أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - قراءة في كتاب الادب العربي في الاندلس ، للدكتور علي محمد سلامة / واثق الواثق















المزيد.....



قراءة في كتاب الادب العربي في الاندلس ، للدكتور علي محمد سلامة / واثق الواثق


واثق الواثق

الحوار المتمدن-العدد: 5664 - 2017 / 10 / 9 - 23:48
المحور: الادب والفن
    



المقــــــــــــدمة :
تمثل الأندلس في التاريخ الإسلامي العربي حقبا مزدهرة ، وعصورا مشرقة ، ولم ينفصل الأدب الأندلسي عبر قرونه الثمانية عن التراث العربي والإسلامي .
ونخطئ خطا فادحا حين نظن إن هذا الأدب يعد مقلدا في كل شيء لأدب المشارقة فأدب الأندلس قلدوا المشارقة في شكل الأدب وموضوعه او هما معا فليس هذا عجزا وقصورا إنما هو شعور بالانتماء إلى الأصل وإحساس قوي بالارتباط بالمنبع
وجاءت دراسة الباحثين للأدب الأندلسي دون اهتمامهم بأدب العصور المختلفة وجاءت على اتجاهين:
1- اتجاه يهتم بدراسة عصر أو عصرين من العصور الأندلسية و الإسهاب فيه او فيها إسهابا يدل في مجمله على صبر وأناة وروية وخبرة.
2- اتجاه يدرس الأدب الأندلسي دراسة مجملة شعره ونثره دون بيان ملامح كل عصر على حدة .ومعظم أصحاب هذا الاتجاه يلقون بالنصوص الشعرية والنثرية بوفرة دون تحليل يعين القارئ على فهم هذه النصوص وتذوقها والوقوف على مظاهرها الإبداعية او التقليدية .
وثم دراسة العصور الأدبية المختلفة في الأندلس ثم تتبع المؤلف في هذه الدراسة دراسة الفنون الشعرية المستخدمة والتقليدية ، وخصائص كل فن مع ذكر الشواهد على ذلك . ثم تناول المؤلف خمسة شعراء من مشاهير الأندلس ملقي الضوء على حياتهم وخصائص إشعارهم ثم تناول بالدراسة الفنية الشعر الأندلسي وإخضاعه لمقاييس النقد العربي وخصص الموشح والزجل في باب خاص وضح فيه نشىأتها ثم تطورهما مع التمثيل اما النثر فقد درس فنونه المختلفة وبين خصائص كل فن و ما فيه من تقليد وأصالة أو جدة وطرفة .
وفي الفصل الأول ، ذكر فيه ملامح الأندلس التاريخية والفتح الإسلامي في الأندلس وبعد فتح اسبانيا لسوء الأوضاع فيها . ولم تُبدِل النصرانية فيها أي من تعاليمها ومبادئها .
1-عهد الولاة :95هـ-138هـ.
بدا بولاية عبد العزيز بن موسى بن نصير الذي اتخذ اشبيلية عاصمة للاندلس .
2-الدولة الأموية :138هـ-300هـ.
أولا : إمارة قرطبة حتى خلافة عبد الرحمن الثالث .
لقد تمكن العباسيون من الأمويين بدمشق وقضوا عليهم قضاء مبرحا سنة 133هـ.
إلا ان عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن مروان الذي نجى من بطش العباسيين وكان عمره في العشرين من عمره . وفي خلافة ابي جعفر المنصور دخل الأندلس رسمي ب " عبد الرحمن الداخل" لان أول من دخل الأندلس من بني مروان ، فأحسس المنصور بخطره فأرسل إليه جيشا يقضي عليه قبل استفحال أمره ، ففشل ونكل الداخل بالعباسيين أشنع تنكيل .
مــــــــــلوك الطـــــــــــــوائف
بانتهاء الحلم المرواني صار كل من يجد في نفسه القدرة على القفز الى السلطة من الأمراء والرؤساء يستولي على إمارته ويستقل بها ثم يسميها دولة ينصب نفسه ملكا عليها . ويتخذ من أهم مدنها عاصمة له ، ومن أهم هذه الدويلات :
1-الدولة الحمودية .
2-الدولة الزيرية .
3-الدولة الهودية .
4-الدولة العامرية .
5-الدولة العبادية .
6-دولة بني الافطس .
7-دولة بني ذا النون .
ومن ابرز خصائص هذه الدويلات كثرة الحروب التي أشعلوها في ما بينهم طلبا للتوسع والمجد الشخصي الغلبة للقوي على حساب الضعيف فيضم مملكة الى مملكته او جزء منها كما حدث وازال بنو عباد بني الأحمر في قرطبة.
ومن الخزي والعار ان بعضهم استعان بملوك الفرنجة لمساعدته في القضاء على مناوئيه من اخوانه من المسلمين ، ونتيجة هذه الخلافات استولى الفرنجة على كثير من بلاد الأندلس واحدة بعد الأخرى.
3- دولة المرابطين 490هـ-555هـ.دامت حكمها في الأندلس ستين عاما .
4- دولة الموحدين .
"مـــراحل تطــــور الشعــــر الأندلسي"
كان الشعر الأندلسي عقب الفتح الإسلامي غير متميز الملامح مجهول الهوية لانصراف المسلمين الى الحروب لتوطيد اركان الدولة الجديدة لذل عاش الأندلسيون في الحقب الاولى عالة على شعر إخوانهم المشارقة .
فهذا الشعر وإضرابه يجري في صياغته على أسلوب تقاليد مدرسة المشرق المحافظة ، اذ يعني بجزالة اللفظ وفخامة العبارة وسطحية الفكرة وبداءة الصور التي لم تتأثر بالحضارة الجديدة .
-لقد قفز عبد الرحمن الداخل إلى السلطة مؤسسا دولة أموية في الأندلس فتزدهر في عصره النهضة الفكرية وفي عصور من اتى عقبه من أبنائه وأحفاده ومن شعراء هذاه الفترة " ابو المخثي عاصم بن زيد العبادي " وهو المع شعراء عصره .
-ثم انهارت الخلافة الأموية وسادت الفوضى إرجاء الاندلس وهو ما سمي بعصر الفتنه حتى جاء عصر الطوائف 422هـ-484هـ. وبالرغم من النزاعات المستعرة والمتواصلة بين ملوك هذا العصر ، فانه يُعد عصرا ذهبيا للشعر والشعراء ، فأضحت للشعر منزلة عظيمة ومكانة مرموقة عند الجميع .
واحتل الشعراء في بلاط بني عباد أصحاب اشبيلية مكانة مرموقة ومنزلة رفيعة . كما تراسل كبار الأندلسيين بالشعر كالمعتمد بن عباد وكانت بطاقتهم تحمل عبارات العتاب والاعتزاز إلى ان صارت حياتهم كلها شعرا ، ينامون على نغمائه ويستيقظون على إنشاده ومثل هذا الطور ابن زيدون وابن عباد والمعتمد بن عباد والأعمى التطلي ..

=اما المرابطون الذين ردوا إلى الأندلس وجهها العربي ووحدتها الإسلامية وقوتها السياسية 484هـ-524هـ فانهم كانوا ميالين الى التأدب بالأدب العربي شعره ونثره . وازدهر الشعر في عهدهم ازدهارا كبيرا .
ويرى احد المستشرقين الأسبان ان الشعر الأندلسي كان يفيض قوة وحيوية قبل هذا العصر حجينما كان دنيويا خالصا يتحدث عن متاع الدنيا وخالفه في هذا الراي الدكتور علي سلامة بقوله : يبدو ان صاحب هذا الراي قد تحامل على الشعر اء في عصر المرابطين وخاصة في عهد " علي بن تاشفين "
يقول الدكتور علي سلامة يبدو ان المستشرق المذكور قد انخدع بكلام ابن بسام في "الذخيرة " وابن خاقان في " القلائد".
ولايعرف المستشرق ان هذه الأقوال من الأدباء والمؤرخين انما تنصرف الى الشاعر المدّاح الذي كان يلهث بشعره ويتسابق مع غيره للوصول الى أبواب الأمراء لينال جزيل عطاياهم .
ومما يدل على تعسف رأيه ان الشعراء الذين عاشوا في كنف المرابطين هم أنفسهم الذين اردكوا زمنا من عصر الطوائف كأبن خفاجة الأندلسي الذي مدح المرابطين بغرر قصائده .ص77.
-اما الشعر في دولة الموحدين 524هـ635هـ فكانت له المنزلة الرفيعة والمكانة المرموقة لدى الخلفاء ميلهم الكبير الى العلوم والأدب وتشجيعهم للشعراء . بل كانوا انفسهم ينتقدون الشعر ويقرّضونه كعبد المؤمن بن علي ويعقوب المنصور وموسى بن محمد بن يوسف.ص78.
ومن الشعراء المشهورين في هذا العصر "ابراهيم بن سهل الاشبيلي " اشتهر في الشعر لاسيما " الموشحات " ومن اروع قصائده رائيته في مدح النبي "ص".
- ما في عصر دولة بني "الأحمر "
فقد اضعفتها الصراعات السياسية التي دارت رحاها بين اعضاء الأسرة الواحدة ، وانهكتها الحروب المستعرة دفاعا عما بقي من ارض الأندلس . ضد أطماع الاسبانيين في التوسع والاسترداد ، وقد تاثر الشعراء في الصراعات السياسية والحروب المتلاحقة تاثرا كبيرا فغلب عليه طابع الاستغاثة واستنهاض همم ملوك العرب في المغرب العربي وتونس ، لمساعدتهم والدفاع عن الإسلام ومجده الذي انحسر نفوذه وارضه في بلادهم .
وقد نضج في هذا العصر فن اخر من فنون القول في الاندلس وهو فن : الزجل" ص80.
فالشعر الأندلسي في جملته يمتاز على الشعر العربي عامة بما فيه من المعاني المبتكرة الجميلة التي كان يعالجها الشعراء بين الوصف والبديع والكلام الرشيق والذوق الفني والافتنان في أساليب الخيال ، لانه يصور الحياة الأندلسية ويرسم صورتين من احوال العرب .ص81
"الفـــــــــــــــصل الثــــــــاني / وصف الطبيعة "
شعر الطبيعة في الادب العربي لم يات مصاحبا لفتح العرب للاندلس بل هو قديم قدم اللغة العربية ، ففي الجاهلية كان مرتبطا اوثق الاربتياط بالبيئة البدوية التي يحيها الشاعر العربي حين تصفح معالمها ويشم عبيرها ويتفاعل معها بحواسه وعقله ومشاعره ووجدانه فوقف على الاطلال الدارسة واثارها التي شجوته والهبت شاعريته ووجدانه فوقف على الاطلال فقال :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل ص85
وكان للطبيعة الساحرة اثرها الكبير في الخصب في عقول الشعراء الاندلسيين ورفاهية حسهم ورقة تصويرهم وسعة خيالهم .
فالطبيعة هي المعلم الأول الذي ألهب شعراء الاندلس بالصورة البديعية والألفاظ الساحرة والعبارات الرائعة حتى سحرت شعراء كثيرين كأبن خفاجة ، واستولت على لبهم وعقولهم حيث قال :
يأهل أندلس لله دركم ماء وظل وانهار وأشجار
ما جنة الله الا في دياركم لو تخيرت هذا كنت اختار
لا تخشو بعدها ان تدخلوا سقرا فليس تدخل بعد الجنة النار
وكان الشعراء الأندلسيون يعتمدون في تلوينهم وتنويعهم لابعاد لوحاتهم لفنية الوان البيان كالتشبيه والاستعارة مع شيء من الصنعة والنغمات العذبة وموسيقى مناسبة انسياب خرير المياه في لين ورقة .
-وقد عقد ابن حمديس مقارنة لطيفة مع باة الزهور والجواهر في قوله تشبه الجوهرة في الشكل حيث تحيط الزهور أوراقها كما تحيط الجواهر صدفها ، و كذلك اللون ولكن لا تصون الأوراق زهورها من الذبول كما صان الصدف جوهره .ص93.
فهم لايروق في الزهرة جمالا جامدا صورة من صور او ملامح الحبيبة او المعشوقة .
كذلك شكل " الحمام " عنصرا هاما من عناصر الطبيعة حيث يجعل الأغصان مواطن شدوه يغني عليها أعذب الألحان بصوت حزين يجدله صدى في نفوس العاشقين .ص99. فقد اعتمد الشاعر في وصف الحمامة على عنصرين هما : الصوت واللون ، ثم مزج ذلك بنار جوانحه ولهيب حشا المحبوب ، كقول ابن حصين الاشبيلي ، حينما وصف فرخ حمام على فنن :
وما هاجني الا ابن ورقاء هاتف على فنن وبين الجزيرة والنهر
مفستق طوق لازوردي كلكل موشى الطلى احوى القوادم والظهر
-وظهر ولع ابن خفاجة بألوان البيان والبديع ، إلا أنها اتت طيعة في موضعها دون إسراف او تكلف.
وكما تفنن الشعراء الأندلسيون في وصف الطبيعة ، كذلك تفننو في وصف الطبيعة الصناعية ،فوصفوا القصور وأسرفوا في تشيدها / مقلدين بذلك الأمويين والعباسيين بل فاقوهم أحيانا ، كوصف ابن حمديس الصقلي لدار بناها المنصور بن علي بقوله :
قصر لو انك قد كحلت بنوره اعمى لعاد الى المقام بصيرا ً117
كما مزج الشعراء الأندلسيون وصف الطبيعة بالفنون الشعرية المختلفة كشرب الخمر ومجالس الإنس والسمر واللهو والطرب والغزل والحب .ص118
ومزج ابن زيدون بين الاسى واللوعة والشوق والذكرى والطبيعة في قوله :
اني ذكرتك بالزهراء مشتاقا والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في اصائله كأنه رق فاعتل استفاقا ص129
ومزج ابن خفاجة بين وصف الطبيعة والرثاء وهو ما ااثر الدكتور " الشكَعة" تعليقا يحمل بين طياته حملة شعواء على " ابن خفاجة :" حين قال ان ابن خفاجة قد اقدم في جرأة على هذا الضرب الجديد كزج الطبيعة بالرثاء فهل استطاع ان يقدم شيئا ذا بال من خلال محاولته تلك ؟! ص123-124.
وردّ الدكتور علي سلامة عليه بقوله / مع تقديرنا للدكتور "الشكعة " ...اننا نقف معه وقفة متانية امام نظرته النقدية في مرثية ابن خفاجة هذه لنرى وجه الحقيقة في صدق ابن خفاجة الفني ، وهل كان صادقا في مرثيته ام جانبه التوفيق لفتور العاطفة كما ذهب الدكتور الشكعة ...لسنا مع وجهة نظره تلك لان الشاعر اراد التعبير عما تركه الفقيد في المحافل والمجتمعات من ذكريات تحفل باعمال الخير والبر مما جعل الناس يلهجون بالثناء عليه ، فصور هذا الثناء بالروض المزهر ذي الرائحة الطبييعة فاجاد في هذا التصور . ص123-126.




" سقـــــــــــــــــوط غــــــــــــــرناطة "
كانت نهاية الكارثة المروعة التي بها اسدل الستار على المسرحية الماساوية التي كان ابطالها جنود الرحمن " سقوط غرناطة " اخر معقل من معاقل الاسلام في الاندلس .ص163.
وكان لسقوط الامارات العربية في الاندلس الواحدة تلو الاخرى كنتيجة طبيعية للتفكك والانقسام والصراعات الشخصية التي تاججت نيرانها بين امراء المسلمين الاثر المباشر في اشعال جذوة التابين والبكاء ولذهاب هذه الامارات عند شعراء الاندلس .ص175
ولفداحة الكارثة التي المت ببني عباد باشبيلية الف شاعرهم " الداني " المعروف ب"ابن اللبانة" في رثاء دولهم كتابين : "السلوك في وعظ الملوك" و ضمنه ما قيل في رثاء العباديين والبكاء على محنتهم ، والثاني " الاعتماد في اخبار بني عباد " وتحدث فيه عن تاريخهم واخبارهم فضلا عن مراثيه الكثيرة فيهم وفي المعتمد بصفة خاصة .ص176.
" الفصــــــــــــل الخامـــــــس " فنون تقليدية " ص193.
أ‌- المــــــــــــــــــــــدح :
تعددت طرق المديح في الاندلس ومناهجه فمزج" ابن زيدون " بين المديح والغزل ، وبعض الشعراء بنوا قصائدهم كلها من بدئها حتى نهايتها على المديح ، ك" ابن حمديس الصقلي " حينما مدح الامير " ابا الحسن علي بن يحيى " نقد بدأ قصيدته تلك بالمدح مباشرة .
وهناك ممن بدأوا قصائدهم بالمدح مباشرة من شعراء الاندلس غير مكترث بتقاليد الشعر العربي الموروثة " ابن شهيد " فقد مدح " ابن حممود " بقصيدة خالصة للمدح .ص196.
وهناك فريق ثالث من شعراء الاندلس بدأوا قصائدهم بمدحهم بوصف الطبيعة وفي مقدمتهم " ابن خفاجة "الاندلسي .كما اشتمل وصف المديح عندهم على اغراض اخرى كالوصف والفخر والبطولة ، والحكمة ، هذا من ناحية المنهج ، اما من ناحية المعاني فقد كانت تدور في فلك الصفات والمعاني التي تجلها العربي عبر تاريخه الطويل مثل الشجاعة وكرم المحتد والجود والألمعية والنجدة والدفاع عن الدين والوطن .
واما من ناحية الأسلوب فكانو ا يعتمدون في هذا الفن على اخبار الالفاظ والجزالة غالبا والعبارات القوية واما الصور فكانت تأتي أحيانا من مخزونهم الثقافي مقلدين بذلك المشارقة وأحيانا أخرى يشتقون أجزاءها من البيئة الاندلسية .ص200
ب‌- الغـــــــــــزل :
كان لجمال طبيعة الاندلس ومن رقة الطباع وحساسية الشماعر الأثر البارز في انقياد القلوب الشاعرة لعواطفها ...
وكان من المنتظر ان تتغير نظرة الشاعر الاندلسي الى المراة نتيجة للحضارة الجديدة وتحرر المجتمع الاندلسي وازدهار طبيعته الباسمة وميتغير تبعا لذك مفهومه لقيم جمال المراة ولكن شيئا من ذلك لم يحدث الا نادرا فقد ظل الشاعر الاندلسي كأخيه المشرقي ينظر الى المراة نظرات حسية فتغزل فيها من هذا الجانب غزلا حسيا بعيدا عن خلجات النفس ...ص200. فالذوق الغالب على غزلهم هو الذوق الجنسي والمفاتن الجسدية للمرأة متاسسين في ذلك بإخوانهم المشارقة ولا فرق الا في طريقة التناول وطرق التعبير .وابتداعهم لبعض الصور والألفاظ والمعاني نتيجة احتكاكهم مع النصارى والاسبانيين .
ومن هذا المنطلق نجد ان بعضهم قد اتخذوا من الغزل طريقا الى اللهو والمجون والمتعة والعربدة ، وهو ما يسمى بالغزل الحسي ..ص201
فقد صاغ الشعراء الأندلسيون غزلهم في أوصاف مادية تقليدية ومالوفة عند الشعراء المشرقيين وغيرهم / ولاجديد فيه الا في مزج غزلهم بالطبيعة لانها غالبا اماكن لهوهم ، وشربهم الخمر ، وعبثهم مع الفتيات الفاتنات واتخذ بعض الأندلسيين الغزل طريقا الى الزهد والتعبد بالجمال والبعد عن طريقة الغواية الى طريق العفاف .ص202.
كما اتخذ بعض الشعراء الغزل لمقدمة لقصائدهم في المدح والفخر وغيرهما ص203 وامتاز ابن زيدون في تغزله في محبوبته ولادة بن المستكفي بقوة العاطفة وتوقدها وصدق التعبير وغزارة المعنى والإبداع في التصوير والرقة والدماثة والأناقة والمزج بالطبيعة والألفاظ العفوية والصور الأخاذة والموسيقى الشجية كما في قوله :
اصحى التنائي بديلا من تنادينا وناب عن طيب لقايانا تجافينا
الا وقد حان صبح البين صبحنا حين وقام بنا للحين ناعينا
من مبلغ الملبسينا بامتزاجهم حزنا مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أضواء على قصيدة ابن زيدون :
1- استعماله مختلف فنون البيان والبديع (كناية استعارة نتشبيه جناس طباق ..).
2- استعماله لأساليب الإنشاء كالنداء المتكرر ومزج الغزل بالطبيعة ..
ج –الرثـــــــــــــــــــــــــــــــاء :
احتذى شعراء الأندلس في هذا الفن بمسيرة أجدادهم المشارقة في هذا الفن الذي سيكون صادقا معبرا عن توهج العاطفة وحرارة الأسى ان كان المصاب ابنا او أخا او أبا او أما او زوجة او صديقة ..ويكون الرثاء :
1-أما فاتر ضعيف ان كان عملا رسميا لأحد الملوك او القواد او الإشراف ،فيبدو عليه التكلف وضعف الصياغة والصنعة ، لا بدافع الحزن الصادق بل بدافع الحضوة او المال او التزلف .
2-او صادقا متقدا وقادا ، ويكون للأحبة والمقربين معبرا عن توهج العاطفة وحرارة الأسى عن المصاب لرثاء الحصري الكفيف لقبر والده :
أبي نير الأيام بعدك اظلما وبنيان مجدي يوم مت تهدما
-وكثر رثاء الزوجات عند الشعراء الأندلسيين في الغالب طغى عليه الحزن والأسى والبكاء والرقة والجمال واللوعة وهو رثاء الزوجة لان البيئة الأندلسية أعطت للمرأة حقها ومكانتها دورها المهم في الحياة الاجتماعية الى جانب الحياة القلقة التي يشوبها عدم الاستقرار نتيجة للحروب المستعرة والمتواصلة ثم الهجرة والتنقل ما جعله يحس بالضياع والتشتت ..ً216
اما الرثاء الذي ياتي لقضاء الواجب فحسب ، لا تبدو عليه أثار الحزن الا ما جاء منها متكلفا .ص218. ومن هنا يتضح لنا ان الرثاء الأندلسي كان معظمه تقليدا للرثاء المشرقي والجديد فيه هو اختيار عناصر للصورة من طبيعة الاندلس التي فتنوا بها وتعبدوا في محرابها ..ص221



د- الـــزهــــــــــــــــــــــــــد :
انتشرت موجة الزهد في الاندلس انتشارا ملحوظا نتيجة لعدة عوامل منها :
1-الاضطرابات السياسية والصراعات القبلية وكثرة الحروب .
2-ان معظم شعراء الزهد الأندلسيين كانوا مثقفين بثقافة دينية وكانوا مهيئين عقليا ونفسيا وفكريا للسير في دروب الزهد لتأثرهم بالفكر والفلسفة اليونانية .
3-ارتفاع موجة اللهو والزندقة لاحتكاكهم بالنصارى والجواري واندفاع الكثير من الشعراء الأندلسيين في هذه الموجات لغلبة المفاتن وتعدد المذاهب والقوميات والأجناس هناك .ص221-222.
والشعراء الأندلسيون في حديثهم عن الموت لا يتحدثون حديثا فلسفيا ولا حديثا عاطفيا بل يتحدثون عنه حديثا دينيا لا يخاطب العقل ولا يخاطب العاطفة بل يخاطب الروح انهم يريدون الارتفاع بالإنسان من سفوح الجسد الى قمم الروح عن طريق طرح "فكرة الموت " والتزود له بالعمل الصالح قبل ان يضمهم القبر.. وقد شاع هذا اللون او النوع " فلسفة الموت " في اغلب شعراء الأندلس سواء في شبابهم او كهولتهم ، إلا ان الأعم الأغلب لجأ الى ذلك فيما تبقى من عمره ليكفر عن ذنوبه .ص226
هـ- الهــجــــــــــــــاء :
لقد قسم ابن بسام في ذخيرته الهجاء على قسمين في الأندلس وهما :
1- هجاء الإشراف وهو لا يصل إلى درجة السباب المقذع بل يكتفي بالتوبيخ والتعبير كهجاء الحطيئة للزبرقان :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فأنت الطاعم الكاسي
2-هجاء العامة : ويشمل السباب الذي احدثه جرير والفرزدق وطبقاه في شعرهما ، وهذا النوع من الهجاء لم يهدم بيتا قط ، ولا عير به قبيلة .. ولم يتعرض ابن بسام الى ذكر المهجويين في هذا النوع ربما لأسباب دينية او اجتماعية اعتبارية او شخصية ..ص228
واعتمد ابن خفاجة في هجائه على الجناس اعتمادا داخليا لما له من عظيم الاثر في هذا الفن .
ولم يسلم من هجاء " ابن حزمون " حتى نفسه فقد هجاها بهجاء اشد واعنف من هجاء اعدائه له .
ولشعراء الاندلس لوحات فنية رائعة في الهجاء تعد من الرسوم الكاركيتيرية المضحكة .ص232 وكما يلاحظ اكثر الشعراء الاندلسيين كانوا يميلون الى المقطوعات اكثر من ميلهم الى القصائد الطوال في الهجاء ، ربما لجمال الطبيعة وسعادة الحياة واثرها على نفوس الشعراء ...والدليل على ذلك ان فن الهجاء كان متخلفا كما ونوعا ..ونرى ربما لصعوبة ابتداع وابتكار المعاني السلبية او المعيبة او السوقية والتشبيهات وقصورها عن المراد 232.


و –اللــــــــهو والمجـــــــــــــون :ص234
لم يكن له اثر في العصور التي عقبت فتح المسلمين للاندلس لانها كانت تصور جهاد ونضال وحروب ونزال وبناء وعمران وكما كان للواعز الديني والالتزام الاجتماعي والقبلي الدور الكبير في ذلك .. وظل الحال على ذلك حتى جاء عصر الطوائف وأسرف أمراؤه في البذخ والترف والتحرر والانطلاق فشاع اقتناء القيان وشراء الغلمان للسمر واللهو والغناء وشرب الخمر ..ص234
وقد عبر الشعراء الأندلسيون عن هذا الفن في شعرهم بكل صراحة وحرية في مجتمع متحرر شاعت فيه أفانين اللهو وضروب المجون وألوان الخلاعة والاستهتار بالدين ..ونعزو ذلك لاحتكاكهم بالديانات المسيحية والنصرانية وغيرها والشعب الاسباني او مواطني الاندلس الاصلييين وانبهارهم بالطبيعة والجمال والنساء والغلمان شغلهم عن دينهم والعقيدة والهدف او الغاية التي جاؤا من اجلها فانغمسوا في الملذات والشهوات تاركين دينهم ودولتهم في مهب الريح .
ومن مظاهر اللهو والمجون والفسق والفجور والتغزل بالغلمان وهي ظاهرة اجتماعية تفشت في المجتمع الاندلسي ، ولكثرة الغلمان في البيوت والحانات وقد أسرف في تصور هذه الظاهرة الشعراء حتى الرجال الذين ترتبط أسماؤهم سمات من الوقار والتحشم ....فوصف ابن فتوح ، الخمر وربطها بسياقها كقوله:
ومدامة صفراء عللني بها رشا كغصن البان في حركاته
صهباء تغرب ان بدت من كفه في فيه ثم تلوح في وجناته
.............................................................................................................................................................
الفصــــل الثــــــــــــــالـــــــــــــث : شعراء الاندلس :
1- يحيى بن الغزّال :
ان نظرته الى الحياة نظرة الخبير بإسرارها العليم بخباياها الناصح الأمين لأبنائها تقلد مناصب منها السفارة...
دفعته نظرته الساخرة إلى الناس وطباعهم الى ان يكون اقرب الى التشاؤم منه الى التفاؤل وتغيرت نظرته الى المراة عن ذي قبل لقد صارت نظرة شك وارتياب وكفر بنعيم الحياة ومبادئها . لذا هاجمها بشراسة متناسيا انها لا تخلو من ان تكون اما وأختا او ابنة ..ص255 كقوله :
قالت احبك قلت كاذبة غري بذا من ليس ينتقد
هذا كلام لست اقبله الشيخ ليس يحبه احد ص258
واهم مايميز شعر " الغزل " النظرة الساخرة من الحياة والأحياء الممزوجة بالفكاهة والمداعبة وتصل أحيانا إلى درجة المرارة والتشاؤم .
فالغزّال بحق من المع شعراء الاندلس في عصورها الاولى لأصالته الشعرية وخصائصه الفريدة ونظرته النقدية الهادفة وحكمته الصائبة وصوره الخلابة وألفاظه الرقيقة وعباراته السلسة وأسلوب شعره هو أسلوب السهل الممتنع .ص259.

2- ابن دراج القسطلي :
على ما يبدو ان ابن دراج لم يخلص في مدحه لمعظم من مدحهم او لم يدفعه الى مدحهم سوى حب المال لذلك شعره فيهم مشفوعا بالرياء والنفاق ليس فيه اية مسحة من الصدق والإخلاص .ص267.
ومن الأغراض التي وفق فيها الشاعر تناوله لشعر " الحنين" لأولاده والاهتمام بشؤونهم .ص277 كذلك وصفه للمعارك الحربية نتيجة لملازمة لممدوحه في معاركهم الحربية التي خاضوا غمارها .ص278.
ولشدة سيطرة المعارك الحربية على خياله كان عندما يتغزل او يصف مجلس انس او طرب يختار أجزاء صوره من المعركة الحربية ومتطلباتها .ص279 .
-ومن الأغراض التي حظيت باهتمام الشاعر ايضا وصف البحار والسفن نتيجة للبيئة التي عاش فيها وتاثر بظروفها الطبيعية وهذا ما يدلل على ابتداع الشاعر الاندلسي لعدد من المعاني والصور والألفاظ الجديدة التي عايشها في بيئته الجديدة .ص208.
خصائص شعره :
1-عدّه النقاد من شعراء مدرسة المحافظين مع شيء من التجديد .
2-يعد ابرز شعراء الاندلس تمسكا بالمذهب التقليدي .ص282.
3-تغلغل في النفس ومشاعرها فاضحي لايهتم بالمظهر الخارجي قدر اهتمامه بما في النفس فيعوض فيها ليستخرج منها ما تتح سبه تجاه ما يصفه ويظهر في شعره .ص284.
لقد مدحه ابن بسام في ذخيرته وقال الثعالبي : " وكان عندهم بصقيع الاندلس كالمتنبي بصقيع الشام وهو احد شعرائهم الفحول " ورفعه ابن حزم الأندلسي على قمة الشعراء الأندلسيين ، وأثنى عليه ابن اشرف القيرواني .ص286.
2-ابن وهبون المرسي :
كان شعرهم تاريخيا لغزواتهم الحربية ، سجلا لمزاجه الشخصي وهذا يؤكد صدق مقولته " ان الشعر كما هو نتاج شخصي فانه نتاج اجتماعي وأنساني فالشخصية الفنية محكومة بعوامل تاتيها من الخارج من المجتمع الذي تتفاعل معه ومن التاريخ الذي يكون نموها ومن العقل الذي يوجه الشاعر فهو محند بكل المؤثرات التي تدخل عالم الشخصية وتتسم في تكوينها .
فالعمل الأدبي والشعر من فروعه نتاج شخصية واحدة وحياة سيكلوجية واحدة فللإحداث الواقعية والمشاهد والاطلاع التي تحدث في حياة الشاعر صلة بما يبدعه ومن هناك كان العمل الفني فرديا واجتماعيا في وقت واحد فهو تنظيم لتجارب لم تقع الا لهذا الفنان لكنه تنظيم في سياق الإطار ذي الأصول الاجتماعية الذي يحمله الفنان ويتخذه عاملا من اهم عوامل التنظيم . فالأدب هو والفن عموما عاجز عن ان يكتفي بذاته ا وان يقف عندها وحسب بل هو مرتبط بروابط وثيقة تشده إلى الواقع والحياة والتاريخ بالمعنى الأعم غير ان حرية التعبير في عصر دولة الطوائف كانت ضيقة الحدود وان الخوف الجم الناقمين والمتذمرين عن الإفصاح عما كانوا يحسونه حتى راح الناس يستجدون رضا القائمين الجدد والشماتة بالذاهبين سمة من سمات النفاق في الحياة السياسية التي لا تقوم على الشورى والمشاركة الفعلية من افراد الجماهير في توجيه سياسة الدولة وشؤونها .ص292.
ويبدو ان ابن وهبون قد خدع كثيرا في مظاهر الناس فاخلص لهم وتفانى في صداقتهم ولكن صدم في صداقتهم لأنه لم ينل منهم إلا الغدر والخيانة .ص321 بقوله :
واني لفي دهر فرائس أسده سدى عبثت فيها نيوب كلاب
-مما سبق تأكد لدينا إن فلسفة " ابن وهبون " فيها اثر من فلسفة المتنبي والمعري معا ، ولم يرض " ابن بسام " عن مزج " ابن وهبون " الشعر بالفلسفة حين علق على ابياته السابقة التي ضمها اراءه الفلسفية :ص304:"
ويقول ىالدكتور علي سلامة ك ان الذي دفع ابن وهبون الى الفلسفة الشعرية هو التعصب الديني الذي جعله يكره الفلاسفة وارائهم .
وكان للنقد الحديث رايا مخالفا لمزج الشعر بالفلسفة وهو " ان الادب ومنه الشعر يجب ان يرتبط بالفلسفة ارتباطا عفويا لان الادب عاجز عن ان يكتفي بذاته وانه لملزم بالارتباط بوقائع الحضارة والتاريخ وبمظاهر الوعي كافة ومنها الفلسفة .
وان موضوع الفلسفة مازال بحثا في الوجود من حيث هو موجود ولكن هذه الكلية المطلقة تكتب اليوم مضامين جزئية وتفصيلية تتناول هموم الانسان الفعلية وتعنى بتقديم معارفه وعلومه وتحسين ظروف واقعه وحياته وإذا تدخل كل القضايا تقريبا ميدان الفلسفة فان ما يبقى للفيلسوف وحده دون غيره هو المنهج لا الموضوع ولا الوظيفة فيتغير الشاعر عن فلسفته في الحياة لا تقلل من شانه اذ ان كل رجل وامراة هو فيلسوف انما بنسب مختلفة فهناك دائما رأي او موقف والفلسفة ليست بعيدة جدا عن ذلك اذن يجب ان يكون ارتباط الادب بالفلسفة واطروحاتها ارتباطا عفويا غير متكلف حسب تأثر الأدب بالفلسفة ومناخاتها لا تقنياتها " .
ونجد ذلك في كثير من شعر المتنبي والمعري ومن سار على دربهما ك" ابن وهبون " و " ابن عبدون " .
وقد أجاد " ابن وهبون " في معظم فنون الشعر من مدح ورثاء وغزل ووصف وكان يقرض شعره على البديهية والروية الا ان الغالب عليه التنقيح .ص305-306.
-جميع النقاد والمؤرخون اجمعوا على ان " ابن وهبون " مجدد في معانيه الشعرية ويصدر ذلك عن روية وتهذيب . وقد تكسب بشعره ولم يهتم بغمز ناقد او حقد حاقد .ص307.
3-ابن حمديس الصقلي :ص311.
وصل الاندلس في عهد ملوك الطوائف وزاده في هذا الغربة شاعريته التي لا تروج لولا يكون لها شان الا في بلاط الحكام او على ابواب قصورهم .ص313.
وفي الأندلس تدفقت شاعريته ودبج غرر قصائده في المديح والوصف والغزل والرثاء .. وتميز مدحه في المعتمد ووصفه حدائقه وغلمانه وحواريه وقصوره .
ولم ينس اللهو والرخاء " ابن حمديس" وطنه والنكبة التي ألمت به .
-خصائص شعره :
1- اظهر قلقه النفسي في القصيدة الواحدة فينتقل فيها بين الرضا والاستسلام الى القلق والاضطراب .
2-بعدت ألفاظ شعره عن الفحش والاستهجان .
3-يميل شعره أحيانا الى المبالغة في المعاني .
4-تميز بأنه مصور بارع يضفي على صوره من شاعرتيه وأحاسيسه وتجسيد لها ولعبث الحياة فيها ، ما يجعلها رسوما متحركة تحس وتتحرك ولا تكون رسوما جامدة .
5- لجأ في تصويره إلى التشبيه والاستعارة وألوان البيان المختلفة .
6- تميز بدقة الوصف سيما المعارك الحربية .
7- يؤتي شعره بفنون البديع دون تكلف .ص329-330.
4-ابن خفاجة الأندلسي : ص333
عاش حياة اللهو والمجون كبني عصره بعد ان شب فادلى بدلوه مع الغواة وشرب الخمر حتى الثمالة وكان يعشق الطبيعة ويقضي معظم أوقاته فيها واستمر في اللهو وعبثه غير مهتم بأمور وطنه او دينه ولا بمشكلات مجتمعه ، فلا يثور لاعتداء ولا لإهدار كرامته .ص334.ونحن نقف موقفا متأنيا في حكم الدكتور سلامة على ابن خفاجة هذا كوننا نعلم ان الشعر من الشعور بكل ما حولك وهو مشاعر وغرائز فطرية موجودة في كل انسان فكيف اذا كان كشاعر مثل ابن خفاجة لا يتاثر بقضايا امته وقومه ومجتمعه والدليل على ذلك موقفه في مدح المرابطين كونهم اعادوا هيبة الإسلام في الاندلس بعد ان فرط بها ملوك الطوائف .
ولما بلغ الستين من عمره ندم على ما فاته في شبابه وفكر فيه وفي من ذهب من أحبابه ويبكي على أيام لهوه واوان غفلته وسهوه .335
ونسجل موقفا له في فن المديح انه لم يمدح ملوك الطوائف لانه لم يجد فيهم صفة جليلة يمدحون بها ومدح ملوك المرابطين لأنهم ردوا الى الأندلس وجهها الإسلامي والعربي فمدح أمراءهم وقوادهم بقصائد قوية وعديدة ص338 وكان رثاؤه لا اثر فيه لصدق العاطفة بل جاء للمجاملة .
-خصائص شعره :
1- بعض من قصائده في الرثاء كانت صادقة .
2-اقترن شعره ببكائه على موتاه وشبابه .
3-بعض صوره كانت مستمدة من الطبيعة لعشقه لها .
4-أسلوبه في الرثاء يتلاءم مع الحزن والأسى وهذا ما يخالف رأي الدكتور علي سلامة في ان رثائه كان فاترا ومجاملا فيه .
5-كان يبدأ قصائده بالرثاء مباشرة دون تمهيد .وهذا دليل آخر على صدق رثائه ، كون الشاعر لم يذهب بعيدا عن الغرض الذي من اجله قال القصيدة ولشدة هول وفاجعة الآمر دخل في الرثاء مباشرة دون تمهيد اذا نرى ان الدكتور سلامة قد استعجل في حكمه بعدم وجود صدق للعاطفة في شعر ابن خفاجة .ص342.
.............................................................................
- "مالفرق بين خمريات ابي نؤاس وخمريات ابن خفاجة"؟
1-اجمع النقاد ان خمريات ابي نؤاس لا يسابقه احد فيها وتفوقت على خمريات ابن خفاجة لا ابا نؤاس اذا تحدث عن الخمر جعلها موضوع القصيدة لا يشاركها موضوع آخر ، اما ابن خفاجة فلا يجعل حديثه عن الخمر موضوعه بل يشرك معها موضوعات أخرى .ص344
2-كان ابن خفاجة مغرما بالطبيعة وكان ابو نؤاس يسرف في شرب الخمر لذا جاء حديث ابن خفاجة عن الخمر ممزوجا بوصف الطبيعة بينما وصف ابي نؤاس خالصا عن الخمر في الحانات ومجالس شرب الخمر .ص344
وهكذا برع ابن خفاجة في فنون الشعر المختلفة وحاز قصب السبق في وصف الطبيعة خاصة ولذلك وصغه النقاد ب" شاعر الطبيعة الاول " .
..................................................................................................................................................................
"البـــــــــــــــاب الـــــــــــرابع : دراســــــة فـــنيـــــــة" ص351
1-بناء القصيدة :
لقد اهتم نقاد العربية الأوائل ببناء القصيدة من مطلع وتخلص وخاتمة الى اهتمام بالمقدمات الطللية وبنائها على موضوع واحد .
أ‌- المطالع :
ان الشعر قفل اوله مفاتحه وينبغي للشاعر ان يجوّد ابتداء شعره بانه اول ما يقرع السمع وحدد ابن الاثير الطريقة التي يفتتح بها الشاعر قصيدته والمعنى الأول بذلك .
ولقد التزم معظم شعراء الاندلس في معظم حالاتهم بالمنهج المشرقي وتخلصوا الى حد ما من المقدمات الغزلية وخاصة في القصائد التي تناولت وصف المعارك الحربية .
وقد اظهر الشعر الاندلسي ان الشاعر كان يصل الى غرضه من القصيدة مباضرة وهو " المديح" ببداية تليق بالمقام .
ب – حسن التخلص :
سمّاه " ابن رشيق " "حسن الخروج " ان يخرج الشاعر من غرض الى آخر بلطف وتحيل ثم يتمادى الشاعر فيما خرج اليه وقد كان شعراء الاندلس أحيانا يحسنون التخلص حين يبدأون قصائدهم بالنسيب ص355.
لذا وجب ان تكون نهاية القصيدة مناسبة للغرض الذي هي منه بسبب فتكون سارّة في المديح وحزينة في الرثاء والتعازي .ص357.
وقد يختم شعراء الأندلس قصائدهم في المراثي خاصة بالحكمة .ص357



2-الوحدة العضوية :
كانت القصيدة العربية حتى العصر الحديث تحتوي عدة أغراض فتشمل الوقف على الإطلال والنسيب والغزل ووصف البعير او الناقة والرحلة والصحراء ومظاهر الطبيعة ..
غير ان معظم شعراء الأندلس قد تمكنوا من الخروج من هذه الدائرة التي عاش فيها الشعراء حتى العصر الحديث فبنوا قصائدهم على موضع واحد وتجلت الوحدة الموضوعية بل الوحدة العضوية بمفهمومها الحديث في أبهى صورها في القصيدة الواحدة . ص258
وهكذا جاءت بعض القصائد لشعراء الأندلس في موضوع واحد بل ذات وحدة عضوية بينما جاء البعض الأخر خاليا منها واتت القصيدة في موضوعات عدة وبالتالي فقدت الوحدة العضوية .
ومما تجدر الإشارة اليه ان معظم قصائد شعراء الأندلس كانت طويلة النفس حتى اربت على خمسين بيتا وبعضها وصل المائة بيت خاصة في المديح والرثاء . وهذا يناقض كلام الدكتور سلامة في موضع اخر حينما قال ان معظم قصائد المديح والرثاء جاءت على شكل مقطعات كونها خلصت لإغراضها فقط ودخلت بالغرض مباشرة .
3- التجربة الشعرية :ص359
تختلف التجربة الشعرية عن التجربة العادية بطريقة الشعر فنحصل على معرفة قائمة على المشاركة الوجدانية الإحساس الغضب او الخوف ...
وان الشاعر الحق هو الذي يتفاعل مع تجربته وتنضج معالمها في نفسه ويسيطر عليها بفكره ويرتبها ترتيبا قبل ان يبدأ في الكتابة .
وينبغي ان تكون القصيدة ذات مضمون واحد لا تعدوه فاذا اشتملت على مضامين وموضوعات متعددة لم تكن تجربة كاملة فاتسمت قصائد المديح بالصدق الفني المعبر عن التجربة الشعورية الحقيقة ، اما القصائد التي تعددت موضوعاتها وامتزجت بالنفاق والخداع والمبالغة فانها خلت من تجارب حقيقية لذا لا تشعر فيها بحرارة الانفعال والمشاركة الوجدانية لما حوته من نفاق ومبالغة في وصف الممدوح وبصفات لا توجد فيه..ص361
وقد يتحدث الشاعر عما يحس به من خلال قصيدته من مشاعر ذاتية كشكاية من الفقر او من الزمن فيكون حينئذ صادقا مع نفسه ومع شعره .ص362.
4- التأثير والناثر :ص364
ظل الشاعر الاندلسي مشدودا بتراث أجداده المشارقة يرتوي من روافد ثقافتهم وأدبهم ودينهم الأصيل .. وقد تأثر شاعر الأندلس بشعراء العصر الجاهلي ولو انه تأثرا محدود ص364 وتأثر بشعراء العصر الإسلامي والأموي تأثرا محدودا كما تأثر بشعراء العصر العباسي تأثرا كبيرا مما لامهم على ذلك ابن بسام .ص364-365
لقد تأثروا بالشعر العباسي في شعر ابي نؤاس في وصف الخمر وما يتعلق بها ، ونقل شعر ابي تمام الى الأندلس ونال شهرة عظيمة عند الأندلس حيث تعمق في الاعتزال وعلم الكلام والفلسفة .ص368
ان مذهب ابي تمام لا يقوم على السهولة ولا يتجه الى المشاعر ولا يستند الى اثارة الانفعالات والعواطف بل يقوم على الغوص ويتجه الى العقول . ان التعقيد في الشعر العربي لم يتم ويتطور الا بظهور ابي تمام الذي يعد بداية التعقيد الفني في الشعر .
وكان ابو تمام انموذجا في الطبيعة يحتذى به في هذا الفن عند الشعراء الأندلسيين .ص369.
والبحتري الذي حذا حذو ابي تمام في الصنعة الشعرية وخالفه في الفكر والثقافة ومن ثم في المعاني اذ كانت قدرات ابي تمام الفكرية اشد غنى وخصبا ، وثقافته اكثر عمقا وشمولا ولم يحفل البحتري بمعاني ابي تمام . فالبحتري في الأسلوب والديباجة يعتبر قاربها الذي لا يشق له غبار ص371 وتميز شعره بالتناغم الذي يشيع في داخل أبياته منبعثة من موسيقاه الداخلية وأفاد شعراء الأندلس كثيرا من مذهب البحتري الشعري وعلى رأسها ابن زيدون في سهولة الأسلوب وإشراق الديباجة وروعة الموسيقى الداخلية حتى لقبه " ببحتري المغرب" وقد نال ابو الطيب المتنبي إعجاب الأندلسيين عامتهم وخاصتهم وذوي الرأي فيهم .
وكان ابو العلاء المعري يعتمد في شعره اعتمادا كبيرا على العقل للوصول الى الحقيقة واثر في الشعر الأندلسي سيما في الاتجاه الفلسفي العام .ص381
كما تاثر ابن خفاجة في الشكل حين استعمل " اللزوم " في شعره وكان سقط الزند هو الذي استاثر باهتمام الأندلسيين أكثر من غيره . وكان اكثر شعراء الأندلس تأثرا بفلسفة ابي العلاء المعري ابن وهبون في رثائه للأعلم الشمنتري اثر لهذه الفلسفة .
وإما تأثر الشعر الأندلسي في العصور التالية فكان ابرز هذا التأثير في الشعر المهجري حين كون أبناء المهجر الجنوبي العصبية الأندلسية وأصدروا جريدة سموها باسم " الرابطة "
5- الأخيلة والصورة :ص386
الخيال هو الملكة التي يستطيع بها الأدباء ان يؤلفوا صورهم وهم لا يؤلفونها من الهواء بل يؤلفونها من إحساسات سابقة لا حصر لها تختزنها عقولهم ونظل كامنة في مخيلتهم حتى حيت الوقت فيؤلفون منها الصورة التي يريدونها .ونرى ان راي شوقي ضيف هذا اقرب إلى نظرية بورس ومقولاته الثلاث .
وكان مفهوم الصورة قديما يقوم ببنيانه على الخيال وان الشاعر المبدع يعتمد في تكوين صورته على خطوط والوان وحركات وظلال تحمل طياتها فكرة وعاطفة توحي باكثر من معنى .
والمدار في الصورة هو التشكيل الفني نفسه وليس المعنى وحده او المجاز وحده لان هو الخلق الفني الذي يعمد اليه الشاعر والشاعر لا ينقل الصورة وكما هي بل يخضعها لتشكيله وتأتي صورة لفكرته لان الصورة ليست تسجيلا فوتوغرافيا للأشياء
واغلب الصور مستمدة من الحواس إلى جانب مالا يمكن إغفاله من الصور النفسية والعقلية وان آتت قليلة بالنسبة للصور الحسية .ويدخل في هذا ما يسمى بالصور البلاغية من تشبيه ومجاز وتقابل وظلال وألوان ..
غير ان الصورة الفنية في الشعر الأندلسي تتمثل في معظم حالاتها ببعض الصور الحقيقية وفي الغالب تعتمد هذه الصور على الحس ( البصر والسمع واللمس والشم والذوق ..) وتأتي ظلا في صورة نفسية او عقلية .
والصورة الشعرية التي شدت انتباه الشعراء الأندلسيين واستولت على ألبابهم هي التي أخذوها من وصف الطبيعة وتغزلهم بالمرأة ووصفهم للخمر والمظاهر الحضارية من تصور وعمران وقصور او من الإنسان بصفاته الجسمانية والنفسية الإنسانية بالاعتماد على ألوان البيان وكان الشاعر الأندلسي يستمد صوره وعناصر شعره من مخزونه الثقافي او من الحياة الجديدة التي تفاعل معها وتأثر بمظاهرها واتت متبخترة وعليها مسحة الحضارة ومزهو برونقها .
" المــــــــــــــــــــــــــوشحـــــــــــــــــــــات الأندلسية " ص399
كان لانتشار اللهو والمجون والسمر والغناء الأثر الكبير في ابتداع الموشح وازدهاره في الأندلس ، لان الشعر الخفيف هو الأصلح للغناء و الغناء نفسه هو الذي حددته بحوره ووزنه وحررته من قيود الشعر التقليدية .والقافية الموحدة فالنهضة الغنائية في الأندلس منذ ان قدم زرياب من الدواعي المهمة في ظهور الموشح . وهو نتيجة لامتزاج العرب الأسبان والعامية اللاتينية
وكانت الموشحات تتناقل بين الناس مشافهه واعرض عن ذكرها المؤرخون في مؤلفاتهم لأنه يرون فيها نزلا بمستواهم الفني الى المستوى الشعبي .حيثت انتشرت في الأوساط الشعبية واستخدامها للهجات العامية كما يعتمد أحيانا أجزاء من الأغاني الشعبية ولهذا أطلقت عليها صفة الشعبية
وبتطور الزمن تغيرت نظرة المؤرخين لها والنقاد وذهب بعض الدارسين الى ان للموشح علاقة بالشعر الاسباني القديم " التروبادور" ونفى ذلك الدكتور على سلامة ونميل نحن الى ذلك لتأثر الاندلسيين بالحياة والحضارة والبيئة والأناس الأسبان هناك
وان اول من صنع الموشح هو محمد بن محمود القيري ويقول ابن بسام في ذخيريته منهم من ذهب الى ان الشاعر عبد الله بن المعتز العباسي .ومن اجزاء الموشح ( المطلع والقفل والخرجة والغصن والدور والسمط والبيت ).


-الــــزجـــــــــــــــــــــــــل :
وهو من الفنون المستخدمة في الاندلس حديثا ويشكل المرحلة الثالثة من مراحل تطور الشعر هناك وهي : المرحلة الاولى : ما قاله الشاعر في العربية الفصحى والثانية : في إدخال بعض ألفاظ العامية في الشعر الفصيح مع تحوير ما في قصيدة " الموشح " والثالثة ": التي تختفي فيها الفصحى في بعض المقطوعات التي تعبر عن رغبات العامة وتتفق مه ميولهم لتحل محلها العامية وهو ما يطلق عليه ب " الزجل" الذي يمثل المرحلة الثالثة .
ويقول الدكتور علي سلامة ان الأغنية الشعبة سبقت في الوجود الموشح نتيجة لشيوع لغة التخاطب العامية بين عامة الناس وعندما اغترع الموشح تأثرت هذه اللغة العامية ببعض إشكاله وسمي " الزجل" فالزجل تاثر بالموشح واستفاد من هيكله وتسلق على اكتافه ويؤكد هذا الدكتور احسان بن عباس ولكنه اطلق على الأغنيات العامية التي يرددها أفراد الشعبية في الإعراس والحفلات نساء ورجالا ص 429
لقد جمع الزجل بين القصائد والموشحات في الشكل والوزن فالقصائد الزجلة التي تعد النواة الاولى للزجل تتفق مع القصائد الفصيحة التقليدية في التزام وزن واحد وقافية واحدة والمطلع والمصرع وليس بينهما من اختلاف الا في اللغة والإعراب .ص432
وتبدأ بالغزل لان نشاتها مصاحبة للغزل واللهو والمجون والغناء ..
الـــــــــــــباب الســــــــــــــادس : النــــــــــثر الفـــــــني في الاندلس :ص439
تأثر أدباء الاندلس في كتابات ابن العميد في المشرق والتي اعتمدت السجع وقصر الفقرات والاقتباس ألقراني والأحاديث النبوية الشريفة والآيات الشعري والأمثال والحكم ..كذلك تأثروا في طريقة القاضي الفاضل التي اعتدت السجع الطويل والطباق والتنظير ..وقد اكتب الأدباء الاندلسيون من خطابة ومقامة ورسالة وقصة .ص440-441 وفي جميع فنون النثر العرب .
وتميز النثر الفني في الاندلس بجلاء ووضوح الرسائل بجميع انواعها وحظي بعناية كتاب معظم فنون النثر .
ومنها :
-الرسائل الديوانية : ومنها رسائل التهديد والوعيد ورسائل المبايعة ورسائل الاستغاثة .
2- الرسائل الهزلية :
كالتي كتبها ابن زيدون على لسان ولادة بنت المستكفي لمنافسه في حبها الوزير ابي عامر بن عبدوس وموضوع الر سالة سخرية لاذعة .
الفصـــــل الثــــــالث : المقامــــة :
تعني الأحدوثة من الكلام لانها تذكر في مجلس واحد يجمع فيه الجماعة من الناس لسماعها اول من ابتدعها بديع الزمان الهمذاني ثم تطورت المقامة فصارت قطعة من النثر المسجوع القائم على التأنق في اللغة والأسلوب والصياغة وتشمل على موعظة اخلاقية وصارت اقرب إلى المقالة منها الى المقامة كمقامة الزمخشري لانه لا يوجد فيها شخصيات تروي او يروى عنها مع خلوها من الكدية والاستجداء ص479.
ونشأت المقامة في عصر ملوك الطوائف والذي انتشرت فيه مقامات بديع الزمان الهمذاني ومقامات الحريري وزاول الأندلسيون كتاباتها حتى اخر ايام الأندلس .
الفصـــــل الرابـــــع :قصة التوابع والزوابع لابن شهيد الاندلسي382-429 :
وهي من خيال جرت إحداثها في عالم الجن واتخذ إبطالها من شياطين الشعراء وتوابع الكتاب .
والتوابع جمع تابع او تابعه وهما الجن او الجنية ويكونان مع الإنسان يتبعانه حيثما ذهب اما الزوابع فجمع زوبعة وهو اسم شيطان او اسم رئيس الجن وكان سبب تأليف هذه الرسالة ان كاتبها ابن شهيد لم ينل من ادباء عصره وعلمائه إلا النقد والتجريح فاحسب انه لم يكرم التكريم اللائق به مع انه نابغة في الشعر والنثر فارا دان يرضي غروره وينل من خصومه فاخترع شياطين للشعراء المشهورين وتوابع للكتّاب النابهين ليسمعهم من شعره ونثره ما يحميلهم على الاعتراف له بالتفوق والعبقرية ويثار لنفسه ممن نالوا منه كابي القاسم الافلليلي ص494
فقد التقى بشياطين امرىء القيس وطرفة وقيس بن الحطيم وابي تمام ثم طلب من زهير ان يميل به الى الخطباء فاتقف له اجتماعهم بناد يسمى " مرج دهمان " للفرقة بين كلامين اختلف فيه فتيان الجن ...ص496
(مقارنة التوابع والزوابع برسالة الغفران لابي العراء المعري ):
تتفقان في :
1-تعرض الرسالتان لمشكلات ادبية بطريقة قصصية طريفة .
2-اتخذتا مسرح احداثهما عالما اخر غير عالم الانس .
3تعرض كلا المؤلفين للرسالتين بالتجريح بمعاصريه وبالنقاد .
وجوه الاختلاف بين الرسالتين :
1-بينما يجعل ابو العلاء المعري مسرح قصته الدار الآخرة جعل ابن شهيد مسرح قصته درا الجن بأجوائها العجيبة .
2-جعل ابو العلاء جل اهتمامه منصبا على المشكلات الفلسفية والمعضلات الدينية بينما جعل ابن شهيد معظم اهتمامه منصبا على القضايا الأدبية والنقدية ص506
وتؤكد الدكتورة بنت الشاطىء والدكتور زكي مبارك ا ن ابا العلاء المعري قد انتهى من تأليف رسالة الغفران سنة 424 وهذا بحسب دكتور علي سلامة يؤد ان رسالة الغفران قد قيلت بعد رسالة التوابع والزوابع بنحو تسعة أعوام فمن المرجح ا نابا العلاء قد اطلع على رسالة ابن شهيد وتاثر بها في رسالة للشبه الكبير بينهما .
كما ان من المؤكد ان ابن شهيد قد أفاد من روافد مقامات بديع الزمان الهمذاني في مقامته الابليسية على وجه التحديد فابن شهيد قد اطلع على المقامة واخذ فكرتها ونماها وطورها وتوسع فيها كما تاثر في المقامة الحمدانية الجاحضية فتأثر فيها في وصف الحيوانات كما يتضح تأثره به موضعا وفكرة وأسلوبا في وصف الحلوى ووصف الماء اذ وصفهما بديع الزمان في مقامته المضرية والبغدادية فأفاد ابن شهيد من ذلك .
كما تأثر به أسلوب المجادلة والمناظرة التي حوتها أساليب مقامات بديع الزمان واستفاد من محاوراته حين حاور شيطان الافليلي وحين جادل الإوزة ص509
انتهى على بركة الله والحمد لله رب العالمين ...واثق الواثق/27/9/2017



#واثق_الواثق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون المدينة / واثق الواثق .
- عراق من ثلاثة طوابق / واثق الواثق .
- مفارقات العصر في العراق المنتصر ..!
- قراءة سيميائية / واثق الواثق.
- قراءة في كتاب :السيميائيات السردية : سعيد بنكراد . واثق الوا ...
- حزب الله ، ساعة صفر ..
- الرواية العربية بين التشكيك والتاصيل
- صراع ايديلوجيات وساحة تصفيات .-الاوسط انموذجا - الشرق ال.واث ...
- من يقف وراء داعش ؟
- وزارة التعليم العالي الى اين ..؟!
- بعيدا عن التقليد ..اعلام حر ...واثق الواثق
- طلبة الدراسات العليا بين كماشة وزارة التربية ..ولا حياة لمن ...
- الخطيئة والتكفير ..واثق الواثق
- هواجس امراة شرقية ...واثق الواثق
- الكفائي ، والخاتم الاحمر ..قراءة نقدية ..واثق الواثق
- الضمير
- المسير ..
- امراة قدر.. واثق الواثق
- الرجل المجنون ..واثق الواثق
- لاحياة لمن تنادي ...تربية بلا تربية وتعليم بلا تعليم ...واثق ...


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - قراءة في كتاب الادب العربي في الاندلس ، للدكتور علي محمد سلامة / واثق الواثق