أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - نبحث عن دكتاتور جديد














المزيد.....

نبحث عن دكتاتور جديد


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5675 - 2017 / 10 / 21 - 03:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السّوري يبحث عن دكتاتور، فقد ملّ الحياة السّورية، ولم يعد بشار الأسد دكتاتوراً قادراً على السيطرة على القطعان.
اختلطت الأوراق، فهؤلاء الشباب الذين قتلوا من أجل كلمة حرّية دماءهم تتبرأ من السّوريين. السّوريون اليوم سنة، ودروز، واسماعيليين، وعلويين ، ثم عرباً، وأكراداً ومسيحيين.
السوريون : ناصريون، وصداميون، وأوجلانيون، وبرزانيون، وسريان، وآشور، وتركمان.
الجميع ينادي بالحريّة ، ولا نعرف عن أيّة حرّية يتحدث بعد أن ضاع الحق، وانتصر الباطل.
النّظام، أو ربما إيران تحكم اليوم دمشق والساحل السوري، والفدرالية الكردية في الشمال السوري أيضاً ، وما يظهر من كلام ناري على السّاحة هو ضرورة المسرح.
لو أراد السوري أن يعيش داخل سورية عليه أن يغلق بابه، ولا يتحدث بأمر، فقد تبين أنّ من يتجرّأ على قول رأيه يقتل، ولا يعرف من قتله.
العلمانية التي ينادي بها الطائفيون كاذبة، ففي سورية حتى لو كان داخلك علمانياً، فأنت تنتمي لمجموعة لا تستطيع تجاوزها.
كنا نعتقد أن بشار الأسد سوف يسقط لأنّه دكتاتور، وإذ بالسّوريين يحبّونه حقيقة. هم يريدون عبادته، لكن لم يأمر بذلك بعد.
لم يعد مطلوب رأس بشار لأنه مجرم حرب. بل ربما انتهى دوره، وربما مصيره كمصير الضّباط الذين انتحروا بطريقة القتل العلني، فهو في النهاية مجرّد صورة يمكن أن تنقلب.
لا يوجد شيء صحيّ اليوم في سورية، وربما الشيء الصحيّ الوحيد هو العيش تحت ظل محتل خارجي ما غير إيران وروسيا طبعاً.
جميع أعضاء ما يدعى بمجلس الشعب، والوزراء لهم مكاتب خاصة ووسطاء من أجل تسيير المعاملات من خلال الرشوة، ولهم مفاتيح. صحيح ان هؤلاء ينجحون بالتزوير، ولكن لو جرت انتخابات نزيهة لنجحوا أيضاً.
السوري يكره السّوري، ولا يحب زوجته وأولاده، فقد تجاوزت نسبة الطلاق خمسين في المئة، ولعائلة السورية مهشمة، والمرأة تشبه فأر التجارب، ومع هذا فهي تفخّم كلماتها، وتتحدّث عن الحرية، وتقبل أن تسمى النساء باسم حرائر، وهو اسم مضى عليه الزمن فالنساء أحرار لا يوجد في الكلمة تأنيث وتذكير، ولن أهتمّ لاشتقاقات اللغة فقط لتاريخ التسمية. ومعنى حرائر عكس عبيد. مع أنّ المرأة عبد. سواء كانت محجبة، أو سافرة، أو كردية تحمل لسلاح، وبينها وبين مرحلة التحرّر مراحل متتالية للمجتمع الذكوري الذي يعتبر أن جميع الشعب هم نساء الحاكم بمن فيهم الرّجال.
لو راقبت طرائف السوريين حول المرأة أو شتائمهم لعرفت أن بشار الأسد قد أخذ لقب المثقف الأوّل بجدارة لأنهم يحتاجون لجيل حتى يصلوا لمرحلة نضوجه الفلسفي المذهل، والذي يضحكه له نفسه أحياناً.
يقولون أنّ في الألم لذّة، وربما نحن نرغب أن نتمتّع بالألم. الدكتاتور يريحنا من الكلام، فننصرف إلى أمور قد تكون ضارة، لكننا نخلص من الضجيج.
كلما التقيت بسوري بالصدفة تصيبني حالة من التّشتت الذهني، وكلما قرأت لبارع سوري يحصد مئات الإعجاب أراه شخصاً تافهاً، وبخاصة عندما يعلن تفوقه، وتفوق أولاده، ويتفلسف بنفس طريقة القائد الرمز، لكن كمعارض.
عندما تصبح الحالة مرضيّة عليك أن تعمّم، فالقلة السورية التي لا زال داخلها نظيفاً أغلبها على حافة القبر، والشباب ماتوا أو هاجروا، والأطفال لم يكبروا بعد.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكمة في بلاد الرافدين
- عن الذّكريات
- عن الطّفولة
- عن الجمال
- انتهت أبشع حركة انتخابية في أوروبا
- القوّة- س-
- ماذا يحدث في كاتلونيا الآن؟
- الهروب إلى جزيرة القرود
- التشدّد القومي هو السّبب الأوّل للحروب
- شارع الحريّة-ابراهيم يوسف-
- الغزو المسلّح، والتّعفيش
- المغناطيس-في السجن-3- الجزء الأخير
- المغناطيس-في السّجن-2-
- المغناطيس-في السّجن-1-
- حول جائزة نوبل للأدب-فنّان اللغة مع نمطه الخاص-
- المغناطيس -في المزرعة -3
- قد تكون العزلة الاجتماعية خياراً
- البيئة التي نعيش فيها تدفعنا لليأس
- العنف في برشلونة يرتدّ إلى مدريد
- المغناطيس-في المزرعة-2


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - نبحث عن دكتاتور جديد