أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - إسرائيل تستقبل مئوية الوعد محمية اميركية















المزيد.....

إسرائيل تستقبل مئوية الوعد محمية اميركية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 18 - 15:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


إسرائيل تستقبل مئوية الوعد –2
محمية أميركية

انسحبت الولايات المتحدة الأميركية من اليونيسكو( المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم) احتجاجا على ما ادعته محاباة الفلسطينيين على حساب إسرائيل؛ وطبيعي ان تتبعها اسرائيل. وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت مساهمتها المالية في موازنة المنظمة وفقدت بالنتيجة حقها في التصويت، وذلك احتجاجا على قبول فلسطين عضوا بالمنظمة، وأقدمت على إجرائها الأخير احتجاجا على قرار المنظمة بأن القدس الشرقية والأقصى ملكية عربية فلسطينية ، وهو في نظر إدارة ترامب انحياز للفلسطينيين، رغم ان القرار مطابق لفنوى قانونية أصدرتها محكمة العدل الدولية عام 2004، وتتفق مع قرارات مجلس الأمن وافق عليها المندوب الأميركي. طبيعي ان تتبع إسرائيل الولايات المتحدة، وتوقف دفع مساهمتها في مالية المنظمة؛ كانت الحركة الصهيونية قد نقلت في مؤ تمر بالتيمور بنيويورك عام 1942 تبعيتها من الامبريالية البريطانية للامبريالية الأميركية. ومنذ ذلك التاريخ حظيت إسرائيل بالحماية الأميركية تدافع عن جرائمها ، بما في ذلك جريمة التطهير العرقي عامي 1948_1949.تحمي الدبلوماسية الأميركية انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان الفلسطيني ومواثيق الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية وتفرض الفيتو على قرارات مجلس الأمن التي تعترض على تصرفات إسرائيل، خاصة في المناطق المحتلة.
حملات الكراهية من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل ضد اليونيسكو ظاهرة طبيعية. الولايات المتحدة وإسرائيل، شأن النظام النازي، تريان في الثقافة العقلانية والإنسانية التي تلتزم بها اليونيسكو خطرا وجوديا؛ ولغوبلز وزير الدعاية الهتلري صراحته في العداء للثقافة ، وقولته في السياق مشهورة : "كلما سمعت كلمة ‘ثقافة’ تمتد يدي الى مسدسي". الدولتان بات يربطهما تحالف استراتيجي نظرا لتطابق المشروع الإسرائيلي التهويدي لفلسطين مع المشروع الأميركي بالمنطقة والعالم. ينكر البعض طبيعة العلاقة الأميركية –الإسرائيلية ، فيزعمون أن الولايات المتحدة، الأقوى اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، مسيّرة من قبل إسرائيل والحركة الصهيونية. وهذا الزعم ممالأة للولايات المتحدة وسياساتها الدولية العدوانية. باتت تصرفات الولايات المتحدة الأميركية، داخل الشرق الأوسط وخارجه على نطاق المعمورة تثير سخط حتى حلفائها؛ ولم ينطق عضو الكونغرس عن الهوى حين اتهم سياسات الرئيس الأميركي بانها تؤدي لحرب نووية.
اما غير الطبيعي وجدير بالتنويه فهو تعبير وزير خارجية فلسطين عن أسفه لتصرف أميركا؛ هل أسف الوزير الفلسطيني مبعثه انزياح إدارة ترامب عن نهج مألوف؟! والمستشار القانوني للحكومة عبر عن انزعاجه واستغرابه من "ازدواجية"سياسة اميركا، وكأن لسان حاله في مخاطبة أميركا يا أعدل الناس الا في معاملتي! دوما يذكّر العرب الغاربة أميركا ببيضة الديك حين امر الرئيس الأميركي أيزنهاورعام 1956 بن غوريون سحب قواته الغازية من سيناء إثر فشل العدوان الثلاثي- بريطانيا وفرنسا إسرائيل- على مصر، وانصاع بن غوريون. يتذكرون، ويغفلون عما تلا ذلك مباشرة- مشروع ايزنهاور لملء فراغ الشرق الأوسط! شعوب المنطقة لا تشغل حيزا في عرف الرئيس الأميركي، الحيز شغلته فترةً من الزمن بريطانيا وفرنسا ، وحان الوقت لأن تشغل امبريالية الولايات المتحدة "الفراغ" . كانت مرحلة إحلال استعمار محل استعمار مع شطب شعوب المنطقة من المعادلة. ونفس النظرة يحملها الرئيس الأميركي الحالي. القدس لا يشغلها عرب! نترك الحالمين بترياق أميركا ينتظرون، ونسوق لهم عبثية انتظارهم، أمثلة يصعب الإحاطة بها جميعها في مقالة واحدة بالرجوع إلى سجل هذه الدولة الخالي من كل اثر للنزاهة والإنسانية.. والمتغطي بالأميركان عريان!!
أجمل المفكر الأميركي نوعام تشومسكي في نقابلة صحفية تماثل مأساة الهنود الحمر مع الدراما الفلسطينية : "إسرائيل جانب من قوة الولايات المتحدة في منطقة من العالم هامة استراتيجيا. وفي الدعاية يعقدون علاقة تماثل يبن الهندي المتوحش ذي البشرة الحمراء يحاول منع التقدم والتطور ويهاجم البيض الأبرياء وبين الفلسطينيين. هكذا تجد الدعاية الصهيونية القبول في أميركا، التي كان المهاجرون الأوروبيون إليها يرفعون الكتاب المقدس مدعين انهم أبناء إسرائيل عادوا إلى أرض الميعاد".
يجري تسخير السينما وتقارير المستشرقين وكبار السياسيين للحط من شان العرب قوما " اجلاف"، " بدائيين" و" لصوص"و مغتصبي نساء" وتنسب إليهم كل أوصاف البشاعة. وفي تقرير حديث يقول الباحث الأميركي، الأكاديمي الأميركي، غاريكاي تشينغو، رغم تأكيدات إحصائيات الشرطة الأميركية ان البيض اكثر إجراما من الملونين ، ومنهم المسلمون، فإن السينما الهوليوودية تركز على المسلم مجرما ومصدر الشرور. استثمرت وكالة المخابرات الأميركية ميراث العنصرية وركزت على تقديم الشعوب المضطهدة، ومنها العرب، برابرة بدائيين، وذلك عبر سبعين عاما من نشاطها في خدمة الاحتكارات الأميركية. والغاية تسويغ سلوكاتها المنافية للقوانين المتعلقة بحقوق الإنسان ضد الأجانب والمسلمين خاصة. في تقرير كتبته ندى حطيط ، الاعلامية اللبنانية المقيمة في لندن " لم تدع الوكالة في ممارستها نشاطاتها المعلومة هذه قبيحاً إلا أتته سواء السمسرة في سوق تجارة الأسلحة، التعامل مع كارتيلات المخدرات، أو الاستفادة من خدمات المجرمين والعصابات، ناهيك عن تجارب التعذيب والعقاقير والتحكم بالعقول إلى نهاية القائمة"؛ علاوة على ذلك عهدت إلى مستشارين من "متقاعدي الوكالة الموثوقين بهدف الترويج لوجهها وجهودها في عيون الشعب الأمريكي" . شاركت في الانشطة الصحفية والإنتاج الفني فأشرفت على ومولت عددا ضخما من "الأعمال الكبرى التي تعاونت فيها الوكالة مع هوليوود لصياغة خطاب أمريكي عن حرب فيتنام (ولاحقاً حرب الخليج) مثل (رامبو – 1982)، و(مسينغ إن آكشن – 1984) و(بلاتون – 1986) و(إنقاذ العريف رايان – 1998 ) و(ساند كاسيل – 2017)".
هبطت الدعاية الكاسحة في أضاليلها على تعاليم دينية مضمّنة في التوراة(العهد القديم حسب الديانة المسيحية) تضفي مصداقية القداسة على حكايات التوراة بعد إسقاطها على الفضاء الفلسطيني؛ فبات من مسلمات الثقافة الشعبية في دول الغرب ان دولة إسرائيل قديمة امتدت بين النيل و الفرات ، وان فلسطين بذلك هي وطن الآباء وأرض الميعاد، ثم مشروعية إبادة الجنس باسم المقدس من أجل إنجاز نهضة حضارية. أمكن شحن الشعب الأميركي وشرائح كبيرة من شعوب الغرب بأضاليل تقلب وقائع الصراع الدائر في فلسطين.
يسرد الأكاديمي الباحث أسعد أبو خليل تاريخا زاخما بالعدوان العسكري الأميركي السافر تحت شعارات
زائفة، مثل تحرير الشعوب من همجيتها:
لدى احتلال كوبا في القرن التاسع عشر وصف الرئيس ثيودور روزفلت استعمار كوبا بأنه حملة «من أجل تحرير البرابرة من قيودهم» وأن «تحطيم البربريّة» هو ضرورة (لهم). أما عن استعمار الفيليبين، فقد وصفه روزفلت (بعدما أصبح رئيساً) بأنه «انتصار للحضارة على الفوضى السوداء للوحشيّة والبربريّة». يضيف الباحث "ولا يختلف الخطاب الأميركي عن الشعب الكوبي أو الفيليبيني عن الخطاب الأميركي في القرن الواحد والعشرين عن الشعوب العربيّة والإسلاميّة وعن نشر الحريّة". مواقف أميركا تجاه العرب والفلسطينيين تماثل مواقفها تجاه شعوب قارات أسيا وإفريقيا واميركا اللاتينية.
وجد الباحث جينات السعار العدواني المحموم للولايات المتحدة في تاريخ تشكل المجتمع الأميركي الجديد من المهاجرين الأوروبيين على أنقاض المجتمع الأصلي ممن عمروا القارة القديمة - الجديدة. إنها التجربة التاريخية المستوحاة في العقود السبع الأخيرة: "كانت ذرائع الحروب والحملات العسكريّة الأميركيّة دوماً مزيجاً من لغو عن الدين وعن الحريّة (بالتعريف الأميركي الخاص). وسهلَ على الرجل الأبيض، في أوروبا كما في أميركا، تسويغ الاستعباد والاستعمار: المُستعمَرون هم وحوش. حاكم ولاية جورجيا أكّد في القرن التاسع عشر أن كل ما يملكه السكّان الأصليّون يحق للبيض الاستيلاء عليه لأنهم جهلاء ووحوش". المتطهرون البريطانيون هجروا الوطن هربا من الفساد؛وجدوا الحرية المطلقة لممارسة صيد البشر. ادمنوا النهب والاغتصاب تحت جنح إبادة الجنس.
في هذا التاريخ الأسود وجد الباحث، أبو خليل، جذور نظام الغاب الموعود لشعوب المعمورة في القرن الحادي والعشرين – القرن الأميركي الجديد- تتجسد معالمه التجريبية على أرض فلسطين. بموجب برنامج المحافظين الجدد، المهيمنين سياسيا وثقافيا على الولايات المتحدة في كنف الاحتكارات الأميركية عابرة القارات، والمتحالفين استراتيجيا مع الصهيونية، حيث التهديد العلني لأية قوة تعترض طريق الهيمنة الأميركية او ترفضها او تحاول امتلاك مصادر قوة تنافس بها الولايات المتحدة. في بحث للأكاديمي أبو خليل نشر في صحيفة "الأخبار" اللبنانية في 14 تشرين اول 2017، يقول: "لم يكتفِ البيض بالإبادة؛ بل كانوا يعقدون اتفاقيّات سلام واحترام حدود مع السكّان الأصليّين، لكن كان يسهل عليهم خرق اتفاقيّاتهم ونبذها عندما يريدون... لا نعلم العدد بالتحديد(للقتلى من السكان المدافعين عن بقائهم)، لكن من الأكيد أن ملايين منهم أبيدوا من قبل المستوطنين البيض. والتعامل الأبيض مع السكّان الأصليّين كان ولا يزال دليلاً للتعامل مع الشعوب التي تعرّضت للغزو والاستعمار من قبل أميركا عبر التاريخ".
وفقرة اخرى تلقي المزيد من الضوء: "لم يكتفِ البيض بقتل السكّان الأصليّين بالميكروبات والسلاح المتطوّر، بل هم اعتبروا أن حرقهم (كما جرى في بلدة بيكو عام 1637، عندما أحرق المهاجمون البيض كل سكّان البلدة البالغ عددهم نحو ٤٠٠ في ‘فرن الغضب الإلهي)’ هو إرادة إلهيّة". سابقة ملهمة في همجيتها لإضرام النار في سكن عائلة الدوابشة او بالطفل محمد أبو خضير.
"اما الرئيس أندرو جاكسون (وهو المثل الأعلى بين الرؤساء التاريخيّين عند دونالد ترامب وتتصدّر صورته المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في العهد الجديد) فعبّر بدقّة عن موقف البيض من جرائم طرد السكّان الأصليّين وقتلهم كلّهم إن أمكن: إن وحشيّة البيض ضد السكّان الأصليّين هي ‘ليس فقط سياسة ليبراليّة بل سخيّة’".
يُضطهد في الولايات المتحد حتى الأكاديميين ذوي المكانة العلمية الرفيعة ممن ينتقدون جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ، حيث يحرمون من التدريس في الجامعات . ويضيق الخناق على المشاركين في حملة حصار إسرائيل وسحب الاستثمارات من اقتصادها. وناقش الكونغرس مشروع قانون يجرم الحركة. كل ذلك تداعيات حرب حزيران ، حيث اكتسحت ثقافة المحافظين الجدد منابر الميديا وبنوك المعلومات ومراكز الأبحاث والجامعات ودور النشر، واستولت على قيادتي حزبي السلطة ، تروج ثقافة الكراهية والقسوة، وتستنفر سلفيات ترفض القوانين الوضعية، وتمارس القتل بالجملة تحت ستار الدين.
قبل حزيران، يقول نوعام تشومسكي ، في تصريحه الصحفي المشار إليه، "في الولايات المتحدة لم يكن نفوذ الصهيونية كبيرا؛ مجلة كومنتري مثلا لم تكن صهيونية وربما معارضة . نيويورك تايمز ملكية يهود لكنها لم تكن صهيونية. ولدى تصفح مجلة ديسنت يندر ان تجد فيها ذكرا عن إسرائيل قبل عام 1967.كان محرر المجلة إيرفينغ هووي يَنْظر للصهيونية بازدراء، شأن حركة المتدينين القوميين. نورمان فينكلستين أشار إلى أن بودوريتس، المحرر في كومنتري نادرا ما ذكر إسرائيل في كتاب عن سيرة حياته؛ لكنه تحول إلى متعاطف مع الصهيونية ثم متعصب لها بعد1967".
في اوائل ثمانينات القرن الماضي عقد انصار إسرائيل مؤتمرا في القدس، أقر المبادئ التالية برنامج عمل للإعلام بهدف ترسيخها في الوجدان الجمعي الأميركي:
*إسرائيل ذات أهمية استراتيجية للولايات المتحدة،
* إسرائيل غير آمنة في بيئتها ،
* إسرائيل تشارك الغرب قيمه الثقافية،
* إسرائيل ترغب في السلام .
وضع المؤتمر برنامج حملات إعلامية تركز على هذه المبادئ؛ شأن خطة غوبلز النازية تم الاسترشاد بسيكولوجيا الجماهير، حيث التكرار يرسي في الوعي مبادئ إيديولوجية لا يهم إن كانت صادقة ام كاذبة طالما تضمن الموافقة على سياسات الملأ. بالتكرار يشرع الناس تصديق مواد الدعاية ، وتتحول بالقبول مع الزمن موضوع تعصب تعتبر مناقشتها هرطقة وتجديفا.
على أعتاب مئوية بلفور بلغت عنصرية إسرائيل الفاشية ذروتها: رغم أن وعد بلفور طالب باحترام الحقوق المدنية ل" الجماعات غير اليهودية"، مغفلا شعب فلسطين العربي، اشتطت عنصرية الأبارتهايد الإسرائيلي بإخراج قانون عنصري أقره الكنيست بالقراءة الأولى تضمّن مفهوم "دولة يهودية ديمقراطية". ديمقراطية تلغي حقوق اهل البلاد الأصليين، وفي ذات الوقت تفرض حق المواطنة ليهود يمقتونها، بما يناقض القانون الدولي؛ إذ يقطن ثلثا اليهود خارج إسرائيل، وقسم كبير من اليهود سكان يحملون جوازات سفر دول أجنبية كي يرحلوا، إذا ما ادلهم الخطب، ولا يكون بمقدور السلطة المختصة منعهم. فهم لا يرتبطون بعلاقة مواطنة ، إنما بعلاقة الكسب المادي . بالمقابل تحيل العرب مواطني درجة ثانية بصورة مؤقتة ، برسم الترحيل !! لا تتورع إسرائيل عن فرض شروطها على دول عربية مجاورة وتملي على الفلسطينيين شروطها حتى في أمر توحدهم؛ تطلب الاعتراف بدولة ذات حدود مفتوحة على الامتداد ، ما بين النيل والفرات!
هو منطق أصحاب الشوكة على مر التاريخ يستخف بالضعفاء، ومن يطلع على مفاوضات المستوطنين البيض مع أصحاب الديار في القارة الجديدة ، او مفاوضات الفرنسيين ثم الأميركان مع الفييتناميين يجد سوابق للمراوغات ونكث العهود الإسرائيلية . استوردت إسرائيل معايير الثقافة الأميركية المترسخة عبر عمليات إبادة السكان الأصليين ؛ وفي الوقت الراهن يفد إلى إسرائيل كل عام وفود من الشرطة الأميركية يتلقون خبرات إسرائيل في قمع احتجاجات المضطهَدين ويستوردون معدات المراقبة والتجسس الإليكترونية المستنبطة من ممارسات الاحتلال. . تقدم إسرائيل للدول السلطوية خبرات في مكافحة التحركات الشعبية وتكنولوجيا متقدمة للتصنت والمراقبة المحكمة، تطوِرها من خلال تصديها لحركة المقاومة الفلسطينية. يتمركز على الأراضي الفلسطينية المحتلة نظام أبارتهايد ينطوي على مصالح اقتصادية وعلمية وعلاقات دولية ومعاهد دينية لترويج ثقافة العنصرية والكراهية ، بات عبر خمسين عاما مكونا أساسا لدولة إسرائيل ولنظامها السياسي وقدراتها الاقتصادية وعلاقاتها الدولية .
يظهر الاستعراض الوساطة الأميركية لحل النزاع إحدى مهازل المرحلة، تفشي تخبط المقاومة الفلسطينية ووهن قيادتها؛ انتظار الوساطة الاميركية يحجب عن العالم عملية متواصلة لاغتصاب الارض لحساب التوسع الاستيطاني وتمكين الأبارتهايد، بينما يرمي حجب موجة التضامن العالمية مع شعب فلسطين إلى وضع الجماهير في حالة إحباط لتقبل أي شيء يصدر عن "الوساطة" الأميركية.
العالم يستنكر ممارسات إسرائيل وسياساتها العنصرية، والولايات المتحدة أيضا تنزف من سمعتها وهيبتها الدولية بجريرة عدم التحفظ في تأييد إسرائيل ودعمها بالمال والسلاح. حتى داخل الولايات المتحدة ، كما صرح تشومسكي بات الطلبة والجمهور يتقاطرون لسماع محاضراته، وكان قبل عقد من الزمن يلقي محاضراته في حراسة الشرطة. حتى حلفاء الولايات المتحدة بلغ بهم القرف حد الاستنكار العلني لعجرفة الدبلوماسية الأميركية وتهورها وانحطاطها. العالم حيال إدارة أميركية يخطئ تماماً مَن يعتقد للحظة واحدة أنه يمكن الرهان السياسى عليها.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تستقبل إسرائيل مئوية وعد بلفور
- مع خفوت منارات أكتوبر
- 11 أيلول تخطيط اخرق وتحقيقات خرقاء لعملية همجية
- نأكل ونلبس مما ننتج ..نداء الصمود والتحدي
- جولة خالية الوفاض والتفاوض تكتيك يمنح نتنياهو مهلة لإنجاز مش ...
- المخاطر ما زالت تحدق بالأقصى
- هل ينجو اتفاق بوتين –ترامب من فيروس النزعة العسكرية العدواني ...
- أطماع الهيمنة الإقليمية تتسلق ذرى جديدة ولا جنوح للمسالمة
- أميركا : دبلوماسية تخاتل ومشروع هيمنة كونية يقاتل
- البريكاريات الطبقة المسحوقة في حقبة الليبرالية الجديدة
- كوربين تيار يساري يستأنف نفوذه على الحياة السياسية الدولية
- الاحتلال على مفترق طرق
- حقبة حزيران
- الفائز يبقى وحيدا -2
- الفائز يبقى وحيدا -1
- تفكيك البارتهايد .. قهر الليبرالية الجديدة واقتصادها
- اتضحت للعالم الجريمة الهمجية لتحالف الصهيونية الامبريالية
- اختطاف فلسطين دولة لليهود
- لمن تقرع حماس أجراسها ؟
- عولمة الفاشية المتداخلة مع العنصرية


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - إسرائيل تستقبل مئوية الوعد محمية اميركية