أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - سعيد مضيه - مع خفوت منارات أكتوبر















المزيد.....



مع خفوت منارات أكتوبر


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5645 - 2017 / 9 / 20 - 11:42
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    



مع خفوت منارات اكتوبر

قبل الانهيار العظيم ساد الاعتقاد ان مسيرة البشرية صاعدة أبدا نحو التقدم والاشتراكية، وكأنّ الاتجاه الموهوم قانون طبيعي يعمل بتلقائية واضطراد؛ لفت الانهيار انتباه البشرية إلى المخاطر على الحياة الكامنة في نشاط الرأسمال الاحتكاري. الاحتكارات الامبريالية تأخذ شعوب العالم إلى حروب لا تنتهي تعالج بها ازمتها التي لا نهاية لها. خرجت الولايات المتحدة منتصرة من الحرب الباردة وغاب منافسها ؛ غير انها، وبعكس كل التوقعات، أخذت تضاعف مرات عدة الإنفاق العسكري ليبلغ 682 مليار دولار عام 2012 ، بينما بلغ 653 مليارا في ذلك العام مجموع إنفاق ثماني دول تليها من حيث الإنفاق العسكري – الصين، روسيا ، بريطانيا ، فرنسا ، ايطاليا ، اليابان، جنوب إفريقيا والبرازيل.في هذا العام بلغت الموازنة الحربية للولايات المتحدة سبعمائة مليار دولار ، يضاف إليها ثلاثمائة مليار نفقات وتكاليف المغامرات الحربية الأخيرة. اخذ حلف شمالي الاطلسي بالتمدد وتوسيع وظيفته خارج اوروبا. وهو حلف نشأ أصلاً لتنظيم المكتسبات الاستعمارية لمعظم دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية، و تمثل اسرائيل واجهته الأمامية والمتقدمة ، ووكيل الباطن في مقاولات بؤر الحرب والتوترات المروجة لسوق السلاح الأميركي. أطهرت تداعيات احداث ما بعد الانهيار العظيم ان الصراع مع الاتحاد السوفييتي لم ينطلق فقط من عداء الراسمالية للاشتراكية إنما هو العداء لروسيا الرأسمالية كذلك . تريد الاحتكارات عابرة الجنسية في الائتلاف الثلاثي- أميركا الشمالية(الولايات المتحدة وكندا) والاتحاد الأوروبي واليابان – إرجاع روسيا إلى مرتبة الدول المحكومة ابدا للتخلف والتبعية.
انهار الاتحاد السوفييتي وتشكل نظام دولي جديد يخضع للهيمنة الأميركية، قطبا اوحد راودته اوهام السيطرة الكونية قرنا كاملا من الزمن. وبالفعل صدر عن سدنة النظام الجديد بيان القرن الأميركي الجديد، يتوعد بالسحق كل حركة او دولة تعترض الهيمنة الأميركية او تحاول امتلاك ثروات قد تبني لديها قوة تنافس الهيمنة الأميركية. عجلت الامبريالية الأميركية تسيد السوق الرأسمالية وفرض عمليات التصحيح الاقتصادي كي تفرض عولمة الليبرالية الجديدة.سخّرت الاحتكارات الأمريكية عابرة الجنسية وحليفاتها في أوروبا واليابان الهيئات الاقتصادية الدولية – الصندوق الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية- كي تزيل الحواجز بوجه تغلغلها في اقتصادات الدول.
في كنف الليبرالية الجديدة وهيمنة القطب الأميركي الأوحد جرى طمس الصراع الطبقي واستبدل بصراع الحضارات. أعلنت إسرائيل أن الصراع في المنطقة صراع قيم، وضعت نفسها - بدعم من أمريكا وصمت قبول من الاتحاد الأوروبي ـ جزءاً من " الحضارة المسيحية" بوجه "البربرية الإسلامية".ثم استبدت بها الغطرسة الحمقاء لتفصح عن تطهير عرقي جديدة وإنشاء نظام جديد للشرق الأوسط وإغراقه ب "الفوضى الخلاقة" وصولا إلى شرذمته دويلات متناحرة تفرد إسرائيل عليها جناحي تسلطها على المنطقة. حدث اندماج عضوي بين الصهيونية والمحافظين الجدد الملتفين حول المسيحية الأصولية في الولايات المتحدة, أخضعت الإدارات لأميركية لسيطرة المحافظين الجدد ، الذين عقدوا حلفا استراتيجيا مع الصهيونية ودولة إسرائيل . وبموجب هذا الترتيب سخر المحافظون الجدد منذ تسعينات القرن الماضي سيطرتهم على الميديا ومراكز الأبحاث والجامعات، ووظفوا نفوذهم داخل الحزبين الكبيرين ، للدفاع عن ودعم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني؛ وهم يتدخلون باسم المصالح الحيوية للولايات المتحدة- أي مصالح احتكاراتها - ولصالح السياسات العدوانية . وتوحد بالنتيجة الموقف من دول المنطقة ـ تفجيرها بصراعات داخلية طائفية وعرقية وعشائرية. صدر عن الاستراتيجيين الإسرائيليين خطة الصهيونية للشرق الأوسط، تقسم بموجبه المجتمعات العربية على اسس طائفية وعرقية او توسع تحالفاتها داخل المنطقة بحيث يطمس واقع احتلالها . وبالفعل طالب السفير الأميركي الجديد شطب مفهوم الاحتلال من القاموس السياسي بالمنطقة والعالم. أعلن عن الشرق الأوسط الجديد، مقدمة لدور إقليمي تشغله إسرائيل بضمانة الهيمنة الكلية للولايات المتحدة على مقدرات المنطقة، وبالدرجة الأولى مصادر الطاقة، وتحطيم كل ما يشكل خطرا على بقاء إسرائيل، وبالذات دولة العراق. والخطوة مقدمة لارتهان العالم كله للمشيئة الأمريكية.
خرجت دراسة أكاديمية من جامعة اميركية مرموقة تفيد أن الولايات المتحدة لم تعد دولة ديمقراطية بعد تداعيات جرت خلال ثلاثين عاما خلت ، حيث تحكم أصحاب المصالح في إدارة السياسات العامة، وما من دور مؤثر تلعبه الهيئات المنتخبة ، بما في ذلك الرئيس. استثمرت الإدارة الأميركية ضرب البرجين في 11/9/2000 بتشديد مراقبة الأميركيين بدل ان يراقبوها بحكم الديمقراطية.بعد ثوان وجهت فضائية "سي إن إن" الاتهام للقاعدة إسهاما في التحريض ضد المجتمعات الإسلامية باعتبار ان القاعدة هي جوهر الدين الإسلامي. هذا مع أن مكتب التحقيقات الفيدرالي اكد عدم توفر بينات تربط بن لادن بهجمات أيلول. وعندما القت القوات الأميركية القبض على بن لادن اعدمته سرا وعلى عجل دون تقديمه للمحاكمة. بدون تحقيق وجه الرئيس الأميركي ، بوش الابن، التهم للإسلام والمسلمين وعجل إعلانها حربا صليبية. في داخل الولايات المتحدة أعطى التصريح بانتهاك خصوصيات الأميركيين: التنصت على الهواتف ، والتفتيش في صناديق البريد ومراقبة الرسائل الالكترونية، وملاحقة التداولات المالية، وحتى الاطلاع على الأوضاع الصحية.
فضيحة كبرى في هذا السياق كشفت عنها نيويورك تايمز: فعلى إثر انكشاف الكذب والتلفيقات في التقرير الرسمي بصدد تفجيرات نيويورك، شكل الكونغرس لجنة تحقيق في التفجيرات. اُمسِكت عناصر المخابرات المركزية تتجسس وتسرق الوثائق التي حصل عليها أعضاء لجنة التحقيق بمجلس الشيوخ.أراد الرئيس اوباما ان يطمئن ان تقرير اللجنة بصدد المخابرات المركزية نظيف من أي شبهة؛ فطلب من رئيس أركان البيت الأبيض، كما أفادت صحيفة نيويورك تايمز، التوجه إلى سان فرانسيسكو كي "يفاوض" ديانا فاينشتاين، رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ . وحسب نص الخبر المنشور بالصحيفة ، فإن هدف الزيارة " التفاوض شخصيا حول شطب فقرات من تقرير اللجنة حول الاعتقالات والسياسات التي قامت بها الوكالة إثر الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر". لا يتعلق " التفاوض" بالتعذيب الذي أنزلته الوكالة والعمليات السوداء غير المشروعة ، بل يتعلق بالتقرير الرسمي المزور بصدد تفجيرات 11/9 وإبقاء الحقيقة بمنأى عن الشعب الأميركي وشعوب العالم . بصمات محيت من تفجيرات نيويورك التي اتخذت منها العدوانية الأميركية تكئة لشن حرب ضد أفغانستان وأخرى ضد العراق، لتكشفها تحقيقات مضادة مستقلة نشطت تحت شعار "الحقيقة عن 11/9" .
وفي الخارج سمحت السلطات الاميركية لنفسها أن تقبض على أي مشتبه به وسوقه الى السجن، من دون السماح له بطلب محام للدفاع عنه أو الاتصال بأهله، وتركه في السجن من دون محاكمة كما هو الوضع القائم في سجن غوانتنامو.
لفت انتباه أحد المحللين ان الكونغرس الذي نادرا ما اتفق على قضية محلية قرر بالإجماع وباستعجال دعم العدوان الإسرائيلي عام 2014 على غزة. العدوان والتهديد بالعدوان جريمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة؛ والولايات المتحدة لم ترفض طلب إسرائيل، وهي في سعار العدوان الهمجي، فزودتها بالذخيرة من رصيدها الاستراتيجي كي تواصل العدوان واحد وخمسين يوما بلا توقف.
نقل البروفيسور لي أب، أستاذ التاريخ بجامعة تافت الأميركية عن مذكرة صدرت عن رئيس الاستخبارات البريطانية إم 16، في تموز 2002 استخلص فيها " تتم فبركة حقائق المخابرات الأميركية وفقا للسياسات". يمضي أستاذ التاريخ فيشير إلى رسالة وجهها عام 1996 - قبل تفجير البرجين في نيويورك - كواسر المحافظين الجدد في أميركا ، بيرل، وورمسر وفيث إلى نتنياهو ، رئيس وزراء إسرائيل ، يشيرون عليه أن على إسرائيل، بدل التفاوض مع أعدائها العرب ، أن تحث الولايات المتحدة على الإطاحة بأنظمة كل من ليبيا والعراق وسوريا ولبنان والسودان والصومال وتنصيب حكومات لا تعارض ممارسات إسرائيل.
يستعرض الكاتب حكاية التحضير لغزو العراق ، يتحدث عن تقارير قدمتها الاستخبارات الأميركية مجتمعة ورفضتها إدارة بوش الابن ، تنكر ارتباط صدام بتفجيرات نيويورك او بالقاعدة ؛ تواصلت الضغوط إلى أن تمت فبركة تقرير حسب الطلب تذرعت به إدارة بوش لتنفيذ الغزو. وبعد ان تبين كذب جميع مبررات غزو العراق، وإقرار بوش بالذات عدم وجود علاقة بين صدام حسين وهجمات نيويورك، لم تتطهر الدبلوماسية الأميركية من دنس الأكاذيب والتلفيقات ، إنما امعنت في الدنس، ولفقت قضية الكيماوي في غوطة دمشق وخان شيحون لتبرير العدوان على سوريا. أعفي المحافظون الجدد من عواقب الكذب المكلف للولايات المتحدة والعراق لينخرطوا في تدبيج الاكاذيب من جديد تحرض على الحرب . وجاء اوباما يوم تنصيبه يحتضن بوش الابن ويثني على إدارته.هذا بينما تضاعفت الإصابات بسرطان الأطفال بمدينة الفلوجة أربعة أضعاف بسبب قصفها بقنابل مشعة، ثم استسلمت الفلوجة لدولة داعش الإسلامية..
فاقم التنظيم الاقتصادي الجديد التناقضات المترتبة على الاستغلال الاقتصادى والاستقطاب على صعيد عالمى؛ غير أن النظام الجديد القائم على تحكم السوق تحكماً مطلقاً قد أنتج فى زمن قصير مزيداً من الفوضى وتفاقم التناقضات التى تجلت فى احتدام ظواهر الفقر والاستقطاب على صعيد عالمى وعلى الأصعدة القطرية. كان طبيعيا ان تندلع الهبات الجماهيرية في أضعف حلقات النظام الجديد، وهي المجتمعات العربية. أفاقت الشعوب العربية على نظم ابوية استبدادية ومتخلفة احتكرت مع حواشيها الفتات الذي تخلت عنه الاحتكارات الامبريالية . نلذت الأنظمة الأبوية في ليل الليبرالية الجديدة ما توارث في المجتمعات من عقد اجتماعي يضمن الحد الأدنى من الرعاية الاجتماعية للدولة مقابل احتكارها للسلطات . أحدث طغيان الليبرالية الجديدة تصعيدا في الصراعات الاجتماعية يفتح الطريق لإلغاء الرأسمالية واستبدالها بنظام له ملامح إنسانية. بفعل القانون الجدلي، نفي النفي،الحرية شبه المطلقة لليبرالية الجديدة وضعت الشعوب تحت وطاة تجربة مريرة فتحت الأعين على البديل الاشتراكي وثبتت صحة تقييم ماركس لنظام الاستغلال الرأسمالي المحفوف بالإفقار المتزايد للشغيلة وبمحاطر جدية تهدد الحياة على الكوكب الأرضي. اكتسب طاقة جديدة شعار "الاشتراكية او فناء البشرية".
كما أن احتضان التحالف الامبريالية الصهيوني – الرجعية العربية لقطعان التكفيريين الإسلامويين قد نجح في إشاعة الفوضى والحروب الأهلية والْحقَ الدمار بعدد من الأقطار العربية ، ما أوهن التضامن مع شعب فلسطين وسمح بتجريف معظم أراضي فلسطين واغتصابها لتشييد المستعمرات. لكن المشروع الإجرامي اخفق في إنجاز مبتغاه وارتد مدحورا ، وتعزز نفوذ جبهة مقاومة مشاريع التحالف الامبريالي – الإسرائيلي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وعرى إسرائيل بالكامل. فإسرائيل ، المستقوية بنفوذ الليبرالية الجديدة، لا تنجز اهدافها بدون حروب متواصلة تصول بها على بلدان المنطقة.
بينت أزمة الليبرالية الجديدة صحة تقييم الصهيونية منذ بدايات نشاطها على مشارف القرن العشرين. ان مفكرا جدليا من وزن لينين أنفذ رؤية في اكتناه طبيعة الصهيونية حركة رجعية صنيعة الامبريالية المناقضة لمصالح الشعوب، ولا نتحدث عن موضوعية التفكير وانسجامه مع الضمير والشرف والعقل. لم تنتظر فرضيتا هينتنغتون وفوكوياما عقدا من الزمن حتى تصدعت وانهارت تحت وطأة اقتصاد الليبرالية الجديدة. فقد أٌقر المنصفون والمتحيزون صحة ودقة تحليل ماركس وتوصيفه للنظام الرأسمالي ونبوءته بمستقبله كنظام عالمي تنخره التناقضات لكنه لن يترك الساحة مختارا .
بانفراد أميركا بالهيمنة أخذت تنوس منارة الديمقراطية والاشتراكية. ضعفت جاذبية افكارها فغمر العالم قانون الغاب، طوفانا لثقافة البرجوازية بنسختها الليبرالية الجديدة. كابدت الطبقة العمالية العالمية هجمات ضارية على مكتسباتها وباتت حركة التحرر الوطني بلا سند . وتتهدد البيئة بفعل نشاط الرأسمال المزيد من التلوث يضع البشرية تحت خطر الإبادرة الجماعية؛ يتم تداول مفهوم " الفضلات" تعبيرا عن ثلاثة أرباع البشر على سطح الكوكب لم يعد اقتصاد الليبرالية الجديدة بحاجة إلى قوة عملهم يتوجب الإشراف على انقراضهم التدريجي، ومعظمهم من شعوب قارات آسيا وإفريقيا واميركا اللاتينية.
سخرت الليبرالية الجديدة أجهزتها الثقافية وقنواتها لتحطيم الهويات القومية وكل عناصر المناعة الوطنية والقومية بوجه تسلط مصالح رأسمالية العولمة. باختصار أسفرت الامبريالية الأمريكية وحلفاؤها في إسرائيل والاتحاد الأوروبي واليابان عن أطماع السيطرة المطلقة على مقدرات شعوب العالم كافة وإرجاعها إلى عهود التبعية المطلقة التي انهارت بعد الحرب العالمية الثانية.
تصاعد أيضاً الاستقطاب الذى يتمثل فى التضاد بين ثروة المراكز والفقر المتفاقم فى الأطراف، لم ينتج كما حدد الدكتور سمير امين، " عن ظروف خاصة بمختلف مناطق العالم – كما تدعيه الايديولوجيا السائدة – بل هو ناتج عمل التوسع الرأسمالى فى حد ذاته، إذ أن التوسع يقوم على عولمة سوق المنتجات ورءوس الأموال دون أن يصاحبها اندماج أسواق العمل التى تظل متفتتة ومحبوسة فى أطر الدول السياسية القائمة".
وتساءل الدكتور امين : بما أن بعض الأطراف قد دخلت بدورها فى مرحلة التصنيع بعد الحرب العالمية الثانية، وخطت خطوات واسعة فى إنماء قدرة المنافسة فى الأسواق العالمية على هذا الأساس، هل من شأن هذا التطور أن يخفف تدريجياً شدة ظاهرة الاستقطاب؟ أم أن عمل ما سميته «الاحتكارات الخمسة» التى تستفيد منها المراكز فى ظروفنا الراهنة (وهذه الاحتكارات تخص مجالات النظم المالية المعولمة والبحث التكنولوجى والحصول على الموارد الطبيعية والسيطرة على وسائل الاتصال وإنتاج أسلحة التدمير الشامل) من شأنه أن يضفى على قانون القيمة العولمية قوة استقطابية متجددة مقوية مضاعفة؟
قد تواجه البشرية أنظمة قهرية تتفوق على النازية والفاشية، مستغلة أزمات الرأسمالية المتوحشة بغية تأجيل إفلاسها النهائي؛ الأمر الذي يجعل من الملح والضروري تكتل الجهود للجم النشاط التدميري للرأسمالية المتوحشة ، وبالذات نشاط التجمع الصناعي – العسكري. فهذا الديناصور المعاصر، الذي تحرص الميديا الأميركية والعالمية على تغييب ذكره تماما ، حذر منه الرئيس الأميركي أيزنهاور في كلمة الوداع مشيرا إلى قدرته الذاتية على التضخم وزيادة نفوذه السياسي والثقافي والاقتصادي داخل اميركا وعلى صعيد العالم. يستنزف هذا الديناصور المتضخم ذاتيا ثروات البشرية ومخرجات الجهد البشري ويوظفها مع أذكى العقول وأفضل المواد الخام وأحدث منجزات الثورة العلمية وثورة الاتصالات في صناعة أدوات القتل والتدمير من اجل جني الأرباح الأسطورية. شركة لوكهيد مارتن، إحدى شركات التجمع، حققت أربعة مليارات دولار فقط من تطوير طائرة إف 35. وكم كان مكسب التجمع الصناعي العسكري من مليون مليون دولارر أنفقتها الولايات المتحدة على الحرب في العراق خلال خمس سنوات؟ وبموازاة ذلك كم كانت خسارة العراق من الأرواح البشرية والكوادر العلمية والثروات الطبيعية والمدنية؟! هذا الكائن الخرافي الذي ادخل البشرية مرحلة العولمة اللاإنسانية، هو الملهم والممول الرئيس بفتات أرباحه جيوش الإعلاميين والمثقفين ودور النشر ومراكز الأبحاث وعلماء الاجتماع والأكاديميين وكذلك الحركات والمنظمات والأحزاب السياسية التي تمتهن تشويه الحقائق وطمس الوقائع وترويج الوعي الزائف. سخر أخطبوط إيديولوجيا العسكرة معطيات علم النفس الاجتماعي لترويج فلسفة الداروينية الاجتماعية وإشاعة ثقافة الكازينو ، حيث القسوة والكراهية والعنف مرشد العلاقات الاجتماعية، وحيث يؤثم التكافل الاجتماعي والتضامن والتعاطف، وتشطب من مناهج التدريس مواضيع الفلسفة والعلوم الإنسانية والتربية النقدية. تبذل المساعي لاستنفار كل نظريات علم النفس الاجتماعي وتوظيفها للسيطرة على توجهات الجماهير، والانقضاض على ثروة العقل المدني لدى كل مجتمع، وتجريده من بدهيات العمل العام، لدرجة طمس معالم الحياة الأخلاقية، التي توصلت حضارات المعمورة إلى تثبيت أصولها الفكرية والحقوقية. ومن خلال عولمة الحياة الروحية شرعت ثقافة العولمة محاولاتها لهدم الصروح الحضارية للشعوب تمهيدا لطمس خصائصها القومية وحملها على قبول النموذج الأميركي والالتحاق بالرأسمال المعولم وتصفية كل سلطة معنوية كانت تتمتع بها هذه المفاهيم الكلية في الحرية والعدالة والمساواة، والتضامن ضد الاستبداد والفقر والعدوان. حتى لقد بلغ الشطط أن بوشر تدمير إنسانية البشر بالجملة ، وتحويل متلقى منتج ثقافة العولمة إلى كائنات تسير بالريموت كونترول. ما كان بالمستطاع تطويع الشعوب للسكوت على الإنفاق الضخم على التسلح والقبول برضى آثم عن الحروب المتواترة المدمرة بحجة او أخرى لولا استلاب العقل النقدي، وحمله على التخلي عن وظيفته في التحذير والتوعية.
ليس بمقدور الجهود الشيطانية حجز مكائدها في صناديق محكمة الأقفال. من جانب تدأب ثقافة الليبرالية الجديدة والبيداغوجيا على تدمر القيم المادية وتدمر إنسانية البشر، وبالمقابل ينبري المثقفون النقديون بأعداد متزايدة يفضحون لاإنسانية الليبرالية الجديدة. أصدر هنري غيروكس مؤلفات حول التربية النقدية وتربية الشباب في عصر العولمة الجديدة، وصدر مؤخرا كتاب "صحفيون مباعون" من تأليف المراسل الحربي الألماني السابق ، الدكتور أودو اولوفكوته، وفيه يفضح أسرار التواطؤ بين السلطة الرابعة ودوائر المخابرات ، الموساد الإسرائيلي والمخابرات المركزية الأميركية وإم 16 البريطانية والمخبرات الألمانية (بي إن دي) على فبركة تقارير إخبارية موجهة لشيطنة روسيا من اجل شن عدوان نووي ضدها.
وحسب تقديرات البروفيسور الأميركي هنري غيروكس، أستاذ التربية النقدية، تبذل الليبرالية الجديدة المحاولات لتنقية العملية التربوية من القيم الإنسانية ومن الاهتمام بقضايا المجتمع ؛ تريد الليبرالية الجديدة قطع الطريق الصاعد بالبشرية نحو التحرر والديمقراطية والاشتراكية؛ تقصر التربية على تنمية الكفاءات المهنية. السياسات العدوانية تفرز ثقافة تبلد الأحاسيس وتشيع التصحر الوجداني ؛ لم يعد جذابا لدى لرأسمالية الاحتكارية سوى الأرباح الاحتكارية بشتى السبل، حتى بالمضاربة والتخلي عن الإنتاج وتضخيم أسعار الأسهم بصور مصطنعة، الأمر الذي أدى إلى تفجر الأزمة المالية الدولية عام 2008 ، وما زالت مؤثراتها الكارثية تلحق باقتصاد البلدان التابعة ومنها الأقطار العربية كافة، حيث أفلحت الاحتكارات في كل مرة تجيير ازماتها على الشعوب التابعة.
صاغ تشومسكي عام 1988 ، مفهوم " صناعة الموافقة " للتعريف بدور الميديا الأميركية في الحفاظ على الوضع القائم الذي يعمل لمصلحة ما يسمى " الإستابليشمنت " (واقرب معنى عربي لها "الملأ") من نخب الشركات الضخمة والمؤسسة السياسية. وقدم مآسي غزة مثالا لثقافة الليبرالية في القسوة ونشر الكراهية والحط من إنسانية البشر. الولايات المتحدة ضمنت لنفسها ولمن يسير بفلكها حرية اقتراف العدوان العسكري بلا مساءلة . وهي وحلفاؤها يهددون بالأعمال العسكرية العدوانية وتنفيذ التهديدات وقتما يشاءون دون التعرض للمساءلةّ!! تجاوب مع تشومسكي مفكر موسوعي عربي، هو الروائي والباحث يوسف زيدان: داعش»، «دامل»، «أنصار الشريعة»، «جبهة النصرة»، «التكفير والهجرة»، «الجماعة الإسلامية»، «أنصار بيت المقدس»، «جماعة مُحبى الآلام»، «جنود الرب» وغيرها ثم الصهيونية .. هى أسماء متعدِّدةٌ تعبر عن شىء واحد فى جوهره، هذا الشىء هو الحالة الحيوانية البدائية التى عاش فيها البشر قرابة مليون سنة على هذه الأرض، ثم حجبتها الحضارة خلال السبعة آلاف سنة الماضية بقشرةٍ رقيقة قامت على أسس حضارية متوارثة. لهذا الحضيض انحطت الحياة الدولية بعد غياب المنارة السوفييتية عنها.
فلا غرابة ان يرتفع شعار "الاشتراكية او فناء البشرية"..
هذا هو عالم ما بعد الاتحاد السوفييتي





مع خفوت منارات اكتوبر

قبل الانهيار العظيم ساد الاعتقاد ان مسيرة البشرية صاعدة أبدا نحو التقدم والاشتراكية، وكأنّ الاتجاه الموهوم قانون طبيعي يعمل بتلقائية واضطراد؛ لفت الانهيار انتباه البشرية إلى المخاطر على الحياة الكامنة في نشاط الرأسمال الاحتكاري. الاحتكارات الامبريالية تأخذ شعوب العالم إلى حروب لا تنتهي تعالج بها ازمتها التي لا نهاية لها. خرجت الولايات المتحدة منتصرة من الحرب الباردة وغاب منافسها ؛ غير انها، وبعكس كل التوقعات، أخذت تضاعف مرات عدة الإنفاق العسكري ليبلغ 682 مليار دولار عام 2012 ، بينما بلغ 653 مليارا في ذلك العام مجموع إنفاق ثماني دول تليها من حيث الإنفاق العسكري – الصين، روسيا ، بريطانيا ، فرنسا ، ايطاليا ، اليابان، جنوب إفريقيا والبرازيل.في هذا العام بلغت الموازنة الحربية للولايات المتحدة سبعمائة مليار دولار ، يضاف إليها ثلاثمائة مليار نفقات وتكاليف المغامرات الحربية الأخيرة. اخذ حلف شمالي الاطلسي بالتمدد وتوسيع وظيفته خارج اوروبا. وهو حلف نشأ أصلاً لتنظيم المكتسبات الاستعمارية لمعظم دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية، و تمثل اسرائيل واجهته الأمامية والمتقدمة ، ووكيل الباطن في مقاولات بؤر الحرب والتوترات المروجة لسوق السلاح الأميركي. أطهرت تداعيات احداث ما بعد الانهيار العظيم ان الصراع مع الاتحاد السوفييتي لم ينطلق فقط من عداء الراسمالية للاشتراكية إنما هو العداء لروسيا الرأسمالية كذلك . تريد الاحتكارات عابرة الجنسية في الائتلاف الثلاثي- أميركا الشمالية(الولايات المتحدة وكندا) والاتحاد الأوروبي واليابان – إرجاع روسيا إلى مرتبة الدول المحكومة ابدا للتخلف والتبعية.
انهار الاتحاد السوفييتي وتشكل نظام دولي جديد يخضع للهيمنة الأميركية، قطبا اوحد راودته اوهام السيطرة الكونية قرنا كاملا من الزمن. وبالفعل صدر عن سدنة النظام الجديد بيان القرن الأميركي الجديد، يتوعد بالسحق كل حركة او دولة تعترض الهيمنة الأميركية او تحاول امتلاك ثروات قد تبني لديها قوة تنافس الهيمنة الأميركية. عجلت الامبريالية الأميركية تسيد السوق الرأسمالية وفرض عمليات التصحيح الاقتصادي كي تفرض عولمة الليبرالية الجديدة.سخّرت الاحتكارات الأمريكية عابرة الجنسية وحليفاتها في أوروبا واليابان الهيئات الاقتصادية الدولية – الصندوق الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية- كي تزيل الحواجز بوجه تغلغلها في اقتصادات الدول.
في كنف الليبرالية الجديدة وهيمنة القطب الأميركي الأوحد جرى طمس الصراع الطبقي واستبدل بصراع الحضارات. أعلنت إسرائيل أن الصراع في المنطقة صراع قيم، وضعت نفسها - بدعم من أمريكا وصمت قبول من الاتحاد الأوروبي ـ جزءاً من " الحضارة المسيحية" بوجه "البربرية الإسلامية".ثم استبدت بها الغطرسة الحمقاء لتفصح عن تطهير عرقي جديدة وإنشاء نظام جديد للشرق الأوسط وإغراقه ب "الفوضى الخلاقة" وصولا إلى شرذمته دويلات متناحرة تفرد إسرائيل عليها جناحي تسلطها على المنطقة. حدث اندماج عضوي بين الصهيونية والمحافظين الجدد الملتفين حول المسيحية الأصولية في الولايات المتحدة, أخضعت الإدارات لأميركية لسيطرة المحافظين الجدد ، الذين عقدوا حلفا استراتيجيا مع الصهيونية ودولة إسرائيل . وبموجب هذا الترتيب سخر المحافظون الجدد منذ تسعينات القرن الماضي سيطرتهم على الميديا ومراكز الأبحاث والجامعات، ووظفوا نفوذهم داخل الحزبين الكبيرين ، للدفاع عن ودعم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني؛ وهم يتدخلون باسم المصالح الحيوية للولايات المتحدة- أي مصالح احتكاراتها - ولصالح السياسات العدوانية . وتوحد بالنتيجة الموقف من دول المنطقة ـ تفجيرها بصراعات داخلية طائفية وعرقية وعشائرية. صدر عن الاستراتيجيين الإسرائيليين خطة الصهيونية للشرق الأوسط، تقسم بموجبه المجتمعات العربية على اسس طائفية وعرقية او توسع تحالفاتها داخل المنطقة بحيث يطمس واقع احتلالها . وبالفعل طالب السفير الأميركي الجديد شطب مفهوم الاحتلال من القاموس السياسي بالمنطقة والعالم. أعلن عن الشرق الأوسط الجديد، مقدمة لدور إقليمي تشغله إسرائيل بضمانة الهيمنة الكلية للولايات المتحدة على مقدرات المنطقة، وبالدرجة الأولى مصادر الطاقة، وتحطيم كل ما يشكل خطرا على بقاء إسرائيل، وبالذات دولة العراق. والخطوة مقدمة لارتهان العالم كله للمشيئة الأمريكية.
خرجت دراسة أكاديمية من جامعة اميركية مرموقة تفيد أن الولايات المتحدة لم تعد دولة ديمقراطية بعد تداعيات جرت خلال ثلاثين عاما خلت ، حيث تحكم أصحاب المصالح في إدارة السياسات العامة، وما من دور مؤثر تلعبه الهيئات المنتخبة ، بما في ذلك الرئيس. استثمرت الإدارة الأميركية ضرب البرجين في 11/9/2000 بتشديد مراقبة الأميركيين بدل ان يراقبوها بحكم الديمقراطية.بعد ثوان وجهت فضائية "سي إن إن" الاتهام للقاعدة إسهاما في التحريض ضد المجتمعات الإسلامية باعتبار ان القاعدة هي جوهر الدين الإسلامي. هذا مع أن مكتب التحقيقات الفيدرالي اكد عدم توفر بينات تربط بن لادن بهجمات أيلول. وعندما القت القوات الأميركية القبض على بن لادن اعدمته سرا وعلى عجل دون تقديمه للمحاكمة. بدون تحقيق وجه الرئيس الأميركي ، بوش الابن، التهم للإسلام والمسلمين وعجل إعلانها حربا صليبية. في داخل الولايات المتحدة أعطى التصريح بانتهاك خصوصيات الأميركيين: التنصت على الهواتف ، والتفتيش في صناديق البريد ومراقبة الرسائل الالكترونية، وملاحقة التداولات المالية، وحتى الاطلاع على الأوضاع الصحية.
فضيحة كبرى في هذا السياق كشفت عنها نيويورك تايمز: فعلى إثر انكشاف الكذب والتلفيقات في التقرير الرسمي بصدد تفجيرات نيويورك، شكل الكونغرس لجنة تحقيق في التفجيرات. اُمسِكت عناصر المخابرات المركزية تتجسس وتسرق الوثائق التي حصل عليها أعضاء لجنة التحقيق بمجلس الشيوخ.أراد الرئيس اوباما ان يطمئن ان تقرير اللجنة بصدد المخابرات المركزية نظيف من أي شبهة؛ فطلب من رئيس أركان البيت الأبيض، كما أفادت صحيفة نيويورك تايمز، التوجه إلى سان فرانسيسكو كي "يفاوض" ديانا فاينشتاين، رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ . وحسب نص الخبر المنشور بالصحيفة ، فإن هدف الزيارة " التفاوض شخصيا حول شطب فقرات من تقرير اللجنة حول الاعتقالات والسياسات التي قامت بها الوكالة إثر الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر". لا يتعلق " التفاوض" بالتعذيب الذي أنزلته الوكالة والعمليات السوداء غير المشروعة ، بل يتعلق بالتقرير الرسمي المزور بصدد تفجيرات 11/9 وإبقاء الحقيقة بمنأى عن الشعب الأميركي وشعوب العالم . بصمات محيت من تفجيرات نيويورك التي اتخذت منها العدوانية الأميركية تكئة لشن حرب ضد أفغانستان وأخرى ضد العراق، لتكشفها تحقيقات مضادة مستقلة نشطت تحت شعار "الحقيقة عن 11/9" .
وفي الخارج سمحت السلطات الاميركية لنفسها أن تقبض على أي مشتبه به وسوقه الى السجن، من دون السماح له بطلب محام للدفاع عنه أو الاتصال بأهله، وتركه في السجن من دون محاكمة كما هو الوضع القائم في سجن غوانتنامو.
لفت انتباه أحد المحللين ان الكونغرس الذي نادرا ما اتفق على قضية محلية قرر بالإجماع وباستعجال دعم العدوان الإسرائيلي عام 2014 على غزة. العدوان والتهديد بالعدوان جريمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة؛ والولايات المتحدة لم ترفض طلب إسرائيل، وهي في سعار العدوان الهمجي، فزودتها بالذخيرة من رصيدها الاستراتيجي كي تواصل العدوان واحد وخمسين يوما بلا توقف.
نقل البروفيسور لي أب، أستاذ التاريخ بجامعة تافت الأميركية عن مذكرة صدرت عن رئيس الاستخبارات البريطانية إم 16، في تموز 2002 استخلص فيها " تتم فبركة حقائق المخابرات الأميركية وفقا للسياسات". يمضي أستاذ التاريخ فيشير إلى رسالة وجهها عام 1996 - قبل تفجير البرجين في نيويورك - كواسر المحافظين الجدد في أميركا ، بيرل، وورمسر وفيث إلى نتنياهو ، رئيس وزراء إسرائيل ، يشيرون عليه أن على إسرائيل، بدل التفاوض مع أعدائها العرب ، أن تحث الولايات المتحدة على الإطاحة بأنظمة كل من ليبيا والعراق وسوريا ولبنان والسودان والصومال وتنصيب حكومات لا تعارض ممارسات إسرائيل.
يستعرض الكاتب حكاية التحضير لغزو العراق ، يتحدث عن تقارير قدمتها الاستخبارات الأميركية مجتمعة ورفضتها إدارة بوش الابن ، تنكر ارتباط صدام بتفجيرات نيويورك او بالقاعدة ؛ تواصلت الضغوط إلى أن تمت فبركة تقرير حسب الطلب تذرعت به إدارة بوش لتنفيذ الغزو. وبعد ان تبين كذب جميع مبررات غزو العراق، وإقرار بوش بالذات عدم وجود علاقة بين صدام حسين وهجمات نيويورك، لم تتطهر الدبلوماسية الأميركية من دنس الأكاذيب والتلفيقات ، إنما امعنت في الدنس، ولفقت قضية الكيماوي في غوطة دمشق وخان شيحون لتبرير العدوان على سوريا. أعفي المحافظون الجدد من عواقب الكذب المكلف للولايات المتحدة والعراق لينخرطوا في تدبيج الاكاذيب من جديد تحرض على الحرب . وجاء اوباما يوم تنصيبه يحتضن بوش الابن ويثني على إدارته.هذا بينما تضاعفت الإصابات بسرطان الأطفال بمدينة الفلوجة أربعة أضعاف بسبب قصفها بقنابل مشعة، ثم استسلمت الفلوجة لدولة داعش الإسلامية..
فاقم التنظيم الاقتصادي الجديد التناقضات المترتبة على الاستغلال الاقتصادى والاستقطاب على صعيد عالمى؛ غير أن النظام الجديد القائم على تحكم السوق تحكماً مطلقاً قد أنتج فى زمن قصير مزيداً من الفوضى وتفاقم التناقضات التى تجلت فى احتدام ظواهر الفقر والاستقطاب على صعيد عالمى وعلى الأصعدة القطرية. كان طبيعيا ان تندلع الهبات الجماهيرية في أضعف حلقات النظام الجديد، وهي المجتمعات العربية. أفاقت الشعوب العربية على نظم ابوية استبدادية ومتخلفة احتكرت مع حواشيها الفتات الذي تخلت عنه الاحتكارات الامبريالية . نلذت الأنظمة الأبوية في ليل الليبرالية الجديدة ما توارث في المجتمعات من عقد اجتماعي يضمن الحد الأدنى من الرعاية الاجتماعية للدولة مقابل احتكارها للسلطات . أحدث طغيان الليبرالية الجديدة تصعيدا في الصراعات الاجتماعية يفتح الطريق لإلغاء الرأسمالية واستبدالها بنظام له ملامح إنسانية. بفعل القانون الجدلي، نفي النفي،الحرية شبه المطلقة لليبرالية الجديدة وضعت الشعوب تحت وطاة تجربة مريرة فتحت الأعين على البديل الاشتراكي وثبتت صحة تقييم ماركس لنظام الاستغلال الرأسمالي المحفوف بالإفقار المتزايد للشغيلة وبمحاطر جدية تهدد الحياة على الكوكب الأرضي. اكتسب طاقة جديدة شعار "الاشتراكية او فناء البشرية".
كما أن احتضان التحالف الامبريالية الصهيوني – الرجعية العربية لقطعان التكفيريين الإسلامويين قد نجح في إشاعة الفوضى والحروب الأهلية والْحقَ الدمار بعدد من الأقطار العربية ، ما أوهن التضامن مع شعب فلسطين وسمح بتجريف معظم أراضي فلسطين واغتصابها لتشييد المستعمرات. لكن المشروع الإجرامي اخفق في إنجاز مبتغاه وارتد مدحورا ، وتعزز نفوذ جبهة مقاومة مشاريع التحالف الامبريالي – الإسرائيلي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وعرى إسرائيل بالكامل. فإسرائيل ، المستقوية بنفوذ الليبرالية الجديدة، لا تنجز اهدافها بدون حروب متواصلة تصول بها على بلدان المنطقة.
بينت أزمة الليبرالية الجديدة صحة تقييم الصهيونية منذ بدايات نشاطها على مشارف القرن العشرين. ان مفكرا جدليا من وزن لينين أنفذ رؤية في اكتناه طبيعة الصهيونية حركة رجعية صنيعة الامبريالية المناقضة لمصالح الشعوب، ولا نتحدث عن موضوعية التفكير وانسجامه مع الضمير والشرف والعقل. لم تنتظر فرضيتا هينتنغتون وفوكوياما عقدا من الزمن حتى تصدعت وانهارت تحت وطأة اقتصاد الليبرالية الجديدة. فقد أٌقر المنصفون والمتحيزون صحة ودقة تحليل ماركس وتوصيفه للنظام الرأسمالي ونبوءته بمستقبله كنظام عالمي تنخره التناقضات لكنه لن يترك الساحة مختارا .
بانفراد أميركا بالهيمنة أخذت تنوس منارة الديمقراطية والاشتراكية. ضعفت جاذبية افكارها فغمر العالم قانون الغاب، طوفانا لثقافة البرجوازية بنسختها الليبرالية الجديدة. كابدت الطبقة العمالية العالمية هجمات ضارية على مكتسباتها وباتت حركة التحرر الوطني بلا سند . وتتهدد البيئة بفعل نشاط الرأسمال المزيد من التلوث يضع البشرية تحت خطر الإبادرة الجماعية؛ يتم تداول مفهوم " الفضلات" تعبيرا عن ثلاثة أرباع البشر على سطح الكوكب لم يعد اقتصاد الليبرالية الجديدة بحاجة إلى قوة عملهم يتوجب الإشراف على انقراضهم التدريجي، ومعظمهم من شعوب قارات آسيا وإفريقيا واميركا اللاتينية.
سخرت الليبرالية الجديدة أجهزتها الثقافية وقنواتها لتحطيم الهويات القومية وكل عناصر المناعة الوطنية والقومية بوجه تسلط مصالح رأسمالية العولمة. باختصار أسفرت الامبريالية الأمريكية وحلفاؤها في إسرائيل والاتحاد الأوروبي واليابان عن أطماع السيطرة المطلقة على مقدرات شعوب العالم كافة وإرجاعها إلى عهود التبعية المطلقة التي انهارت بعد الحرب العالمية الثانية.
تصاعد أيضاً الاستقطاب الذى يتمثل فى التضاد بين ثروة المراكز والفقر المتفاقم فى الأطراف، لم ينتج كما حدد الدكتور سمير امين، " عن ظروف خاصة بمختلف مناطق العالم – كما تدعيه الايديولوجيا السائدة – بل هو ناتج عمل التوسع الرأسمالى فى حد ذاته، إذ أن التوسع يقوم على عولمة سوق المنتجات ورءوس الأموال دون أن يصاحبها اندماج أسواق العمل التى تظل متفتتة ومحبوسة فى أطر الدول السياسية القائمة".
وتساءل الدكتور امين : بما أن بعض الأطراف قد دخلت بدورها فى مرحلة التصنيع بعد الحرب العالمية الثانية، وخطت خطوات واسعة فى إنماء قدرة المنافسة فى الأسواق العالمية على هذا الأساس، هل من شأن هذا التطور أن يخفف تدريجياً شدة ظاهرة الاستقطاب؟ أم أن عمل ما سميته «الاحتكارات الخمسة» التى تستفيد منها المراكز فى ظروفنا الراهنة (وهذه الاحتكارات تخص مجالات النظم المالية المعولمة والبحث التكنولوجى والحصول على الموارد الطبيعية والسيطرة على وسائل الاتصال وإنتاج أسلحة التدمير الشامل) من شأنه أن يضفى على قانون القيمة العولمية قوة استقطابية متجددة مقوية مضاعفة؟
قد تواجه البشرية أنظمة قهرية تتفوق على النازية والفاشية، مستغلة أزمات الرأسمالية المتوحشة بغية تأجيل إفلاسها النهائي؛ الأمر الذي يجعل من الملح والضروري تكتل الجهود للجم النشاط التدميري للرأسمالية المتوحشة ، وبالذات نشاط التجمع الصناعي – العسكري. فهذا الديناصور المعاصر، الذي تحرص الميديا الأميركية والعالمية على تغييب ذكره تماما ، حذر منه الرئيس الأميركي أيزنهاور في كلمة الوداع مشيرا إلى قدرته الذاتية على التضخم وزيادة نفوذه السياسي والثقافي والاقتصادي داخل اميركا وعلى صعيد العالم. يستنزف هذا الديناصور المتضخم ذاتيا ثروات البشرية ومخرجات الجهد البشري ويوظفها مع أذكى العقول وأفضل المواد الخام وأحدث منجزات الثورة العلمية وثورة الاتصالات في صناعة أدوات القتل والتدمير من اجل جني الأرباح الأسطورية. شركة لوكهيد مارتن، إحدى شركات التجمع، حققت أربعة مليارات دولار فقط من تطوير طائرة إف 35. وكم كان مكسب التجمع الصناعي العسكري من مليون مليون دولارر أنفقتها الولايات المتحدة على الحرب في العراق خلال خمس سنوات؟ وبموازاة ذلك كم كانت خسارة العراق من الأرواح البشرية والكوادر العلمية والثروات الطبيعية والمدنية؟! هذا الكائن الخرافي الذي ادخل البشرية مرحلة العولمة اللاإنسانية، هو الملهم والممول الرئيس بفتات أرباحه جيوش الإعلاميين والمثقفين ودور النشر ومراكز الأبحاث وعلماء الاجتماع والأكاديميين وكذلك الحركات والمنظمات والأحزاب السياسية التي تمتهن تشويه الحقائق وطمس الوقائع وترويج الوعي الزائف. سخر أخطبوط إيديولوجيا العسكرة معطيات علم النفس الاجتماعي لترويج فلسفة الداروينية الاجتماعية وإشاعة ثقافة الكازينو ، حيث القسوة والكراهية والعنف مرشد العلاقات الاجتماعية، وحيث يؤثم التكافل الاجتماعي والتضامن والتعاطف، وتشطب من مناهج التدريس مواضيع الفلسفة والعلوم الإنسانية والتربية النقدية. تبذل المساعي لاستنفار كل نظريات علم النفس الاجتماعي وتوظيفها للسيطرة على توجهات الجماهير، والانقضاض على ثروة العقل المدني لدى كل مجتمع، وتجريده من بدهيات العمل العام، لدرجة طمس معالم الحياة الأخلاقية، التي توصلت حضارات المعمورة إلى تثبيت أصولها الفكرية والحقوقية. ومن خلال عولمة الحياة الروحية شرعت ثقافة العولمة محاولاتها لهدم الصروح الحضارية للشعوب تمهيدا لطمس خصائصها القومية وحملها على قبول النموذج الأميركي والالتحاق بالرأسمال المعولم وتصفية كل سلطة معنوية كانت تتمتع بها هذه المفاهيم الكلية في الحرية والعدالة والمساواة، والتضامن ضد الاستبداد والفقر والعدوان. حتى لقد بلغ الشطط أن بوشر تدمير إنسانية البشر بالجملة ، وتحويل متلقى منتج ثقافة العولمة إلى كائنات تسير بالريموت كونترول. ما كان بالمستطاع تطويع الشعوب للسكوت على الإنفاق الضخم على التسلح والقبول برضى آثم عن الحروب المتواترة المدمرة بحجة او أخرى لولا استلاب العقل النقدي، وحمله على التخلي عن وظيفته في التحذير والتوعية.
ليس بمقدور الجهود الشيطانية حجز مكائدها في صناديق محكمة الأقفال. من جانب تدأب ثقافة الليبرالية الجديدة والبيداغوجيا على تدمر القيم المادية وتدمر إنسانية البشر، وبالمقابل ينبري المثقفون النقديون بأعداد متزايدة يفضحون لاإنسانية الليبرالية الجديدة. أصدر هنري غيروكس مؤلفات حول التربية النقدية وتربية الشباب في عصر العولمة الجديدة، وصدر مؤخرا كتاب "صحفيون مباعون" من تأليف المراسل الحربي الألماني السابق ، الدكتور أودو اولوفكوته، وفيه يفضح أسرار التواطؤ بين السلطة الرابعة ودوائر المخابرات ، الموساد الإسرائيلي والمخابرات المركزية الأميركية وإم 16 البريطانية والمخبرات الألمانية (بي إن دي) على فبركة تقارير إخبارية موجهة لشيطنة روسيا من اجل شن عدوان نووي ضدها.
وحسب تقديرات البروفيسور الأميركي هنري غيروكس، أستاذ التربية النقدية، تبذل الليبرالية الجديدة المحاولات لتنقية العملية التربوية من القيم الإنسانية ومن الاهتمام بقضايا المجتمع ؛ تريد الليبرالية الجديدة قطع الطريق الصاعد بالبشرية نحو التحرر والديمقراطية والاشتراكية؛ تقصر التربية على تنمية الكفاءات المهنية. السياسات العدوانية تفرز ثقافة تبلد الأحاسيس وتشيع التصحر الوجداني ؛ لم يعد جذابا لدى لرأسمالية الاحتكارية سوى الأرباح الاحتكارية بشتى السبل، حتى بالمضاربة والتخلي عن الإنتاج وتضخيم أسعار الأسهم بصور مصطنعة، الأمر الذي أدى إلى تفجر الأزمة المالية الدولية عام 2008 ، وما زالت مؤثراتها الكارثية تلحق باقتصاد البلدان التابعة ومنها الأقطار العربية كافة، حيث أفلحت الاحتكارات في كل مرة تجيير ازماتها على الشعوب التابعة.
صاغ تشومسكي عام 1988 ، مفهوم " صناعة الموافقة " للتعريف بدور الميديا الأميركية في الحفاظ على الوضع القائم الذي يعمل لمصلحة ما يسمى " الإستابليشمنت " (واقرب معنى عربي لها "الملأ") من نخب الشركات الضخمة والمؤسسة السياسية. وقدم مآسي غزة مثالا لثقافة الليبرالية في القسوة ونشر الكراهية والحط من إنسانية البشر. الولايات المتحدة ضمنت لنفسها ولمن يسير بفلكها حرية اقتراف العدوان العسكري بلا مساءلة . وهي وحلفاؤها يهددون بالأعمال العسكرية العدوانية وتنفيذ التهديدات وقتما يشاءون دون التعرض للمساءلةّ!! تجاوب مع تشومسكي مفكر موسوعي عربي، هو الروائي والباحث يوسف زيدان: داعش»، «دامل»، «أنصار الشريعة»، «جبهة النصرة»، «التكفير والهجرة»، «الجماعة الإسلامية»، «أنصار بيت المقدس»، «جماعة مُحبى الآلام»، «جنود الرب» وغيرها ثم الصهيونية .. هى أسماء متعدِّدةٌ تعبر عن شىء واحد فى جوهره، هذا الشىء هو الحالة الحيوانية البدائية التى عاش فيها البشر قرابة مليون سنة على هذه الأرض، ثم حجبتها الحضارة خلال السبعة آلاف سنة الماضية بقشرةٍ رقيقة قامت على أسس حضارية متوارثة. لهذا الحضيض انحطت الحياة الدولية بعد غياب المنارة السوفييتية عنها.
فلا غرابة ان يرتفع شعار "الاشتراكية او فناء البشرية"..
هذا هو عالم ما بعد الاتحاد السوفييتي



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 11 أيلول تخطيط اخرق وتحقيقات خرقاء لعملية همجية
- نأكل ونلبس مما ننتج ..نداء الصمود والتحدي
- جولة خالية الوفاض والتفاوض تكتيك يمنح نتنياهو مهلة لإنجاز مش ...
- المخاطر ما زالت تحدق بالأقصى
- هل ينجو اتفاق بوتين –ترامب من فيروس النزعة العسكرية العدواني ...
- أطماع الهيمنة الإقليمية تتسلق ذرى جديدة ولا جنوح للمسالمة
- أميركا : دبلوماسية تخاتل ومشروع هيمنة كونية يقاتل
- البريكاريات الطبقة المسحوقة في حقبة الليبرالية الجديدة
- كوربين تيار يساري يستأنف نفوذه على الحياة السياسية الدولية
- الاحتلال على مفترق طرق
- حقبة حزيران
- الفائز يبقى وحيدا -2
- الفائز يبقى وحيدا -1
- تفكيك البارتهايد .. قهر الليبرالية الجديدة واقتصادها
- اتضحت للعالم الجريمة الهمجية لتحالف الصهيونية الامبريالية
- اختطاف فلسطين دولة لليهود
- لمن تقرع حماس أجراسها ؟
- عولمة الفاشية المتداخلة مع العنصرية
- إسرائيل الدولة الوظيفية
- تحصين سياسات الاباتهايد


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - سعيد مضيه - مع خفوت منارات أكتوبر