أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - محنة عراقية














المزيد.....

محنة عراقية


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 5218 - 2016 / 7 / 9 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتردد كلام عابر بين عامة الناس في العراق أن جنود السيطرات يتعرفون بعض الأحيان على السيارات المفخخة حين مرورها عبر سيطراتهم، سواء باجهزة الكشف المزيفة التي سببت فضيحة كبيرة أو بطرق أخرى، لكنهم لايعترضون هذه المفخخات خوفا من أن يفجرها حاملوها في موقعهم. يعني يفضلون انقاذ حياتهم على حياة أناس آخرين أكثر عددا.

هذا كلام مرسل لايستند الى أي معلومة أو وقائع ولا حتى لاستنتاجات وتحاليل إنما هو نتاج لأقاويل وكلام عابر يردد في الشارع. ولكن لطالما كانت الاحاديث العابرة والكلام المرسل هي التي تسرب الحقائق، والحقائق الخطيرة بعض الاحيان.
وبغض النظر عما اذا كان هذا الكلام صحيحا ام لا، ومع الاقرار بان هذا ليس هو كل اسباب تسرب العجلات المفخخة ولا هو بالسبب الرئيسي حتى، لان لهذا التسرب ادوات ومسارب أخرى تبدأ قبل وصول المفخخات الى أماكنها عابرة السيطرات، فكما نعرف أن لمنظمات الإرهاب عاملون ومساندون منتشرون في مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية وبرلمانها، هذا بالاضافة إلى البعد السياسي والامني الاوسع المتمثل بالدعم الاقليمي والدولي للإرهاب سواء المثبت منه بالأدلة أو بحسب التوقعات، مع كل هذا يطرح سؤال منطقي:
مالذي يمنع هؤلاء الجنود، بافتراض أن هذه الأقاويل صحيحة، وأن أسباب هذا السلوك ليس تقصيرا عاديا في العمل، من منع عجلات الإرهابيين من المرور؟

بظني أن السبب الأكبر لهذا السلوك ومايشبهه يعود لطبيعة وأساليب العدو " داعش وتوابعها" التي تواجهها الدولة ومؤسساتها ومن وراءهما المجتمع العراقي. فاسلوب القسوة المفرطة والعنف المنفلت والقتل الجماعي العشوائي الذي يتبعه الإرهابيون، لاسيما إذا مورس كاستراتيجية هدفها الترويع والقتل، وهو ما تمارسه داعش، وليس بدافع اليأس والعجز، كالذي مارسه، مثلا، بعض الفلسطينيين ضد المحتل الاسرائلي، هي التي تخلق جدارا سميكا من الرعب يعوق مواجهة الارهاب وتعطيله. مما يعني في النهاية أن هذا العدو له قدرات وتركيبة نوعية، تقنية وتعبوية، مختلفة عن أي عدو تقليدي يمكن أن تواجهه أجهزة أمنية في أي دولة. وأهم وأخطر ما في هذه الطبيعة هو عقائدية وطوباوية الارهابيين التي تدفعهم للأعمال الانتحارية وإلى أعمال القتل العشوائي والجماعي، وهي، كما اثببت الوقائع، وعلينا الاعتراف بذلك، وسيلة مدمرة لايمكن مواجهتها بسهولة. (أُذّكر هنا بان هذا الأسلوب " التفجيرات في اماكن عامة والقتل الجماعي العشوائي" اتبع في حرب التحرير الجزائرية ضد المستوطنين الفرنسيين، وكان له تاثيرا فعالا على نتائج الكفاح السياسي هناك، مع الفارق النوعي الكبير، طبعا، في دوافعه وظروفه).

ويبدو من البديهي القول أن نجاح الارهاب المتواصل لايعود فقط لقدراته الذاتية وإنما لضعف اجهزة الدولة وعجزها في مواجهته، وهذا العجز يعكس فشلا أمنيا واضحا، والفشل الأمني، إذا ماتكرر واستمكن وصار ظاهرة يومية، كما هو حال العاصمة بغداد الآن، يدلل بدوره على فشل سياسي. ذلك لأن الفشل الامني الذي يعاني منه العراق الآن ليس فشلا كميا محدودا يتمثل في خرق أمني هنا أو هناك، فمثل هذا الخرق حدث في أكثر البلدان تحصنا وضبطا أمنيا" فرنسا وبلجيكا وتركيا" لكنه في واقعنا العراقي ناتج عن فشل بنيوي يكمن في تركيبة النظام السياسي وبطرائق الحكم وبادواته وليس بكفاءة قاصرة هنا وجدارة مفتقدة هناك، فالمشكلة أبعد من أن تُحصر في أفراد أو جهاز بعينه.

من كل هذا يمكننا استخلاص ان مواجهة هذا العدو تتطلب وسائل وقدرات حديثة ونوعية تناسب الخطر وطبيعة العدو، وهو ما يبدو أن الدولة العراقية مفتقدة له لأسباب تتعلق، كما سبق ذكره، بتركيبتها وبطبيعة وقدرات القوى السياسية التي تدير اليلد التي يمزقها صراع المصالح والاجندة السياسية والحزبية والدوافع الطائفية والدينية وغيرها.

والسؤال الاساسي الان هو :

ماهو العلاج لهذا الوضع؟ كيف يكون التغيير وبأي الأدوات والوسائل؟ وهل تجدي مظاهرات سلمية بمطالب محدودة، كتلك التي يقوم بها شباب التحرير، في معالجة هذا الواقع؟

أظن أن طموح الإجابة عن مثل هذه التساؤلات يتطلب وقفة مستقلة.



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (المناضل) عزيز السيد جاسم
- أول آيار، بعيد، حزين ومنسي
- الحشد الشعبي: الدور والمهمة
- وداعا ايها الورق وداعا
- تركة ثقيلة
- عقدة المظلومية
- في فضائل الانتحار/ كلام في السياسة
- حرب التقسيم
- ألأمهات مستودع الحكمة
- تكفيريو اليسار
- بوابات الماضي
- هوى التقسيم
- بارزان 1984
- البعث (العديوي)
- من يقرر صواب المواقف؟
- لمحة قصيرة عن تشكل رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين
- للعراق رب يحميه
- ألإخوان يفترسون
- طقوس عاشوراء
- ماذا لو...


المزيد.....




- شاهد احتجاج سكان البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس في إيطاليا ...
- كيف حقق جهاز الموساد الإسرائيلي اختراقات في إيران منذ سنوات؟ ...
- تراشق كلامي بين ترامب وماكرون بشأن الحرب الإسرائيلية الإيران ...
- إليكم أين تقف ترسانة إيران العسكرية مع استمرار الصراع مع إسر ...
- كندا والهند تتفقان على استئناف العلاقات الدبلوماسية
- -عمود شبحي- تحت سلطنة عُمان!.. ظاهرة جيولوجية نادرة
- نائب الرئيس الإيراني: الأوضاع في المنشآت النووية طبيعية رغم ...
- مسيرة إسرائيلية تلقي نقودا مزيفة تحمل -ألغازا لحزب الله- جنو ...
- -واشنطن بوست-: 10 أيام وتنفد الصواريخ لدى إسرائيل.. فماذا ست ...
- أغنية روسية في مقطع فيديو على حساب ماكرون الرسمي في تيك توك! ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - محنة عراقية