أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - تحديات الاستفتاء














المزيد.....

تحديات الاستفتاء


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 01:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الترقب والمناورة هما الأُسلوب الذي اتبعه طرفا الأزمة العراقية، الحكومة المركزية وساسة الإقليم، بعد استفتاء الاقليم في 25/9. آفاق حل الازمة تبدو واضحة، فالتفاوض والحوار هما مطلب ملح نادت به ودعت اليه اطراف عديدة، اما التصعيد والمهاترات الكلامية، الرسمية وغير الرسمية، التي تناثرت من الجانبين، فهدفها هو اختبار قوة احتمال الخصم. ورغم أن للأزمة ترابطات وأبعاد إقليمية تجعل لمواقف الدول الاقليمية ونواياها تاثير على مسار الأحداث، لكن هذه التاثيرات ستحّيد وتتراجع مفاعيلها ما أن يجلس الطرفان الى مائدة الحوار.

والسؤال هو، مالذي يمنع أو يعطل عقد هذا الحوار طالما أنه الحل الأمثل؟

لا تبدو حكومة بغداد في عجلة من أمرها، فقد رمت الكرة في ملعب الطرف الآخر، إذ اشترطت على ساسة الاقليم الغاء نتائج الاستفتاء كشرط رئيسي للحوار، مستندة في ذلك الى أرضية دستورية وقانونية، ودعم شعبي ودولي، وحماسة اقليمية لمواجهة خطوة الاقليم المنفردة. وهي تراهن على الوقت وتعّول على تفاقم الصعوبات أمام من اتخذ خطوة الاستفتاء، السيد مسعود البارزاني وحزبه الديمقراطي الكردستاني، من ضغوط الأزمة الاقتصادية التي ستؤدي اليها الاجراءات المحتملة للمركز والدول الاقليمية؛ الى تزايد المعارضة الداخلية له ولخطوته، لاسيما وهو يمكث في منصبه ويمارس سلطاته اللامحدودة دون شرعية دستورية، وهي ضغوط وتفاعلات قد تفضي الى اضطرار ساسة الاقليم لتقديم التنازل المطلوب لتعود المياه الى مجاريها.

لكن المياه لن تعود الى مجاريها، حتى وإن انتهت الأزمة الى صفقات وتفاهمات، فأوضاع ما قبل الاستفتاء لن تكون هي هي بعده. فخطوة الإقليم وضعت تحديات كبيرة أمام الطرفين سيجتهد كل طرف منهما لان يبعد النار التي اشعلها الاستفتاء، قدر مايستطيع، عن حياضه، ويحاول الدفع باتجاه النهاية السعيدة المألوفة، حيث يجلس الطرفان ليتفاهما على مااختلفوا عليه، ويتفاهمان.

هذه النهاية السعيدة ليست مستبعدة في ظل تركيبة السلطة والسياسة في العراق، القائمة على التوافقات والمحاصصة والارتهان السياسي للخارج، لكن قبل وقوعها، إن وقعت، سيكون هناك مخاض يحمل بعض التحديات للجانبين، وأهمها وأكثرها صعوبة هو التحدي الذي سيواجهه السيد العبادي في قيادته للدولة.

فالسيد "العبادي"، الذي أدار الأزمة بتروٍ وهدوء، قرر الاستناد الى الدستور والقانون، وأتخذ، مع مجلس الأمن الوزاري، مسنودا بحماسة "منقطعة النظير" من البرلمان العراقي، عدة اجراءات ضد ساسة الاقليم، فالحكومة كانت تلح على أنها ستجنب مواطني الاقليم عواقب خطوة الاستفتاء. وكانت أهم الاجراءات المزمعة هي متابعة حسابات مصرفية أودع فيها أفراد من أسرة البارزاني، ومقربون منه، عائدات النفط الذي يباع أو "يهرّب" من الإقليم.

إذن "جريمة" ساسة الإقليم هي خرق الدستور، والفساد الاداري، ونهب المال العام. وأي متابع للوضع العراقي يعرف أن ساسة الإقليم ليسوا الوحيدين الذين خرقوا الدستور ونهبوا المال العام، وهذا الواقع يضع تحديات أمام السيد العبادي، فهو إذا نجح في مسعاه بتنفيذ إجراءات حكومته ضد ساسة الاقليم، وهو نجاح سيكون مكلفا له، عليه أن ياخذ هذا النجاح وينطلق به كتتمة موضوعية لمعالجة الفساد داخل بيته؛ حزبه وائتلافه وحكومته. فهو يعرف قبل غيره أن المكان من حوله مليء بخارقي الدستور والمتلاعبين بالقوانين والسارقين، أو قل الناهبين للمال العام، وهؤلاء جميعا يشغلون مواقع في السلطات الثلاث، وهم من يشكل جسد السلطة بكل مرافقها، ويجب عليه أن يمارس ضدهم ما مارسه ضد ساسة الاقليم، وإلا سَيطعن الرأي العام بجدية توجهاته وبجدارته كرئيس للسلطة التنفيذية. لاسيما وأن مطالب متكررة يرفعها محتجون بشكل متواصل في ساحة التحرير، ومن على المنابر الإعلامية، تلح على معالجة ملف الفساد الذي هو، في حقيقة الأمر، الأهم من بين جميع الملفات، فمنه وبه بدأت مصائب البلد.

لا أحد يحمل، مهما أفرط بالتفاؤل، أوهاما حول ممكنات معالجة ملف الفساد، فالفاسدون صاروا قوة منظمة ومتمرسة، ونسجوا من حولهم شبكة متداخلة يتساندون مع بعضهم فيها، ما يجعل إمكانية اختراقهم، بأي إجراء، أمر صعب، إن لم يكن مستحيلا، ما يعني أن معالجة الأمر تتطلب تحولا جذريا في بنية النظام كله، وهذا لايمكن أن يتم، بطبيعة الحال، من داخله، الأمر الذي يفتح باب التساؤل من جديد حول قدرات السيد "العبادي"، واستعداده وأهليته، على تجاوز خلفيته ومرجعيته الحزبية والأيدلوجية، التي قيدته فيما مضى، وتقيده وتمنعه الآن من القيام بأي فعل يعارض إرادتها ومصالحها، كي يقوم بخطوة استثنائية تنقله وتنقل البلد الى مرحلة جديدة تفتح أفقا لتجاوز الأزمة المركبة التي يعيشها.

الطريف أنه في ظل انسداد الوضع السياسي المستمر منذ السقوط عام 2003 وحتى الآن، جنحت مخيلة الكثيرين الى حل سحري لمعضلة الحكم العراقية يتحقق على يد زعيم جريء، مثل الرئيس الروسي فلادمير بوتين، يدير البلد بقبضة حديدية تخفف من وطأتها بعض الحريات العامة، يعيد للدولة وللقانون هيبتهما، ليكون بديلا عن الفوضى والفساد المستشريين في مفاصل الدولة، لكن الخشية هي في أن تقع الماساة، ولايحصل العراقيون، وهم يبحثون عن "منقذ" لأوضاعهم المستعصية في شخصية شبيهة بالرئيس الروسي بوتين، على أكثر من الرئيس المصري السيسي، لكن بنكهة عراقية.



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من الماضي
- حلقات مفقودة من سيرة (مناضل)
- مديح زائف
- وعود خفية
- مأزق الاستفتاء
- مهرجان الاستفتاء والانفصال
- ذات يوم كان ديلان
- مخالب فولاذية أُنْشِبَت في غير مكانها
- تلك هي شقائق النعمان إذن!2
- تلك هي شقائق النعمان إذن!
- نظرة إحادية
- مشروع مؤجل
- محنة العجز
- محنة عراقية
- (المناضل) عزيز السيد جاسم
- أول آيار، بعيد، حزين ومنسي
- الحشد الشعبي: الدور والمهمة
- وداعا ايها الورق وداعا
- تركة ثقيلة
- عقدة المظلومية


المزيد.....




- بوتين ولاريجاني يبحثان النووي الإيراني والتطورات في الشرق ال ...
- ترامب -تفاجأ- بالقصف على سوريا.. انتقادات في واشنطن لسلوك نت ...
- محادثات أوروبية إيرانية مرتقبة بشأن برنامج طهران النووي
- شاهد.. كمين لسرايا القدس يستهدف أسر جنود إسرائيليين
- مظاهرة مؤيدة لفلسطين تنطلق في برلين رغم رفض السلطات الأولي
- هآرتس: إسرائيل تستضيف مؤثرين أميركيين لتلميع صورتها بالولايا ...
- اتفاق السويداء يثير ارتياحا ومخاوف ومغردون: الهجري يخالف في ...
- سيول جارفة في إب ومغردون ينتقدون تعاطي السلطات مع الظاهرة
- إعلان مبادئ بشأن الكونغو.. بصمة جديدة لقطر في صناعة الحلول
- عاجل | مسؤول إسرائيلي: تجري مناقشة إنزال جوي للمساعدات على ق ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - تحديات الاستفتاء