أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - عبد اللطيف بن سالم - الفساد الأخلاقي














المزيد.....

الفساد الأخلاقي


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5665 - 2017 / 10 / 10 - 00:02
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


الفساد الأخلاقي
لماذا يكثر اليوم ما يسمى بالفساد الأخلاقي؟ وهل من تحديد لمفهومه؟
يقول"جان جاك روسو" في كتابه " أميل" أو"مقتضيات التربية":إن كل مايحدث في الطبيعة طبيعي،فلماذا يسمى فسادا إذن ما يحدث بين الذكر و الأنثى من بني البشر من التجاذب و التقارب و المحبة؟ أليس ما يُسمى فسادا حقا هو ذلك المضر بالطبيعة أو هو السلوك البشري غير العادي والمنافي بالفعل للأخلاق العامّة؟لكن من منا اليوم بقادر حقا على التمييز بين السلوك العادي و غير العادي؟و من منا اليوم بقادر حقا على التمييز بين الأخلاق الحميدة و غير الحميدة و قد اختلت جميع الموازين و اهتزت الكثير من المبادئ في المجتمعات المعاصرة بفعل تداخل الثقافات و انتشار هذه العولمة ؟
إن الكثير من الشباب اليوم يؤمن في قرارة نفسه بأن التحرش الجنسي أمر عادي و طبيعي جدا و ليس من حق أي كان في إدانته ، أليس وجود نوعين مختلفين في الجنس بين الحيوان أو بين البشر كان لهذا الغرض، لغرض التقارب و التفاعل؟ كما يعتقد الكثير من الشباب اليوم أيضا بأن الأجيال السابقة هي التي أفسدت عليهم حياتهم العادية بما جلبت إليهم من الأوامر و النواهي التحليلية منها و التحريمية و بالتالي فإن ما يُعتبر فسادا منذ زمن طويل هو في نظرهم اليوم في غاية الصواب و الطبيعيّة إذا ما حبيناه فقط بقليل من التهذيب والأدب كي لا يُفضي في الأخير إلى نوع من الاختلاف الحاد بين الأجيال أو إلى التصادم و بالتالي فما علينا إلا مراجعة أخلاقنا دوما في هذا الزمن حتى تستقيم على الطريقة الحديثة و نخفف ما بين الأجيال المتعاقبة من الصراع و التوتر.
وللملاحظة لماذا لا نزال نُقيد كل أخلاقياتنا بعُقدة الجنس هذه؟ يبدو أننا لو نستطيع التحرر منها نتحررُ أيضا من كل ما نعتبره أخلاقا فاسدة و نلتقي بأخلاق كل العالم المتحرر من قبلنا من ربقة تلك التقاليد و المواضعات البالية القائمة على هذا الجنس المحرّم عندنا تارة و المحلل تارة أخرى و الذي هو في رأيي السبب المباشر في عقمنا الحضاري كله لأكثر من أربعة عشر قرنا من العمر لأننا جعلناه مركز اهتمامنا كله طيلة هذه المدة وكانت كل معارفنا وثقافاتنا مقيدة به . هو صحيح أن كل سلوك البشر كما يرى سيقموند فرويد متأثر بهذه الغريزة الجنسية ( الليبيدو) كما يسميها فريد لكن نحن بشر نتميز عن الحيوان بالعقل وبهذا العقل نتحكم في سلوكنا ونوجهه بإرادتنا في ما ينفعنا ويُصلح حالنا لأنه على قدر ما نكون خاضعين في سلوكنا إلى هذه الغريزة على قدر ما نكون مستسلمين لحيوانيتنا ومتخلفين عن ركب الحضارة المتقدم كثيرا وكثيرا عنا .
لكن ما دليلنا على صحة ما نقوله في هذه الآونة؟ يكفي أن نستقرئ تاريخ الزواج في بلداننا العربية و نتعرّف على مدى نجاحه من عدمه و ما يجري فيه مما يسمى عادة بالخيانة الزوجية وما يُعرض منه من القضايا على المحاكم وما يتحقق فيه من حالات طلاق تصل في تونس وحدها إلى أكثر من تسعة آلاف حالة في السنة كما جاء ذلك في متابعات جريدة الصريح التونسية ليوم الأربعاء 11 مارس من سنة 2015 حتى نتأكد بالفعل من صحة و سلامة هذا التصور و من صحة و سلامة تلك الخواطر الشبابية المتناقضة عادة مع رؤى الأجيال السابقة أم أنه لابد من أن تصير أحاسيسنا و عواطفنا و جنسنا أيضا تُباع و تُشترى في السوق كأي بضاعة ؟ أين إذن إنسانيتنا المميزة لنا عن الحيوان الأعجم؟ و لسنا في هذه الكلمة القصيرة في حاجة إلى البحث في الأسباب الاجتماعية و الاقتصادية و النفسية لظاهرة الطلاق هذه بقدر ما نحن في حاجة أكثر إلى فهم ما صار يعتمل في نفوس الشباب اليوم نتيجة لهذا الفشل المتفاقم في العلاقات الزوجية وما صار يترسخ في عقلية المجتمع (الشباب منه بالخصوص) من الإحساس بالخيبة وضعف الأمل و اللامبالاة بهذه العلاقة فمن كان منهم (على أدب) انكفأ على نفسه و اكتفى بالحزن و الكآبة و الصبر على المكاره أو لجأ إلى تصريف أموره عن طريق الشذوذ الجنسي بمختلف أشكاله و ألوانه و من كان منهم على إدراك بمقتضيات هذا الواقع دون اعتبار لآدابه و أخلاقه لجأ إلى التكيف مع هذا الوضع بما يبرره له قولهم من أن "الضرورات تبيح المحظورات" و انخرط في ما يمكن تسميته بالموبقات والمفاسد العديدة وفي أية حالة من الحالتين يجد الشاب نفسه في حالة انبتات دائم .



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية بين المحلي والكوني .
- الإنسان والزمان
- ماالحجاب ؟
- حقوق الإنسان وتلوث المحيط
- خطأ في الفلسفة
- هي عزة أم غزة ؟
- هل أرحنا أنفسنا من زيف الكلام ؟
- هل من إبداع للمرأة العربية في مجال نقد الفنون ؟
- وهل من منهجية صحيحة لمقاومة الإرهاب ؟
- هل أن في بيتنا أمريكا ؟
- الديمقراطية الموعودة
- هروب
- العالم العربي تحت المجهر .
- - الدواعش -
- شكوى إلى هيئة الحقيقة والكرامة بتونس
- وعد بلفور...وعد الشؤم على العالم بأسره .
- الفساد في الأرض ... كيف نفهمه ؟
- من رحم المعاناة
- ومضات :
- هل من الكلمات قنابلُ ؟


المزيد.....




- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق
- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر.. سجلي ...
- تأويلات العدالة: قراءة في مآلات التقاضي في قضايا العنف ضد ال ...
- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...
- تواصل العصابات تجنيد الاطفال رغم الأساليب الجديدة للشرطة
- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - عبد اللطيف بن سالم - الفساد الأخلاقي