت من زمن إلى زمن ومن امة إلى أخرى لاختلاف الثقافات الاثنية واختلاف المراحل التاريخية ، وقد وصلت إلينا بعض التأملات والأفكار السيميائية من حضارات قديمة جدا كالصينية والهندية واليونانية والرومانية والعربية والإسلامية ، إلا إن هذه الأفكار والتأملات بقيت في إطار التجربة الذاتية ولم تدخل إطار التجربة العلمية الموضوعية .
وأول باحث قدّم مصطلح " سيمولوجيا " او " سيميائيات" هو الفيلسوف لوك .ولكن الدراسة السيميولجية في عصره لم تخرج عن إطار النظرية العامة للغة وفلسفتها النظرية .وإنها لم تصبح علما قائما إلا بالعمل الذي قدمه الفيلسوف الأمريكي بيرس ، والذي أطلق مصطلح " سيموطيقا " ليعني حسب اعتقاده علم الأشارة الذي يشمل جميع العلوم الإنسانية والطبيعية الأخرى ، حيث يقول : " ليس باستطاعتي ان ادرس أي شيء في هذا الكون ، كالرياضيات ، والأخلاق ، والميترافيزياء ، والجاذبية الأرضية ، والديناميكية الحرارية ، والبصريات ، والكيمياء ، وعلم التشريح المقارن ، وعلم الفلك وعلم النفس وعلم الصوتيات ، وعلم الاقتصاد ، وتاريخ العلم ، والكلام ، والسكوت ، والرجال والنساء ، والنبيذ ، وعلم القياس والموازين –إلا على انه نظام سيميولوجي" وان نظام بيرس السيميائي عبارة عن مثلث ، تشكل الإشارة فيه الضلع الأول الذي له علاقة حقيقية مع الموضوع الذي يشكل الضلع الثاني والذي بدوره يستطيع ان يحدد المعنى وهو الضلع الثالث ، وهذا الضلع الثالث بحد ذاته هو إشارة تعود على موضوعها الذي افرز المعنى .أي ان السيميائي تقوم على المعنى والتمثيل عبر الإدراك .
ومما لاشك فيه إن السيميائيات ارتبطت بمفهوم العلامة منذ بدايات نشوء التفكير الفلسفي الى يومنا هذا .فالبصمات الفلسفية والمنطقية على الدرس السيميائي واضحة وضوح الشمس لا يمكن إغفالها . فمعظم المؤسسين والمنظرين السيميائيين هم فلاسفة او انطلقوا لدراسة السيمياء من الفكر الفلسفي .
وتحتل السيمياء مكانة مهمة ومتميزة ، في الفكر والدرس اللغوي واللساني وغير اللساني المعاصر ، كونها نشاط معرفي واسع ومتشعب بأصوله وامتداداته وأساليبه وتنوعاته ومساحاته الموضوعية و التحليلية التي يشتغل عليها ، فهي علم يستمد أصوله ومبادئه من مجموعة كبيرة من الحقول المعرفية كاللسانيات والفلسفة والمنطق والتحليل النفسي والانتربولوجيا ...ومن هذه الحقول او المساحات استمدت السيمياء اغلب مفاهيمها وطرق تحليلها ، كما ان موضوعها غير محدد في مجال بعينه ، فالسيميائيات تهتم بكل مجالات الفعل الإنساني : إنها أداة لقراءة كل مظاهر السلوك الإنساني بداء من الانفعالات البسيطة مرورا بالطقوس الاجتماعية وانتهاء بالأنساق الايديلوجية الكبرى .
وهكذا نجد أن السيميائيات دخل في جميع الظواهر الكونية ومختلف مجالات الحياة وتفاصيل العالم فدخلت الكون والطبيعة واللغة والإنسان والمجتمع والمصنع والآلات والمسرح والمرسم ومختبرات التصوير والأعلام والموضا والرياضة والسياسة والاقتصاد والاجتماع والوساطات و البيت والمطبخ ..وبهذا تسيدت كافة مفاصل الحياة ومظاهر الكون والإنسان .
ولكن هل يصح لنا أن نسلم بكل ما جاءت به من أسس ونظريات او أراء او تحليلات او تجارب دون إخضاعها إلى مختبر علمي تطبيقي واقعي ،يضعها في مكانها الصحيح بعيدا عن هذه الفوضوية وهذه السيادة الامبريالية ، التي منحتها لنفسها .؟
الجواب لا يمكن التسليم للسيميائية بكل ما جاءت به ،سيما منهجها كسيمياء بنيوية او اجتماعية او اشهارية او سردية ..
فقد قدم السيميائيون تحليلاتهم كما لو كانت تفسيرات موضوعية (علمية) خالصة، وليست تحليلات ذاتية شخصية ؟! كما إن معظم السيميائيين مطالبين بحاجة كبيرة لتقديم أدلة تجريبية على تفسيراتهم وتجاربهم وتحليلاتهم ...حيث ان معظم التحليلات السيميائية تمعن في الانطباعية وغير نسقية الى حد بعيد ، وان بعض السيميائيين يختارون أمثلة توضح النقاط التي يرغبون في إثباتها هم دون إشراك القارئ ؟! وإنهم لا يطبقون التحليل السيميائي على عينة او شريحة واسعة وعشوائية بعيدا عن التعمية والتضليل والانتقائية والاجترار لنفس الموضوعات او العينات .هذا ما يستدعي محللا سيميائيا حاذقا ،ذا مهارة علمية وبراكماتية عالية؛ كون ما يقرأه شيء ملفوف وملبد بالغموض .كما إن في بعض الحالات لا يبدو التحليل السيميائي أكثر من عذر يستخدمه الشارحون للظهور بمظهر متملي مادتهم عن طريق استخدام مفردات حرفية تستبعد معظم الناس عن المشاركة في الفهم ، فهم يستخدمون أصعب المصطلحات التي يبتدعونها ويروجون لأنفسهم من خلالها وهذا أرهق النص السيميائي بكثرة المصطلحات المبتكرة من قبلهم والمتعددة او المترجمة وابعد القارئ عن جادة الصواب ووضعته في حيرة من أمره سيما ان معظمها مصطلحات فلسفية بعيدة عن وصف الموضوع وصفا دقيقا بل متشعبا وغامضا صعب فهمه .؟!ومن النادر ان نرى شروح عدة لمحللين سيميائييين على نفس النص ، والأدهى والأنكى من ذلك أننا لا نجد أي دليل على إجماع المحللين على موضع في نفس النص .كما أن قليل من السيميائيين من يتبنى استتراتيجية واضحة بما يكفي ليطبقها آخرون على الأمثلة المعطاة ذاتها ، وكثير من السيميائيين لا يتيحون المجال أمام قراءات بديلة فيفترضون ان تحليلاتهم تعكس إجماعا او معنى كامنا في النص ، ويولي السيميائيون الذين يرفضون تفسيرات الآخرين الفاحصة مكانة خاصة لما يسمى ب" المحلل ممثل النخبة " علما إن السيميائيين ذوي التوجه المجتمعي يشددون على ان سبر التفسيرات التي يمارسها الناس أساس في السيميائية
وبهذه النظرة المتعالية من قبل السيميائيين على العلوم والنظريات والمناهج النقدية الاخرى جعلهم يعتقدون أنهم تسيدوا الكون بنظرة عولمية امبريالية دون أن يتنبهوا إلى إمكان إرساء أسس علمية رصينة لهذا العلم ترشد القرّاء إلى جادة الصواب عبر سكة رصينة .
وبهذا نخلص إلى إن السيميائيات ابتدأت فلسفية ثم لسانية اجتماعية ثم فلسفية نفسية ظاهراتية عملية ثم علمية دخلت مختلف العلوم التطبيقية ..واثق الواثق.



#واثق_الواثق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في عيار ابن طباطبا العلوي / واثق الواثق
- عصافير الظهيرة ..واثق الواثق
- قراءة في كتاب الادب العربي في الاندلس ، للدكتور علي محمد سلا ...
- عيون المدينة / واثق الواثق .
- عراق من ثلاثة طوابق / واثق الواثق .
- مفارقات العصر في العراق المنتصر ..!
- قراءة سيميائية / واثق الواثق.
- قراءة في كتاب :السيميائيات السردية : سعيد بنكراد . واثق الوا ...
- حزب الله ، ساعة صفر ..
- الرواية العربية بين التشكيك والتاصيل
- صراع ايديلوجيات وساحة تصفيات .-الاوسط انموذجا - الشرق ال.واث ...
- من يقف وراء داعش ؟
- وزارة التعليم العالي الى اين ..؟!
- بعيدا عن التقليد ..اعلام حر ...واثق الواثق
- طلبة الدراسات العليا بين كماشة وزارة التربية ..ولا حياة لمن ...
- الخطيئة والتكفير ..واثق الواثق
- هواجس امراة شرقية ...واثق الواثق
- الكفائي ، والخاتم الاحمر ..قراءة نقدية ..واثق الواثق
- الضمير
- المسير ..


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - السيمياء الامبريالية / واثق الواثق.